أتمَّ حفيداي الواعدان عمر وسعد الغدير حفظ القرآن الكريم،
وقُدِّر لعمر أن يسبق أخاه بعدةِ أيامٍ فقط، فكان الأول.
أيها الساكنان في وجداني = ورغابي ومقلتي والجَنانِ
والمقيمان إن أقمت إزائي = وإذا ما رحت فالراحلان
عشتما طاهرَينِ ما بين أمٍّ = هي عقلٌ زكا وقلبٌ حاني
وأبٍ كالسنا سجاياه تترى = طاهراتٍ قطوفهن دواني
بهما نلتما الهدى والمعالي = وهما أدركا أجلّ الأماني
منكما إذ أتتهما وهي جذلى = بشرياتُ القبولِ والرضوان
إن تاجاً للحافظ الذكرَ يبقى = أبدَ الدهرِ أكرم التيجان
ذاك أن الإله لما ارتضاه = صاغه من عطائه الرباني
وعطاء الإله يسنو ويربو = وعطاء الأنام نزر وفاني
* * *=* * *
حين قال البشير وهو حفيٌّ = عنكما الحافظان والواعيان
للكتاب العزيز مبنى ومعنى = والمباني محاسن والمعاني
عمر أولاً وللسبق فضل = والهمام الذكيّ سعدٌ ثاني
سجدت مهجتي وعقليَ شكراً = قبل جسمي وأُسبلت دمعتان
هو يوم رأيت فيه سُعُودي = ضوعة الطيب من أعالي الجِنان
ودموعُ السرورِ كانت وتبقى = ذروة دونها سريُّ البيان
* * *=* * *
يا جوادان في الحمى سابقان = لا تناما عن العلا وعِداني
إن وعدَ الأحرار دَين مؤدّى = فاصدقا فيهِ أيها الحُرّان
أن تعيشا وأنتُما داعيان = وتموتا وأنتُما داعيان
مقتضى المجدِ والسيادةِ عزمٌ = عُمريٌّ يا أيّها الصاعدان
فلتسودا بصَولةٍ وتحدٍّ = وخصال الأباة والفرسان
حيدرٌ كان عالياً ومعاذٌ = هو عالٍ وأنتما عاليان
فلتزيدا عليهما إنَّ هذا = فرحةٌ لي وعندَه فرحتان
والخصال الحسان تاج السجايا = والثقال الملاء في الميزان
ولها صولة ونهي وأمر = فيه نفح النسرين والريحان
ذاك أن الصيال منها رشاد = ليس فيه نزر من الطغيان
* * *=* * *
يا حفيدان بالهدى يقدان = وبنور الإيمان يكتحلان
فلتكونا في الأمن هدياً وجوداً = ولدى الغاشيات رمح طعان
واجعلا السيف ظافراً غير باغٍ = واسبقاه بالطيب والإحسان
ولتكونا القتاد حيناً وحيناً = فلتكونا شقائق النعمان
* * *=* * *
واسمعاني فلي الثمانون كنزٌ = من تجاريب خضتها في زماني
إن هذي الحياة عسرٌ ويسرٌ = فاعبراها وأنتما تبسِمان
في يقينٍ حبلُ الإله عُراهُ = وعليه نضارة الإيمان
تبلغا السعد في الحياة جليلاً = ولدى الحشر أسبغ الغفران
إن خير الدعاة من كان يدعو = بالفعال الحسان قبل اللسان
* * *=* * *
أيها الحافظان للقرآن = والهزاران طبتما الغردان
دمتما في كلاءة الله حتى = تلقَياهُ وأنتما الظافران