عِقدُ اليَاقُوتِ والدُّرَر بِشَرحِ مَرثِيَتِي لأخِي العَبسُو عُمَر

ومعه

مقالة معرفتي به

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه الطيبين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أما بعد: فهذه رسالة "عقد الياقوت والدرر بشرح مرثيتي لأخي العبسو عمر"، التي شرحت فيها مرثيتي له والتي تقع في (39) بيتا من البحر الكامل، شرحا كاملا لألفاظها؛ بينت فيه معانيها بيانا كافيا وافيا.

كما عرفت ببعض الأماكن الواردة في هذه الرسالة كـ "أبي قلقل"، و"أنقرة"، و"كلس"، و"ترحين".

وذكرت بعض لمحات من حياته كدراسته في السفيرة وحلب، وتدريسه اللغة العربية، في السفيرة وتركية.

ثم تطرقت إلى ذكر هجرته في سورية، ثم إلى تركية.

كما عرجت على ذكر بعض مؤلفاته ومقالاته وتراجمه والمواقع التي كتب ونشر فيها تلك المقالات والتراجم.

ثم ألحقت بهذا الشرح مقالتي "معرفتي بأخي الأثير في الله الأستاذ عمر عبسو"؛ التي بينت فيها معرفتي له منذ سماعي به أول مرة، ومقالته ولقائه الأول بالشاعر الإسلامي المنبجي الكبير الأستاذ يوسف عبيد إبراهيم المحيميد أبي ضياء رحمه الله عام 1994م.

ثم زيارتي التاريخية له في "كِلِّس" في تركية عام 2019م، ومعرفتي به عن قرب، ثم تواصل معرفتنا وعلاقتنا حتى وفاته رحمه الله.

وقد ذكرت فيها طرفا من ذكرياتنا العلمية والأدبية عبر اتصالنا بالهاتف وعبر المراسلة في موقع "الوتس أب" لسنوات حتى وفاته رحمه الله.

هذا، مع ملاحظة مهمة، وهي أن هذا الشرح لمرثيتي فيه، والمقالة هما جزء من كتابي الكبير الذي أكتبه وأعده الآن عن أخي أبي حفص عمر عبسو رحمه الله رحمة واسعة، وطيب ثراه، والحمد لله رب العالمين.

دمعات وفاء ورثاء على أخي في الله

الأستاذ عمر عبسو يرحمه الله

سيد أحمد بن محمد السيد

-1 مَا كُنتُ   أحسَبُ   أنَّنِي أرثِيهِ       أو أنَّ   أمرَ اللهِ   يَنزِلُ   فِيه؟!

-2حَتَّى أتَانِي   نَعيُهُ   في هَاتِفي       فَغَدوتُ كَالمَخبُولِ ، و المَشدُوهِ

-3وصَعِقتُ مِن خَبَرِ النَّعِيِّ بِصَدمَةٍ       أمسَيتُ كالمَمسُوسِ، و المَعتُوهِ

***********

-4حَقًّا أبُو حَفصٍ قَضَى أسَفَى على       فَقدِي   لِخِلٍّ   صَالِحٍ ،   و نَبِيهِ

- 5أودَى أبو حفص فأورثَنِي ضَنًى       مُذ قد دَعَاهُ -مِن الرَّدَى- دَاعِيهِ

-6صِدقًا سُقِيْ كأسَ المَنونِ أخي عُمَرْ

     هَذَا   -لَعَمرِي-   كُلُّنَا   حَاسِيهِ

-7 و غَدَا رَهِينَ الرَّمسِ في أطبَاقِهِ       مُتَخَلِّيًا   عَن أهلِهِ ،   و ذَوِيهِ

-8سُبحانَ مَن قَهَرَ العِبَادَ! بِمَوتِهِم       و بِكَسبِهِم ؛ كُلَّ امرِئٍ   جَازِيهِ

-9آمَنتُ   أنَّ المَوتَ   أكبَرُ عِبرَةٍ       أعظِم   بِهِ   مِن واعظٍ!   لِنَبِيه

-10 أكبِر بِهِ ! مِن آيَةٍ   مِن رَبِّنَا       لَيَبِينَ أحسَنُ عَامِلٍ ؛   بِوُجُوهِ      

***********

-11حَقًّا تَرَجَّلَ -فارِسُ الكُتَّابِ-عَن       صَهَوَاتِهِ ، و مُفَارِقًا   لِذَوِيهِ؟!

-12مِن بَعدِ عُمرٍ حَافِلٍ بِبُحُوثِهِ       و تَرَاجِمِ   الأعلَامِ ،   بِالتَّنوِيهِ

-13مَا زَالَ يَدأَبُ كَاتِبًا، و مُؤرِّخًا       تَارِيخَ أعلَامِ   الهُدَى ، كَوَلُوهِ!

-14 بَل ظَلَّ يَنشُرُ رَاصِدًا تَارِيخَهُم       حَتَّى غَدَا   المَكتُوبَ مِن أهلِيهِ!

-15تبكِيكَ "رَابِطَةُ الشأمَ" ادَبَاؤُهَا       كُتَّابُها ، الشُّعرَاءُ ؛ مَعْ تَنوِيهِ

-16و"تَجَمُّعُ الأدَبِ الرَّفِيعِ"رَثَى فَتًى     مِن أكبَرِ   النُّشَطَاءِ   فِي نَادِيهِ

-17و مَوَاقِعٌ أخرَى   بَكَت لِفِرَاقِهِ       سَل "حِزبَ وَعدٍ" أهلَهُ، و ذّوِيهِ

     ***********

-18 كَابَدتَ فِي ذاتِ الإلَهِ ؛ شَدَائِدًا     مِن "حِزبِ بَعثٍ" فَاجِرٍ، و كَرِيهِ

-19 ولَقِيتَ مِن عَنَتِ الطُّغَاةِ وعَسفِهِم   في سُورِيَا؛ فَصَمَدتَ في المَكرُوهِ

-20 سَجَنُوكَ بِضعَةَ أشهُرٍ-ظُلمًا- كَذَا     فَصَلُوكَ مِن عَمَلٍ ، و كُلَّ نَزِيهِ

-21 غَادَرتَ مَوطِنَكَ السَّفِيرَةَ مُرغَمًا      لِـ "أبِي القَلاقِلِ" رُحتَ تَسكُنُ فِيهِ

-22 و لِدَاعِشٍ غَادَرتَ سُورِيَّا إلَى       مَغنًى   بـ "كِلِّسَ" آمِنٍ   تَأوِيهِ

-23ثُمَّ انتَقَلتَ لِـ "أنقِرَةْ"؛ فَقَطَنتَهَا       و بِهَا حِمَامُكَ   قد أتَى   دَاعِيهِ

-24 ورُمِستَ فِي"تَرحِينَ" ثَمَّ بِغُربَةٍ     جَلَّ   الحَكِيمُ   -مُقَدِّرًا-   بَارِيهِ!

   ***********

-25يَا سَيِّدِي! يَهنِيكَ عُمرُكَ حَافِلٌ       قَضَّيتَهُ   فِي العِلمِ ، مَعْ أهلِيهِ

-26قَد عِشتَ فِيهِ دَارِسًا، و مُدرِّسًا       لُغَةَ القُرَانِ ؛   مُعلِّمًا     لِبَنِيه

-27 بـ"سَفِيرَةٍ"، وبـ "كِلِّسٍ"، وبـ"أنقِرَةْ"  

     كَم   طَالِبٍ   أنقذتَهُ   مِن تِيهِ!

-28أمَّا الكِتَابَةُ فَهيَ   مَيدانٌ لَكُم         كُنتَ   المُجَلِّيَ ، و المُبَرِّزَ فِيهِ

-29لَا سِيَّمَا   سِيَرٌ لِأعلام الهُدَى         في عَصرِنا ؛ فَبِهَا أضَا دَاجِيهِ

-30 أعلامُ صَحوَةِ أُمَّتِي   عَرَّفتَهُم       و كَتَبتَ   سِيرَتَهُم   مَعَ التَّنوِيهِ

-31 في مِصرَ، في سُورِيَّةٍ، وعِرَاقِنا       مَعَهُ   بِلادُ الشامِ ،   جُلُّ بَنِيهِ

-32بِمُجَلَّدَاتٍ   - عِدَّةٍ -   مَشحُونَةٍ         بِمَآثِرٍ ،   و مَكَارِمٍ ،   لِوُجُوهِ

-33بَيَّنتَ وَجهَ الحَقِّ فيها ناصِعًا       بِسُلُوكِ أعلامِ الهُدَى ، و بَنِيهِ

-34 وكَشَفتَ أعداءَ الهُدَى بِمَوَاقِفٍ       وفَضَحتَ أهلَ الظُّلمِ والتَّشوِيهِ

-35لم تَخشَ في اللهِ المَلَامَ مِنَ العِدَى     مِن حاقِدٍ ، أو ظالِمٍ ،   و سَفِيهِ

     ***********

-36 رَحَمَاتِكَ اللَّهُمَّ! أغدِقهَا على       جَدَثٍ -أبو حَفصٍ- غَدَا ثَاوِيهِ

-37رَبَّاهُ!   أكرِم   نُزلَهُ ،   و تَوَلَّهُ       بِمَرَاحِمٍ   تَترَى ، مَعَ التَّرفِيهِ

-38 أسكِنهُ رَبِّي في الفَرَادِيسِ العُلَى       مَعَ الَانبِيَا ، و الأولِيَا ، و وُجُوهِ

-39و كَذَاكَ قُرَّا كُتبِهِ ، و بُحُوثِهِ         و جَمِيعُ أحبابٍ   لَهُ ،   بذَوِيهِ

   ***********

الأستاذ عمر عبسو في شبابه

شرح غريب القصيدة والمَرثِيَة المُسَمَّى:

(عِقدُ الياقُوتِ والدُّرَر بشرح مرثية أخي العَبسُو عُمر)

(1) أحسَبُ: أظُنُّ. *أرثيه: أقول شعرا أعَدِّدُ فيه مَحَاسِنَه. *أمر الله: قضاؤه وقَدَرُه بِمُصيبة مَوته.

(2) نعيه: خبر موته. *غدوت: أصبحتُ، صِرتُ. *المخبول: ذاهب العقل، المجنون؛ من خَبِل: جُنَّ، ويقال: خَبَلَهُ الحُبُّ، والحُزن، والدَّهرُ، والشيطان. *"المعجم الوسيط" 217. *المَشدُوه: المُتَحَيِّر؛ مِن شُدِهَ: دَهِشَ بِالأمر وتَحَيَّرَ. "الوسيط" 476.

(3) صَعِقتُ: نَزلَ خَبَرُ مَوتِه عليَّ كالصَّاعِقة. وفي "المعجم العربي الأساسي" (735): صُعِق الشخصُ: أصابته الصاعقة، أو أصابه أمرٌ عَظيم (فَذَرهُم حتى يُلاقوا يَومَهم الذي فيه يُصعَقُون*). *النَّعِيّ: إذاعة خبَر مَوت المَيت. "الوسيط" 936. *الصَّدمَة: النَّازِلَة -المُصِيبة- تَفجَأ الإنسانَ فَتُزعِجه. "الوسيط" 511. *المَمسُوس: المَجنون. *المَعتُوه: ناقص العَقل مِن غَير جُنُون. "الوسيط" 583.

(4) حَقًّا: أثابِتًا؟ "حَقًّا": مصدر منصوب على الظرفية المجازية، مؤكد لما قبله، أو على المصدرية؛ أي أنه مفعول مطلق ناب عن فعله، والفعل محذوف تقديره "حَقَّ"، وهمزة أنَّ بعدها واجبة الفتح؛ نحو: أحقا أنك قادمٌ. *ينظر: "المحيط في أصوات العربية ونحوها وصرفها" للأستاذ محمد الأنطاكي 884، "معجم علوم العربية" د. محمد ألتونجي 205، وقد أخطأ الأستاذ محمد الأنطاكي في كتابه "المنهاج في القواعد والإعراب ص 243" حين أعربها مفعولًا فيه ظرفَ مكان؟! والله أعلم.

*أبو حفص: كنية فَقِيدنا الأستاذ عمر عبسو رحمه الله تعالى.

*قضى: ماتَ. *أسَفى: حُزني الشَّديد. "بديع البيان" للشيخ محمد بدر الدين التلوي ص (12)، قال الله تعالى: (وتولى عنهم وقال يا أسَفَى على يوسف ...*). يوسف (84). *فقدي: افتقادي، ذهاب. *الخِلُّ: الصديق الصَّدُوق. *نبيه: شريف، عالي الذكر، مشهور؛ مِن نَبُهَ نَبَاهَةً: شَرُف وعلا ذِكرُه واشتُهِرَ؛ فهو نابِهٌ ونَبِيه. "الوسيط" 899.

(5) أودى: ماتَ. قال أبو ذُؤيب الهُذَلي:

أَودى بَنِيَّ ، وَ أَعقَبوني غُصَّةً             بَعدَ الرُقادِ ، وَ عَبرَةً لا تُقلِعُ

*أورثني: أعقَبَنِي؛ سَبَّبَ لِي. "الوسيط" 1024. *الضَّنَى: المَرَض، أو الهُزَال الشَّديد. "الوسيط" 545. *دعاه: ناداهُ وطَلَبَه. *الرَّدَى: الهلاك.

(6) صِدقًا: بِمعنى حَقًّا. *سُقِيَ: أشرِبَ. وسُكِّنت الياء لضرورة الشِّعر. *المَنُون: المَوت. *لَعَمرِي: اللام لامُ القَسَم. العَمر والعُمر: الحَياة. وعمري: مرفوع بالابتداء محذوف الخَبَر. والمعنى: حياتي قَسَمِي. *الوسيط 627. *كُلُّنا: جَمِيعُنا. *حاسِيهِ: شارِبُه.

(7) غدا: أصبح. *رَهِين الرَّمس: مرهونًا ومُرتَبطا بِالقَبر. *أطباقه: ج طَبَق، الغِطاء والغِشاء، والحال والمَنزِلة، قال تعالى: (لتركبن طبقًا عن طبق*). الانشقاق (19). *مُتَخَلِّيًا: تارِكًا. *أهله: زوجه، وأولاده وأسرته. *ذويه: أصحابه. وذوو: ج ذو، بمعنى صاحب، وهي ملحقة بجمع المذكر السالم؛ فتُرفع بالواو، وتنصب وتجر بالياء. *"المنهاج" للأستاذ محمد الأنطاكي، رحمه الله، 47.

