أحمد حمروش
حسين علي محمد حسنين
كاتب وباحث/ عضو إتحاد كتاب مصر
-
أحد أفراد الثورة المباركة التى قامت بقلب نظام الحكم فى 23 يوليو 1952 ، وكان المسئول عن حركة الضباط بمدينة الإسكندرية.
-
لبنان الدولة العربية الوحيدة التى لم تقطع علاقاتها مع فرنسا وبريطانيا خلال العدوان الثلاثى علي مصر فى أكتوبر 1956 وهو ما أثر سلبا فى نفوس المصريين عامة وعبد الناصر ورفاقه خاصة .
-
لم يكن عبد الناصر عدوانيا تجاه إسرائيل كما يعتقد البعض ، على العكس كان العداء الإسرائيلي لمصر حاضرا منذ البداية خاصة بعد قيام بن جوريون بعمل فضيحة لافون في الإسكندرية والتى تمثلت فى محاولات تفجير القنصلية الأمريكية والفرنسية وغيرها من المصالح الغربية بهدف إجراج مصر دوليا.
-
كان عبد الناصر يسعى للسلام وإختار حمروش ليكون ذراعه الأيمن فى فتح قنوات سرية مع إسرائيل .
القاهرة: حسين حسنين
إسمه الحقيقي أحمد أبو خطوة عبد الحميد حمروش. ولد فى4 سبتمبر 1921 بمدرية بنى سويف . بعد حصوله على الثانوية العامة إلتحق بالكلية الحربية وتخرج منها ملازم ثان، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية،وإستكمل دراسته بكلية أركان حرب. هو أيضا أحد أفراد الثورة المباركة التى قامت بقلب نظام الحكم فى 23 يوليو 1952 ، وكان المسئول عن حركة الضباط بمدينة الإسكندرية. وفى هذا الصدد يقول أحمد حمروش : حركة الضباط الأحرار لم تُشكَّل إلا في نهاية عام 1949 وبداية 1950... وقد أخبرنا خالد محيي الدين الذى كان ينتمى إلى تنظيمنا اليسارى بأن هناك تنظيم آخر للضباط الأحرار، وقال لنا أنه أحد أعضاء الجمعية التأسيسية للضباط الأحرار. وعليه وافق تنظيمنا اليسارى على التنسيق مع أولئك الضباط الأحرار ورشحنا أحمد فؤاد كى يكون صلة الوصل بيننا كتنظيم يسارى وبينهم (يذكر أن أحمد فؤاد كان فى ذلك الوقت يشغل منصب وكيل النائب العامم ، بعد ذلك أصبح رئيسا لمجلس إدارة بنك مصر بدأت علاقتنا بالضباط الأحرار وإستمرت بهذا الشكل. ويضيف حمروش : ما حدث فى 23 يوليو 1952 كان بمثابة حركة عسكرية، ثم تطورت في الشهور الأولى، وفى 9 سبتمبر أعلنت الحركة عن صدور قانون الإصلاح الزراعي، الذى أعتبر ثورة اجتماعية أزالت طبقة الإقطاع وأعطت للفلاحين حقوقهم، وعليه أخذت الحركة طابع الثورة . بالإضافة إلى المطالبة بجلاء القوات الأجنبية عن مصر.
