الأستاذ محمود الفاخوري ( الحموي )
رجال في ذاكرتي :
علماء - أدباء - دعاة
هناك علمان بارزان من أعلام اللغة العربية في بلاد الشام يحملان هذا الاسم أحدهما : حمصي وهو محمود بن ياسين بن مصطفى وقد عرفته معاهد حمص وثانوياتها، وهو من مدينة حمص أصلا ومنشأ وإقامة كان ينظم الشعر في مناسبات وطنية ! وأما الآخر فهو أستاذنا محمود بن محمد الفاخوري (الحموي )والمقيم في حلب ! وقد التبس الأمر على صاحب معجم المؤلفين السوريين في القرن العشرين الأستاذ عبد القادر عياش الذي صدر كتابه عام ١٩٨٥ بعد وفاته بعشر سنين إذ نسب إلى محمود الفاخوري الحمصي مؤلفات محمود الفاخوري الحموي المدرس في جامعتي حلب واللاذقية وكانت سبعة كتب وأربعة بحوث وعددا من المقالات في صحف سورية في ذلك الوقت !؟
عرفنا أستاذنا محمود الفاخوري ( الحموي ) عام ١٩٦٥في الصف الثالث الثانوي مدرساً للغة العربية في ثانوية المأمون بحلب ، يفيض علما ولطفا وحرصا على إفادة طلابه ! يضبط الوقت فلا يضيع منه شيئا ؛ فقدكان يكتب على السبورة فقرات الدرس ويستمع في آن لمن حفظ الشواهد من نصوص الأدب ويضبط له !وكان من عادة الطلاب أن يسألوا مدرسيهم عن موضوع الإنشاء الأدبي الموزع في ستة أو سبعة موضوعات ، عن الموضوع الذي يتوقع أن يكون هذا العام ، فقدر أنه حول الأدب المهجري وقد كان !
ثم التقينا به في جامعة حلب ونحن في الصف الثاني في كلية اللغة العربية مدرساً لمادة البلاغة ، و قد تقرر كتاب (متن التلخيص )فكان يفك عباراته ويسهلها وينقلها إلى أسلوب معاصر ؛ ليتمكن الطلاب من استيعاب المادة وتذوق البلاغة ، وقد قرأنا له عددا من كتبه و انتفعنا بما فيها لسهولة عبارته وإتقان موضوعاتها !سواء منها الخاصة بالطلاب أم لعموم القراء !ككتابه المنهل من علوم العربية بالاشتراك وكتابه الذي حققه تحقيقا علميا بمشاركة الدكتور محمد رواس قلعجي - رحمه الله -(صفة الصفوة ) للإمام ابن الجوزي ! وقد أفدت منه في استخراج أربعاً وعشرين شخصية قدمتها للأبناء في كتاب (عزيزي الشبل ) عن الصحابة الكرام من خلال إبراز أهم صفاتهم ! وكتابه ( سفينة الشعراء في علم العروض وعلم القوافي والأوزان المحدثة ) الذي أصدره بعد ذلك مع إضافات تحت عنوان موسيقى الشعر العربي عام١٩٨٠، وللدكتور إبراهيم أنيس كتاب يحمل المسمى ذاته تقريباً ( موسيقى الشعر ) عام ١٩٦٥ وكنت أرجو أن أحصل على كتابه (أبو محجن الثقفي حياته وشعره ) وغيره من الكتب التي صدرت ، ونحن بعيدون عن البلاد !؟وأختم بكلمة لأحد تلاميذه الدكتور سعد الدين المصطفى الذي يمثل أحد الاجيال التي نهلت من علمه وتوجيهه ، إذيقول : إنه علم من أعلام العطاء والبحث والدراسة والتحقيق ،علامة في علوم اللغة العربية ، أستاذ الأساتذة، و مرجع الأدباء ! يعد نفسه مسؤولا عن أي كتاب يصدر ، ويرى من واجبه أن يصحح أخطاءه النحوية ،كان مكتبة متحركة نابضة بالحياة لا يتعصب للقديم ولا يخاصم الحديث ، بل يتصف نقده بالنقد العصري متماشياًمع الحداثة والجديد !
تقاعد عام ١٩٩٣ بعد أربعين سنة من العطاء المهني مدرساً وأبا وموجها ! وله ثلاثة وثلاثون كتاباً مطبوعاً منذ عام ١٩٦٣ما بين تأليف وتحقيق ، كما أشار إلى ذلك بنفسه - رحمه الله تعالى - على ماقدّم وأفاد وأنجز !!
وسوم: العدد 980