(8) سُبحانَ مَن: تَنَزَّهَ اللهُ عَمَّا لا يليق به مِن صفات العَجز والنَّقص. "التفسير الوجيز" لشيخنا د. وهبة الزحيلي ضمن "الموسوعة القرآنية الميسرة" 283. و(سبحان): مفعول مُطلق لفعل مَحذوف تقديره "أسَبِّح". "المنهاج" بتصرف ص 255.

*قهر العباد: غلَبَهم. *العِبَاد: الخَلق. وهو جمع عبد: والعبد تعني: الرقيق المملوك، وجمعها: عبيد. وعباد: ج عبد بمعنى إنسان سواء كان حُرًّا أو رقيقا؛ مخلوقات الله الذين يعبدونه. قال تعالى: (إن الله بعباده لخبير بصير*) فاطر (31).

"المعجم العربي الأساسي" 815.

*بموتهم: بطريقة إماتتهم. *بكسبهم: بعملهم الصالح أو الطالِح.

*كل امرئ: كل شخص. *جازيه: مُحَاسِبه يوم القيامة ومُعطيه جزاءَه؛ إن خيرًا فخير، وإن شرا فشر.

*ملاحظة بفائدة:

قال الإمام الراغب الأصفهاني: "وقد ورد -يقصد فعل (كَسَب)- في القرآن في فعل الصالحات والسيئات؛ فمِمَّا استُعمل في الصالحات قولُه: (أو كسبت في إيمانها خيرا). الأنعام/158. ومما يُستعمل في السيئات: (أن تُبسَلَ نفسٌ بما كَسَبَت). الأنعام/70". "مفردات ألفاظ القرآن" 710.

(9) آمنت: صَدَّقتُ. *أكبر عِبرة: أعظم مَوعِظة ومُذَكِّر. *أعظِم به: ما أعظَمَهُ! *واعِظ: مُذكِّر ومُنَبِّه. *لنبيه: لعاقل فَطِن.

(10) أكبِر به: ما أكبَرَهُ! آية: عِبرة. قال تعالى عن فرعون: (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية). يونس/92. "الوسيط" 35. وفي كون الموت آية من آيات الله -كالحياة- يقول بارينا سبحانه: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور*). المُلك 2.

(11) ترَجَّلَ: نزل عن فرسه. وهو تعبير مجازي يعني أنه توقَّف عن الكتابة وعمله في الدعوة وخدمة أمَّته. *فارس الكُتَّاب: النشيط والدؤوب في الكتابة. *صَهَواته: ج صَهوَة: موضع السَّرج مِن ظَهر الفرَس، ومِن كل شيء أعلاه. "الوسيط" 527.

قال المُتنبي:

مفرشي صهوة الحصان، ولكنـ       ـنَ قميصي مَسرُودَةٌ مِن حَديدِ

*مُفارقًا: تارِكًا.

(12) عمر حافل: مُمتلِئ. *بحوث: ج بحث، وهو: بذل الجهد في موضوع ما، أو ثمرته ونتيجته. "المعجم العربي الأساسي" 132. *تراجم: ج ترجمة، كتابة سيرة الشخص من ولادته إلى وفاته. *الأعلام: ج عَلَم، وهم الشخصيات المشهورة، والمقصود هنا أعلام الدعوة والحركة الإسلامية في عصرنا. *التنويه: المَدح والإشادة بشخص ما.

(13) دأب في الأمر: جَدَّ فيه ولازمه واعتاده مِن غير فُتور. "الوسيط" 267. *تاريخ أعلام الهدى: كتابة تاريخ وسِيَر مشاهير الدعاة والحركة الإسلامية المعاصرة. *الوَلُوه: صيغة مبالغة لـ "وَالِه": وهو المُولَع بالشيء العاشق له الشَّغُوف به.

(14) ظل: دامَ واستَمَرَّ. *راصِدًا: مُسَجِلًا ومُدَوِّنًا ومُتَتَبِّعًا. *غدا: أصبح. *المكتوب: المُقَيَّد والمُسَجَّل. *من أهليه: من أهل التاريخ؛ أي: ظل الأستاذ عمر يكتب سير أعلام الدعوة والحركة الإسلامية ممن مات وذهب إلى الدار الآخرة، حتى أصبح واحدا منهم، كُتب عنه، كما كتب هو عن غيره!

وهذا بمعنى قول العلامة عبد الرحمن الخَولاني النحوي ت 366هـ يرثي المحدث والمؤرخ المصري ابن يونس الصدفي ت 347هـ:

مَا زِلتَ تَلهَجُ بِالتَّارِيخِ تَكتُبُهُ             حَتَّى رَأينَاكَ فِي التَّارِيخِ مَكتُوبَا!

(15) تبكيك: ترثيك وتحزن عليك. *رابطة الشآم أدباؤها: "رابطة أدباء الشام" الموقع الذي كان الفقيد المَرثِيُّ أحَدَ أبرز أعضائه وأنشطهم؛ إذ كتب فيه لنحو عقدين مئات المقالات والتراجم والبحوث، ولا سيما في العقد الأخير (2014- 2024م) فقد كان أغزر إنتاجه وأكثره فيه، ويمكن للسادة القراء أن يبحثوا ويرجعوا إلى موقع الرابطة، ويتحققوا من صحة كلامي. بل إن هذه السنة الأخيرة من حياته التي عاشها كانت أكثر مقالات وتراجم، وكأن الفقيد كان يُسابق الزمَن، وكأنه كان يشعر بدنو أجله؛ فكان يبذل كل جهد لكتابة مقالات وبحوثا عدة في كل أسبوع ينشر له فيه موقع الرابطة؟!

*ملاحظة حول إنتاج أخي الأستاذ عمر وجودته:

لقد رأيت الأستاذ عمر عبسو -من خلال متابعتي لمقالاته وبحوثه وتراجمه- يُكثر منها، ويكتب وينشر في مواقع ووسائل عديدة، أو تُؤخذ بعض مقالاته تلك من موقع "رابطة أدباء الشام" أو غيره، وتنشر في موقع معين آخَر؛ منها: 1- "رابطة أدباء الشام". 2- "رابطة العلماء السوريين".   3- "حزب وعد". 4- "إخوان ويكي".

5- "مركز الشرق العربي للدراسات". 6- "الموسوعة الحرة - ويكيبيديا".

7- "نافذة مصر". 8- "مركز الشهيد أحمد احواس للدراسات". موقع ليبي.

9- "عبد الحميد بن باديس". هو موقع جزائري.

10- "منتديات فرسان الثقافة". 11- صحيفة "الجزيرة" السعودية.

12- "علامات أونلاين".   13- "دار الفكر المعاصر".

14- "مركز أمية للدراسات". 15- موقع "إدلب الخضراء".

16- "حزب الحق اليمني". 17- موقع "العُقاب".

18- "نور سورية". 19- "مساجد حلب القديمة".

20- "العتبة الحسينية المقدسة".

فقد كان الأستاذ عمر رحمه الله- مُكثرًا في كتاباته وبحوثه وتراجمه، وسريعا في كتابتها ونشرها، هذا مع ملاحظة كثرة الأخطاء فيها؟!

فكأنه كان همه نشر الكثير من التراجم والأعلام للتعريف بأكبر قدر منهم، وعدم مراجعتها، بل في بعضها لاحظت أنه كان لا يذكر مصادره فيها؟!

فلم يكن يهمه -والله أعلم- التجويد للمقالة والترجمة، وكأنه كان يكل ذلك إلى فهم القارئ الحصيف، وثقافته ومعرفته.

ولو كان بطيئا مثلي -في النشر والمراجعة والتأني- لما نشر ربع ما نشره من إنتاج لكتب، وتراجم ومقالات، ولكل وجهة هو موليها.

ويُعد الأستاذ عمر العبسو رائدا من رواد الكُتَّاب عن أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المعاصرة، يضاف اسمه بفخر واعتزاز إلى سابقيه الرواد في هذا المجال: الأستاذين أحمد عبد اللطيف الجدع وحسني جرار صاحبي الكتاب الفذ والرائع "شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث"، رحمهما الله تعالى، والمستشار الأستاذ عبد الله العقيل الكويتي حفظه الله، في كتابه الفذ "من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية" في 4 مج.

هذا، مع كِتاب "معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين" للأستاذ أحمد الجدع رحمه الله تعالى، في نحو (1400) ص.

فسرعة كتابة الأستاذ عمر تلك أنتجت لنا هذا الكم الهائل من التراث الضخم؛ من التراجم والكتب والبحوث والمقالات والدراسات، وهي:

1- "أعلام الحركة الإسلامية في العصر الحديث في سورية". في 5 مج، كل مجلد منها يزيد على 430 ص.

2- "أعلام الحركة الإسلامية في العصر الحديث في الأردن". 1 مج.

3- "دراسة فنية موضوعية لشعر الشاعر محمد حكمة وليد". هو رسالته للتخصص "الماجستير"، في مجلد يبلغ نحو 506 ص.

4- "زعماء الإصلاح الإسلامي في الشعر الإسلامي الحديث". طبع منها (11) رسالة. 5- طبع من كتبه ورسائله: (85) كتابا ورسالة.

6- (مئات) المقالات والبحوث والتراجم والدراسات نشرت في "رابطة أدباء الشام"، و"رابطة العلماء السوريين"، و"ويكي إخوان"، وغيرها.

7- هناك أكثر من 40 كتابا ورسالة ما زال مخطوطا لم يُطبع.

ومازال يُنشَر له حتى الآن؛ فقد نشرت له "رابطة ادباء الشام" -بعد وفاته-أربعَ مقالات وتراجم حتى الآن!

*أدباؤها: ج أديب. *كتاب: ج كاتب. *الشعراء: ج شاعر.

(16) تجمع الأدب الرفيع: أعني به منتدى "نحو أدب إسلامي" الذي كان الأستاذ عمر عبسو هو أحد أعضائه البارزين والنشطاء فيه.

وقد اقترح علي -رحمه الله- الانضمام إليه قبل نحو 3 سنوات فقبلت، ورحَّب بي أول دخولي إليه، وقدَّمني إلى أعضائه المشاركين فيه، وهم بالعشرات من نخبة الكتاب والأدباء والشعراء.

قبلت دعوة أخي أبي حفص الدخول في هذا المُنتدى مع قلة مُشاركاتي فيه ومتابعتي له؛ لانشغالي بالكتابة والبحث والتدريس والتأليف.

لكني كنت أنشر فيه جُلَّ بُحوثي وقصائدي وكتبي.

*رثى الميت: بكاه وعَدَّد مَحَاسِنَه. *الفتى: السيد الكريم. *النشطاء: ج نشيط، كثير العمل والدأب. *ناديه: ذلك المنتدى المذكور.

(17) مواقع: ج موقع، مواقع التواصل الاجتماعي التي كان يكتب وينشر فيها مقالاته وتراجمه وبحوثه، ومن أشهرها: "رابطة أدباء الشام"، و"رابطة العلماء السوريين"، و"حزب وعد"، و"ويكي إخوان" ... .

*لفراقه: لأجل فراقه. *سل: اسأل. *حزب وعد: هو "الحزب الوطني للعدالة والدستور" المعروف اختصارا باسم "وعد"، والذي أسس قبل (10) سنوات في عام (2013م)، وأشهِر عام (2014م)، وهو حزب مُعارض سوري، مقره في تركية، وكان الأستاذ عمر أحد أعضائه.

*أهله وذويه: أصحابَه وأعضاءَه.

*ملاحظة:

لقد سبق أن تكلمت مراتٍ عِدَّة عن بكاء السماء والأرض والأماكن المرتبطة بالمؤمن- عن بكائها وحزنها على المؤمن -بخلاف غيره- وأنه حقيقة لا خرافة، ومُستندها قول الله تعالى عن الكفار: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين*). وذكرت عددا من أقوال السلف والعلماء في هذا الموضوع، فلا حاجة إلى إعادته.

(18) كابدت: عانيت وقاسيتَ، تألمتَ. *في ذات الإله: في سبيل الله تعالى؛ قال سيدنا خبيب بن عدي قبيل استشهاده رضي الله عنه:

ولستُ أبالي حين أقتلُ مسلما       على أي جنب كان في الله مصرعي

و ذلكَ في ذات الإله، و إن يشأ       يُبَارِكْ   على أوصال شِلوٍ مُمَزَّعِ

*شدائد: ج شديدة، ظروفا وأحوالا صعبة. وقد نُوِّنَت هنا -مع عدم صرفها في الأصل- لضرورة الشعر. *حزب البعث: هو "حزب البعث العربي الاشتراكي" الذي يحكم سورية بالحديد والنار منذ أكثر من نصف قرن، في عهد الوَحشَين: حافظ وبشار الأسَد.

*فاجر: فاسق عاص لله ورسوله، مُعادٍ لتعاليم الإسلام؛ بل يَعُدُّ الإسلامَ وجميعَ الأديان من الرجعية والتخلف؟؟!!

ولذلك يُردِّد بعض المُنتسبين إليه شِعاراتٍ ومقولاتٍ كُفرِيَّةً، ويكتبونها أحيانا على الجُدُر، وفي كتبهم وأدبياتهم؛ مِثلَ قول أحد مُلحِديهم، لعنه الله:

آمنتُ بِالبعث ربًّا لا شريكَ له           و بِالعُروبةِ   دِينًا ، ما له ثاني

وقول "قِدِّيس الوحدة العربية" رشيد سليم الخوري "الشاعر القروي ت 1984م، قال أخزاهُ الله:

هَبُونِيَ عِيدًا يمنح العُربَ وَحدَةً           وسِيرُوا بِجُثماني على دين بَرهَمِ

سلامٌ على كفر   يُوَحِّدُ   بيننا         و أهلًا ، و سهلًا -بعدَهُ- بِجَهَنَّمِ

وقال آخَرُ، قبَّحَهُ الله:

أنا   بَعثٌ ،   و ليَمُت   أعداؤُهُ               عَرَبِيٌّ ،   عَربيٌّ ،   عرَبِي

*كَرِيه: أي مكروه، غير محبوب.

(19) لقيتَ: واجهتَ وعانيتَ. *عنت: مشقة. *الطغاة: ج طاغية، الظالم الباغي المُجاوز لِلحَدِّ في ظُلمه. *العَسف: أخذ الناس بِالعُنف والقُوَّة وظُلمُهم. "الوسيط" 600.

*صَمَدتَ: ثَبَتَّ على الحَقِّ. *المكروه: الشِّدَّة والظُّلم والعَسف.

(20) سَجَنُوكَ بضعة أشهر... : سَجَنَ نِظامُ البعث الأستاذ عمر سنة 2008م في حلب نحو ستة أشهر بتهمة سياسية باطلة، فصبر واحتسب.