بعد أن تخطت حركة الضباط مرحلة الأمان ، طلب أحمد حمروش من جمال عبد الناصر إصدار مجلة أو صحيفة تعبر عن حركة الضباط والجيش ، ووافق عبد الناصر، وصدرت مجلة التحرير التى رأس تحريرها حمروش. وفى هذا الصدد يقول حمروش: بعد أن نقلت إلى القاهرة للعمل بإدارة الشئون العامة للقوات المسلحة التى كان بها بعض الزملاء من الضباط مثل مصطفى بهجت بدوى ووجيه أباظة وكمال الحناوى ، وكان يجمع بيننا ثقافات وهوايات أدبية وفنية ، لذا فكرت في إصدار صحيفة أو مجلة تعبر عن حركة الجيش ، ولم أتردد في عرض الفكرة على جمال عبد الناصر لصداقتي القديمة به ولعلمي عن دوره في تنظيم الضباط الأحرار.. ووافق عبد الناصر وبدأت في التنفيذ ومعي عدد كبير من الأصدقاء والزملاء الصحفيين ، منهم عبد الرحمن الشرقاوي وعبد المنعم الصاوي وسعد لبيب وصلاح حافظ والدكتور يوسف إدريس وحسن فؤاد . ولما لم تكن هناك ميزانية لإصدار المجلة ذهبنا إلى دار الهلال وقابلنا المسئولين بها ، ووافقوا على طبع المجلة على أن نسدد التكاليف من عائدها .. وصدر العدد الأول في 16 سبتمبر 1952 ، وأخذت نسخ منها وعرضتها على عبد الناصر ، فأخذها وقلب صفحاتها ثم قال لي : والله حاجة كويسة .. بس وريها للإخوان " يقصد زملاءه في مجلس الثورة " . ويضيف حمروش : ولما عرضت المجلة على صلاح سالم قال لي : أنتم هتوزعوها مجاناً ؟ فقلت له بدهشة : ليه هي نشرة سفارات ؟!. بعد ذلك ذهبت إلى كمال الدين حسين الذي تصفحها ووقف عند تحقيق صحفي مع رؤساء تحرير الصحف المصرية ومنهم أحمد أبو الفتح وأحمد الصاوى محمد وكامل الشناوى وآخرون ، وكان مع التحقيق صورة لي ولمصطفى بهجت بدوى ، وهنا نظر كمال الدين حسين إلى التحقيق والصور التى أنا بها مع رؤساء التحرير ثم نظر الى وقال مستغرباً : الله .. هو أنتم بقيتم من كبار الصحفيين !! . ويقول حمروش: فى الحقيقة أدهشتني طريقة تفكير كمال الدين ومن قبله صلاح سالم ، وعليه ذهبت إلى جمال عبد الناصر وقلت له : يبدو أن الإخوان عندما عرضت عليهم المجلة تبين للأسف إنهم مش فاهمين حاجة، فأرجو أن تعتبرني متحملاً مسئولية هذه المجلة ، وأنت أيضاً تتحملها معي لأنك وافقتني على إصدارها ! فضحك عبد الناصر وقال لى: روح وزع المجلة
بعد شهرين من صدور المجلة إضطر حمروش للإلتحاق بكلية أركان الحرب ، وأثناء دراسته فوجىء بخبر منشور بجريدة المصرى بتعيين الرائد ثروت عكاشة رئيسا لتحرير المجلة بدلا من حمروش فى نوفمبر عام 1952 . ولما علم عبد الناصر بذلك إتصل هاتفيا بحمروش وطلب منه الإستمرار فى الكتابة بالمجلة ، لكن حمروش رفض . فى ذلك الوقت حدث تحول ما ، فبعد أن كانت الجماهير الشعبية مع ثورة 23 يوليو 1952 منذ بدايتها حدث تغير ذلك الدعم مع بداية عام 1953 خاصة بعد قيام رجال الثورة بتصفية الأحزاب وإلغاء الدستور، وهنا فقط إنضم الرافضين الجدد إلى القدامى ضد الثورة الجديدة. وقد تمثلت جبهة الرفض من الوفديين والشيوعيين والإقطاعيين وغيرهم. ولما بدأت أعدادهم تتزايد يوما بعد يوم قرر عبد الناصر السيطرة على الإعلام لإحداث توازن ما ، لذلك أصدر عبد الناصر عدة قرارات ديكتاتورية منها تعيين العسكريين فى رئاسة مجالس إدارات الصحف ورئاسة تحريرها . وهنا يقول حمروش: قرر عبد الناصر إعفاء ثروت عكاشة من رئاسة تحرير مجلة التحرير ، وأصدر قرارا بضمها إلى دار الجمهورية التى كان أنور السادات يرأسها.. (كانت الجمهورية فى ذلك الوقت تعانى من انقلابات إدارية وفكرية لتعدد وتغير الذين تولوا مسئوليتها بعد أنور السادات) ، أما جريدة المساء التى كان يرأسها خالد محيى الدين فقد تم إستبداله بـ مصطفى المستكاوى وكانت المساء تلعب دوراً في إبراز الفكر اليساري المتقدم ومخاطبة الجماهير بآراء يسارية متحررة . أما جريدة الشعب فقد تولى رئاستها صلاح سالم ثم لطفى واكد لكنه (أى عبد الناصر) قرر ضم الشعب إلى جريدة الجمهورية، بينما المجلة الشهرية "بناء الوطن " فقد رأسها أمين شاكر وكانت تدعو إلى الاقتصاد الحُر والثقافة الغربية، لكن مجلة الثورة الإسبوعية التى أصدرتها منظمات الشباب فقد رأسها الرائد وحيد الدين جودة رمضان .
فى عام 1956 طلب عبد الناصر من حمروش إصدار مجلة أسبوعية جديدة تحت اسم الفجر وشكلت للمجلة مجموعة تحرير ضمت محمود أمين العالم ، سعد لبيب ، منير حافظ ، صالح مرسى ، راجى عنايت ، ورسام الكاريكاتير جورج البهجورى . إلا أنن المجلة لم تصدر لأسباب غير معلومة رغم طبع ثلاثة أعداد منها للتجربة
وعندما تقرر تمليك الصحف للاتحاد القومي وإعطائه سُلطة الإشراف عليها وهو من مؤشرات التأميم المبكرة ، أصدر عبد الناصر أوامره بتولى الضباط منصب العضو المنتدب في المؤسسات الصحفية ، وكان صلاح سالم رئيساً لدار التحرير ، ومحمد حسنين هيكل الصحفي المقرب من عبد الناصر رئيساً لمؤسسة الأهرام ودار الهلال بعد ضمها لبعضهما وتولى أيضا رئاسة مؤسسة أخبار اليوم ؟ . وفى تلك الفترة طفت على السطح ما يطلق عليه بظاهرة محمد حسنين هيكل الذى إنفرد بالصحافة المصرية على الرغم من أن إحسان عبد القدوس ومصطفى أمين وحسين فهمى وأحمد أبو الفتح كانوا من أقرب الأصدقاء لجمال عبد الناصر. وهنا يقول حمروش: " حينما تعرف هيكل على عبد الناصر لم يكن صحفياً مبتدئاً ؛ فقد كان وقتها يشغل منصب رئيس تحرير مجلة آخر ساعة ، وقد تولى هذا المنصب فعلاً قبل قيام ثورة يوليو 1952 ، وأن هيكل كان أكثر الصحفيين حرصاً وفهماً لطبيعة المرحلة ، ولديه الرغبة في الاستفادة من وجوده قريباً من عبد الناصر المحرك الرئيس للثورة . لكن فى الوقت نفسه من المستحيل أن يكون هيكل قد أثر على عبد الناصر كي يجعل منه الصحفي الوحيد ، لأن ذلك ضد طبيعة جمال عبد الناصر الشخصية ... ويضيف حمروش: لكن عبد الناصر وجد أن رغباته وأفكاره وأحلامه تترجم جيداً من خلال هذا الشخص ومن ثم قربه إليه، لأن عبد الناصر فى هذه المرحلة كان محتاجاً إلى هكذا شخص وليس العكس... لذلك (والكلام على لسان حمروش) عبد الناصر كان محتاجاً لهيكل ليتبادل معه الأفكار مثل مباراة في الشطرنج ، لكن في النهاية كان رأي عبد الناصر هو الفيصل "
بعد النج/span>اح السياسى الذى حققته مصر في العدوان الثلاثي عام 1956 بدأت الحكومة المصرية عملية التمصير ، وتحركت الدولة نحو إمتلاك كل شئ من (مصانع ، شركات تأمين ، بنوك ، وشركات الأجنبية). وأصبحت الدولة المتصرف الرئيس عن القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والإقتصادية وغيرها . وبناء على ما تقدم حدثت خلافات شديدة بين مجلس الإنتاج القومي الذي كان يضم عبد الجليل العمرى وحسين فهمى وكانوا يطالبون بضرورة إستقدام رأس المال الأجنبى فى شكل إستثمارات لإحداث تطور تدريجى في الاقتصاد القومي ، لكن ذلك لم يحدث. وعندما حدث التمصير مع عدم مجئ رأس المال الأجنبي وإحجام الرأسمالية المصرية عن الدخول في عملية الإنتاج حدث نوع من الإرباك الإقتصادى. ومع بداية عام 1960 بدأ يظهر الصراع الطبقي في المجتمع ، طبقة البورجوازية الصغيرة المتمثلة في الضباط الأحرار التي وصلت للسُلطة لكنها كانت عاجزة عن السيطرة على السُلطة التي كانت فى الحقيقية بأيدي الرأسماليين أي الطبقة القديمة.
بعد تأميم الصحافة عام 1960 أدخل عبد الناصر نظاما جديداً في الصحافة المصرية لم يكن موجوداً قبل ذلك وهو تعيين رئيس التحرير بإعتبار أن الاتحاد الاشتراكي (وقبله الإتحاد القومي) هو المالك الوحيد للصحافة . وهنا يقول حمروش: كان الاتحاد الاشتراكي هو الذي يملك الصحف وهو الذي يعين رئيس التحرير ، بعد ذلك أصبح مجلس الشورى. وهو ما يعنى أن مرحلة التحول الاجتماعي لم تنتهى بعد ، وستظل كذلك لفترة طويلة إلى أن يستقر المجتمع ويصبح له قيم وتقاليد وسمات واضحة ".
