عائد من شاطئ وغابات الجزائر
هذه المرة إخترت أقرب شاطئ وهو الشاطئ العائلي الخاص بتلعصة التابع لسيدي عبد الرحمان بالشلف، والقريبة من المرسى، وبالتحديد المكان المعروف بالباخرة، تلك الباخرة التي كنا نمر عليها ونحن صبية، لم يبقى منها غير قطعة حديدية، إتّخذها المصطافون مكانا لأخذ صور تذكارية، وجعلت منها الحماية المدنية علامة تعرف بها، حين ثبتت بها العلم الجزائري. ومرورا ببوزغاية وغابات أبو الحسن، كانت هذه الملاحظات..
سحر بلادي الجزائر.. أشجار عالية وجبال راسخة ومنظر يسر الناظرين، وأنت تجوب غابات أبو الحسن وتاغزوت وتلعصة. لكن مايجب التنبيه إليها، أن هذه النعمة تحتاج لتنظيم محكم وخدمات دائمة، تكون في خدمة الكبار والصغار، لاتخاذها أماكن راحة في الصيف والشتاء. المناظر الخلابة التي تملكها الجزائر، لاتحتاج غير قليل من الالتفات والاهتمام، لتكون أفضل من مجتمعات تملك أقل منها في المساحة والجمال.
خدمة دورات المياه.. في كل مرة أجوب فيها أرض الجزائر إلا وتستوقفني ملاحظة إنعدام دورات المياه، سواء عبر العاصمة أو داخل الولاية التي أقطن بها، أو عبر الشواطئ المترامية. والملفت للنظر أن هناك خدمات مترامية عبر الطريق الطويل وعلى الشواطئ الممتدة، كـ..
بيع المطلوع، والبيض المغلي، والتين الهندي، والعنب، والتفاح، والذرى، والسمان المشوي، ولعب الألعاب البحرية، والزوارق للنزهة. وفي المقابل تجد خدمة دورات المياه منعدمة ولا تجد لها أثرا، رغم أنها غير مكلفة، ويكفي بعض البنايات الجاهزة، وضخ أنبوب من الشاطئ للتنظيف، وتخصيص جزء قليل من الجهد والرجال لخدمة الزوار والمصطافين، فإن ذلك من إحترام كرامة الإنسان وتقديره، وصون حرمة الرجل والمرأة معا.
أوقفوا إعادة تجارة الشيفون .. أثناء عودتي للبيت زرت أكبر الأبناء الذي كان يقضي أسبوع عطلته مع أبناء خالته بجوار شاطئ تلعصة. جارهم مغترب جزائري، عرض في بيته سلع مختلفة قديمة جيء بها من فرنسا ليبيعها للجزائريين، ويستفيد من عائداتها لقضاء عطلته الصيفية بالجزائر.
تجارة المغترب الجزائري أو المقيم محمودة مشكورة تستحق كل الدعم والثناء، لكن إستيراد الشيفون بحد ذاته، وبيعه للجزائريين بثمن الجديد يعد عيبا آخر، لايليق بمجتمع جزائري تطور مستواه المعيشي في عدة مجالات يراها المرء يوميا وعلى أكثر من صعيد.
إن الشيفون لدى المجتمعات المتقدمة يقدم للفقراء والمساكين، لمساعدتهم ورفع الغبن عنهم، وتحسين مستواهم المادي المعيشي، فكيف يجلب من وراء البحار، ويقدم للجزائري على أنه سلعة وتجارة.
المطلوب من إخواننا المغتربين الجزائريين، أن يساهموا في الرفع من مستوى إقتصاد وتجارة الجزائر، بما رزقوا واستطاعو وأرادوا، وهذا لايكون أبدا بإعادة تجارة الشيفون، فإن ذلك من الكسل والعجز وإهانة الجزائر والجزائريين.
وسوم: العدد 627