كما فُصِل مِن عمله في التدريس -بعد الإفراج عنه من السجن عام 2010م- مع الآلاف من المتدينين الصالحين في سورية؛ ليعمل في العمل التربوي، أمينًا للسرّ في "المجمع التربوي الثانوي والمِهني" في السفيرة، ثم في عام 2010م عين موظفًا إداريًّا في "المكتب الفني" في السفيرة التابع لـ "مديرية الخدمات الفنية" في حلب.

*كل نزيه: كل صالح من الموظفين والموظفات ملتزم بدينه، ولا يرتشي، كان نظام البعث يضيق عليهم بالمراقبة والسجن، والفصل من عملهم أحيانا!

كما حصل لمئات الموظفين والموظفات الذين فصلهم من عملهم عام 2010م، وكما فصل مئات من المنقبات في سورية تلك السنة بسبب نقابهن؟!

(21) غادرت موطنَك: تركتَهُ. *السفيرة: هي مدينة فقيدنا الأستاذ عمر ومنطقته، وهي تقع شرقي حلب إلى الجنوب منها، وسيأتي التعريف بها مُفَصَّلًا في ترجمته وسيرة حياته، بعد هذا الشرح، إن شاء الله.

*مُرغَمًا: مُكرَهًا ومُجبَرًا بسبب قصف نظام بشار الأسد الإرهابي للسكان بالطيران والدبابات والمدافع؛ مما اضطر كثيرا من الأهالي والسكان في السفيرة وغيرها إلى الهجرة داخل سورية أو خارجها هَرَبًا من القصف والموت الذي يُسَبِّبه ذلك القصف.

*لأبي القلاقل: إلى بلدة وناحية "أبي قلقل" التابعة لمدينة ومنطقة منبج؛ فقد هاجر إليها من بلده السفيرة الأستاذ عمر بسبب قصف النظام وقتله للناس سنة 2012م، ومكث فيها نحو سنة. *تسكن فيه: أي تسكن وتُقيم بذلك البَلَد.

وهذه نبذة عن ناحية وبلدة "أبي قلقل":

أبو قلقل

هي بلدة في سهول حلب الشرقية المرتفعة ومركز ناحية تتبع منطقة منبج، محافظة حلب، تبعد عن مدينة منبج (18) كِيلًا نحو الجنوب، والطريق إلى المدينة مُعَبَّدَة مُزَفَّتة.

وهي تقوم على هضبة مُتطاولة قليلة الارتفاع، تمتدُّ من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.

يعود إعمار المنطقة إلى العهد العثماني، يدل عليه مسجد فيها إلى جابه قصر إحدى زوجات السلطان عبد الحميد الثاني العثماني، ومُتَنَزَّهٌ له.

ويُستخدَم القصر حالِيًّا مَقَرًّا لِمُدير الناحية، ولِمَخفَر الشُّرطة.

في آخر الثمانينات الميلادية -من القرن الماضي- كانت بيوتها طِينِيَّةٌ حَجَرِيَّة بِسُقوف خَشَبِيَّة، وكانت نسبة البيوت الحديثة فيها 15% تتوزَّع في الداخل وفي الأطراف.

صخور أبي قلقل كلسية، يمر من جنوبها الغربي وادٍ سَيلِيٌّ يتجه نحو الجنوب الشرقي ليرفد "وادي العشرة السيلي"، يُحيط بالبلدة سهل مُتَمَوِّجٌ تُربَتُه غُضَارِيَّة ينحدِر نحوَ الجنوب الشرقي.

يعمل بعضُ سكان أبي قلقل بزراعة الحبوب بَعلًا (903هـ)، وبزراعة القُطن والحُبوب والخَضرَاوات الصيفية، والأشجار المُثمِرة (كُروم عِنَب، مِشمِش، خُوخ) سَقيًا مِن الآبار.

كما يعمل بعض سكانها بتربية الأغنام، ثم الماعز والبقر بأعداد قليلة.

ويعمل بعضهم الآخَر في مُدن القُطر السُّورِي وخارِجَه.

يشرب سكان أبي قلقل مِن نبعٍ في جنوبيها الشرقي، ومن مياه الآبار، ومن شبكة تستمد مِياهَها مِن بئر جنوبي البَلدة.

فيها مُستوصَف صِحِّيٌّ، ومدرسة إعدادية، ومَحَطَّةُ رَصدٍ جَوِّيٍّ.

*"المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري" 2/40- 41.

(22) لداعش: لأجل تنظيم داعش الإرهابي صنيعة المخابرات السورية والإيرانية والعالَمِيَّة. *غادرتَ سوريا: تركتَها، وذلك سنة 2013م.

مَغنًى: مَكَان. *كِلِّس: المدينة والوِلاية التركية المعروفة، هاجر إليها فقيدنا من سورية سنة 2013م. *آمِن: ليس فيه حَرب. *تأويه: تسكن فيه وتُقيم.

وهذه نُبذة عن مدينة "كِلِّس" التُّركِيَّة:

كِلِّس

هي إحدى ولايات ومُدن تركية، تقع جنوبي تركية، وهي مجاورة لمدينة و"منطقة" أعزاز السورية.

*"فتح الكريم المُجيب بشرح ديوان أبي الطيب الخطيب" لي ص (197)، نقلًا عن موسوعة "المعرفة" على الشابكة، بتصرف.

(23) ثم انتقلت لِـ "أنقِرَة": انتقل أبو حفص إلى مدينة "أنقِرة" التركية ليعمل فيها مدرسا للغة العربية سنة 2020م.

وهذه نبذة عن مدينة "أنقِرة":

أنقِرَة

هي بفتح الهمزة، ثم سكون النون، وكسر القاف "أنقِرَة"، وكانت تُسمَّى "أنكورية"؛ كما قال الجغرافي والمؤرخ الإمام ياقوت الحموي.

كانت تُعرف باسم "أنسيرة"، ثم "أنجورة".

وهي المدينة المشهورة، والولاية والعاصمة للجمهورية التركية، وتقع في منطقة جبلية، غربي وسط الأناضول، وتأتي بعد إسطنبول بعدد السكان، وفيها مَقَرُّ الحُكومة التُّركِيَّة.

*تاريخها:

كانت مركزا تجاريا مُهِمًّا مُنذ عهدِ الحِثِّيين، ثم أصبحت عاصمة إقليمية تحت حُكم الرومان، وازدهرت في "عهد أغسطس"، وهناك أطلال ومعبَدٌ رُخَامِيٌّ يرجع إلى ذلك العهد، وله أهمِّيَّة تاريخيَّة خاصَّة.

*ومن المُرَجَّح أن الناس قد عاشوا فيما يُعرف الآن بـ "منطقة أنقِرَة" مُنذ العَصر الحَجَرِيِّ؛ الذي بدأ قبل زُهاءِ 2،5 مليون سنة.

*في ثلاثينات القرن 4 ق.م فتح الإسكندر المَقدُوني أنقِرَةَ.

*في عام 25 ق.م استولى الرُّومان على المدينة.

*عقب سقوط الإمبراطورية الرومانية عام 476م تتابع على حُكم المدينة العديد من الجماعات.

*ومِن أخبار أنقِرةَ القديمة لدى العَرَب: أن الشاعر الجاهلي المعروف "امرَأَ القيس" قصد مَلِكَ الرُّوم وقيصرَهم آنَذَاك يستنجِدُه على قَتَلَةِ أبيه؛ فَهَوِيَتهُ بِنتُ ذلك المَلِك.

وبلغ ذلك قيصرَ؛ فوَعَدَهُ أن يُتبِعَهُ الجُنودَ إذا بلغَ الشامَ، أو يأمُرَ مَن بِالشام مِن جُنوده بِنَجدته.

فلما كان بأنقِرَة بعثَ إليه بثياب مَسمُومَة، فلمَّا لبِسَها تَسَاقَطَ لَحمُه؛ فعلِم بِالهَلَاك، فقال شِعرًا:

رُبَّ طَعنَةٍ   مُثعَنجِرَةْ               و خُطبَةٍ     مُسحَنفِرَةْ

تَبقَى   -غَدًا-   بِأنقِرَةْ

وقد فتحها الخليفة العباسي المُعتصم في طريقة إلى معركة "عَمُّورِيَّة" الشهيرة؛ فقال أبو تَمَّام:

يا يَومَ وَقعَةِ عَمُّورِيَّةَ انصَرَفت     عنكَ المُنَى حُفَّلًا مَعسُولَةَ الحَلَبِ

جَرَى لها الفَألُ نَحسًا يومَ أنقِرَةٍ    

   إذ غُودِرَت وَحشةَ الساحاتِ والرَّحَبِ

لَمَّا رأت أختَها بِالأمسِ قد خَرِبَت     كانَ الخَرَابُ لها أعدَى مِنَ الجَرَبِ

*في عام 1360م فتحها الأتراك العثمانيون، وضَمُّوها إلى الإمبراطورية العثمانية الإسلامية.

*وفي عام 1402م هزم تيمور الأعرج "تيمورلنك" فيها السلطان العثماني بايزيد الثاني، وفيما بعد تدهورت أنقِرَة، وأمست مدينة صغيرة، وبقيت كذلك إلى عام 1923م.

يوجد في أنقرة جزءان قديم، وحديث؛ فالجزء القديم منها يقع على تَلٍّ، ويتكون مِن قلعة قائمة منذ مِئات السِّنِين، وقد تم بناء حِصنها بين القرنين السابع والتاسع الميلاديين.

وبعدما أصبحت أنقِرَة عاصمَةً لتركية عام 1923م بدأ جُزءٌ حديثٌ يَنمُو عِندَ قاعِدَةِ التَّلِّ، ثم اندَمَجَ الجزءانِ مَعًا.

*أنقِرَة في العصر الحديث:

*في عام 1920م أنشأ كمال أتاتورك حُكُومَةً وَطَنِيَّةً في أنقِرة.

*في عام 1923م جعلها كمال أتاتورك عاصمة لتركية بَدَلًا مِن القسطنطينية "إسطنبول"؛ لكي يقطع صِّلَةَ المدينة بالماضي، ولِيستفيد من موقعها المتوسط المُهِمِّ.

ونَمَت مدينة أنقِرَة بسُرعة هائلة وعجيبة، وباستثناء قلعتها القديمة؛ فهي تُعَدُّ مدينة جديدة تمامًا.

*في أنقرة جامعة اسمها "جامعة أنقِرَة" أنشِئت سنة 1925م، وفيها "جامعة حاجي تَبَّة"، و"جامعة الشرق الأوسط الفَنِّيَّة".

وفيها "مكتبة تركية القوميَّة"، و"مُتحَف الحضارة الأناضولية"، ويضُمُّ مجموعة مُتَمَيِّزة مِن الفَنِّ الحِثِّي.

*وتُشتَهَر أنقِرَة بِالماعِز طَوِيلِ الشَّعَر، وبِإنتاج صُوف الأنجورا، أو المُوهِير، وفيها سُوق لِلحُبُوب، ولذلك الصوف، ومنتجات المنطقة الزراعية الأخرى.

*وفي الناحية الصناعية: تشمل صناعاتها: إنتاج موادِّ البِناء، والموادِّ الغِذائية، والمُعَدَّات الزِّرَاعِيَّة، والآلات.

*سكانها:

*كان سكان أنقِرة في سنة 1922م (15000) ن، ثم زاد بعد ذلك ليُصبح نحو (1800000) ن.

وبلغ عدد سكانها في أواخر التسعينات الميلادية (2559500) ن، وفي عام 2007م وصل عدد سكانها (4140890) ن.

*بتصرف يسير من:

1- "معجم البلدان" لياقوت الحموي. 2- "الموسوعة العربية العالمية".

3- "الموسوعة العربية الميسرة".

*قطنتها: سكنتها وأقمتَ فيها. *حِمامُكَ: موتُكَ. *داعيه: وقته، ومناديه.

(24) رُمِستَ: دُفِنتَ. *ترحين: هي قرية تقع شماليَّ مدينة الباب، دفن فيها فقيدنا أبو حفص. وهذا تعريف بها:

تَرحِين

هي قرية في سهول حلب الوُسطَى المُرتفعة، تتبع قُرى مركز ومنطقة الباب، محافظة حلب، شرقيَّها، وتبعد عن مدينة الباب 16 كِيلًا شَمَالِيَّها، ويصلها بها طريق مُعَبَّدة، وتتبعها مزرعتا: (زمكة)، و(مُصيبين).

*مساحتها: (515م).

تقع ترحين على سهل يمتدُّ إلى الجنوب الشرقي من مُرتَفَع جبلي، يمر منها وادٍ يتجه من الشمال إلى الجنوب الشرقي.

تُربتها حمراءُ خِصبة، وإلى الشمال الشرقي منها يقع تلٌّ تُرابي قليل الارتفاع وُجِدت فيه كِسَرٌ فَخَّارِيَّة مِن عُصور قديمة.

*كانت مساكن "ترحين" من الطين والحجارة بسقوف مُستوِيَة، في الثمانينات الميلادية.

*يعمل السكان فيها بزراعة القمح والشعير والعدَس بعلًا (1881هـ)، وبزراعة الخضراوات والقمح والشعير سقيًا من الآبار (8هـ)، إلى جانب تربية الأغنام.

وقد زُرعت أشجار الفُستُق الحلبي فوق مساحة مقدارها (36هـ).

يشرب سُكَّان ترحين من الآبار العادِيَّة.

*بتصرف يسير عن: "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري".

*ثَمَّ: هُناكَ. *بغُربة: أي دفنتَ بهذه القرية غريبا عن أهلك وأقربائك.

*جَلَّ الحكيمُ ... : عظُمَ الله تعالى الحَكيم الخالق الذي قَدَّر لِأبي حفص هذا الشَّتَات؛ فوِلادتُه في "السفيرة" شرقي جنوبي حلب، ثم هُجِّرَ إلى ريف السفيرة بسبب نظام البعث وحربه على شعبه، ثم هجر إلى "أبي قلقل" من ريف منبج الشرقي عام 2012م، بسبب الحرب أيضا، ثم هجر بسبب داعش الإرهابية من أبي قلقل إلى كلس بتركية عام 2013م، ثم انتقل إلى أنقرة مُدرسا فيها عام 2020م، وكانت فيها وفاته، ثم نقل جثمانه إلى ترحين بسورية ليدفن في ترحين منها أخيرا؟!

(25) يَهنيكَ: طوبى لك، وسَعدًا لَكَ. *عمرك حافل: مَلآنُ. *قضَّيتَه: أمضيتَهُ. *مع أهليه: مع أهل العِلم.

