الشيخ المجاهد العالم العامل محمد هاشم المجذوب في ذمة الله
في وداع الراحلين
ودعت الأمة الإسلامية العالم العامل المجاهد بالأمس ، من أولي البقية الذين لا يخافون في الله لومة لائم محمد هاشم المجذوب . الذي سبق أن قضى في سجون الظالمين أكثر من عشرين عاما ، قضاها في سجن تدمر الصحراوي ، ولم تلن له قناة ولا وهت عزيمة بل ظل كالطود الشامخ إيمانا واحتسابا وصبرا ومصابرة ..
ولقد حول الراحل الكبير السجن من حوله ، على قسوة الظرف وشدة اللأواء ، إلى مدرسة لتعليم كتاب الله ، والتفقيه في دين الله ، حتى أنسى شركاءه في القاعة شدة الوطأة و مرارة الابتلاء ...
دخل رحمه الله السجن من أجل فتوى أصدرها ، التزم بها إجماع الأمة ، في الوقت الذي كعّ فيه وداور وناور أصحاب العمائم المزيفة الذين أفسدوا على الناس دينهم وشوهوا عقائدهم ، ودفعوا شباب الأمة إلى الغلو والتطرف المقيتين اللذين تعاني منهما كل الأمة المسلمة اليوم ...
اللهم إنا نشهد أنه كان من الذين يقرون لك بالألوهية ، ويشهدون لرسولك محمد أزكى صلواتك عليه بالرسالة ، وكان من الناصحين لكتابك ولشريعتك ولخاصة المسلمين وعامتهم . ونشهد أنه كان من الصداعين بالحق المناوئين للباطل ، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ومن الذين لا تأخذهم فيك لومة لائم ..
اللهم فتقبل من الشيخ محمد هاشم المجذوب واقبله ، وأعلِ نزله ، واجزه عن أمة المسلمين عامة وعن أهل الشام خاصة خير ما جزيت العلماء الربانيين الذين كانوا الأمناء على ما استحفظتهم من كلماتك ومن أحكام شريعتك ..
اللهم إنه وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة . وكثّر في المسلمين أمثاله ، وامدد في أثره ، وعوض أمة الإسلام وأهل الشام في مصيبتهم خيرا ، اللهم وهيئ لهذه الأمة علماء راشدين يدلون عليك ، ويجمعون على دينك .
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ...
اللهم نحسبه ولا نزكي عليك أحدا وأنتم الأعلم به ...
هذا وتتقدم أسرة مركز الشرق العربي بأحر مشاعر العزاء لأهل الشام عامة ، ولأسرة العلم ، ولإخوة العالم الفقيد في سجن تدمر ، ولكل الدعاة والعاملين الناصحين ..
وندعو الله سبحانه أن يحسن عزاء أسرة الفقيد وأن يلهمهم الصبر والسلوان ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
وسوم: العدد 673