الشيخ العلامة الشهيد شريف عبد النور حسن
(١٩٤١_ ٢٠١٧م )
توفي الشيخ العلامة شريف عبد النور شريف حسن في صباح الخميس 12 من شوال 1438هـ الموافق 6 من يوليو 2017 م في مكة المكرمة.
والشيخ شريف عبد النور من أبرز علماء الصومال الذين نشروا الدعوة في ربوع البلاد، والذين أفنوا أعمارهم في خدمة دين الله، وكان رحمه الله تعالى مربياً ربانياً عطوفاً عفيف اللسان متواضعاً وجبلاً شامخاً في العلم والفتوى.
أسرته، ونسبه:
هو شريف عبد النور شريف حسن شريف آدم شريف المقبولي، من أسرة علمية تنتسب إلى الأشراف والبيت النبوي، وكان أبوه وجده عالمين فقيهين شافعيين، و قدم جده الثاني شريف المقبولي من اليمن إلى الصومال. أما أمه فمن قبيلة أوغادين الدارودية الصومالية، وله عشرة من الإخوة كلهم فقهاء في المذهب الشافعي، وكان هو أصغرهم سنا.
مولده، ونشأته:
ولد الشيخ في عام 1941م في الصومال الغربي المحتلة حالياً من قبل إثيوبيا، في مدينة (بابلي) المشهورة بالعلماء وعناية العلم الشرعي.
وقد مر الشيخ بمراحل عدة لطلب العلم :
أخذ مبادئ العلوم واللغة في مسقط رأسه كما هي عادة أهل الصومال، حيث قرأ النحو وأساسيات اللغة على الشيخ أحمد بارود، من علماء اللغة وسائر الفنون الشرعية
كما قرأ العلم الشرعي واللغة على الشيخ حسن معلم علي المعروف بحسن مريحان نسبة الى قبيلة مريحان المشهورة في الصومال.
وقرأ أيضاً على أخيه الأكبر مفتي الشافعية في المنطقة حينذاك الشيخ الفقيه العالم شريف عبدالله شريف حسن.
وكذلك درس النحو واللغة والعلوم الشرعية على العلامة الشيخ علي جوهر والشيخ حسن أمادن من علماء الصومال.
وبعد أن نهل العلم من منطقته ارتحل في طلب المزيد من العلم حتى انتهى إلى مدينة هرر (في إثيوبيا حاليا) مركز العلم في المنطقة في وقتها، فمكث فيها يطلب العلم برهة من الوقت، ثم انتقل منها إلى مدينة جكجكة، وهي أيضا تحت حكم إثيوبيا حاليا.
رحلته الخليجية في طلب العلم:
في عام 1959م سافر هو وعدد من طلبة العلم حتى وصلوا إلى السودان ثم إلى مصر عبر القطار والتحق بالثانوية العامة الأزهرية (ثالث ثانوي لسنة) وبعد تخرجه التحق بجامعة الأزهر، كلية الشريعة والقانون وتخرج منها عام 1964م.
وبعد إكمال الدراسة في الأزهر عاد الشيخ إلى الصومال وخاصة العاصمة مقديشو وباشر العمل الدعوي والدروس الدينية خير قيام، فكانت حلقاته عامرة بالطلاب ومقصداً لكل طالب عالم إلى جانب أنه أصبح موظفاً في المطبعة الوطنية.
عندما قامت ثورة 21 اكتوبر التي من إثرها استولى الجيش على الحكم بقيادة اللواء محمد سياد بري، التحق الشيخ بمعهد تدريب حلني، ثم أصبح مدرسا في معهد (بولو تكنيكوا) في مقديشو.
سـجنــه:
ومما وقع للشيخ أنه سجن في عام 1976 إلى جانب العديد من العلماء، بعد الحملات التي قامت بها الحكومة العسكرية ضد العلماء الرافضيين لأفكار الشيوعية المتناقضة مع مبادئ الشريعة الإسلامية.
وفي عام 1984م التحق الشيخ بجامعة الدرعية المعروفة حالياً بجامعة الملك سعود بالسعودية، ودرس فيها سنة واحده، ثم أكمل دراسته الماجيستير في معهد الأئمة برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة.
وبعد عودته إلى البلاد أصبح مدرساً في الجامعة الوطنية، كلية التربية (لفولي).
وكانت للشيخ حلقات دينية يدرس الفقه والتفسير والحديث والنحو والصرف في المساجد المختلفة في العاصمة. وكان يعطى عناية خاصة بعلم الحديث الشريف وقام بشرح كتب الحديث معظمها كالصحيحين والسنن الأربعة إلى اللغة الصومالية مع التسجيل، وقد استفاد منها أجيال كثيرة من أبناء الدعوة
كان الشيخ عالماً ربانياً متواضعاً ورعاً عفيفاً قليل الكلام ، وكان لا يحب الظهور في المنابر، وكان يكتب في الاوراق الرسمية عبد النور شريف حسن، وكان يرفض كتابة سيرته.
وفي أثناء الحرب الأهلية كان يحذر كثيراً من إراقة وسفك دم المسلم ، وعرضه وماله.
وكانت محاضراته "كفوا عن من قال لا إله إلا الله" تصدح في جنبات المساجد والمقاهي وفي كل زاوية من ربوع الصومال. وكان يحترم العلماء ولو اختلفوا معه..
وفاته:
وبعد تعرضه لمحاولة اغتيال وإصابته بالجروح من قبل مجهولين في مقديشو نقل الشيخ إلى كينيا للعلاج، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية التي أقام فيها حتى وافته المنية رحمه الله وذلك صباح يوم الخميس في 12 من شوال 1438هجري الموافق 6 من يوليو 2017 م.
ترك الشيخ وراءه زوجة وتسعة من الأبناء، سبع بنات واثنين من الذكور.
نسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه وأن يثقل ميزانه يوم لا ينفع مال ولا بنون، ويسكنه في الفردوس الأعلى. اللهم آمين.
وسوم: العدد 1099