ذكرى وفاة الوالدة... الحاجة فاطمة أنيس
رحمها الله و أسكنها جنانه
24 تشرين الثاني 1994
24 تشرين الثاني 2015
صوت الرحمن يهتف من السماء لعبادة (وبالوالدين إحساناً) و حبيب الرحمن يناشد أتباعه (( أمك ثم أمك ثم أمك)).
العبد المسلم يسأل ربه أن يهديه إلى سبل الرشاد حتى يفوز بطاعة الوالدين،
اللهم انفعنا بدعاء والدينا و قد صاروا تحت التراب، اللهم سدد أعمالنا حتى ترتاح أرواحهم وهم في عناية الرحمن.
خمس سنوات لم أزر قبر أمي، عالِمُ الأسرار يسامح قلبي على تقصيره، كنت أزور قبر أمي في ذكرى وفاتها، أتلمس حجارة قبرها، فأشعر بأن يدها تلامس كفي، أتذكر يدها الدافئة و هي تمسح وجهي و أنا طفل، آه.. ما أجمل حنان الأم لولدها! الحنان لا يرتبط بزمن ولا بكبر ولا بصغر، حنان الأم نسمة من روح الله، و قد قضى الله أن نعبده و أمرنا بالوالدين إحساناً، اللهم أكرمنا بطاعة والدينا إذا كانوا أحياء، و بطاعتهم بعد مماتهم،
أقف عند قبر أمي وقفة الخاشع و أنا أتذكر شريط ذكرياتي، تغمرني ينابيع حبها، و يسطع أمامي شموع قلبها التي أنارت لي حياتي، أدعو لها ولوالدي بكل ما ملك لساني من دعاء.
أقف عند قبر أمي، و أرى قبور أجدادي الذين خدموا العلم الشرعي في حلب، يصل إلى قلبي رائحة أرواحهم العطرة، و أرى المكان غابة سعادة، إنما يخشى الله من عباده العلماء.
أتذكر والدتي رحمها الله، تستيقظ قبل الفجر، تتوضأ.. تقرأ القرآن، و تسبح ربها.. و تشعر بالأنس و السعادة و هي تسمع المؤذن في جامع بانقوسا أو في جامع الكلتاوية وهو يسمِّع لصلاة الفجر، وحين تسمع أذان الفجر تصلي وتعود لنومها، مفهوم والدتي رحمها الله عن صلاة الفجر، أن الإنسان عليه أن يتجهز للصلاة قبل أن يؤذن المؤذن، حتى يشعر بحلاوة الصلاة.
ذكرياتي عن والدتي راسخة لا يعبث بها الزمن، تلك الذكريات لا تفارقني، و كلماتها مرسومة في قلبي، رحم الله والدي ووالدتي و أسكنهما فسيح جنانه، ورحم الله موتى المسلمين.
وسوم: العدد 695