أرمغان عنتابي ..
أرمغان عنتابي عنوان مستمد من شعر محمد إقبال الذي سماه ( أرمغان حجازي ) والذي ترجم شعره إلى العربية الشيخ الندوي باقتراح من أديب سوريا بلا منازع الشيخ علي الطنطاوي رحمه المولى الكاتب الأول في مجلة الرسالة المصرية التي كانت في الخمسينيات منبر الأدب والشعر العربي ، والقافلة مؤلفة من الرافعي والمازني وزكي مبارك وغيرهم من أعلام الأدب ، ويرأس المجلة أديب يعتبر سيد الديباجة العربية في دنيا الأدب والشعر والجمال الأستاذ أحمد حسن الزيات رحمه الله .
ولجمال أسلوبه البليغ حفظت في صغري قطعا من نثره الرائع قال بمناسبة الهجرة الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم ( من بوادي نجد نبت العرار والخزامى ومن مهب الصبا ومسرى النعام فاحت عطور الإسلام من جديد )
بعثنا إلى عنتاب وفدا ( لجنة العون الخيرية ) يستنهض الهمم لإغاثة المدينة العطشى مدينة الأنهار والبحيرات مدينة الباب ، لكن معاصي العباد محقت البركة وجعلت من بلدنا يبابا !
فمن من الكبار لايذكر القمريات حيث يجري نهر الذهب ، وأي رجل في المدينة لا يذكر جب بلايا وجب الست وجب حازم وعين البط
ياحسرة ما أكاد أحملها
أولها مزعج وآخرها
- في عنتاب أقام الشيخ الدكتور الداعية مصطفى مسلم جامعة حملت اسم سيدة النساء ، نساء أهل الجنة ، الزهراء بنت المصطفى عليه السلام ( جامعة الزهراء ) وضمت ثلة من العلماء والدعاة الصادقين المخلصين .
أرمغان عنتاب من جامعة الزهراء هو ٥٠ نسخة من المصحف الشريف ، المطبوع طباعة أنيقة جدا ، مكتوب في صفحته الأولى نال شرف كتابته الخطاط عثمان طه حفظه الله وهو من ريف مدينة الباب ، ولا فخر يوازي هذا الفخر .
ومن هذه الهدية كتاب الشمائل للإمام الترمذي وهو كتاب من أعظم ماكتب عن شمائل نبينا العظيم عليه الصلاة والسلام ، أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام فطاعته من طاعة الله قال مولانا (ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ٧١ ) الاحزاب
كتاب الشمائل يعطيك صورة رائعة عن سيد الرسل عليه السلام وإمام الأنبياء بالسند : حدثنا ، حدثنا ... كتاب يتحدث عن صفات النبي عليه السلام الخلقية والخُلقية صحيحة موثقة وذكر الأخلاق والشمائل والآداب التي تحلى بها المصطفى عليه السلام للتأسي به صلى الله عليه وسلم سلوكا وعملا واهتداءً ، والمؤلف العظيم منسوب إلى مدينة ترمذ وتقع على ضفاف نهر جيحون على الجهة الشرقية لجمهورية أوزبكستان .
والكتاب الثاني الذي أطار نومي وأرقني هو كتاب يحمل عنوان ( الشيخ الرئيس رحب طيب أردوغان مؤذن استانبول ومحطم الصنم الأتاتوركي ) والمؤلف حفظه الله هو شريف تغبان طبع في دار الكتاب العربي .
وآخر باقة فواحة من أرمغان عنتاب كتاب ابن دمشق العلامة محمد راتب النابلسي الذي ينسب إلى اجداده أحد مساجدها ويسمى جامع النابلسي ، لقد قرأت له حفظه الله ورعاه كتابه الدسم أسماء الله الحسنى بثلاث مجلدات كبرى .
أما كتابه الحالي فهو ( ومضات في الإسلام ) أجاد فيه وأبدع ، وسبقه كتاب نظرات في الإسلام ، وتأملات في الإسلام ، أنار فيهم الدرب لكل الدعاة عن الحج والصوم والهدي المحمدي والنور الرباني .
في الكتاب أبكتني قصيدة التميمي التي يبكي فيها أمة هانت وذلت يقول :
أخي في الله أخبرني متى تغضب !
إذا انتهكت محارمنا ، إذا نسفت معالمنا ولم تغضب !
إذا قتلت شهامتنا !
إذا ديست كرامتنا !
إذا قامت قيامتنا ولم تغضب
فأخبرني متى تغضب ؟
إذا نهبت مواردنا !
إذا نكبت معاهدنا !
إذا هدمت مساجدنا !
إذا قطعت طرائقنا !
وظلت قدسنا تُغصب !
فأخبرني متى تغضب ؟
عدوي يهتك الأعراض
يعبث في دمي لعبا
إذا لله ، للحرمات ، للإسلام
لم تغضب !
فأخبرني متى تغضب ؟
رأيت هناك أهوالا
رأيت الدم شلالا
رجالا شيعوا للموت أطفالا
رأيت القهر ألوانا وأشكالا
ولم تغضب !
فأخبرني متى تغضب ؟
فصارحني بلا خجل لأي أمة تنسب ؟
ألم يحزنك ماتلقاه أمتنا من الهول
ألم يخجلك ماتجنيه من مستنقع الوحل ؟
وماتلقاه في دوامة الإرهاب والقتل
ألم يغضبك هذا الواقع المعجون بالذل !
وتغضب عند نقص الملح في الأكل ؟
ألم يهززك منظر طفلة ملأت مواضع جسمها الحفرُ
ولا أبكاك ذاك الطفل في هلع
بظهر أبيه يستتر
فما رحموا إستغاثته
ولا أكترثوا ولا شعروا
فخرّ لوجهه ميتا
وخرّ أبوه يحتضر !
متى التوحيد في جبينك ينتصر ؟
أتبقى دائما من أجل لقمة عيشك
المغموس بالإذلال تعتذر ؟
متى من هذه الأحداث تعتبر ؟
متى تغضب ؟
أجل أيها المسلم في شتى البقاع متى تغضب ؟
ألم تغضب للمحن والشائد التي تمر بها أمتنا والتي تهد لهولها الجبال وأبناء أمتنا غارقون في حفلات تقام في ردهات الفنادق وفي حدائق المزارع ! وفي ألعاب تافهة وسباقات فارغة !
وفي برامج ساقطة ؟ ومباريات فارغة !
حياك الله الدكتور محمد راتب النابلسي فقد بكيت وأبكيت .
سنسمع في القريب العاجل تحقيق الوعد الإلهي ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ١٤ولا يخاف عقباها ١٥ ) الشمس .
ومعذرة يا عمالقة الإسلام ياخالد ويا سعد ، ياعلاء يا ضرار بن الأزرو ، ياقعقاع ....
أرسل سيدنا خالد بن الوليد يستنجد برئيسه الصديق رضي الله عنهما فأرسل له جنديا واحدا اسمه القعقاع بن عمرو يقول الصديق : ياخالد بعثت لك القعقاع وإن جيشا فيه القعقاع لايغلب ، وانتصر خالد رضي الله عنهم وامتلأ وادي الياقوصة بعشرة آلاف شهيد وولى الروم أدبارهم يتبعهم البطل يضرب أدبارهم ويقطف رؤوسهم .
اللهم هيىء لهذه الأمة قائدا كخالد بن الوليد الذي دمر المجوس قبره في حمص أخزاهم الله .
يارب لك العتبى حتى ترضى ، اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي .
أقول هذا القول واستغفر الله
فرجك ياقدير .
وسوم: العدد 720