إلى أخي وصديقي وأستاذي عبدالرحمن العبدان، الذي وجدت فيه من حسن الخلق ما يبهر العقول، وينتزع الإعجاب، رحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به في دار كرامته.
رأيتك الفضل في صمت وإيثارِ=وضَوْعةَ المسك في أنسام آذارِ
وقلبُك السمحُ طفلٌ في طهارته=والعقلُ ذو صولة جلّت وأفكار
أما اللسانُ فدُرٌّ في محاسنه=والقولُ فصلٌ بلا نقص وإكثار
وعزة النفس شمّاء، وفي أدب=أما العفافٌ فأسمارٌ لسُمار
أزكى من الطيب روح كنت تحملها=صفاؤها صفو أطهارٍ وأبرار
وبسمة بالرضا والوُد عابقةٌ=كأنها نفحُ ورد غِبَّ أمطار
جاءت إليك الخصالُ الغُرُّ ناضرةً=فاخترت منهن ما يرضى به الباري
بلغت فيها مكاناً غِيظ حاسدُه=فالغيظُ فيه سمومُ النار والعار
والسعدُ غرَّد في الأخيار مؤتلقاً=كأنه بوحُ أطيار لأطيار
والعطرُ من نسمٍ، والعطرُ من كرمٍ=هبّا عليه بإغداقٍ وإبهار
وأنت -والشكر جمٌّ- هامة كرمت=في الأبعدين وفي الأصحابِ والدار
* * *=***
حباك فوزك يوم الحشر منزلة=فيها ترى الله بدراً دون أستار