فى عام 1964 ( وهى الفترة التي أعقبت التأميم ، وصدور قانون عدم جواز الجمع بين وظيفتين في وقت واحد) كان حمروش يعمل صحفياً بجريدة الجمهورية وفي نفس الوقت مديرا لمؤسسة المسرح. وإعمالا بتنفيذ القانون قرر حمروش العمل بالصحافة(طلب منه عبد الناصر ذلك)، وعليه ذهب إلى مؤسسة روزاليوسف وقابل إحسان عبد القدوس الذي رحب به واتفق معه على أن يكتب بضعة مقالات في مجال الثقافة. وبدأ حمروش في الكتابة ، وحدث في تلك الأيام أن قامت ثورة أكتوبر 1964 في السودان ، وأرسلت مجلة روزاليوسف حمروش لتغطية أحداث الثورة هناك(فى الحقيقة ذهب بأمر من عبد الناصر) ، في نفس الفترة حدث تغيير في روزاليوسف فتولى رئاسة مجلس الإدارة أحمد فؤاد (أصبح رئيسا لبنك مصر بعد ذلك) وهو أحد الذين تعاونوا مع ضباط الحركة المباركة فى 23 يوليو 1952 . وبعد سفر حمروش إلى السودان كمراسل للمجلة وإرساله عدة تحقيقات صحفية من هناك حول ثورة 1964 السودانية ، بالإضافة إلى نجاحه فى تنفيذ عدة مهام سرية مع قيادة الثورة الجديدة كلفه بها عبد الناصر. وبعد عودته للقاهرة إتصل به عبد الناصر وأمره بترك المسرح وتولى رئاسة روز اليوسف بدلا من أحمد فؤاد.
حمروش ولبنان: لم تتعاطف الحكومة اللبنانية مع مصر أثناء العدوان الثلاثى عليها فى حرب أكتوبر عام 1956، ويذكر أن لبنان كانت الدولة العربية الوحيدة التى لم تقطع علاقاتها مع فرنسا وبريطانيا خلال العدوان الثلاثى علي مصر وهو ما أثر سلبا فى نفوس المصريين عامة وعبد الناصر ورفاقه خاصة . وفى عام 1957 ذهب أحمد حمروش على رأس فرقة المسرح القومى المصرى إلى بيروت بإعتباره مسئولا عن المسرح القومى، ولكنه ورفاقه قوبلوا مقابلة جافة تماما ولم يكن مرحبا بهم من قبل الرئاسة اللبنانية، وكان كميل شمعون رئيسا للجمهورية ووزير خارجيته شارل مالك. ومن علامات عدم الترحيب أنه تم إحراق مكتب بيع التذاكر لمنع دخول الجمهور اللبنانى لمشاهدة الفرقة المسرحية المصرية ، بالإضافة إلى وضع أنابيب ثانى أكسيد الكربون التى تبعث رائحة كريهة داخل صالة العرض ، وهو ما جعل الفرقة المصرية تضطر إلى وقف العرض والسفر إلى سوريا لإقامة عروضها هناك . وقد لاقت المسرحية نجاحا كبيرا فى دمشق.
