الشيخ المجاهد سيد علي شاه جيلاني: أمير الجماعة الإسلامية في كشمير

sdfsdfs1076.jpg

 (29 سبتمبر 1929 -1 سبتمبر 2021) 

الجماعة الإسلامية في كشمير:

        الجماعة الإسلامية في جامو وكشمير هي منظمة دينية سياسية مقرها في جامو وكشمير، تختلف عن الجماعة الإسلامية الهندية، والجماعة الإسلامية الباكستاية، يتمثل موقف المنظمة المعلن بشأن نزاع كشمير في أن جامو وكشمير أرض متنازع عليها، ويجب حل القضية حسب الأمم المتحدة أو من خلال محادثات ثلاثية بين الهند وباكستان والممثلين الحقيقيين لجامو وكشمير.

الجذور الإصلاحية:

    تعود جذور الجماعة إلى الأنشطة الإصلاحية الإسلامية في كشمير والتي تطورت في أواخر القرن التاسع عشر عندما انتفضت الطبقة الوسطى من المسلمين الكشميريين في المناطق الحضرية ضد حكم دوجرا. كان مولانا رسول شاه أحد الرواد خلال هذه المرحلة ، الذي شكل جمعية نصرة الإسلام (جمعية نصر الإسلام) في عام 1899. والتي تهدف إلى نقل التعليم الحديث والإسلامي والقضاء على عدم "البدع" الإسلامية والخرافات التي انزلقت إلى الصوفية الشعبيةالممارسات في كشمير.

   على الرغم من أن الميرويز واجه معارضة من بعض الأوصياء على الأضرحة الصوفية، إلا أن جهوده الإصلاحية أكسبته شعبية، وأكسبته لقب "السير سيد كشمير".

    أنشأت عائلة أنجومان في عام 1905 المدرسة الإسلامية الثانوية في سريناغار، والتي تشعبت لاحقًا إلى عدة بلدات كشميرية صغيرة. قام شقيق مولانا رسول شاه، ميرويز أحمد الله، بتوسيع جهود أنجومان وأنشأ الكلية الشرقية في سريناغار. قام ميرويز مولانا محمد يوسف شاه، المتعلم في مدرسة دار العلوم الإصلاحية في ديوباند، بربط أنجومان بجماعات إسلامية إصلاحية أخرى في جميع أنحاء الهند. أنشأ ميرويز يوسف شاه قسمًا محليًا من حركة الخلافة لنشر حماية الخلافة العثمانية في كشمير. لمحاربة الممارسات "غير الإسلامية" المنتشرة بين المسلمين الكشميريينأنشأ ميرويز يوسف شاه المطبعة الأولى في كشمير، وهي المطبعة الإسلامية، وافتتح صحيفتين أسبوعيتين للإسلام ورهنومة، ونشر أول ترجمة وتعليقات للقرآن باللغة الكشميرية، بحيث أصبح اعتماد الكشميريين المشتركين على الأوصياء على الأضرحة. يمكن تقليص المعلومات الدينية.

     جلبت الروابط مع الجماعات الإسلامية الهندية الأخرى حركة أهل الحديث إلى كشمير. بدأ الطالب الكشميري في مدرسة أهل الحديث في دلهي، السيد حسين شاه باتكو، عند عودته إلى كشمير ، حملة للقضاء على الابتكارات في المجتمع الكشميري المسلم. 

  على الرغم من فشل هذه الحركة بسبب الافتقار إلى الدعم الجماهيري، إلا أنها لا تزال مهدت الطريق المستقبلي للجماعة للمضي قدمًا في نفس الأجندة الإصلاحية.

    بدأ عدد متزايد من المسلمين الكشميريين المتعلمين، متأثرين بالإصلاحية الإسلامية، نضالهم ضد دولة دوجرا ونخبة البانديت، حيث تم اللجوء بشكل كبير إلى الهوية الإسلامية من قبل الكشميريين، حتى أن الزعيم الكشميري القومي الشيخ عبد الله أدرك أهمية الدين ويحاول استخدام الأضرحة الصوفية في كفاحه.