(26) عِشتَ: حَيِيتَ. *دارِسًا: مُتعَلِّمًا. في الابتدائية، والإعدادية، والثانوية بالسفيرة، والجامعة "الإجازة" من "كلية الآداب - جامعة حلب" في حلب من سورية، ثم "شهادة التأهيل التربوي" من حلب أيضًا.

ثم نيله شهادة التخصص "الماجستير" من "كلية الآداب - جامعة القاهرة" عام 2017م، وهو في كلس بتركية.

ثم توفي وهو يُعِدُّ رسالة "الأستاذية - الدكتوراه" لكلية الآداب جامعة القاهرة عن "الصورة الشعرية عند الشاعر عبد الله عيسى السلامة".

وفي قولي "دارسًا" إشارة إلى شرف قضائه جُلَّ عمره في طلب العلم الذي هو من أجل وأفضل الأعمال في الإسلام.

ويكفي أن نعلم من شرف طلب العلم قول سيدنا رسول الله : "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة". رواه مسلم.

*ومُدَرِّسًا: ومعلما. أي أنا أبا حفص -رحمه الله- كما قضى جُلَّ عُمره دارسًا، فقد قضاه أيضا مدرسا ومُعلما في السفيرة، وحلب، من سورية، وكلس، وأنقرة بتركية.

وفيه إشارة إلى شرف التعليم، ويكفيه شرفا أنه عمل الأنبياء والمرسلين؛ ألم يقل سيدنا رسول الله :

"إنما بُعثتُ مُعلِّمًا، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: "إن الله وملائكته يصلون على معلم الناس الخير".

*لغة القرآن: أي أن أبا حفص كان يدرس مادَّةَ اللغة العربية، تلك اللغةُ العظيمة الجميلة الجليلة، تلك التي كان يسميها سلفنا الصالح "اللغة الشريفة"، ويكفيها شرفا أن الله اختارها لتكون لغة كتابه، وسنة نبيه ، ودينه العظيم الحنيف دينِ السَّلام الإسلام.

ولله در الشاعر المهجري المسلم إلياس طعمة أبي الفضل ت 1941م رحمه الله؛ إذ يقول مُعبرا عن عِشقه لهذه اللغة الساحرة:

كَفَاهَا أنَّهَا   اللهُ   اصْطفَاهَا           لِقُرآنٍ ؛   تَبلَّجَ   كالصَّبَاحِ

طَرِبْتُ لِسَمْعِهَا طِفلًا و إنِّي         لَتُطرِبُني ، و قَبْرِي لِانفِتَاحِ

*لبنيه: أي عشت معلما لغة القرآن لأبناء القرآن، وهم المسلمون.

(27) أنقذتَهُ: خَلَّصتَه. *مِن تِيه: من ظلام الجهل، وضياع الحيرة.

(28) الكتابة: فن ومهارة وموهبة الكتابة. *ميدان: مجال واسع فسيح لَكُم.

*المُجَلِّي والمُبَرِّز: المُتَقَدِّم والسَّابِق فيه. وهو في الأصل: الفَرَسُ السابق في حلبة السِّبَاق. "معجم النفائس" 287.

(29) لا سيما سير لأعلام الهدى: لقد سبق أبو حفص الكُتَّاب، وخاصَّةً في ميدان الكتابة عن أعلام الدعوة والحركة الإسلامية في عصرنا الحاضر.

*أضا: أضاءَ وأنارَ. *داجِيهِ: مُظلِم هذا العَصر.

(30) أعلام صحوة أمتي: أي مشاهير دعاة وعلماء الصحوة والنهضة الإسلامية المباركة في جل العالم الإسلامي. *عرَّفتهم: ترجمتَ حياتهم، وعرفتهم للعلماء والمثقفين وعامة المسلمين.

(31) جُلُّ بنيه: أكثر مشاهير الحركة الإسلامية في الشام كتب عنهم، وعَرَّف بهم، في خمس مُجلدات، ترجم فيها لنحو (175) شخصية منهم.

(32) بمجلدات عِدَّة: هي 6 مجلدات ما طبع من سلسلة (أعلام الحركة الإسلامية في العصر الحديث)، 5 مج منها عن السوريين، والسادس عن الأردنيين، وأخبرني أنه كتب مجلدات أخرى عن المصريين، والعراقيين، والفلسطينيين، وغيرهم، لا تزال مخطوطة، أظنها تبلغ (15) مُجلَّدًا؟

*مشحونة: مملوءة. *بمآثِر: ج مأثُرَة، المَكرُمَة المُتَوارَثة. "الوسيط" 6.

*مكارم: ج مكرُمَة، فعل الخَير. "الوسيط" 785. *لِوُجوه: الوجوه: ج وَجه، أي: لأعيان ومشاهير الفضلاء من الدعاة والعلماء.

(33) بَيَّنتَ: أوضَحتَ. *ناصِعًا: واضِحًا، مُشرِقًا. *بسلوك: بحال وعمل. *أعلام الهدى: الشخصيات الإسلامية التي ترجمها. *بنيه: بني الإسلام.

كان سيدنا سلمان الفارسي -رضي الله عنه- يُسمَّى: "ابنَ الإسلام"، وكان حين يُسألُ عن قبيلته يُجيب:

أبي الإسلامُ ، لا أبَ لِي سِوَاهُ               إذا افتَخَرُوا بِقَيسٍ ، أو تَمِيمِ

(34) كشفتَ: عَرَّيتَ وفَضحتَ. *أعداء الهُدَى: أعداء الإسلام؛ من: شيوعيين، وبعثيين، وعلمانيين، وناصريين، وسواهم. *بمواقف: ببيان مواقفهم العدائية القولية أو الفعلية للإسلام؛ من خلال ترجمته لهم. *أهل الظلم والتشويه: الحُكَّام والكُتَّاب أعداء الإسلام.

(35) لم تخشَ: لم تَخَف. *في الله: في قول الحق، في دين الله. *المَلام: اللومَ والانتِقادَ والرَّميَ بِالرَّجعِيَّة والتَّخَلُّف. *الحاقد: المُبغِض. *السفيه: قليل العقل، الطائش والجاهل.

(36) رحماتك اللهم: نسألك يا رَبِّ! أن تُنزل رحَماتِك. *أغدِقها: صُبَّها. *جدَث: قبر. *غدا: أصبح. *ثاويه: ساكِنًا فيه، دفينًا.

(37) رَبَّاهُ: يا رَبِّ! *أكرم نُزلَهُ: أحسن مُكافأته. والنُّزُل: أول ما يُقدَّم للضيف. ودعاء "اللهم أكرم نُزله، ووَسِّع مُدخَلَه" من الدعاء المأثور الرائع عن المصطفى ، لبعض الصحابة الذين صلى على جنازتهم. *تَوَلَّهُ: أعِنهُ. *بمراحم: ج مرحمة، الرحمة. *تترى: مُتَوَاليَة، مُتَتَابِعة. *التَّرفِيه: جعل الشخص مُرَفَّهًا، في عيش رَغيد، وفي سعَة الخِصب والرزق والنعيم. ومن معاني رَفَّه: نَفَّسَ ووَسَّع وخَفَّف، وأزال التَّعَبَ والضِّيقَ. والرَّفَهَة: الرَّحمة والرَّأفَة. "الوسيط" 363.

(38) أسكنه: اجعله يسكن ويُقيم. *الفراديس: ج فِردوس، أعلى منزلة في الجنة، وفي الحديث الشريف: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى؛ فإنه أعلى منزلة في الجنة". *العُلى: ج علياء، مُرتَفِعة. *الأنبيا: الأنبياء، ج نبي. وسهلت همزته لضرورة الشعر. *الأوليا: الأولياء، ج ولي، وسهلت همزته لضرورة الشعر. وهو الرجل الصالح. *وجوه: ج وجه، أعيان ومشاهير.

*ملاحظة: كما يوجد في الدنيا مشاهير "نجوم"، وهم: أهل المال والثراء والحكم والسياسة، والفَنِّ والعِلم ... . فكذلك يوجد مشاهير وأعيان في الآخرة، هم "نجومها"، لكن هم درجات، كل بحسب حُسن عمله وإخلاصه وتقواه وقربه من الله تعالى.

ومن هنا يقال في الحِكمة الشعبية المشهورة: "الدنيا بالوجوه والمال، والآخرة بالتقوى والأعمال".

وكثير من أهل الشهرة في الدنيا، لا خلاق لهم في الآخرة.

جعلني الله وإياكم إخوتي القُرَّاء الأعزَّاء من وُجهاء الآخرة لا الدنيا.

(39) وكذاك: مثل ذلك الجزاء والإكرام. *قرا: قُرَّاء، سهلت الهمزة لضرورة الشعر. ج قارئ. *كتبه: ج كتاب. *أحباب: ج حبيب، مُحِبّ. *بذَوِيه: مع ذَوِيه، أقربائه، وأصحابه.

معرفتي بأخي الأثير في الله عمر العبسو

معرفتي له سماعا

أول معرفتي بأخي في الله العزيز والأثير إلى قلبي -الأستاذ عمر العبسو السفراني- كانت من خلال سماعي عنه من بعض الإخوة؛ أنه كاتب وباحث إسلامي نشيط من السفيرة.

*مقابلته الشهيرة للشاعر الإسلامي المنبجي يوسف عبيد:

ومن أوائل ما عرفت له مقابلته الشهيرة ولقاؤه بالشاعر الإسلامي المنبجي الكبير يوسف عبيد المحيميد ت 2006م، رحمه الله تعالى، وطيَّب الله ثراه، وهي التي أجراها معه في سنة 1994م.

سماعي عنه وأنا في الإمارات

ثم دار الزمان دورته، وذهبت إلى الإمارات المتحدة وقضيت فيها نحو عقدين من الزمان، كنت أسمع فيها بالأستاذ عمر من بعض إخوته ثَمَّة.

رجوعي من مُغتَرَبي إلى وطني سورية، وتهجيري فيه مرات

وفي عام 2011م رجعت إلى سورية؛ لأعمل فيها إماما وخطيبا في مدينة "أعزاز" في جامعها الكبير لنحو سنة، ثم في "مجبينة" في ريف حلب الغربي قرب الأتارب وعينجارة، مع العلامة الشيخ علي العلاف رحمه الله لنحو شهرين، ثم في الرقة في ريفها الجنوبي في "الدلحة"، ثم في "العكيرشي" لنحو سنة ونصفها.

وكتب علينا أن نُهجَّر أنا وأسرتي داخل سورية نحو ثماني مرات ما بين أعزاز، وحلب في صلاح الدين، وريفها الغربي، ثم حلب في صلاح الدين مرة أخرى، ثم ميسر وقاضي عسكر من حلب بعد اقتحام قوات النظام لها، ثم مدينة السفيرة لنحو شهرين، ثم الرقة لتسعة عشر شهرا.

كل تلك الهجرات كانت بسبب إرهاب النظام البعثي المجرم وبطشه ضد شعبه؛ فقد هجرنا بسببه كل تلك المرات.

ومن عجائب أقدار الله أني ذهبت إلى بلدة السفيرة وبقيت فيها مع أسرتي نحو شهرين ونصف شهر، ما بين شهر 7- 17/9/2012م والأستاذ عمر عبسو هناك، وأنا هناك، ولم نلتق؟!

هجرتي إلى تركية وعملي مدرسا فيها

ثم هُجِّرنا لِلمَرَّة التاسعة والأخيرة لكن هذه المرة كانت بسبب "داعش" صنيعة نظام البعث الفاجر وصنيعة الاستخبارات الإيرانية والعالمية، بسبب منعها لي من الإمامة والخطابة وتهديدها لي؛ فهاجرت في 10/4/2014م من مدينة الرقة إلى تركية.

وفي تركية عملت مُدرسا جامعيا للغة العربية في (كلية الشريعة "الإلهيات"- جامعة/19/5- صامسون)، ما بين 2015م - 2019م.

وأثناء إقامتي في تركية وتصفحي لمواقع الشابكة، ولا سيما "رابطة أدباء الشام" كنت أرى اسم أخي عمر عبسو لامِعًا بين كُتابها البارزين والمرموقين، ولا سِيَّما ما كانت تُدبِّجه يداه من تراجم ومقالات ماتعة عن أعلام الحركة الإسلامية في مصر وسورية والعراق والأردن.

زيارتي لإسطنبول، ثم كلس، ولقائي فيها بشيخينا البكور وحمزة الويسي، وزيارتي التاريخية لعمر في بيته بكلس عام 2019م

ثم علمت أن أخي عمر مقيم هُنا في تركيا في مدينة "كِلِّس".

وفي شهر 7/2019م كتب الله لي أن أقوم برحلة بين بعض المدن التركية؛ فزُرت مدن: إسطنبول، وقيصري، وملاطية، وعينتاب، وكِلِّس.

وفي إسطنبول أجرت معي "قناة الرافدين" العراقية حلقة من برنامجها الأسبوعي الشِّعري الشهير "بيت القصيد"، والذي أجراه معي الشاعر مصطفى قمَر الفلسطيني الغزَّاوي.

وفي كِلِّس زرت كلا من شيخنا العلامة الأستاذ عبد الرحمن بكور، رحمه الله، وشيخنا العلامة الأستاذ حمزة عبد الله الويسي.

وكانت حصة الأسد من نصيب أخينا في الله الأستاذ عمر عبسو.

واهتبلت الفُرصة فمضيت إليه، ومكثت عنده ثلاثة أيام بلياليها، كانت من أجمل أيام وليالي العُمر؛ فقد كنت أصطحب معي ديوان جدي الشيخ عيسى الخطيب- رحمه الله- الذي فرغت للتو من شرحه في أكثر من 600 ص، وسمَّيته "فتح الكريم المجيب بشرح ديوان أبي الطيب الخطيب"، وكان معي نُسخ من بعض دواويني الشعرية.

فأكرمني الأستاذ عمر -رحمه الله- في بيته، واستقبلني فيه هو وبعض أولاده -عصام ومجد- بحفاوة وتكريم، وكان أعظم تكريم لي أن وجدت عنده بعض الكتب التي أحتاجها، وسأتكلم عنها قريبا.

بعدما قابلته لأول مرة دهشت لسعة ثقافته وعلمه، ودماثة أخلاقه، ولطفه ومرحه، وحيائه وبسمته الآسِرة، وجمال وطلاقة محياه.

كما أني عجبت جدا لشدة نشاطه وعمله في الكتابة، وقلة نومه؛ فقد كان لا ينام إلا لِمامًا، وقد نام معي في نفس الغرفة؛ فكنت كلما استيقظت أجده يقرأ ويكتب؛ فهو لا ينام من الليل سوى 3 أو 4 ساعات؟!!

