طائر جريح

في عصر يوم الاثنين 25 رمضان سنة 1433 دخل بيتنا طائر جميل، أنسنا به، وسررنا بدخوله، وسعدنا بوجوده، وحمدنا قدومه.

كان يمتعنا بصوته، ويسلينا برفرفة جناحه، ويدخل البهجة علينا بنظراته...

وذات يوم هبت ريح عاصفة فنالت منه، وشعرنا كأن جناحه قد كسر، وأن ألما سكن نفسه، فلم يعد ذلك الطائر البهيج...

وحملناه إلى كل من رجونا عنده دواء يقضي على الداء، فما وجد عندهم ما يشفي العلة، ويصرف الألم، ويعيد للجناح الكسير القوة على التحليق والطيران...

وكانت نظرات ذلك الطائر الجميل تحمل الكثير من معاني الامتنان والحب والحزن والدموع...

وكنا نشاطره المعاني ذاتها...

وأخيرا تقرر أن تحمل ذلك الطائر "طائرة" تقطع الآفاق إلى حيث مظنة الترياق...

وكانت الرحلة بجناحي الأمل والرجاء مصحوبين بالبسمة والبكاء...

وهناك وبعد خمسة عشر أسبوعا تزاحمت فيها الآمال والآلام نهض الطائر من بيننا، وحط على غصن شجرة، وبدأ ينظر إلينا مودعا... وفهمنا من نظراته الحانية أنه يقول:

أشكركم وأستئذنكم

لقد شاء الله أن يلحقني بجواره وهو خير لي...

لا تنسوني وأنا لن أنساكم... وسأنتظركم على باب جنة هي خير من كل ما في الدنيا من كنوز ورموز...

وذهب محلقا في السماء...

كان ذلك ليلة الجمعة 12 من رجب 1436...

وسوم: العدد 675