أصول جماعة كشمير الإسلامية:

    تكمن أصول الجماعة الإسلامية في كشمير في الإصلاحيين الإسلاميين والحركات المناهضة لعرق دوغرا في كشمير. 

   جاء أسلافها من عائلات الطبقة الوسطى المرتبطة بالصوفية، وخاب أملهم من السياسة العلمانية للمؤتمر الوطني والقومية الإسلامية التي دعا إليها المؤتمر الإسلامي.

    اختاروا العمل من أجل الإسلام كما دعت إليه كتابات مولانا المودودي.

     كان أول أمير لجماعة العدل الإسلامية هو سعد الدين طربالي، الذي كان من عائلة مرتبطة بالصوفي الصوفي في سريناجار، أحمد صاحب طربالي.

   أثر سعد الدين طربالي على العديد من الرجال الكشميريين في شوبيان، التي كانت مركزًا سياسيًا في ذلك الوقت ، ومن هؤلاء الرجال مولانا غلام أحمد أحرار الذي كان عضوًا في الجماعة الإصلاحية الإسلامية مجلس الأحرار، وينحدر أيضًا من عائلة ذات صلات صوفية. كان حكيم غلام نبي من بولواما، الذي جاء من عائلة بيرس، من أوائل أعضاء الجماعة.

     كان هؤلاء الرجال غير راضين عن الممارسات الدينية المعاصرة في كشمير التي اعتبروها غير إسلامية وكانوا أيضًا غير راضين عن القادة الكشميريين العلمانيين مثل الشيخ عبد الله الذي كان سيفوز بقلوب الناس بتلاوات القرآن ولكنهم لن يتبعوا تعاليم القرآن بأنفسهم.

     أقيم أول إجتهاد للجماعة الإسلامية في عموم الهند في باثانكوت عام 1945 وحضره أربعة من الكشميريين وتقرر بعد ذلك أن تبدأ الجماعة في تنظيم نفسها في كشمير. قامت ثلاث شخصيات من سريناغار، سعد الدين، قاري سيف الدين ومحمد حسين شيشتي بتأسيس الجماعة في كشمير، وبالتالي أصبح سعد الدين أميرًا ، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1985.

   أصبح مسجد جامع في سريناغار موقعًا للاجتماعات الأسبوعية للجماعة حيث قامت المجموعة بتوزيع أدب المودودي.

     وسعت الجماعة وجودها من سريناجار إلى أماكن أخرى في الوادي حيث قام قاري سيف الدين وغلام رسول عبد الله برحلات لنشر رسالة الجماعة. تم تنظيم أول اجتماع كبير للجماعة في سريناغار في أواخر عام 1945 وحضره ما بين سبعين ومائة شخص بما في ذلك موظفي الحكومة والشباب والتجار.

الشيخ المجاهد سيد علي شاه جيلاني:

    هو زعيم انفصالي كشميري، كان سابقًا عضوًا في الجماعة الإسلامية في كشمير، ثم أسس فيما بعد حزبه «تحريك الحريات»، وشغل منصب رئيس مؤتمر حرية جميع الأحزاب، والذي يضم مجموعة من الأحزاب الانفصالية في جامو وكشمير.

المناصب التي تولاها:

عضو الهيئة التشريعية في جامو وكشمير بقي في المنصب 1972 – 1982 

وعضو الهيئة التشريعية في جامو وكشمير بقي في المنصب 1987 – 1990 

الميلاد: 29 سبتمبر 1929 في كشمير.

الوفاة: 1 سبتمبر 2021 (91 سنة) في حيدرفورة ‏  

اللغات:

يتقن اللغة الكشميرية، والأردية، والهندية .

الجوائز:

حصل على نيشان باكستان (2020

نشأته:

   ولد جيلاني في بلدة بالقرب من بانديبوري شمال كشمير في 29 سبتمبر 1929، تلقى تعليمه في سوبور، وأنهى دراسته في الكلية الشرقية في لاهور (في باكستان حاليًا).