كان مُنهَمِكا على "فتح الكريم المجيب" شرحي لديوان جدي؛ فقد لخَّصه خلال الأيام الثلاثة التي قضيتها عنده، وكتب منه ومِمَّا يحفظ ومصادر أخرى ترجمة وافية لجدي الشيخ عيسى الخطيب في 30 صفحة؟!

ثم نشرها بعد أيام في "رابطة أدباء الشام" في 25/7/2019م.

وكنا في النهار والليل نتناقش، وأسأله عن بعض الشخصيات من الحركة الإسلامية والأحداث في سورية وغيرها، وعن بعض الكتب عنه أيضا، فقد كان موسوعة قل نظيره فيها.

أما أنا فقد كان في ذهني بعض الكتب والدواوين الشعرية؛ فسألته عنها فوجدت بعضها، ونسختها في مكتبة في كلس، وهي كتب:

1- ديوان "الأعمال الشعرية الكاملة" للأستاذ والشاعر العراقي وليد الأعظمي ت 2004م، رحمه الله تعالى.

2- ديوان "الأعمال الشعرية الكاملة" للشاعر المنبجي الإسلامي الكبير محمد منلا غزيل ت 2016م، رحمه الله.

3- "محمد منلا غزيل في ظلال الدعوة": للأستاذ عبد الله الطنطاوي الجمل، شفاه الله تعالى وعافاه.

4- "مجموعة شعرية" كبيرة في نحو 150 ص: للشاعر الإسلامي المنبجي الكبير الأستاذ يوسف عبيد إبراهيم المحيميد ت 2006م، رحمه الله، وهي مخطوطة بيد الأستاذ عمر.

وسألته عن ديوان "معارج" للشاعر الكبير مصطفى عكرمة حفظه الله، فقال لي: يوجد نسخة منه، لكنه اعتذر عن نسخي لها بسبب خشيته أن تتلف بالنسخ والتصوير؛ فضَنَّ به عليَّ، رحمه الله.

وظلت شهوة اقتنائه حسرة في نفسي إلى اليوم؟!

رجوعي من زيارته، وتوثق أخوتنا ودوامها بالاتصال الهاتفي الطويل

ورجعت من زيارته، إلى بيتي في صامسون، وأنا في غاية السعادة، وكأني ملكت الدنيا بحذافيرها؟!

ثم توثَّقت أخوتنا وعلاقتنا وصداقتنا، واستمرت حتى وفاته، رحمه الله.

طلبه مني نسخة من ديوان جدي

طلب مني بعد رجوعي إلى صامسون نسخة من ديوان جدي؛ فأرسلت له نسخة مُجرَّدة من الشرح.

كان رحمه الله يتصل بي أو أتصل به هاتفيا، ونظل نتكلم نحو ساعة ونصف، أو ساعتين ونصف، أو ثلاثة أحيانا؟؟!!

بعض ذكرياته عن خدمته في الجيش

كان يحدثني عن بعض ذكرياته في الجيش وخدمته في لبنان، ومواقفه مع بعض الضباط النصيرية أو الإسماعيلية، وحواره معهم.

بعض ذكرياته في جامعة حلب

كما كان يحدثني عن ذكرياته في دراسته في جامعة حلب، وعن شرائه للكتب من الشيخ الفاضل عمر زيتوني رحمه الله، ومن بعض بسطات الكتب في حلب، ولا سيما عند فندق أمير فيها.

عن د. محمد ألتونجي

وحدثني مرة عن د. محمد ألتونجي، وعن عدم التزامه، وعلاقته مع بعض وفود الشيعة الرافضة في إيران لدى زيارتهم لحلب، وعن ثقافته الواسعة.

بعض الملحدين في السفيرة

كان يحدثني عن بعض الملحدين في مدينة السفيرة، وكان منهم بعض المعلمين، ولم أكن أعرف أنه يوجد فيها أناسٌ ملحدون؟!

بعض أتباع اليشرطية، وشذوذهم في السفيرة

كان يحدثني عن بعض أتباع الطريقة الشاذلية اليشرطية فيها، وعن تحللهم وتساهلهم في الدين والعبادات والاختلاط، ومجيء شيخهم ومرشدهم إليهم كل سنة، وتبرج النساء وتزينهن لدى استقباله، وحضور مجالسه، وإنكار بعض العلماء وغيرهم عليهم ... .

حديثه عن عمه الأستاذ عبد الرحمن الهاشم

حدثني ذات مرة عن عمه والد زوجه وطليقته -أمِّ أولاده- التاذِفيِّ ذاك الرجل الصالح؛ الصابر المحتسب الذي كان مدرسا، وذهب إلى اليمن وبقي فيها ردحا من الزمن، ثم مرض ورجع، وتوفي بسورية.

عن سجنه واعتقاله لدى نظام البعث البلطجي الإرهابي العالمي

حدثني مرة عن سجنه واعتقاله لنحو من سنة، -وذلك عام 2008م- ظلما وعدوانا بدون أي سبب سوى الافتراء والتهم الباطلة؟!

عن ترجمتي للشاعر الإسلامي المنبجي الكبير محمد غُزَيِّل

وحين كتبتُ ترجمة موسعة عن أستاذنا نابغة منبج وشاعرها الإسلامي الكبير محمد منلا غزيل، استشرته في بعض الأمور المشكلة عنه؛ فأشار علي، وأجابني عنها، وشجَّعني.

عن حِميتي الطبية

وقبل نحو سنتين أخبرته أنني أتبع حمية لنصح الطبيب لي بذلك فأخذ ينصحني ويقول لي: أخي السمنة ضارة، وهي عبء على الجسم ثقيل؛ فينبغي أن تتخلص منها كيلا تهلكك في شيخوختك ... .

طلبه سيرتي الذاتية، وقصيدتيَّ عن الإمامين البنا والحامد

وقبل نحو سنتين أيضا طلب مني سيرتي الشخصية، وقصيدتيَّ في علامة حماة الشيخ محمد الحامد، والشيخ حسن البنا، فأرسلتهما إليه.

من ذكرياتنا العلمية والأدبية "الوتسية" الخاصة

*يوم 23/8/1444هـ

أجابني عن تعزيته بوفاة ش أحمد الجامي رحمه الله، بقوله:

"أجرنا وأجركم على الله شكر الله سعيكم".

*في 10/9/1444هـ

أرسل لي مقالته وترجمته المطولة للخطيب الكويتي الشهير الشيخ أحمد القطان رحمه الله.

*كما أرسل لي كتاب: "أبو الأعلى المودودي: حياته ودعوته" للأستاذ أليف الدين الترابي" في 284 ص.

في عام 1444هـ - 2022م كان قد أخبرني أنه يريد الزواج، وهو يبحث عن زوجة صالحة ومناسبة.

فحاولت مساعدته، عن طريق زوجي فبحثت له -جزاها الله خيرا- لبضعة أشهر، ولم نجد له ما يناسبه.

*يوم 14/9/1444هـ

أرسل لي الجزأين الأول والثاني من كتابه "أعلام الحركة الإسلامية في سورية في العصر الحديث"، الأول في (461) ص، والثاني في (467) ص، وقد طبعه في كلس عند الأخ الأستاذ ماجد بوشناق في "دار الأرقم".

فدعوت له قائلا: "جزاكم الله خيرا، وفتح عليكم فتوح العارفين 🌹🌴، ورزقكم زوجة فوق ما تَتَصوَّرون".

*ولما سألته هل الشاعر المنبجي يوسف عبيد المحيميد موجود في سلسلته التي أصدرها "أعلم الحركة الإسلامية في سورية في العصر الحديث"- أخبرني قائلا: "يوسف عبيد موجود في سلسلة شعراء.. طويلة".

شعراء الحركة الإسلامية؟ وهل هذه السلسلة لك، وهي جاهزة؟

فأجابني: "نعم، ولكن لم أطبعها".

"من حسان بن ثابت ...حتى محمد منلا غزيل، تقريبا ٥ ألاف صفحة".

فكتبت إليه: "ما شاء الله!

ومع المراجع، وكم ص للشاعر تقريبا، ومع نماذج لكل شاعر؟".

فأجاب بالإيجاب.

فسألته: "ما شاء الله! هذا كتاب عظيم، وكم استغرق منك جمعه؟"، فقال:

"16 سنة إلى الآن"، يقصد منذ نحو سنة 2007م.

*ولما قلت له: " ما شاء الله! ولم لم تطبعه حتى الآن؟!"، أجاب:

"كنت أنسق أعلام الحركة الإسلامية".

وأضاف قائلا: "وعندي سلسلة زعماء الإصلاح الإسلامي".

"اعتبارا من الأفغاني وبدر الدين الحسني، والقاسمي، وطاهر الجزائري، وابن باديس، والفاسي، والبنا..

ومن القدماء عمر بن عبد العزيز والشافعي والأشعري والباقلاني؟".

*في يوم 27/10/1444هـ:

سألته عن محمد حبش قائلا: ما رأيكم بمحمد حبش، وفي أفكاره حول بعض القضايا؟ وهل يوجد أحد رد عليه ردا علميا مفصلا؟

فأجابني: "له أفكار خاطئة، ولا أدري بمن كتب عنه".

*يوم 27/12/1444هـ

وعقب نشري قصيدة "نصر تموز"، كتب إلي يقول: "أريدها (وورد) للدراسة إذا تكرمت". وأجبت طلبه، وأرسلتها إليه.

*يوم 6/1/1445هـ

سألته بقولي: " السلام عليكم ورحمة الله، أخي مؤرخ الدعوة الإسلامية ورجالها! من القائل؟

لولا الرسول وشرع الله ما بزغت      شمس لعرب وصرح المجد لم يقم

عار على أمة دان الوجود لها         أن يستبيح -حماها- خائن الذمم

كنا   أساتذة   الدنيا ،   و سادتَها         ما بالنا اليوم أصبحنا من الخدم؟!"

فأجابني قائلا: " يحيى حاج يحيى، يا موكب النور".

فقلت له: " ما شاء الله! متأكد، وفي أي ديوان؟

فأجاب: "ربما تكون قصيدة حاج يحيى في ديوانه (في ظلال المصطفى)".

ثم سألته هذا السؤال:

"وسؤال آخر: لماذا لم يهتم بأناشيد أبي دجانة، كالاهتمام بجمع أناشيد ابي الجود في "نشيدنا"؟!

فقال: "هو موجود في الإمارات خشية الإحراج، ومع ذلك جمعتُ كل ما ورد في النت من أناشيد".

*يوم 4/2/1445هـ

سألته عن عبد الرحمن الكواكبي:

"1- ما رأيكم بعبد الرحمن الكواكبي خصم الدولة العثمانية، والسلطان عبد الحميد، وأبي الهدى الصيادي؟

2- هل كان عالما ربانيا، أم كان عالما بابويا علمانيا؟

3- ما موقفه من "الجامعة الإسلامية"؛ هل كان يؤيدها أم كان لديه مشروع تغريبي علماني، أخذه من النظام البابوي الغربي الكنسي؛ ليطبقه على بلادنا؛ كما يقول د. فخر الدين قباوة؟!

4- هل صحيح أن أصله نصيري جاء من الساحل السوري، وليس من آل البيت؛ جاء إلى حلب وادعى انه من آل البيت؛ ليفسد ويخرب الدولة العثمانية؟! أفيدونا أفادكم الله🌹".

فأجاب بقوله:

"سمعت د. فخر الدين قباوة من فترة قريبة يقول بأنه نصيري حفيد الأردبيلي...، وكانت عندي كتبه قرأتها سطرا سطرا، كان يميل للخلافة العربية، وكان من أجرأ الناس في نقد الاستبداد.

كتبت عنه مقالا منشورا في الرابطة..، أظن أن هناك مبالغة في اتهام الرجل فأسرة لها نقابة الأشراف في حلب، والله أعلم".

*يوم 25/2/1445هـ

سألته عن بدء شيطنة "الإخوان المسلمين" فقلت:

"السلام عليكم ورحمة الله، أسعد الله صباحكم أخي العزيز أبا حفص! متى بدأت شيطنة الإخوان هل في زمن فاروق، أم قبله؟ ومتى كان تحديدا؟ وهل من مصادر تتكلم عن شيطنة الإخوان منذ فاروق حتى زماننا هذا؟".

فأجاب: " أخي الكريم كان الإخوان في البداية أشبه بالطرق الصوفية، وبقي الأمر كذلك حتى قبيل وفاة الشيخ حسن البنا وفي عام ١٩٤٦ انشق الأستاذ أحمد السكري عن الإخوان لأنه كان يحب حزب الوفد...، وهنا صار الإخوان قوة لا بأس بها..

وبعد ١٩٤٧ عارض الإخوان سياسة حزب السعديين والملك فاروق واليهود في فلسطين والانجليز فكثر الأعداء وفي مثل هذه الأوقات بدأت الشيطنة من الأحزاب السياسية والحكومة المصرية وحاشية الملك.

وفي نهاية ١٩٤٨ حل النقراشي الحكومة خدمة لأسياده، وكانت المخابرات تعتقل المجاهدين وهم ساحات فلسطين...

وفي هذه الأوقات اعتقل عشرات الآلاف من مثل الشيخ محمد الغزالي، والقرضاوي، وسيد سابق، والشرباصي، وأكثر من ٤٠ ألفا ... .

وأراد البنا أن يدخل السجن فرفضوا، وسحبوا السلاح من مُرافقه، وتركوه أعزل حتى جاء الاغتيال في شباط ١٩٤٩... .

ثم زادت الشيطنة أكثر في عهد ناصر... وهلم جرا".

*فقلت له:

"وشيطنة العبد الخاسر لهم بدأت بعد انقلابه على محمد نجيب وحبسه، وبعد حادثة المنشية المفتعلة، ومنعه للصحف، وتقييده للحُرِّيات ...".

فأجاب: "نعم، بارك الله فيك".

*فقلت له: "لكن هل من مصادر تفصل عملية الشيطنة تلك؟".

فقال: "يوجد كتب كامل الشريف، ومحمود عبد الحليم، وجمعة عبد العزيز...، ولماذا اغتيل الإمام..، وغيرها".

*قلت له: "وعندي سؤال مُحيِّر جِدا، هو:

"إذا كانت شيطنة الإخوان مفهومة؛ من الصهاينة والصليبيين والعلمانيين وأذنابهم؛ فلماذا تجد بعض "المُتدينين" السوريين، وبعضهم طُلاب علم شرعي! ينفر من الإخوان، ويجعل مجرَّد الانتساب إليهم تهمة؟!".

