(تحية إلى المجلة العلمية الرصينة: (الأحمدية)[1] الصادرة عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي).
[1] نسبة إلى المدرسة الدينية العلمية (الأحمدية) التي أسسها الوجيه أحمد بن دلموك بدبي
[2]إشارة إلى الأستاذ الدكتور أحمد محمد نور سيف الأستاذ في جامعة أم القرى مدير دار البحوث آنذاك
[3] إشارة إلى الدكتور عبدالحكيم الأنيس مدير تحرير المجلة آنذاك، وله أقول أيضًا:
رستْ على الشاطئ الأدنى بقاربِها=في رحلة العَودِ مِنْ إحدى تجارِبِها
أميرةُ الصحف تخطو بعد ما نزلتْ= تواضعًا وهْي في عَليا مراتِبِها
في خلعةٍ أوغلتْ في الفنِّ دقتُها= وقامةٍ قد تناهتْ في تناسُبِها
يُريكَ إشعاعُها أصباغَ بزّتها=ووشيَها وجمالًا في تجاوُبِها
حتى كأنَّ شموعًا في غلالتها= نمَّتْ عليها وشمسًا فوق حاجبِها
ولوحةً شعَّ فيها اللوحُ وافترشتْ= كتابَها ريشةٌ في كفِّ كاتِبِها
* * *=* * *
ثمَّ انبرتْ في وجوه القوم "باحثة"= عن بسمةٍ عند راضيها وعاتِبِها
تزورُ في كل سطرٍ مِنْ أجندتها= وجهًا تلمَّسُ فيه قلبَ غائِبِها
تستكشفُ الصدقَ في كفَّيْ مُعانِقها=وتلمحُ الحبَّ في عينَيْ مغاضِبِها
زارتْ لتعرِفَ ماذا في مُطارَحةٍ= قد أعجبَ القومَ ممّا في حقائِبِها
زارتْ لتتركَ للأجيالِ بصمتَنا= بوجنتيها وهذي مِنْ مناقِبِها
زارتْ لتعرضَ أفْقًا مِنْ حضارتِنا= وما تعاقبَ فيه مِنْ كواكِبِها
حَيّى الجُموعُ الفتاةَ الأحمديةَ في= تكريمِها بجُموعٍ مِنْ مراحِبِها
كلُّ الشفاهِ هتافاتٌ وزغردةٌ= لولا النُّهى ووقارٌ في تخاطُبِها
* * *=* * *
الأحمدية ماذا أنتَ نائلُه=منها وهل ترَكَ المُثِني لعائِبِها؟
اُنظرْ إلى وجهِها واخطبْ مودَّتَها= فسوف عَنْ قلبِها ترضى وقالَبِها
حسناءُ مدَّ هواها ليلَ عاشقِها=وقصَّر العجزُ عنها كفَّ خاطِبِها
الأحمدية نورٌ مِنْ هنا انطلقتْ= أُولى سراياهُ في أُولى كتائِبِها
الأحمدية (سيفٌ)[2] منذ سُلَّ هنا=لمْ تُغْمَدِ البيضُ إلا في مضارِبِها
* * *=* * *
يا شمعةً قد أضاءتْ كلَّ حجرتِنا= حتى أرَتْنا رُؤانا في جوانِبِها
يا مَنْ كَتبتِ بحبرِ النُّورِ قصتَنا= على الليالي فصارتْ مِنْ عجائِبِها
كم دعوةِ ابنٍ إلى أمٍّ ستبعثُها= ذكراكِ مِنْ بعدُ أو بنتٍ إلى أبِها
بنتَ الخليجِ ألا عطرٌ تمسُّ به= بنتَ المحيطِ فتاةٌ مِنْ قرائِبِها؟
بنتَ الصباحِ ألا فجرٌ سيَهزمُ مِنْ= مشارقِ الأرض ليلاً في مغارِبِها؟
* * *=* * *
سِيري على ذمَّة المولى مباركةً= في رحلةٍ أمِنَتْ إدراكَ طالِبِها
سِيري على مدرج الرُّواد قافلةً= شُهْبُ المجرة بعضٌ مِنْ نجائِبِها
مُرِّي على لبةِ الأيام كفَّ سنا=تفري جيوبَ الليالي عن ترائِبِها
بُوركتِ مِنْ منتدىً رحبٍ ومأدبةٍ= يُدْعى لها الجَفلى في دارِ آدِبِها
وحفلةٍ مِنْ وجوهِ الأدعياء صَفَتْ= ومِنْ طُفيليِّ أقلامٍ وأشعَبِها
* * *=* * *
ومِشْعلاً للهُدى كُنْ أنتَ يا قلمًا= يجلو الدروبَ مضيئًا في غياهِبِها
كُنْ مُمتعًا كُنْ أمينَ النقل مُنتقيًا= كُنْ مُبدِعًا في متاهاتِ النُّهى نَبِها
وقُمْ على الرأسِ إجلالًا وتكرمةً= للأحمديةِ واعكفْ في محارِبِها
أَمسِكْ بحبلِ هواها غيرَ مكترثٍ= وألقِ حبلَ سواها فوقَ غارِبِها
وبحْ على صدرِها بالسرِّ منكَ وكُلْ= مِنْ رزقِ ربِّك وامشِ في مناكِبِها
نبِّهْ بها كلَّ طفلٍ ضاعَ مِنْ يدهِ= مفتاحُ بيتِ أبيه وهو ما أَبِها
خلِّصْ بها مِنْ سماديرِ الهوى أُممًا=مغلوبةً تَتجارى خلفَ غالِبِها
اُكتبْ إليها على ما كانَ مِنْ جدلٍ= في رأيِها واختلافٍ في مشارِبِها
مُسْتنجِزًا مِنْ أمانيها لواقعِها= ومُسْتضِيئًا لآتيها بذاهِبِها
* * *=* * *
واذكرْ يَدَ الشيخِ (مكتومٍ) بما وَهبتْ= فالأحمديةُ جزءٌ مِنْ مواهِبِها
فليحفظِ اللهُ (مكتومًا) و(إخوتَهُ)= ممّا تُريه الليالي مِنْ نوائِبِها
وليهنأ الدارَ حَيّى اللهُ أُسرتَها= ما قدَّمتهُ وحَيّى وجهَ صاحِبِها
تُجْبى لهم ثمراتُ العلمِ طازجةً= فيَنتقونَ إلينا مِنْ أطايِبِها
فإن تكنْ خدمةُ الإسلامِ واجبةً= فالدارُ -لا شكَّ- قد قامتْ بواجبِها
فما تُقاسُ على دارٍ وإنْ خَدَمَتْ= ولا مكاتِبُها على مكاتِبِها
شتانَ ما بين دارٍ هيَ آهلةٌ= مِنَ (الأنيسِ) ودارٍ لا أنيسَ بِها[3]
تيهي كما شئت يا دار البحوث على= كل الديار فيس الأمر مشتبها
شتان ما بين دار هي آهلة= من الأنيس ودار لا أنيس بها