النشاط السياسي:

   يُنظر إلى جيلاني كزعيم انفصالي رئيسي في كشمير، حيث ألقى عمر عبد الله رئيس وزراء جامو وكشمير السابق باللوم على جيلاني في تصاعد العنف والقتال في كشمير، في حين حث وزير الاتحاد السابق فاروق عبد الله جيلاني على اتباع طريق «إنقاذ كشمير من الدمار». في أكتوبر 2013 تم انتخابه للمرة الرابعة لفترة ثلاث سنوات كرئيس لمؤتمر حرية جميع الأحزاب، والذي انقسم عام 2003. ثم أسس حزب تحريك الحريات.

   دعا جيلاني إلى العديد من الإضرابات أو العيصانات المدنية العامة، ردًا على مقتل كشميريين مجهولي الهوية ومسلحين محليين ومقتل مدنيين في كشمير.

   تلقى سيد علي شاه جيلاني الدعوة للمشاركة في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في 27 سبتمبر 2015.

   وبعد وفاة برهان مظفر واني في 2016 دعا جيلاني إلى اعتصامات استمرت خمسة أشهر متتالية، وأرسل رسالة إلى الأمم المتحدة تتضمن ستة مطالب لإنهاء الاعتصامات. 

   دعا جيلاني أهالي كشمير إلى مقاطعة انتخابات جامو وكشمير التشريعية التشريعية لعام 2014 بسبب رفض طلب الحكم الذاتي الذي عرضه حزب الشعب الديمقراطي والمؤتمر الوطني الحاكم آنذاك.

وفاته:

    توفي جيلاني في 1 سبتمبر 2021 ، ومنعت السلطات إقامة جنازة له، وصودر جثمانه ودفن بمعرفة السلطات. أقيمت في العاصمة الباكستانية إسلام آباد صلاة الغائب على جيلاني بتنظيم من حزب الجماعة الإسلامية.

أصداء الرحيل:

  سيد علي جيلاني.. رحيل شيخ السياسة وأيقونة الحرية في كشمير

   رحيل سيد علي جيلاني الزعيم السياسي للكشميريين سيترك أثره على الوضع في كشمير الهندية (الأوروبية)

   أعلنت أجهزة الأمن الهندية في إقليم كشمير حالة استنفار إثر وفاة الزعيم الكشميري سيد علي جيلاني عن عمر ناهز 92 عاما، وعطلت شبكة الإنترنت، وقيّدت حركة المواطنين في جميع أنحاء الإقليم.

   حالة الاستنفار هذه لم تأت من فراغ، فالرجل قضى في السجون الهندية أكثر من 12 عاما، وكانت آخر معاركه التصدي لإلغاء الوضع الخاص بولاية جامو وكشمير، والتعديلات الدستورية المفاجئة التي أقرها البرلمان الهندي في الخامس من أغسطس/آب 2019 وقُسّمت بموجبها الولاية، التي يطالب شعبها بحق تقرير المصير، إلى مقاطعتين تحكمان مباشرة من الحكومة المركزية في الهند، وفصل منطقتي لاداخ وليه الشماليتين عنهما.

  معركة خصوصية كشمير أعادت سيد علي جيلاني وقادة المؤتمر الوطني إلى كفاحهم المشترك، وهو التصدي للهيمنة الهندية الجديدة التي تُعرّض ثقافة وديمغرافية الإقليم ذي الغالبية المسلمة للخطر، وكان قد فارقهم بعد استقلال الهند وباكستان عام 1947 بسبب اختلاف الآراء بشأن مستقبل الولاية.

قضية كشمير.. هل تتدخل دول "آسيان" لفرض التهدئة؟

الهند تمدد حظر "الإنترنت السريع" في جامو وكشمير

جيلاني يرفض العرض الهندي لكشمير

هاتفي يطاردني.. شرطة الهند الإلكترونية تعذب مسلمين كشميريين بسبب منشوراتهم

  تخرج جيلاني، المولود يوم 29 سبتمبر/أيلول 1929، من جامعة البنجاب في مدينة لاهور، وعاد إلى سرينغار عاصمة الإقليم في أربعينيات القرن الماضي، وتعرف فيها على مولانا محمد سيد مسعودي القيادي في المؤتمر الوطني وانضم إليه، ثم تحوّل عنه إلى الجماعة الإسلامية عندما تمسك برؤيته بشأن الكفاح من أجل استكمال أجندة تقسيم شبه قارة جنوب آسيا وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، التي تقضي بتخيير الشعب الكشميري بين الالتحاق بالهند أو بباكستان، في حين تنبى قادة آخرون في المؤتمر رؤية النضال تحت مظلة الدستور الهندي للحفاظ على الإقليم وحماية شعبه.