فأجابني: "نفس الحال جرى في سوريا، ولكن بدأت الشيطنة في زمن عبد الناصر..، رغم عداء الزعيم والشيشكلي للحركة...، واشترك هنا الحوراني، والبعث، والشيوعي، ... .

ولعب جويفل دورا كبيرا في انشقاق الجماعة بعد منتصف الخمسينات..، وأكمل البعث على البقية الباقية". (*)

*يوم 28/2/1445هـ: طلبت منه قصيدة "عجوز الجِنِّ" للشاعر المنبجي عبد الله عيسى السلامة، وبعض أقوال تمدح الإخوان المسلمين من غيرهم.

فأرسل لي مقالة رائعة للشيخ د. أكرم كساب من تلاميذ ش د. يوسف القرضاوي رحمه الله، بعنوان: (حسن البنا في عُيون أزهرية)، وهي منشورة في الشابكة العالمية.

*فقلت له: "جزاك الله خيرا، لكن أريد أقوالا في جماعة الاخوان، وليس في الشيخ حسن".

فكتب إليَّ مُجيبا: "ربما كتاب إسحاق موسى الحسيني، وكتاب ميتشل، ود. زكريا بيومي، وغيرهم؛ ممن كتب عن تاريخ الجماعة".

*ثم كتب لي بيتين من قصيدة "عجوز الجن" للسلامة، هما مع المطلع:

عَجوزُ الجنِّ   زرقاءُ اللَّهَاةِ             تُجرعني   كُؤوسَ الذِّكرياتِ

فأرشُفُ شِقوتي؛ فأمَلُّ نفسي             وأجرَعُ خَيبتي؛ فأقيءُ ذاتي

*فدعوت له قائلا: "رضي الله عنك، وشَفَعَكَ بِزوجة صالحة تُقِرُّ عَينَكَ".

--------------------------------------------------------------

(*) يقصد نجيب جويفل عميل الاستخبارات المصري زمن جمال عبد الناصر، الذي كان يتظاهر بكونه من الإخوان، واخترق بعضهم، وكان سببا في انشقاق بعضهم الآخَر؟!

*يوم 8/5/1445هـ

أرسل لي قصيدة الشاعر عيسى النتشة بعنوان: (في الذكرى الستين لاستشهاد عز الدين القسام)، وهي (24) بيتً)، والتي مطلعها:

قُم يا صلاح الدين كيف تَنامُ؟              هَذي "جِنينُ" ازَّيَّنَت، و"الرَّامُ"

كما أرسل لي مقالته عن الشيخ عز الدين القسام بعنوان: (شخصية الشهيد عز الدين القسام في الشعر الإسلامي المعاصر)، والتي نشرها في "رابطة أدباء الشام" يوم 9/11/2013م.

وقد أفدت منها في كتابي وبحثي عن الشيخ عز الدين الذي نشرته قبل أشهر من الآن، وبُعيد هذه المراسلة مع أ عمر.

*يوم 13/6/1445هـ

وردتني رسالة بالوتس من بعض الإخوة عن الأستاذ والشاعر المنبجي محمد منلا غزيل رحمه الله، عنوانها: "شاعر الدعوة الإسلامية محمد منلا غزيل رحمه الله"، وكُتب أسفَلَها: (إعداد: د. محمد بن طه الخطيب).

وأرسلتها للأستاذ عمر عبسو، فكتب إليَّ مُعلِّقًا: "هذه لحسن عبد الحميد، وليست لِلخَطيب".

فرددت عليه قائلا: "لا أدري، لكن ارسلها لي صديق حمصي من قطر؟".

*قبل نحو سنة ونصفها طلب مني الأستاذ عمر أن أطبع قصيدة أو أكثر من الديوان المخطوط للشاعر الإسلامي المنبجي يوسف عبيد المحيميد، والذي يضم عشرات القصائد له، وقد نسخته منه سنة 2019م.

أراد مني ذلك سعيا في نشر شعر الشاعر كله أو جله، هو وبعض الإخوة، وكان قد نشر بعضا من قصائده من قبل؛ لينشر في "رابطة أدباء الشام"، ويكون مُتاحًا للدارسين والباحثين لإجراء دراسات عنه وعن صاحبه.

فأجبته، وأرسلت إليه بعضا من قصيدة "قبس من حراء" الطويلة"، وبعضا آخر من قصيدة "موكب الإسراء" أيضا.

فكتب إلي أبو حفص أنهما موجودتان، لكن يريد قصيدة "حج إلى إسرائيل"؛ فأرسلتها إليه.

*يوم 27/6/1445هـ

أرسلت إليه قصيدة (حج إلى إسرائيل) للشاعر يوسف عبيد التي قالها سنة 1977م بمناسبة زيارة الرئيس المصري أنور السادات إلى فلسطين المحتلة يهجوه، وسأنشرها للإخوة القراء لطرافتها.

وها هي ذي:

حَجٌّ إلى "إسرائيل"

للشاعر: يوسف عبيد المحيميد

هذه قصيدة قالها الشاعر بمناسبة زيارة الرئيس أنور السادات للقدس وتوقيع اتفاقية الذل والسلام مع إسرائيل (كامب ديفيد)، بتاريخ 19 نوفمبر 1977م.

يا زائرَ القُدسِ؛ لا فَتْحًا لِمَغناهُ           بل راكِعًا عِندَ مَن داسُوا مُصَلَّاهُ

وأضرَموا النارَ في محراب مَسجده

   وأسكنوا الرُّعبَ في أرجاء مَبناهُ

اِذهَبْ سَتَرجِعُ مَوصُومَ الجَبينِ فلا

       مَجدٌ بِكَفذَيكَ في الرُّجعى ولا جاهُ

العيد أقبل ، و الساعون قد وقفوا         في ظل بيت إله العرش ؛ أعلاهُ

ناداهُمُ اللهُ يومَ الحَجِّ   فالتَجَؤُوا         لِكعبة النور ،   إذ ناداهم   اللهُ

ويمموا عرفاتٍ ، و القلوبُ عَنَت           لبارئ الكون ؛ ترجوه وتخشاهُ

وأنت تسعى لأعتاب اليهود كما           يسعى المُصلِّي إلى مِحراب مَولاهُ

قِف خاشعا في مطار اللُّدِّ مُبتَهِلًا           و اضمُمْ مَناحِيمَ شَوقًا حِينَ تَلقاهُ

وابسِم لِمَائِيرَ في ذُلٍ ، وفي خَفَرٍ           واسكُبْ مِن الوُدّ أحلاهُ ، وأصفاهُ

وقُل لها واليَدُ النَّشوَى تُصافِحُها:           حانَ اللِّقاءُ الذي ما كانَ أشهاهُ؟!

جِئنا إلى القُدس يا مَائِيرُ! يَدفَعُنا           شَوقٌ عن الشعب أعوامًا كَتَمْناهُ

يا لَلعَجُوز التي كُنَّا نَحِنُّ لها             وَجْدًا كما حَنَّ قَيسٌ نَحوَ لَيلَاهُ؟!

يا شَعبَ صِهيَونَ أنتُم مَنبِتٌ كَرُمَت

       مِنهُ الأصُولُ ، وقد طابت سَجَاياهُ

نبكي لِمَا حَلَّ بِالأبطال مِنهُ لَدَى           نُصبٍ   يُذكِّرُنا   أغلى   ضَحَاياهُ

كِيسِنجِرُ الشَّهمُ مِنكُم وهو جامِعُنا  

       على الوِفاق ؛ فَحَيَّا اللهُ مَسعاهُ!

طِرنا خِفافًا لِإسرائيلَ يَحمِلُنا             لِرَبعِكم   أمَلٌ   زاهٍ ...   مُحَيَّاهُ!

نبغي السلامَ ، و قَتلانَا وعِزَّتُنا           والأرضُ والعِرضُ بَعضٌ مِن هَدَاياهُ

هذا البِساطُ   لنا رمز نَدينُ به             دَمُ الشهادة   - بِالأقدام -   دُسناهُ!

فلتقبلونا ضُيوفا   في منازلكم             فنحن -في النهج والأخلاقِ- أشباهُ!

و لتمنحونا أمَانَ السِّلمِ إنَّ لَنا           عَزمًا شَرُودًا ؛ إذا المَيدانُ   نَادَاهُ

ونحن قوم نسينا الثأر مِن زَمَن           وكُلُّ ما سَطَّرَ الماضي نَسِيناهُ!

وكل ما رَفَّ في المَيدان مِن عَلمٍ           في رمل سِينا - بأيدينا - دَفَنَّاهُ

و الفاتحون محونا كل ما كتبوا             و لم نعد في عهود السلم نقراه!

نستنكر الفتحَ إن الأرضَ أرضُكُمُو

       نأبى الجِهادَ ؛ فإن الغَربَ يأباهُ!

وقد مددنا يدا - للصلح- طالبةً             و ما أرادته   أمريكا .. قَبِلناه؟!

في برلمانكم - المعمور- نُعلِنه             عَهدًا ، ونحنُ قديمًا ما خَفَرناه

لولا الشعوبُ التي نخشى تَمَرُّدَها  

       مِن رُبع قرنٍ، لَكُنَّا قد مَنحناه!

يا زائر القدس والاغلالُ تُثقِله             وسهمُ صِهيونَ في الأعماق أرداهُ

تمشي ويَحرُسُكَ الغازونَ مُنطلقًا           إلى المُصَلّى ، وذُلُّ الأسر يَغشاه

فكيف سَرَّكَ تَحتَ القهرِ مِنبَرُه             وكيف راقَكَ في الأغلال مَرآهُ؟!

صبيحةَ النحر في الأقصى وقِبلَتِه

         نَحرتَ   كُلَّ إباءٍ ، قد وَرِثناهُ

سفحتَ كل حياء عند صخرته           و بِعتَ كل نفيس عِندَ مَسراهُ

أضعتَ كلَّ تَليدٍ   مِن مكارمنا             هدمتَ   كل مجيدٍ ،   قد بنيناه

و خُنتَ كل شريف فاتح بطلٍ           ضحَّى فأصبحَ هذا التُّربُ مَثواهُ

و جئت كلَّ قبيحٍ فاجرٍ دنسٍ             حاشا الفُجورَ وحاشا العُهرَ يرضاهُ

يا زائر القدس في ظلماء مِحنته             ألستَ تَسمَعُ في الظلماء شكواهُ

أمَا شجاكَ أذانٌ مِن مَنارته؟!             أما نَشقتَ من الزيتون رَيَّاهُ؟!

لا، بل أصَمَّكَ عن نجواه صَوتُ هَوىً؛

   فلستَ تسمعُ في الظلماء شَكواهُ!

تنام فوق فراش الغدر في دعة             والقدس قد عز فوق النار مغفاهُ

جلستَ -والخَصمَ- مَدعُوًّا لِمائدة             فأنت تشكر ملقاه ، و مأواه؟!

ورُحتَ تَسكُبُ نَخبَ العارِ مِن دمنا         إلى مناحيمَ تَسقيهِ ، و تُسقاه!!

فاهنأ بـ "فتحك" فَتحِ الخائنين لقد           أنلتَ   جَلَّادَ شعبي   ما تَمَنَّاهُ

و ما ذكرتَ دَمَ الأحرارِ تَسفِكُهُ         -في دير ياسين فوق التُّرب- كَفَّاهُ

وَدِّعْ نَدَاماكَ قد حان الفِراقُ كما           يُودع -العاشِقُ الباكي - نَداماهُ

وابثُثْ حَمِيمَكَ شوقًا رُحتَ تحمله           بينَ الضلوع ، إلى ميعاد لُقياهُ

و قُل لِأخدانكَ السُّمَّارِ في شَجَنٍ           ما أجمَلَ الليلَ إذ يصفو نشاواه!

ما أقصَرَ الوقتَ والأكوابُ مُترَعَةٌ         في قصر داود - بالأحلام- عِشناهُ

وارحل عن القدس في ذل وفي ضَعَةٍ

   واحمل من العار؛ أخزاهُ وأبقاهُ

نقشٌ صَفيقٌ على الوجه الصفيق بدا       لا الزيف عنا ، ولا التدجيل أخفاهُ

وارجع لِمِصرَ بأبواقٍ ... مُهَرِّجَةٍ         و موكبُ الغدر مَزهُوًّا ، و تَيَّاهُ

واصنع من النصر ألعابًا مُحَطَّمَةً         وارفع من المجد فوق النيل أوهاهُ

يا بائع الشرف المذبوحِ في وطني         وبائعَ القدسِ ؛ مَسراهُ ، و أقصاهُ

لُعنتَ في يوم عيد النحر ما لطمت         بالعار جبهتُكَ الشوهاءُ   ذكراهُ

لعنت في القدس من أبناء ضَفَّتِه         مِن سجن أسراه من اجداث قتلاه

لعنتَ في مكةٍ مَا أمَّ مسجدَها           عبدٌ   إلى الله - بالتوحيد - لَبَّاهُ

لُعنتَ في طيبة ما قامَ زائرُها           عِندَ الرسول ؛   فَناجاهُ ، و حيَّاهُ

لُعنتَ في وطن الإسلام قاطبةً           ما جادَ بِالرُّوح مِن حُرٍّ ، وفَدَّاهُ

مِن كل صوتِ أذانٍ ؛ مِن مَنائره           من كل قطرةِ نهرٍ سالَ مَجراهُ

من كل زهرة غُصنٍ في حدائقه           من كل حَبَّة رَملٍ ، في صَحاراهُ

وحيثما سِرتَ فوق الأرض تَسمَعها  

     حَتَّى كأنَّ جميع الأرض أفواهُ

يا أيُّها الخائِنُ ! الزاهي بِفَعلته           هَيهاتَ! لَن يبلُغَ الخَوَّانُ مَرماهُ

سيعلمُ البَغيُ   أنَّ الحَقَّ هادِمُهُ             عِندَ الحِسابِ ، ويَلقَى سُوءَ عُقباهُ

***********

نسخها: سيد أحمد بن محمد السيد

*يوم 22/8/1445هـ

سألته لماذا لم يذكر قصيدتي في الشيخ حسن البنا في بحثه ومقالاته الثلاث التي نشرها في الرابطة عن الشيخ حسن البنا بعنوان: (شخصية البنا في الشعر الإسلامي المعاصر)؟

فأجابني قائلا: "قصيدتك لم تصلني إلا مؤخرا".

*يوم 29/8/1445هـ

كتب إليَّ مهنئا بإظلال شهر رمضان المبارك، قائلا:

"مبارك عليكم شهر رمضان الفضيل، وكل عام وأنتم بخير وجميع أهلكم وعيالكم وأحبابكم، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات"

*يوم 1/9/1445هـ

كتبت إليه:

"لا تنس شيوخ الشيخ حسن البنا وتلاميذه، عاشِقَنَا الحَبِيبَ؟!

