رثاء الشهيد نهاد
19نيسان2014
شادي الغول
قصيدة أرثي فيها صديقي عمري الغالي الشهيد نهاد غانم
شادي الغول
ما للديارِ بها يَستوحشُ لولا سعادُ ووجدٌ لا يُفارقني أطلالُها كخشاشِ الجنِّ مرعبةٌ كأنَّ فيها الضواري وهْيَ جاثمةٌ وكدتُ حينَ نزلتُ الدارَ أجهلُها وما علمتُ بأنَّ البينَ يُهلكَ مَن ليتَ الظعائنَ تدري أَنْ ذوائبُنا لا يحسبِ الصحبُ أنِّي في الهوى طَرِبٌ فلستُ بعد نهادٍ غيرَ مُنتحِبٍ فيا خليليَّ بعدَ اليومِ لا تَقفا أتَبكيانِ على ليلى وفاطمةٍ بل ابكيا رجلاً بالأمسِ كانَ لنا أَبكي عَليكَ نِهادٌ والحَشا خَلَقٌ لكنَّ قتلكَ قتلٌ للحياةِ وما سحٌ دموعِيَ لا صبراً أراه بلا فارقتَني وتركتَ الشوقَ يصحبُني ولستُ يعقوبَ لكنْ عشتُ في حزَنٍ والشيبُ لاحَ مِن الهجرانِ مُشتعلاً أرثيكَ في ألمٍ منِّي على خجلٍ أرثيكَ شعراً إذا أنشدتُهُ أُمَماً مرثيةٌ بدموعِ العينِ قد كُتِبَتْ ونظمُها رمَّمَ الأحزانَ وانهدمَتْ قصيدةٌ فيكَ لو قِيلتْ لِمَن سلفوا كأنَّها رسمُ كهَّانٍ يُرتِلُهُ يا سامعينَ عَويلِي إِنَّني ثَكِلٌ لكنْ إذا قَيَّدَ الإسلامُ مُتبِعاً إنِّي وإنْ كنتُ معدوداً أخا ثِقَةٍ ما زلتُ اكتُمُ وجدِي فِي مَحبةِ مَن يومَ الجنازةِ يَعلو فِي مناكبِهم ولو دَرَوا لَبكاهُ العاقلونَ بُكاً يا حافرَ القبرِ مهلاً حتَّى أبصرَهُ وحينَ أوقفتُ عندَ القبرِ راحلَتِي وقلتُ للقبرِ أنت اليومَ تُشبهُنِي فأنتَ فيكَ نهادٌ بعدَ مقتلِهِ وَمُقدمٌ عاشَ بينَ القاعدينَ ومَن كأنَّهُ جبلٌ بينَ الصفوفِ وكمْ للهِ درُّه يومَ الحربِ كيفَ سعَى الدَّافعُ الرَّافعُ الرَّاياتِ إنْ نزلَتْ ولاجُ جلجلةٍ رجاعُ جامِحَةٍ سرَّاجُ سابِحَةٍ سيَّارُ سارِيَةٍ نزَّالُ أودِيَةٍ في اللِّيلِ مُوحِشَةٍ كأنَّهُ البرقُ إذْ ماجَ الفضاءُ به تَخالُهَ أسداً يومَ الوَغى فزِعاً ما صُدِّعَ الدَّهرُ إلا مِن مَنيَّتِهِ فقبلَ أنْ يَرمِيَ الأعداءَ كانَ رَمَى وإنَّني ونهاداً قد كفرتُ بِما حتَّى أخذنا مِن الإسلامِ مُعتقَدَاً وأَنَّ كلَّ فتىً في فعلِهِ نَظَرٌ وقائلٍ ليَ لا تجزعْ على رجلٍ فقلتُ كم بَخَسَ الأثمانَ ذو حَسَدٍ باللهِ إنْ حجَبَتْ بدرَ السما سُحُبٌ وَهَبْ بأنَّ بني الأعرابِ بينهمو فهل تَرى أحداً بالبأسِ مُدَّرعاً أو هل تَرى ليَ قلباً قد يَهِيمُ بِمَن حتَّى تَجَهَّمَهُم مَن لا فِعالَ لهم فقُل لِمَنْ قَعَدُوا والدِّينُ يَندُبُهُم أما تُغاظُونَ والأعراضُ قد هُتِكَتْ أما رأيتُم ولاةَ الأمرِ كيفَ بَغَوا والمسلمونَ كأيتامٍ تكفَّلَهُم مُشتَّتِينَ بحالٍ عزَّ حاسدُهُم والكلُّ مُتخِذٌ خصماً يُحاجِجُهُ فلا هُمُو بنعيمِ العيشِ قد ظَفِروا كأنَّهم قومُ موسى زاهدينَ به تَاللهِ إنِّي أرى في الجاهليةِ مَن ولا أرى لِوُلاةِ الأمرِ منقَبَةً يا داعِيَ اللهِ ابلِغْ أنِّ أمتَنا بِمُصحَفٍ وبِسيفٍ صارِمٍ وبِما لا ينفعُ المرءَ عقلٌ إِنْ هواه بَدا مَا ضَلتِ النَّاسُ إلا بِاتِّباعِ هَوىً كم مِن لبيبٍ يرى الآياتِ بيَّنةً وَلستُ أدري عَلامَ القلبُ يُتعِبُنِي أَم أَنِّ ذا الحِلمِ يبقى قلبُهُ وَجِلاً | الرَّجلُأَمِنْ سعادَ يكونُ البينُ لما وقفتُ على أطلالِ مَن رحلوا بالليلِ يُرهقُ مَن يدنو بها الوجلُ قتلى بأرضٍ لدى الهيجاءِ ما حُمِلوا جهلَ الذي بشرابِ الخمرِ مختبلُ بقلبِهِ الحبُّ لا ينفكُ يَعتَمِلُ شابتْ وشابَ بقلبي الحبُّ والغزلُ إلى الغواني وأنِّي هائمٌ ثَمِلُ أغالبُ الدمعَ حيناً ثمَّ يَنهملُ على الديارِ ولا تَبرُكْ بها الإبلُ وذا نهادٌ نراه اليومَ يرتحلُ كالسيفِ للمرءِ صوناً حينَ يَقتَتِلُ وما أَخو الحربِ يَبكي إِنْ أَتى الأَجَلُ أرى الليالي بها يا صاحبي أملُ مرأى أبي يوسفٍ والطيفُ يَمتَثِلُ لولا التُّقى لبكتْ دهراً بك المُقَلُ وابيضَّتِ العينُ وانقدتْ لك الحُلَلُ واحدودبَ الظهرُ والآلآم تَأتَكِلُ وطالبُ الثَّأرِ دهراً كيفَ يَحتمِلُ بكتْكَ والجنُّ والغِيطانُ والجبَلُ وجفَّفَ الدمعَ منها الحرفُ والجُمَلُ رجاحةُ العقلِ حتَّى ضاقتِ الحِيَلُ لَعلقوها على الأستارِ وابتَهلُوا وسْطَ المعابدِ شيخٌ كاهِنٌ خَضِلُ أَكادُ أَلطُمُ عَلَّ الجرحَ يَندَمِلُ أنَّى له جَزِعاً باللَّطمِ يَشتغِلُ فإنَّ قلبيَ مَفؤودٌ به وَهَلُ مَضى وأبقى ضلوعِي فيه تَقتَتِلُ وما دَرَوا شرفَ النَّفسِ التي حَمَلُوا يَضِجُّ منه الورى والوحشَ والوعِلُ لعلَّ عينيَ تبقى منه تكتَحِلُ فاضتْ دموعِي على مَن فيه قد نَزلُوا على نهادٍ كلانا باتَ يَشتَمِلُ وفي فُؤادي قديمٌ ليسَ يَرتحِلُ يَجدْ بنفسهِ يوماً إنَّه البطَلُ يَلوذُ كلٌّ به خوفاً ويتَكِلُ بينَ الخميسينِ فرداً وهْوَ يَنتَضِلُ شرُّ الجيوشِ بيوتَ اللهِ تَنتَعِلُ فكَّاكُ جاريةٍ في الجمْعِ مُرتجِلُ سجَّاعُ قافِيَةٍ في كفِّهِ الأسَلُ طعَّانُ أفئِدَةٍ في اللهِ يَقتَتِلُ حتَّى تَراهُ بِوسْطِ الغابِ يشتَعِلُ مِن هولِ منظَرِهِ مَن حولَهُ جفَلُوا لكلِّ هاوٍ لِما فِي صدرِهِ عِلَلُ بالحبِّ قلبي فكلٌّ منه مُنجدِلُ لم يَأتينَّ به وَحْيٌّ ولا رُسُلُ أنَّ الجهادَ طريقٌ ما بِه خَلَلُ ما لم يكنْ بجهادِ الكفرِ يَتَصِلُ قضى وفي الدهرِ أقرانٌ له بَدَلُ وكم بُغاةٍ بأهلِ اللهِ ما عدَلُوا فهل يُنِيرُ علينا في الدُّجى زُحَلُ مِن مثلِهِ رجلٌ مُستُبسِلٌ بَطَلُ حيناً وحيناً بجوفِ اللَّيل يَنتَفِلُ أتَوا على الدِّينِ مطعُوناً وقد قبِلُوا إلا الَّتِي في سبيلِ الكفرِ قد فَعَلُوا أما تُغاظُونَ والأرحامُ تُعتَقَلُ بها تَحرَّشَ من أعدائِنا مِلَلُ والحكمُ فينا عن الإسلامِ مُنفصِلُ سودُ القلوبِ فَيا تعساً لِمَن كُفِلُوا تقطَّعُوا دُولاً تسعَى بها دُوَلُ بالدِّينِ حتَّى تَغَشَّى فِقهَهُم هَزَلُ ولا هُمُو نَصروا الإسلامَ وامتَثَلُوا تَهوى سرائرُهم أنْ يُؤكلَ البَصَلُ إذا استغثتَ بهم أرواحَهم بَذَلُوا فيها أُناظِرُ إلا أنَّهُم سَفَلُ تحيا بِما كانَ أحياها به الأُوَلُ قد صحَّ مُستَنَداً فِي عِلمِ مَن نَقَلُوا على جوارحِهِ إذ قامَ يَفتَعِلُ أَو باتِّباعِ عُقولٍ دِيُنها الجَدَلُ لكنْ لعلَّةِ نفسٍ تُضمرُ المُثُلُ أَفِي الهوى أَم بِجهلِ الخَلْقِ إذ جَهِلُوا مِن كلِّ شائِبَةٍ ما الدَّهرُ يَنفَتِلُ | فالعللُ