   قضى جيلاني آخر 11 سنة من حياته في الإقامة الجبرية بمنزله وحرم من التواصل مع العالم الخارجي (رويترز)

العمل السياسي:

    قضى جيلاني العقد الأخير من عمره في الحبس المنزلي، وقطعت عنه جميع أنواع الاتصالات والإنترنت خلال السنتين الماضيتين، ووجهت لابنه تهم بمخالفة قانون حيازة العملات الأجنبية بسبب ضبط قوات الأمن 10 آلاف دولار أثناء حملة دهم وتفتيش لمنزله.

   انتخب جيلاني نائبا في المجلس التشريعي الكشميري عام 1972 عن دائرة سوبور مسقط رأسه، وأعيد انتخابه مرتين عن الدائرة نفسها حتى عام 1990 عندما حل المجلس التشريعي بسبب اضطراب الوضع الأمني.

   وشكلت الأحزاب الكشميرية المناوئة للهند تحالفا انتخابيا عام 1987 أطلقت عليه اسم "جبهة الوحدة الإسلامية" لكن انتخابات المجلس التشريعي عمّها التزوير، ولم تفز الجبهة سوى بأربعة مقاعد أحدها لجيلاني، واندلعت احتجاجات ومواجهات مع قوات الشرطة والأمن الهندية.

   كانت الانتخابات التي فاز فيها المؤتمر الوطني المقرب من نيودلهي سببا في تحوّل المطالب السلمية بتقرير المصير إلى حركة مسلحة، وفي عام 1993 تشكل مؤتمر أحزاب الحرية برئاسة جيلاني ليصبح مظلة سياسية للأجنحة العسكرية، وكانت رئاسته بالتناوب بين 7 زعماء كشميريين، وانقسم مؤتمر الحرية في عام 2003 ليؤسس جيلاني في عام 2004 "حركة الحرية" بعد أن خرج من الجماعة الإسلامية الكشميرية بسبب تبنيها الحراك السلمي في مواجهة الحكم الهندي.

   حظر تجول فرضته القوات الهندية في كشمير عقب وفاة سيد علي جيلاني (رويترز)

الموقف من باكستان:

   ألّف الأستاذ المدرسي نحو 30 كتابا متنوعة بين الأدب والسياسة، وخلّف مسيرة غنية بالنضال من أجل الحرية، والتي أصبحت شعار تحالف الأحزاب الكشميرية الذي قاده في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وأطلق عليه "تحالف جميع أحزاب الحرية الكشميري".

   كان جيلاني الوحيد من بين القادة الكشميريين الموالين لباكستان الذي رفض مقترحات رئيس باكستان الأسبق الجنرال برويز مشرف لحل قضية كشمير المعروفة بصيغة النقاط الأربع، وهي: إعلان كشمير منطقة خالية من السلاح، ولا تغيير للحدود ولكن يسمح لمواطني شقي كشمير بالتنقل بحرية بين ضفتي خط المراقبة، ومنح الإقليم حكما ذاتيا موسعا دون استقلال، وإقامة آلية مشتركة ثلاثية من الهند وباكستان وكشمير للإشراف على الإقليم.

  منحته باكستان عام 2020 "نيشان باكستان"، وهو أعلى وسام مدني في البلاد، لينضم إلى قادة مرموقين في العالم استحقوا هذا الوسام مثل نيلسون مانديلا وفيدل كاسترو والملكة البريطانية إليزابيث والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

  وصفته صحف هندية ببطريرك الانفصال، وأحد أبرز صقور كشمير المطالبة بالانضمام لباكستان، أما الكشميريون على اختلاف أطيافهم فيكادون يجمعون على تقدير تاريخه النضالي وصلابة مواقفه، ونعته رئيس حكومة الإقليم السابقة على تويتر (Twitter) بقوله "قد لا نتفق معه على معظم الأمور، لكنني أقدر مواقفه المبدئية وثباته على ما يؤمن به".