أرسِلهم، ولك مني أبيات -في الغزَل- روائع".

وكتبت له أيضا: "أنجَزَ حُرٌّ ما وَعَدَ".

فكتب إليَّ يوم 2/9/ 1445هـ -رحم الله روحَهُ ونَوَّر ضَرِيحَه-:

"رُدَّ حتى أعطيكَ أسمَاءَ شُيوخه وتلاميذه".

فرددت عليه: "كنتُ نائما، لا تُؤاخِذني".

ثم أملاها عليَّ بعد سُحور ذلك اليوم على ما أظنُّ.

*يوم 3/9/14445هـ

أرسلت إليه كتاب "معجم المؤلفين المعاصرين" بمُجلديه للشيخ محمد خير رمضان يوسف، وقلت له: "تفضل يا سيدي العاشق!

والأبيات ستصلك قريبا بعون الله تعالى".

أبيات وقطع مُتفرقة في الغَزَل والنَّسِيب

وأرسلت له أبيات الغزل التي كتبتها له من ذاكرتي، وهي هذه:

*قال ش عبد الله الشبراوي:

إن شوقي كل يوم في ازدياد             والهوى يأتي على غير المراد

أنا إن  لم أهوَ غزلان النقا             أيُّ فرق بين قلبي، و الجماد

إن يكن عشقي   له   أفسدني             فاعلموا أنيَ راضٍ   بالفساد

***********

*وقال عبد الله بن طاهر:

أقام   ببلدة ،   و نأيتُ عنه                   كلانا -بعد صاحبه- غريب

أقل الناس في الدنيا سرورا                     محب قد نأى عنه الحبيب

***********

*وقال أبو نواس:

حاملُ الهوى   تَعِبُ                   يستخفه     الطرَبُ

إن بكى   يحق   له                     ليس ما   به عَجَبُ

تضحكين     لاهيةً                     و المُحِبُّ     ينتحِبُ

تعجبين   مِن سَقمي                   صِحَّتي هي العَجَبُ

***********

  • وقالت ولادة بنت المستكفي:

ودع الصبر محب   ودعك             ذائع مِن سره ما استودعك

يقرع السن على أن لم يزد             في خطاهُ تلك إذ قد ودعك

يا أخا البدر سناء ،   و سنا             رحمَ   اللهُ   زمانا   اطلعك

إن يطل بعدك   ليلي   فلكَم             كنتُ أشكو قصر الليل معك

***********

جَسَّ الطبيبُ يَدي جَهلًا فقلتُ له:             إنَّ الصَّبابَةَ في قلبي فخَلِّ يَدِي

***********

  • وقال الشيخ عيسى البيانوني:

عذابُ الحُب -للعشاق- عذب                 و أعظمُ لذةٍ   -فيه- البُكاءُ

و أفضل حالة الإنسان   صِدقٌ                 و أكملُ حالِه حاءٌ ، وباءُ

***********

*وقال بشار بن برد:

لم يطل ليلي ، و لكن لم أنمْ                   ونفى عني الكرى طيف ألمْ

نفسي يا عبدُ! عني، واعلمي                   أنني يا عبدُ! مِن لحم، ودم

إن في بُرديَّ جسمًا ناحلا                   لو توكأتِ   عليه   لانهدم

***********

*ويقول شمس الدين محمود الكوفي:

إن لم تقرح أدمعي   أجفاني             من بعد بُعدكمو فما أجفاني!

إنسان عيني مذ تناءت داركم               ما راقه   نظر   إلى إنسان

***********

*يوم 6/9/1445هـ

سألته قائلا: "السلام عليكم ورحمة الله، "أخي الكريم!

1- بالنسبة لكتاب سيد قطب "أمريكا التي رأيت" مفقود، حسب ما ذكر د. صلاح الدين الخالدي؟! فكيف تقول لي: إنه موجود؟!

فقال: "موجود، وهو عندي في سوريا، وكذلك طبعه الخالدي تحت عنوان "أمريكا من الداخل".

فقلت له: "لكن أمريكا من الداخل دراسة قام بها والتقطها من كتب سيد قطب ومقالاته عن امريكا، وذكر في المقدمة ان الكتاب مفقود؟!".

فكتب إلي: "خطأ فادح وقع فيه الخالدي".

2- بالنسبة لقصيدة "هُبَلٌ هبل" ذكر د. الخالدي انها لسيد قطب رحمه الله، وانت قلت: إنها لتوفيق الطويل؟!".

فأجابني: "وانظر القابضون على الجمر للطويل تجدها".

*يوم 15/9/1445هـ

سألته هذا السؤال: "السلام عليكم ورحمة الله،

أخي العزيز أبا حفص! 1- بالنسبة للشيخ محمد زهران كان شيخا للشيخ أحمد البنا، والشيخ حسن؛ أي هو شيخ للأب وابنه؟

فقال: "نعم هو شيخ البنا بالتأكيد".

2- ما القول الفصل في قضية عبد الحكيم عابدين الاخلاقية، ولماذا لم يقبل الشيخ حسن البنا بحكم اللجنة، وحلها؟!

وهل صحيح ما يقوله عنه عبد الرحيم علي في بوابة الحركات الاسلامية؟

3- بعض المواقع تذكر حسن الهضيبي تلميذا للبنا فهل هذا خطأ؟

4- هل يوجد تلميذات للبنا، وهل منهن لبيبة احمد، وزينب الغزالي، وهل يوجد غيرهما؟

يوجد تلميذات للإمام غير لبيبة وزينب ...مثل أمينة الجوهري، وزوجة منير الدلة، ..". فقلت: "ولبيبة وزينب هل يوجد مصدر لتلمذتهما؟".

فقال: " (أيام من حياتي) لزينب الغزالي". وفيه:

"اعترفت أنها بايعت الإمام ودمجت جمعيتها بجمعية الأخوات المسلمات"

فقلت: " وزوجة منير الدلة ما اسمها؟"، فأجاب: " انظر ترجمة منير الدلة".

ج 2- عبد الحكيم عابدين كان رجلًا خلوقًا، وكان قبل ذلك من تلاميذ طه حسين فتاب، فاستغرب الأعداء ذلك، وراحوا يُطلقون عليه الشائعات، ولو كان غيرَ خلوق لما زوَّجه البنا أخته وجعله سكرتيرًا له".

فقلت له: "لكن الفضيحة بعد تزويجه بسنوات، وهي التحرش ببعض نساء الاخوان؟!".

فقال: "كذب وافتراء، وانظر ترجمته في (إخوان أون لاين)، وغيره".

ثم عبد الرحيم علي من هو؟

فقال: "من جماعة السِّيسي؛ عبد الرحيم علي كاتب صحفي مصري من مواليد ١٩٦٣.. وعضو في مجلس الشعب المصري".

فقال: "حسن الهضيبي كان أكبر من البنا في العمر وكان يعمل في القضاء لذا أخفى مسألة تنظيمه للضرورة الأمنية".

*وسألته: عن الأستاذ أحمد كمال أبو المجد هل كان من تلامذة الشيخ البنا؟

فقال: "نعم كان منهم". وأردف قائلا:

"وعبد المتعال الجبري كان منهم، وله كتاب (لماذا اغتيل حسن البنا؟) وكان داعية ومدير مركز إسلامي في أمريكا".

*يوم 19/9/1445هـ

أرسل إليَّ قصيدة الشاعر شريف القاسم (سلمت يمينك لم تَزَل مدرارة)؛ وهي القصيدة التي نشرها في "رابطة أدباء الشام" يوم 29/3/2024م، وهي التي يمدح فيها الأستاذ عمر عبسو ومن معه في موقع "نحو أدب إسلامي"، وكان فرِحًا. فكتبت إليه: "ما شاء الله! هي جميلة.

ومطلعها:

فاحـتْ بطـيـبِ يمـيـنِك الأشـذاءُ         ولها اسـتـطابتْ نـفـحَها الأحناءُ

وستأتي كاملة مع القصائد التي قيلت فيه، إن شاء الله.

*يوم 1، و8، و9/10/1445هـ

كنت بدأت السعيَ لأكون عُضوا في "رابطة الأدب الإسلامي العالمية" قبل أشهر، عن طريق بعض الإخوة الأعضاء القُدماء؛ فكان يُماطل معي، ويقول: لا بُدَّ من تقديم طلب، وبعض الإجراءات الأخرى؟!

ثم تعرفت إلى الأستاذ د. وليد القصاب الشاعر والباحث والأديب، والمنهجي، والأستاذ الجامعي الرجل الصالح، ودمث الأخلاق؛ فقلت له فرحَّب، ودلَّني على الأستاذ شمس الدين دُرمُش؛ فرّحَّب بي، وقال لي: بقي فقط تزكية بعض الإخوة لك، ثم تَمَّ الأمر سريعا بفضل الله تعالى.

في ذلك التاريخ المذكور سألتُ أخي أبا حفص: هل أنتَ عُضو في "رابطة الأدب الإسلامي العالمية"؟ فقال: نعم.

فقلت له: ومتى التسجيل؟ فقال: لا يوجد تسجيل جديد.

فقلت له مُداعِبًا: وإذا طُلبَ مِنكَ تزكِيَتِي؛ فهل تُزَكِّينِي؟ فقال: نَعَم.

فقلت له: لقد أرسلوا لي الاستمارة، وأنتظر تزكِيَتَكَ لي عند الأستاذ شمس الدين دُرمُش.

تمام، إذن استَعِدَّ، وأنا الآن سأملأ الاستمارة لأرسلها، وسيُزكيني معك أحد الأعضاء والشعراء والأدباء الكبار؟!"

وقلت له: "بم تنصحني أكون؛ عضو شرف، أم عضوا عاملا، أم مناصرا؟

فقال: "عُضو عامِل".

*يوم 23/10/1445هـ

كان قد قال لي أبو حفص من قبل- إن ممن رثوا الإمام حسن البنا الشاعر اليمني أحمد محمد الشامي.

ثم قلت له: "بحثت في ديوان أحمد الشامي المكون من 2 مج و900 ص، وما وجدت قصيدة رثاء البنا؟!".

فأجابني بأن عُنوانها: "لا..لم يمت، يا قلمي أصخ لخير إمام".

ثم ذكر اسمَ كتابي: "صدى الأيام: محمد رجب البيومي، ديوان من اليمن: الشامي، ص ١٨٦".

*يوم 24/10/1445هـ

عزيته بوفاة أستاذ الأجيال الكبير والزعيم الأستاذ عصام العطار فقلت:

"عظم الله اجركم، وأحسن عزاءكم، نعزيكم في وفاة استاذنا الجليل عصام العطار، رحمه الله رحمة واسعة، آمين".

فأجاب: "أجرنا وأجركم على الله".

ثم شرعت في تأليف كتابي عن أ عصام العطار رحمه الله، واستغرق مني زُهاءَ شهرين من الزمان.

*يوم 12/11/1445هـ

أرسلت لأخي الأستاذ أبي حفص 18 سؤالًا عن أ عصام العطار، وكنت أكتب بحثي عنه؛ فأرسل لي أجوبتها.

وهذه هي أسئلتي، ثم أجوبة أبي حفص عنها:

1- ما اسم والدة الأستاذ عصام؟

2- ما المدارس التي درس فيها في دمشق، وأي مرحلة وصل؟

3- من أهم شيوخه وأساتذته، وماذا قرأ عليهم؟

4- متى بدأ الخطابة في مسجد الجامعة، وهل خطب في غيره؟

5- ماذا عمل في غير الخطابة؟

6- هل طبع شيئا من خطبه، ولا سيما خطب مسجد الجامعة السورية؟

7- ماذا اسس في أوربا من المراكز وغيرها، وكم عددها؟

7- من أشهر تلاميذه والمتأثرين فيه؟ 8- كم مرة تسلم مراقبا عاما، ومتى؟

9- ما اهم المؤتمرات التي شارك فيها؟

10- هل صحيح انه كان سلفيا، وكيف كانت سلفيته؟

11- ما موقفه من اخته نجاح العطار؟

12- هل كان يخطب ويلقي محاضرات في أوربا وأين؟

13- ما موقفه من الثورة السورية، وفلسطين، وغزة؟

16- هل شارك في مقاومة الاحتلال الفرنسي، وكيف؟

17- أين نشر مقالاته وشعره ومحاضراته؟

18- هل كرَّمه أحد، وهل نال شهاداتٍ فخرية؟

"اسم أمه هدية بشير أغا القشطوني الجزائري.

درس في مدرسة التجهيز الأولى ثم في المعهد العربي الإسلامي.

وكان من شيوخه عليّ الطنطاوى والسباعي والألباني.

بدأ الخطابة في مسجد الجامعة في بداية الخمسينات.

تسلم منصب مراقب عام بعد وفاة السباعي ١٩٦٤.

وكان قبلها نائب المراقب العام ورئيس مركز دمشق.

أشهر تلاميذه نبيل شبيب، صلاح الدين النكدلي، وعبد الرزاق مخللاتي، وحسن هويدي، ومن تلاميذه نوال السباعي، وكل قادة الإخوان.

كان سلفيا إخوانيا معتدلا.

قال لقناة العربية عن نجاح: لها طريقها ولي طريقي.

وقاطعها منذ الخمسينات إلى الآن.

كان يخطب في مسجد بلال في أخن.

وقف مع ثورات الربيع العربي كلها ونصح بِعدَم استخدام العُنف، ولاسِيَّما في سورية ووقف مع حماس ضد إسرائيل... .

شارك في مؤتمر إسلامي في فلسطين، وكان معه أديب الصالح، وزهير الشاويش، والطنطاوي، والسباعي، وسيد قطب، والمودودي، والندوي، والصواف، وأمجد الزهاوي -في ٥٣- وغيرهم.

نشر مقالاته في حضارة الإسلام، وفي المسلمون، ومجلة الرائد، والدار الإسلامية للاعلام، والمنار، ... .

كرَّمه إخوانه في ألمانيا، وأثنى عليه محمد قطب في الندوة.

*يوم 13/11/1445هـ

أرسل لي صورة غلاف كتاب: "حسن البنا مجدد القرن الرابع عشر الهجري" للأستاذ أحمد حسين شوربجي، وتقديم أ مصطفى مشهور.

*يوم 19/11/1445هـ

راسلته س 3 و10 د فوجدته مُستيقظا فعجبت وكتبت إليه:

"ما شاء الله سهران؟!

