عَرُوسُ الوَطن
( في رثاءِ الشَّهيدة " ابتسام حَرب " – استشهدت في إحدى العمليَّات الفدائيَّة في جنوب لبنان بعد أن فجَّرت نفسَهَا في سيَّارة مُفخَّة )
في الذكرى السنويَّة على استشهادِها
داع ٍ إلى دربِ الفداءِ دَعَاكِ فأضاءَ دربَ الفجر ِ نورَ سَناكِ
يا مُنية َ القلبِ الأبيِّ وَحُلمَه ُ دَوحُ الإباءِ نميتهِ وَنمَاكِ
كانت " سَناءُ " فكنتُ أغلى فِديَةٍ أرواحُنا تشدُو على ذكراكِ
إيهِ " ابتسامُ " فكم أسرتِ ضمائِرًا تمشي تحثُّ السّيرَ نحوَ خطاكِ
سَيظلُّ ذكرُكِ في القلوبِ منارة ً طولَ المَدَى فلتهنئِي بعلاكِ
سَيظلُّ طيفكِ في الفؤادِ عبادة ً الشَّعبُ يسجدُ في حديثِ إباكِ
بجبينكِ العربيِّ ألمحُ عزَّة ً وَكرامة ً شَعَّتْ بهَا عيناكِ
كالقمح ِ لونُكِ يا ابتسَامُ وذاكَ َشعْ رُكِ كالدُّجَى سبحان مَن سَوَّاكِ
فيكِ الجَراءَة ُ إنَّ جَدَّكِ يعرُبًا تاهَ افتخارًا في صنيع ِ وفاكِ
وَاكبتِ شَعبَكِ صامِدًا وَمُناضِلا ً وَتقلَّدَتْ علمَ الكفاح ِ يدَاكِ
وقرعتِ بابًا للخلودِ يُظلُّهُ حورٌ مِنَ الولدَان ِ فوقَ سَمَاكِ
يا ليتني كنتُ الشَّهيدَ فمنزلي في جنَّةٍ أحظى بهَا بلقاكِ
وَقفتْ على حُبِّ البلادِ حياتَهَا يا أرضَنا المعطاء نحنُ فدَاكِ
سَجَدَتْ ُتقبِّلُ ُتربَهِا وتشمُّهُ في لهفة ٍ كالمُستهام ِ الباكي
فلتحضنيني يا بلادي إنني قد ذبتُ مِن وجدٍ إلى لقياكِ
آمالنا أحلامُنا خفَّاقة ٌ أرواحُنا يومَ الفداءِ فدَاكِ
يا أرضُ هبِّي لملمي قتلاكِ ذابَ الفؤادُ أسًى على بَلوَاكِ
هذي جذوري في ثراكِ تعمَّقتْ ما بالهُم يبغونَ نهبَ ثرَاكِ
هذا دمي من أجل ِ عشقِكِ بذلهُ لولاكِ ما عرفَ السُّهَى لولاكِ
هذا دمي أرضَ الجنوبِ أريقهُ سَيفوحُ عطرَ الخُلدِ فوقَ رُبَاكِ
فلتحضنيني وافخري بشهادتي أنتِ المُنى والحُبُّ ما أغلاكِ
عربيَّة ٌ تهبُ البلادَ فؤادَها تمشي على الألغام ِ والأشواكِ
أرضَ الجنوبِ إليكِ زُفَّت وردة ً قالت حديثا ً ساحرًا كبَهَاكِ
فتفجَّرَت بينَ القنابل ِ أصبَحَتْ أشلاؤُهَا منشورة ً بفضاكِ
وَتفجَّرَت بينَ العدوِّ وَدَمَّرت أرتالهمْ فانهارَ رُكنَ عدَاكِ
فدمُ "ابتسَام " للدُّهور ِ منارة ٌ رمزٌ لنا في ظلمةِ الأفلاكِ
" شوفيَّة ٌ " عربيَّة ٌ رمزُ الفدا بجبينِها الوضَّاءِ َشعَّ سَناكِ
وسوم: العدد 676