  سيد علي شاه جيلاني: الرجل الذي حارب من أجل حرية «كشمير

    توفي اليوم الخميس أكبر زعيم انفصالي في كشمير سيد علي شاه جيلاني، الذي قاد حركة المقاومة ضد الحكم الهندي، عن عمر يناهز 92 عامًا.

   كتب “سومانترا بوس” وهو عالم سياسي هندي وأستاذ السياسة الدولية والمقارنة بكلية لندن للاقتصاد، عن حياة جيلاني ودوره في السياسة الكشميرية.

   يقول: قابلت لأول مرة سيد علي شاه جيلاني في عام 1995 في مسكنه المشيد جزئيًا في حي هايدربورا في سريناغار.

   كان قد أطلق سراحه مؤخرا من السجن، على الرغم من أنني التقيت به عدة مرات منذ ذلك الحين، إلا أنه أول لقاء أتذكره بوضوح.

  في نهاية المحادثة الطويلة، وقف وقدم لي نسخة من القرآن، وهي نسخة باللغتين العربية والإنجليزية تم إنتاجها، كما لاحظت لاحقًا، في السعودية.. حثني على قراءتها بعناية. لا يزال الحجم المزخرف الضخم معروضًا في غرفة المعيشة بمنزل عائلتنا في كولكاتا.

  أوضح “سيد علي شاه جيلاني” أنه على الرغم من كونه كشميري فخوراً، إلا أنه يعتبر هويته الوطنية باكستانية

الهوية باكستانية رغم الرغبة في الاستقلال

على عكس بعض القادة الكشميريين الآخرين الذين قابلتهم في التسعينيات وما بعده، تحدث جيلاني بوضوح تام، دون تحوط أو مراوغة، دارت محادثتنا حول نقطتين طرحهما برفق ولكن بقوة.

أولاً، أوضح أنه على الرغم من كونه كشميري فخوراً، إلا أنه يعتبر هويته الوطنية باكستانية.

ثانيًا، كان معاديًا بشدة لفكرة استقلال كشمير، كنت أعرف بالفعل من الرحلات المكثفة في وادي كشمير أن الغالبية العظمى من شعبها، وكذلك المسلمين الناطقين باللغة الكشميرية في أجزاء من منطقة جامو المتاخمة للوادي، يتطلعون إلى الاستقلال.

   بالنسبة لهم، كان azaadi (الحرية) ، صرخة حشد (الحركة) التي انفجرت في الانتفاضة والتمرد في عام 1990، تعني التحرر من كل من الهند وباكستان، اللتين كانتا تقاتلان على أرضهما منذ عام 1947.

  لقد أخبرت جيلاني بصراحة هذه الحقيقة المسلم بها. لم يناقضني بشكل مباشر، لكنه أوضح بصبر أن فكرة الاستقلال لم تكن مجرد وهم، لأنها تجازف بتقسيم الأغلبية المسلمة في جامو وكشمير – على جانبي خط السيطرة – إلى معسكرات متعارضة.

  كان مصرًا على أن مصير كشمير – والكشميريين – يقع على عاتق باكستان.

  دفن الزعيم الكشميري الانفصالي جيلاني ليلا وسط تدابير أمنية مشددة

  أمرت السلطات الهندية بأن يُدفن ليلًا جثمان الزعيم الكشميري الانفصالي سيد علي شاه جيلاني الذي توفي الأربعاء عن 92 عاما، لتجنب حصول اضطرابات في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند حيث تم فرض حظر تجول ونشر قوات بحسب ما قال سكان الخميس.

  وقال أحد أبنائه نسيم جيلاني لوكالة فرانس برس "حوالى الساعة الثالثة فجرا، اقتحمت الشرطة منزلنا وأخذت جثمان أبي".

   وأضاف "لقد أصرينا على تنظيم مراسم تشييع بعد صلاة الفجر ودفنه بحسب رغبته في مقبرة الشهداء" لكن الشرطيين "استحوذوا على جثة والدي ولم يسمحوا لأي فرد من عائلتنا بالمشاركة في التشييع".

