الشجرة الطيبة ( آل محمود ) ..
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها إن الكرام قليل
وماضرنا أنا قليل وجارنا
عزيز وجار الأكثرين ذليل
شجرة مباركة ..
جذعها ذو أغصان وارفة سمي محمود ، وهو اسم مشتق من اسم النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو صلى الله عليه وسلم محمود في الأرض وفي السماء ، عاش الرجل في المدينة المجاهدة إعزاز وربى أولاده على التقى والعفاف وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رحمه الله رحمة واسعة وحيا الله جل جلاله أولاده محمد وعبد الله .
أما محمد ..
فهو صديق ودود ، عرفته في إدارة تعليم حلب ، عرفت فيه النبل والتواضع والشهامة ، كانت سعادته خدمة الأيتام ، وهو شرف لا يدانيه شرف ، ألم يقل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة ، وأشار بأصبعيه عليه السلام
وقال ربنا جل جلاله مثنيا ومادحا ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا )
جاء رجل إلى رسول الله عليه السلام يشكو قسوة قلبه فأرشده عليه السلام إلى علاج هذا الخلل منه فقال : امسح رأس اليتيم واطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك .
فقيدنا محمد الشيخ محمود الذي انتقل إلى رحمته تعالى أول أمس كان خادم اليتامى في إعزاز وعفرين وحلب ، وله أياد بيضاء في هذا الميدان ، ومردود هذه العبادة كبير في حياة المسلم
حدثني أخ كريم توفي رحمه الله قال توفي قريب لي فأخذت طفله اليتيم وضممته إلى أسرتي يقول : والله اندلق علي الخير حتى غمرني ببركة هذا اليتيم .
وصدق عليه السلام عندما بينّ أن شر البيوت بيت فيه يتيم يساء إليه ، وخير البيوت بيت فيه يتيم يُحسن إليه .
إن فقيدنا أبا محمود خسارة للحركة الإسلامية لأن من أكبر مهامها رعاية الأيتام انفاقا وتعليما ورعاية ، لأن كثير من آي القرآن الكريم تجعل للايتام نصيبا في الانفاق ، ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على نبينا عليه السلام فقال ( ألم يجدك يتيما فأوى )
رحم الله فقيدنا كافل الأيتام ، الرجل التقي النقي اللهم اغفر له ، وارحمه ، وعافه واعف عنه ، وأكرم نزله ووسع مدخله ، أبدله دارا خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، ادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ، يارحيم
وصلي عليه في جامع بناه باشا عثماني اسمه زكي باشا ،
إنا لله وإنا اليه راجعون
من هذه الشجرة الوارفة غصن رطيب هو شقيق المرحوم إن شاء الله هو الأخ عبدالله
هو طنطاوي حلب ويقابل طنطاوي دمشق ، رجل يخدم الإسلام بقلمه وجهوده ، عاش للإسلام ودعوته ، حمل همّ الدعوة سجن وعذب فصبر واحتسب ، وعاش فترة من حياته في ضيافة القائد العربي صدام فأكرم وفادته وأحسن ضيافته .
وصدام رجل مسلم له اخطاؤه الكبيرة في احتلال الكويت وضرب حلبجة ، لكنه رحمه الله كسر شوكة جيش المجوس ؟
وقلّم أظفار من يستغلون اسم الشهيد العظيم الحسين رضي الله عنه ، لقد كان جيش صدام أقوى جيش قاتل على أرض فلسطين ، ولو كان صدام حيا لما عاث المجوس في بلادنا فسادا ، ولما جرؤ الحشد الشعبي على ذبح أهل السنة على الهوية ، ولما استطاع قاسم سليماني أن يتجول في حلب ، لكن الحاقدين شنقوه ، وتقدم إلى منصة الإعدام وهو يكبر وبيده المصحف الشريف .
وأنا أعزي من عاش في كنفه الأستاذ الأديب الأريب عبد الله الطنطاوي ، كما أعزي أبناء الحركة الإسلامية المطاردة من الطغاة في سوريا ومصر والعراق ؟
واختم كلمتي بذكر فروع من هذه الشجرة المباركة أنثى تفوق كثير من الرجال ، تكتب بدموع العين ونضخ القلب إنها السيدة عبير واختها السيدة غرناطة ، وللسيد النجيب أسامة التحية والسلام
إلى أخينا المقيم في الدولة الهاشمية وافر العزاء ، وأطيب التحيات ، ضاعف جهودك أيها الأديب لقد اعتقلك الطغاة في سوريا وأفرج عنك لقوة بيانك وحجتك ، وها نحن الآن نسمع فضائح القوم ووحشيتهم في التعامل مع أبناء الوطن ذكورا واناثا ، وهاهي مياه نهر قويق تشهد كم ألقي فيها من شهداء ماتوا تحت التعذيب ، وماحدث في تدمر وصيدنايا لا شبيه له في الدنيا ،
فما سمعنا أن سجينا ألقي في نهر الأمازون ولا في نهر السين !
لقد وصلت بلادنا أيها الحبيب إلى الحضيض وصار المتكلم باسمنا المندوب السامي الروسي السيد لافروف !
إلى كل الدعاة أعظم الله أجركم فقد انهد بوفاة أبو محمود ركن من أركان الدعوة ، وإلى أخينا عبد الله أديب حلب وأفضل من رثى السباعي عند فقده ،
واذكره بقول القائل :
إذا مات منا سيد قام سيد
قؤول لما قال الكرام فعول
آل الشيخ محمود ، اخوة الفقيد ، أبناء الفقيد ، زوجة الفقيد أعظم الله أجركم ، إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا نقول إلا مايرضي ربنا ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، وإنا على فراقك يا أبا محمود لمحزونون
مات كافل اليتامى ، ومعين الأرامل ، ومات كافل يتامى مدينة الباب المدينة المجاهدة الصابرة كاعزاز أبو ماهر رحمه الله
ولاحول ولا قوة إلا بالله .
حيا الله عمان وأهلها وفيهم كرام وأعزة منهم الشيخ الداعية الموفق موسى الابراهيم حفظه الله ، والشيخ الداعية عبد الباسط الكريدي والمهندس أحمد عبد الهادي العثمان حفظه الله ، والمنشد المبدع محمد أمين الترمذي قواه الله ، والحبيب ابن الحبيب رشيد ستواق ، وإلى كل أبناء البلد التحية والسلام
ياغارة الله جدي السير مسرعة لحل كربتنا ياغارة الله
ويارحمة الله أمطري جدث المرحوم إن شاء الله ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والله أكبر والعاقبة للتقوى
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 706