فاسأل نجوم الليل هل زار الكرى       جفني وكيف يزور من لم يعرف؟!

"هذا شأن العاشق الصادق". فرَدَّ عليَّ بقوله: "أو العاشق المصدوم"؟!

فسألته: "لماذا؟ خيرًا إن شاء الله؟!".

فأجاب: "كل اليوم ما حكت معي، وغدا عندنا رقم التجنيس".

يقصد: مَخطُوبتَه الشامِيَّة.

فقلت له: "خيرًا إن شاء الله، تفاءلوا بالخير تَجِدُوه، ما بَقِيَ إلا القليل"

فكتب لي: "غَدًا فاصِلٌ، ادعُ لَنَا". فقلت: "يَسَّر اللهُ لكُم، وتَمَّمَ بِالخَير".

*يوم 24/2/1446هـ

عَزَّيتُه بوفاة الكاتب والمفكر الإسلامي العراقي الشهير الأستاذ عبد المنعم صالح العِزِّي صاحب: "المُنطَلق"، و"الرقائق"، و"العوائق"، و"مختصر مدارج السالكين"، وغيرها، رحمه الله.

*يوم 11/3/1446هـ

شكرته على مقالته التي نشرها في "رابطة أدباء الشام" عن الطبيب الشيخ عمر خياطة رحمه الله، وانتقدته على خطأ فاحش وقع فيه سهوا؛ فقلت له:

"السلام عليكم ورحمة الله، صبحكم الله بالخير، وأرجو أن تكون بخير عروسنا القديم؟!

جزاك الله خيرا على مقالة ش د عمر خياطة، لكن يا (سرهوش؛ سَكران) كيف يحضر شخص درسَ واحد بعد وفاته بسنتين؟؟!!".

وكان ذكر فيه أن الشيخ عمر الذي ذهب إلى دمشق سنة 1937م قد حضر دروسا عند الشيخ بدر الدين الحسني المُتوفَّى سنة 1935م؟!

ثم اتصلتُ به هاتفيا وذكرت خطأه الكبير فضحك، وقال: "كيف فاتتني هَي؟" أي: كيف فاتتني هذه المعلومة المُهمَّة التي أعرفها؟!

ذكريات غير مؤرخة

*في خِطبته وزواجه الأخير

وحين خطب زوجه الشامية الجديدة قبل بضعة أشهر باركت له وفرحت له فرحا شديدا، وشجعته، وأصبحت أداعبه كل مرة قائلا: أهلا بعروسنا.

وقبيل مجيء عروسه حاول بعض أصدقائه "المقربين" التخريب علي فادَّعوا أن مخطوبته نصيرية، وربما تكون من مُخابرات نظام البعث؟! فقال لي: فقلت له: لا تصدقهم، وتَحَرَّ في الأمر؛ فتبين أنه كذب ووهم!!

وظل في خطبته تلك أشهرا، حتى رتبوا مجيئها من دمشق، ومَنَّ الله عليه بلقائها قبل نحو خمسة أشهر؛ فهنأته بزواجه الميمون وباركت له فيه، وأصبحت لا أتصل به إلا قليلا، وإذا اتصلت فلا أطيل معه؛ نظرا لحق زوجه الجديدة عليه.

لكنه هو كان يتصل بي، ولا أطيل معه سوى نصف ساعة.

*في رمضان الماضي، وكتابي عن الإمام البنا

وفي رمضان الماضي أخبرته أنني أكتب كتابا عن الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، وعن شيطنة جماعة الإخوان المسلمين.

فشجَّعني، وطلبت منه أن يذكر لي بعض شيوخ الشيخ حسن البنا وتلاميذه، فسرد عليَّ نحو 13 شيخا وأستاذا، ونحو تسعة من أبرز تلاميذه، كما ذكر لي عددا من الكتب التي تحدثت عنه، وعن حياته وسيرته.

*عن الأستاذ عصام العطار، وكتابي عنه

وعقب وفاة الأستاذ عصام العطار رحمه الله، أخبرته أنني أكتب ترجمة له فشجعني، وكنت أستشيره في بعض جوانب حياته فكان يجيبني، وسألته عن والدة الأستاذ عصام؛ فقال لي: لقد كتبت ترجمة له، ولوالده الشيخ محمد رضا، وزوجه والدة الأستاذ عصام أيضا.

وقد أفدت من تراجمه، ومقالاته عن الأستاذ حسن البنا وعصام العطار، ووليد الأعظمي، والشيخ عز الدين القسام، وغيرهم.

*جمعه قصائد عن الرجل الصالح المظلوم والمُفترى عليه

السلطان عبد الحميد الثاني العثماني رحمه الله

قال لي مرة إنه يجمع ما قيل في السلطان عبد الحميد الثاني العثماني -رحمه الله- من قصائد وشعر، وقد حصل عشرات القصائد، ربما تبلغ مئة، لم أعد أذكر الرقم الذي ذكره لي؟

*كيف كان يخاطبني؟

كان يقول لي ويُناديني بـ: "أستاذ سيد"!، أو "أخ سيد"!، أو "أخُوي"!

*محاولته جمع شعر الشاعر المنبجي الكبير يوسف عبيد

وذكر لي مرة أنه يحاول أن يجمع شعر الشاعر الإسلامي يوسف عبيد المحيميد مع بعض الإخوة، وطلب مني أن أكتب واحدة أو اثنتين من ديوانه المخطوط ففعلت، ونشرتا، ونشر هو عددا من قصائده في "رابطة أدباء الشام"، واقترحت عليه أن يكتب كل أخ طبع قصيدة اسمه تشجيعا له، وبيانا لفضل مشاركته ومساهمته.

*موقف طريف عن الشاعر الكبير عبد الله السلامة:

*ومن طرائف ما حدثنيه عن الشاعر الإسلامي المنبجي الكبير عبد الله عيسى السلامة -حفظه الله-، وهو الذي كان يُعِدُّ عنه أخي عمرُ رسالة الأستاذية؛ "الدكتوراه" في "كلية الآداب - جامعة القاهرة"، وهي تحت عنوان: "الصورة الفنية في شعر عبد الله عيسى السلامة"، ولم ينلها، مع أنه أنجزها؛ فقد حالت المَنِيَّة دُونَ بُلوغ الأمنِيَّة.

حدثني عنه ذلك الحديث -وهو يضحك مُقَهقِهًا- رحمه الله- أنه أول تعرُّفه إليه، وتواصله معه -من أجل كتابة رسالته عنه- سأله عن بعض المعلومات عنه، وكان ممَّا سأله عنه سُؤاله عن اسم والدته؛ فاحتَدَّ وغضب وقال له: ما شأنُك بأمِّي، وماذا تُريد منها؟!

فوضَّح له عمر بحلمه وحكمته قائلا فيما معناه: من أجل النسب، ولِعظيم أثر تربية الوالدين في ابنهما فلا بد من معرفة اسميهما، وما تركاه من أثر وسلوك وأخلاق وطبائع في ابنهما ...

*عن الشاعر الكبير شريف القاسم

وحدثني مرة عن الشاعر الإسلامي الكبير الأستاذ شريف القاسم، وقال بأن له شعرا كثيرا، وقصائده كثير منها مُطولات، وأن له نحو 40 ديوانًا؟!

*عن جدي الشيخ عيسى الخطيب وطبع ديوانه:

قبل نحو 3 سنوات استشرته في طباعة ديوان جدي الشيخ عيسى بن أحمد الخطيب الصوراني الأعزازي فقال لي: يمكن أن تطبعه بكُلفة قليلة عند صاحب له طبع لديه بعض كتبه، وهو في كلس، ويسمى ماجد بوشناق.

ثم قال لي: أنا سأكلم لك الأستاذ عاطف نموس صاحب دار"زُقاق الكتب" في إسطنبول، ليطبع لك الديوان، إن شاء الله.

*عن عمه الأستاذ عبد الرحمن الهاشم

وحدثني مُؤخرا عن عمه -والد زوجه الأولى- الرجل الصالح الأستاذ عبد الرحمن عبود الهاشم؛ الذي كان مؤمنا صابرا محتسبا ذاكرا، الذي درس فالثانوية الشرعية بحلب "الخسروية"، ثم في "كلية الشريعة" بدمشق، ثم عمل مدرسا 13 سنة في اليمن، وتوفي سنة 1999م.

*آخِر اتصال معه

وآخر اتصال بيننا كان قبل نحو 3 أسابيع من وفاته، استغرقنا فيه نحو ثلاث ساعات ولم نشعُر، وكأنه كان اتِّصالَ توديع؟!

*آخِر رسالة بيننا

وآخر رسالة بيني وبينه في "الواتس" كانت قبل نحو أسبوعين من وفاته، كتبت إليه فيها: هل تعرف أحدا ترجم الشيخ مصطفى أبو زلام؟

فكتب لي: "وعليكم السلام ورحمة الله، لا".

*من أخلاقه في الاتصال بي

كان رحمه الله، يتصل بي، وأحيانا لا أرد إلا بعد مرة، أو مرتين لكثرة مشاغلي، ولا سيما حين كنت أصحِّح كتاب (الفتوحات الإلهية؛ تفسير الشيخ الجَمَل)؛ فكان لا يغضب، ويُعاوِد الاتصال بي ثانية؟!

*فضله عليَّ في تعييني عضوا في "رابطة أدباء الشام" وتعريفي بالأديب الإسلامي الكبير الأستاذ عبد الله الطنطاوي شفاه الله

ومن باب الاعتراف بفضل أخي الأستاذ عمر؛ فإني أقول:

إنه هو صاحب الفضل علي في تسجلي عضوا في "رابطة أدباء الشام" سنة 2019م، وهو سبب تعريفي بالأديب الإسلامي الكبير الرائع الأستاذ عبد الله الطنطاوي، شفاه الله وعافاه.

فقد كلم الأستاذ عبد الله عني؛ فرحب بي مباشرة، واهتم بي واحتفى بي احتفاء بالغا؛ فسجلني في رابطته جزاه الله خيرا، منذ أواخر شهر 8/2019م، ونشر سيرتي الذاتية فيها، وأرسلت له خمس قصائد دفعة واحدة على ما أظن، فنشرها، وهي قصيدة "دمعة وفاء على الرئيس الشهيد محمد مرسي"، و"جامِعٌ وجامِعَةٌ؛ نُورَان لِلْعَقْلِ وَالْقَلْبِ"، و"شَيخُ الإسْلامِ القَرَضَاوِي"، و"القدس عاصمة المسلمين الأبدية"، و"أحوال المسلمين المزرية بين طغيان حكام الدويلة الصهيونية، وطغيان أشباههم المُتصهينين".

وهذا يرجع إلى سببين، وساطة الأستاذ عمر عبسو رحمه الله.

والسبب الثاني معرفة الأستاذ عبد الله الطنطاوي لجدي الشيخ عيسى الخطيب، بل كونه طالبا له، وعضوا معه في "رابطة الوعي الإسلامي".

وصار ينشر لي كل ما أرسِله جزاه الله خيرا؛ فنشر لي عشرات القصائد والبحوث والتراجم، إلا قصيدة واحدة ما اقتنع بها، ألا وهي قصيدتي: "حسون والفويسقة إلهام شاهين"، ولما استفسرتُ عن السبب فقال لي: هو أتفه من أن يُكتب فيه ويُنشر عنه قصيدة!

وأنا ما اقتنعت بكلامه، لكني سكَتُّ؟!

آخر اتصال بيننا قبل وفاته

كان آخر اتصال هاتفي بيننا، اتصل بي س: 6 و32 مساءً، وقد استغرق اتصاله 3 ساعات و18 دقيقة، ولم نشعر بطول الوقت؟!

وكأنها كانت توديعا لي؟!

المراجع

أولا- الكتب:

1- "بديع البيان لما عسى أن يخفى في القرآن". لمحمد بدر الدين بن الملا درويش التلوي الفقيري العباسي، ط1، دمشق، دون اسم دار نشر أو طباعة؟! 1397هـ - 1977م.

2- "فتح الكريم المجيب بشرح ديوان أبي الطيب الخطيب". لي.

3- "المحيط في أصوات العربية ونحوها وصرفها". للأستاذ محمد الأنطاكي رحمه الله، ط3، دار الشرق العربي - بيروت، دون تاريخ طباعة؟!

4- "معجم البلدان". لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي ت 626هـ، ط؟ 1، دار صادر- بيروت، 1397هـ - 1977م.

5- "المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري". لنخبة باحثين سوريين، ط1، "مؤسسة الدراسات العسكرية"، دمشق - 1992م.

6- "المعجم العربي الأساسي للناطقين بالعربية ومتعلميها". لنخبة باحثين ولغويين عرب، "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم"، تونس، 1424هـ- 2003م.

7- "معجم علوم العربية". د. محمد ألتونجي، ط1، دار الجيل - بيروت، 1424هـ - 2003م.

8- "معجم متن اللغة". للشيخ أحمد رضا العاملي ت 1953م، ط 1، مكتبة دار الحياة - بيروت، 1958م.

9- "معجم النفائس". لنخبة مؤلفين بإشراف د. أحمد أبو حاقة، ط 1، دار النفائس، بيروت - لبنان،1428هـ - 2007م.

10- "المعجم الوسيط". لنخبة مؤلفين ولغويين مصريين، ط2، "مجمع اللغة العربية"- القاهرة، 1392هـ - 1972م.

11- "معلوماتي الخاصة".

12- "مفردات ألفاظ القرآن". للراغب الأصفهاني، تح د صفوان داوودي، ط4، دار القلم - دمشق، 1430هـ - 2009م.

13- "المنهاج في القواعد والإعراب". للأستاذ محمد الأنطاكي ت 1986م، طبعة مصورة، دار التبليغ للنشر- إستانبول، 1985م.

14- "الموسوعة العربية العالمية". لنخبة مؤلفين وباحثين، ط2، مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية- الرياض، 1419هـ - 1999م.

15- "الموسوعة العربية الميسرة". لنخبة باحثين بإشراف د. حسين محمد نصار، ط1، المكتبة العصرية، صيدا- بيروت، 1431هـ - 2010م.

16- "الموسوعة القرآنية الميسرة"، ومعها "التفسير الوجيز" لشيخنا د. وهبة الزحيلي، لنخبة مؤلفين، ط10، دار الفكر- دمشق، دار الفكر المعاصر- بيروت، 1432هـ - 2011م.

ثانيا- مواقع الشابكة:

17- "رابطة أدباء الشام".

18- "الحزب الوطني للعدالة والدستور- وعد".

19- "الموسوعة الحرة- ويكيبيديا".

20- موسوعة "المعرفة".

وسوم: العدد 1104