   وأوضح "لقد علمنا لاحقا أن الشرطة تولت مراسم غسل الجثمان قبل دفنه".

  وكان جيلاني يعاني مشكلات في القلب والكلى منذ أشهر.

   منذ ثلاثة عقود، يشهد القسم الخاضع لسيطرة الهند من كشمير تمردا انفصاليا ضد نيودلهي.

   وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن جيلاني دفن عند الساعة 04,30 الخميس في مقبرة بالقرب من منزله في مدينة سريناغار، موضحا أن أن عددا قليلا من أقاربه حضروا مراسم الدفن بينهم اثنان من أبنائه لكن بدون تسميتهما.

- مخاوف من اضطرابات -

  وأقر المصدر نفسه بأن الشرطة "تولت القيام بالترتيبات".

  وحضر قرابة 50 شخصا المراسم وفقا لرجل قال إنه أحد جيران جيلاني وكان حاضرا في الدفن.

   فرضت الشرطة حظر تجول في كل وادي كشمير بعيد وفاة جيلاني الذي كان يعاني من مشكلات في القلب والكلى منذ أشهر.

  ودعا المسجد المجاور لمنزل جيلاني السكان الى التجمع في منزل الراحل لكن الشرطة حذرت من أنه لن يسمح لأحد في وادي كشمير بمغادرة منزله وتم نشر آلاف عناصر الأمن فورا.

   كانت الشرطة تتخوف من أن تتحول مراسم التشييع الى أعمال شغب بحسب السكان. وقال أحدهم "القوات منتشرة في كل مكان، هناك حواجز من الأسلاك الشائكة على كل الطرقات الرئيسية" خصوصا تلك المؤدية الى منزل جيلاني حيث خضع للاقامة الجبرية عدة مرات منذ 11 عاما.

  كانت عشرات الآليات المدرعة والشاحنات تقوم بدوريات في الشوارع في المنطقة فيما قطعت خدمة الانترنت في كل أنحائها.

   ونعى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان جيلاني في تغريدة على تويتر. وكتب أنه "حزين جدا " لوفاة "المناضل من أجل حرية الكشميريين".

   وقال عمران خان إن جيلاني "كافح طوال حياته من أجل شعبه وحقه في تقرير المصير" مشيرا إلى أنه "عانى من السجن والتعذيب من قبل الدولة الهندية المحتلة لكن عزيمته لم توهن".

وأعلن يوم حداد وطني في باكستان.

  تتنازع الهند وباكستان على ولاية جامو-كشمير ذات الغالبية المسلمة والتي تتقاسمان السيطرة عليها منذ 1947 وكانت سبب العديد من الاشتباكات المسلحة بين البلدين.

- نهج متشدد -

   كان جيلاني يناضل من أجل ضم كشمير الهندية الى الجانب الباكستاني منذ الستينيات. وهذا التمرد الذي تصدت له القوات المسلحة الهندية أوقع عشرات آلاف القتلى منذ 1989 غالبيتهم من المدنيين.

  وكان يرفض فكرة إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة في نيودلهي قبل ان تقبل رسميا بكشمير "كأرض متنازع عليها".

  وعارض على الدوام محاولات إجراء حوار بين الهند وباكستان بقيت بدون جدوى.

  وواجه النهج المتشدد الذي اعتمده جيلاني انتقادات في كشمير. وقالت محبوبة مفتي رئيسة الوزراء السابقة في كشمير على تويتر "لم نكن موافقين على غالبية الأمور، لكنني أحترمه بسبب حزمه وتمسكه بقناعاته".

  كانت كشمير الهندية تحظى بوضع حكم ذاتي دستوري سحبته حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 5 آب/اغسطس 2019 مؤكدة أن هذا الاجراء هدفه حمل السلام والاستقرار الى كشمير.

مصادر الترجمة:

١_ مجلة كشمير المسلمة .

٢_ الموسوعة التاريخية الحرة.

٣_ موقع الجزيرة نت .

٤_ وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب .

٤_ مواقع إلكترونية أخرى.

وسوم: العدد 1076