وترجل فارس الإصلاح والتربية
ترجل فارس التربية والتعليم والإصلاح، المربي الفاضل، الدكتور الوزير، “سعيد عبد الله بن سلمان” ، أحد رموز حركة “الإصلاح” في دولة الإمارات، لكن الحكومة، أمرت بحلها ، واعتقلت العشرات من أفرادها وقياداتها، وأصدرت بحقهم أحكاماً قاسية، عبر محاكمات صورية وهزلية، في تهم ملفقة، وصاحَبَ ذلك حملةٌ من التشويه الإعلامي والتشكيك في الوطنية ، بزعم أن “حركة الإصلاح” تعارض توجهات الدولة في مشروعها التحديثي، والتي رأت الدولة أنه لا يمكن أن يمر دون إسكات كل صوت حر .
لقدم قدم الدكتور “سعيد بن سلمان” خدمات جليلة لوطنه سواء قبل الإتحاد ، أو بعد الإعلان عن قيام دولة الإمارات المتحدة ، لكن للأسف الشديد، كانت المكافأة لهذا الرمز التربوي الخيري المعروف ، الهروب إلى الخارج ؛ لأن الوطن لم يعد آمنا حتى يعيش فيه.
وعندما وافته المنية بعيداً عن أهله ووطنه، لم يسلم من إساءة الذين لا عمل لهم إلا التطبيل للأنظمة الدكتاتورية، فأرادوا التزلف للحاكم المتأله، فاتهموا هذا العالم بالخيانة للوطن حياً وميتاً، بل اعتبروا دفنه بأرض الوطن تكريما لم يكن يستحقه.
ولا أدرى أية عقلية هذه التي تعتبر العلماء والمفكرين والرموز العلمية ، مجرد خونة لأنهم لا يسايرون الحكام في ظلمهم وجهلهم وفسادهم ، فكتب أحدهم يقول:
سعيد “عبدالله بن سلمان” ، خان الوطن ، وتآمر لزعزعة أمنه واستغل مناصبه مع قيادات الشر الإخوانجية للتآمر على حكامنا والتأثير على شبابنا .
سعيد ، خان وطن وقيادة وشعب وهرب بطائرة خاصة إلى ألمانيا واليوم سيصل جثمانه ليدفن في “حضن الوطن الذي خانه” هل هناك أحن عليك من وطنك ؟
فهل أمة هذا حالها ، لا تحترم ولا تقدر أبناءها من العلماء والقامات العلمية يمكن أن تتقدم؟!!.
ورحم الله الشيخ “محمد الغزالي” حيث يقول عن أمثال هؤلاء: الويل لأمة يقودها التافهون ويخزى فيها القادرون.
ويقول أيضاً: لا أدري لماذا تحزن أمة لهزيمة رياضية، ولا يهتز لها شعرة لتخلفها وهزائمها الحضارية والصناعية والاجتماعية؟
فها هو الدكتور “سعيد عبدالله بن سلمان ” رجل الدبلوماسية والتربية والتعليم والإصلاح والفكر، يرحل عن دنيانا ، في إحدى مصحات ألمانيا، بعد سنوات عاشها في المنفى بعيداً عن أهله ووطنه، بسبب الملاحقات الأمنية التي شنتها السلطات الإماراتية ضده هو وكثيرين من خيرة أبناء الإمارات !!
الدكتور “سعيد عبدالله بن سلمان” الذى وقع عليه الاختيار، عام 2009 كشخصية العام القرآنية للدورة الثالثة لجائزة، “مرتل الفجيرة” تكريماً له ولإسهاماته المتنوعة في إثراء الساحة الاجتماعية بالكثير من المبادرات البناءة.
وهو مؤسس كلية “عجمان للعلوم والتكنولوجيا” في عام 1988، والتي تطورت فيما بعد إلى شبكة جامعة “عجمان للعلوم والتكنولوجيا”.
وهو الذى أسس كرسيّ “الإعجاز القرآني” في الجامعة وحاول من خلاله استقطاب جميع العلماء والخبراء المهتمين بمجال الإعجاز القرآني، وقام بتكوين مجلس خبراء لكرسي الإعجاز من مختلف التخصصات والمجالات ، لتقديم كل ما يخص الإعجاز القرآني بكل فئاته اللغوية والبيانية والنفسية واللفظية والرقمية..
وهو أحد القيادات التربوية المميزة، فقد حصل على شهادة الدكتوراه في مجال الحقوق والعلوم الإنسانية تحت عنوان «عهد جديد في خلق بيئة الإبداع التعليم التقني» من جامعة باريس الثانية عام 1986 م. وتولى عدة مناصب، كان من أهمها رئيس رابطة المؤسسات العربية الخاصة للتعليم العالي.
ورئيس الشبكة العربية الأوروبية للبحوث.
ورئيس شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا. وقاضي مساعد في محكمة رأس الخيمة.
وأمين عام للمجلس الاستشاري لإمارة أبوظبي قبل الاتحاد، ووزير الإسكان وتخطيط المدن في أول حكومة اتحادية بعد إعلان الاتحاد.
وشغل منصب وزير التربية والتعليم والشباب.
ورئيس أعلى لجامعة الإمارات.
ووزيرا للزراعة والثروة السمكية بالوكالة.
كما أنه انتخب عضواً في المجلس التنفيذي لليونسكو في دورتين متتاليتين.
وكان أول سفير مقيم لدولة الإمارات العربية المتحدة. في باريس والسوق الأوروبية في بروكسل.
كما انشأ جامعة البحر الأبيض المتوسط للعلوم والتكنولوجيا (MUST) في فلنسيا ـ اسبانيا.
وشغل رئيس رابطة المؤسسات العربية الخاصة للتعليم العالي.
وساهم في إنشاء كلية مسقط للعلوم والتكنولوجيا.
كان أحد ضحايا نظام حكم مستبد، ينتقم من كل من يخالفه الرأي.
وعداء حكام الإمارات للإسلام والمسلمين ، لم يعد خافياً على أحد؛ فقد قال “زيغمار غابرييل” وزير الخارجية الألماني السابق، إن ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد طلب منه عدم التغافل عن الشباب المسلم في المساجد الألمانية ، ونصح بتشديد الرقابة عليهم، في الوقت الذي يدعو فيه بن زايد للتسامح بين الأديان والتآخي بينها حتى بدا التساؤل عن الذين يتسامحون مع كل الأديان إلا مع أبناء دينهم، في إشارة لولي عهد أبوظبي بعد استقباله الحميم لـ “البابا”.
كما أن مجلة فورين بوليسى الأمريكية نشرت تصريحاً لوزير خارجية الإمارات العربية “عبد الله بن زايد” في عام 2017، يحذر من الإسلاميين في أوروبا، قائلاً:” سيأتي يوم نرى فيه المتطرفين والإرهابيين أكثر تطرفا في أوروبا بسبب انعدام اتخاذ القرارات، ومحاولات البقاء على نقطة ”الصواب السياسي”، أو افتراض أنهم يعرفون الشرق الأوسط، أو يعرفون الإسلام، أو يعرفون عن الآخرين أكثر مما نعرف.
رحم الله الدكتور “سعيد بن سلمان” وتقبله في الصالحين وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والثبات.
وسوم: العدد 834