السيدة صفية بنت عبد المطلب بن هاشم
السيدة صفية بنت عبد المطلب بن هاشم
(رضي الله عنها وأرضاها )
خليل الجبالي
هي عمة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وهي أم الزبير بن العوام ، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف ، وهي شقيقة
حمزة بن عبد المطلب .
تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب بن أمية أخو أبي سفيان بن حرب ومات عنها فتزوجها
العوام بن خويلد فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة .
كانت صفية من أوائل من استجاب لرسول الله من أهله لدعوة الإسلام ، وكانت كذلك من
أوائل المبايعات ولذا كانت أقرب عماته إليه .
لما أمر اللهُ سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة قائلاً : (فَاصْدَعْ
بِمَا تُؤْمَرُ وأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ) (الحجر: 94 )، وقوله سبحانه :
(وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)(الشعراء :214 )
قام صل الله عليه وسلم فنادى أهله وكان فيما قال :[ يا صفية عمة محمد، يافاطمة بنت
محمد استوهبا أنفسكما من الله فإني لا أغني عنكما من الله شيئاً ] .
هاجرت إلى المدينة مع أخيها حمزة وابنها الزبير بن العوام.
شهدت مع رسول الله صل الله عليه وسلم المشاهد كلها وشاركت في غزوة أحد فكانت تحمل
الماء إلى المجاهدين وتضمد جراحهم حتى أصيب المسلمون، ونالتهم الهزيمة، وانفض الناس
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقامت صفية الشجاعة المغوارة وفي يدها رمح تضرب
به في وجوه الأعداء وتقول للناس: انهزمتم عن رسول الله!.
فلما رآها رسول الله الله صل الله عليه وسلم خاف أن تقع عيناها على جثة أخيها حمزة
وقد قتل، ومثلت به هند بنت عتبة فبقرت بطنه وجدعت أنفه وأذنيه، فقال رسول الله الله
صل الله عليه وسلم للزبير : أبعد أمك .
فقال لها الزبير: يا أماه إليك، فإن رسول الله يأمرك أن ترجعي ،
فردت عليه الصابرة القوية قائلة :( ولم وقد بلغني أنه مُثّل بأخي وذلك في الله،
فلأصبرنَّ وأحتسبنَّ إن شاءَ الله )
فعاد الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره، فقال له رسول الله صل الله
عليه وسلم : خلِّ سبيلها ، فأتت إلي رسول الله صل الله عليه وسلم واستغفرت لأخيها
حمزة، واسترجعت واحتسبته عند الله .
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسائه ونساء المسلمين في غزوة الخندق فجُعلن في
الحصون، حتي لاّ يُشغل أحدٌ من المسلمين بنسائه مادمن في مكان آمن بعيداً عن
الأعداء .
ونزلت صفية في حصن حسان بن ثابت ، فمر رجل يهودي يطف بالحصن فرأته صفية فقالت : يا
حسان إن هذا اليهودي يطف بالحصن وإني والله ما آمنه أن يدل على عوراتنا من وراءنا
اليهودَ وقد شُغل عنا رسولُ الله وأصحابه فانزل إليه فاقتله .
فقال حسان : يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفتي ما أنا بصاحب هذا (
وذلك لمرضه الشديد وكبر سنه) .
فأخذت صفية عوداً من حديد ثم نزلت إلى اليهودي فضربته حتى قتلته ، فلما فرغت منه
رجعت إلى الحصن فقالت :
ياحسان انزل إليه فاربطه فإنه لا يمنعني من ربطه إلا أنه رجل .
*( فكانت صفية أول امرأة تقتل رجلاً من المشركين )*
كانت صفية رضي الله عنها شاعرة، فصيحة، متقدمة عند العرب بالقول والفعل ، ومن شعرها
وهي ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
ألا يا رسول الله قد كنت رجاءنا
وكنت بنا براً ولم تك جافيا
وكنت رحيماً هادياً ومعلماً
ليبك عليك اليوم من كان باكيا
فدى لرسول الله أمي وخالتي
وعمي وخالي ثم نفسي وماليا
فلو أن رب الناس أبقى نبينا
سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحية
وأدخلت جنات من العدن راضيا
توفيت السيدة صفية رضي الله عنها في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله
عنه سنة 20 ه وكان عمرها 73 ، ودفنت بالبقيع .
رضي الله عنها وأرضاها .