وحول إتصال أحمد حمروش بإسرائيل يقول حمروش: لم يكن عبد الناصر عدوانيا تجاه إسرائيل كما يعتقد البعض ، على العكس كان العداء الإسرائيلي لمصر حاضرا منذ البداية خاصة بعد قيام بن جوريون بعمل فضيحة لافون في الإسكندرية والتى تمثلت فى محاولات تفجير القنصلية الأمريكية والفرنسية وغيرها من المصالح الغربية بهدف إجراج مصر دوليا وإقالة شاريت فى نفس الوقت من الحكومة الإسرائيلية ، إضافة إلى قيام بن جوريون بتنفيذ غارة 28 فبراير 1955 على قطاع غزة والتي إعتبرت نقطة التحول فى الصراع بين مصر وإسرائيل ومن ثم جعلت جمال عبد الناصر يصر على بناء جيش قوي . بالإضافة إلى سقوط بعض شهداء الجيش المصرى فى غزة ، كل ذلك أدى إلى تصاعد الصراع وتأزمه بين مصر وإسرائيل. ومع ذلك كان عبد الناصر يسعى إلى السلام ، وقد طلب من أحمد حمروش العمل على بناء علاقة شخصية مع رئيس المجلس اليهودى العالمى ناحوم جولدمان . وهو ما حدث بالفعل ، وكان عبد الناصر على علم بكل ما يدور بتلك المقابلات . وفيما يتعلق بلقاءات حمروش بـ جولدمان يقول حمروش: تقابلت مع جولدمان فى شقة شخص يدعى إريك رولو (إريك رولو هو صحفي فرنسي كان يكتب في صحيفة لوموند الفرنسية الشهيرة وهو من أصل مصري)، وكان جولدمان قد طلب من الرئيس اليوغسلافى تيتو أن يرتب له لقاء مع عبد الناصر .. لذلك دار الحديث حول ترتيبات ذلك اللقاء فى مصر وكذلك الحديث عن السلام فى المنطقة. ويضيف حمروش: وكان ناحوم جولدمان فى ذلك الوقت معروف دوليا بأنه شخصية سياسية عالمية وله علاقات جيدة مع معظم قيادات ورؤساء دول العالم ...وأذكر أنه طلب منى أن أبلغ القيادة المصرية بالإتصال بـ كيسينجر بدلا من روجرز.. ويؤكد حمروش: الإتصالات مع جولدمان سببها راجع إلى حرب الإستنزاف فى عام 1968 التى كانت تقوم بها مصر لإستنزاف القوى البشرية الإسرائيلية. وتوالت الإتصالات بين حمروش والإسرائيليين وكانت تتم في بعض الشقق الباريسية بشكل سري، ولم تعقد مطلقا في فنادق، وكان يتولى مسألة أماكن اللقاءات بعض الإخوان المصريين اليهود الموجودين في باريس. ومن الذين إتصل بهم حمروش بعض العناصر اليسارية الإسرائيلية مثل " أمنون كابليوك" و " يوسيه" ، و"أولياف" سكرتير حزب العمل. وفى عام 1969 سافر حمروش إلى فرنسا وإلتقى ببعض العناصر اليهودية من أصل مصرى ومن هؤلاء زعيم الحزب الشيوعى " هورى كوريال" ، والكاتب المسرحى نتانيا ليمور ، والكاتب المسرحى المشهور عاموس كينان ، ونائب الكنيست شالوم كوهين وغيرهم. وطبعا كل ده كان بمعرفة جمال عبد الناصر. وقد ظلت تلك الإتصالات مستمرة إلى أن توفى عبد الناصر، وعلى أثر الوفاة توقف حمروش.
وحول مفردات حوار حمروش مع الإسرائيليين، يقول حمروش: النقاط الرئيسة التى وضعها عبد الناصر خلال مفاوضاتى مع الإسرائيليين تركزت حول تحرير الأرض العربية كاملة وليس فقط المصرية على أن يتم بعد ذلك مفاوضات التسوية الشاملة.
ويؤكد أحمد حمروش على أنه لم يكن على إتصال مباشر بأعضاء الحكومة الإسرائيلية ، وإنما كان الإتصال بالهيئات الشعبية الإسرائيلية ، التى ينتمى إليها ناحوم جولدمان الذى كان يمثل فى ذلك الوقت المجلس اليهودي العالمي وهو هيئة شعبية . وهذا يعنى أن عبد الناصر لم يكن فى إنتظار إجابات من قبل الحكومة الإسرائيلية . ويشير حمروش إلى أن إتصالاته بأعضاء المجتمع المدني الإسرائيلي كانت تشكل ضغطا ما على حكومة إسرائيل عن طريق ما يكتبه الصحفييون وكتاب المسرح وغيرهم ، وكان أحد أهداف تلك اللقاءات من وجهة نظر عبد الناصر هو قياس نبض الشارع الإسرائيلي. وفى هذا الخصوص يقول حمروش:أذكر أن عبد الناصر أعلن صراحة عن تلك اللقاءات السرية عندما تحدث لأول مرة عن قوى أنصار السلام داخل إسرائيل فى عيد العمال فى عام 1970.... وأشار أيضا إلى الإتصالات التى قمت بها مع جولدمان دون أن يذكر إسمى فى المؤتمر العام للإتحاد الإشتراكى فى عام 1970 أيضا... ولكن بعد تلك التصريحات التى أدلى بها عبد الناصر قامت جولدا مائير بإتخاذ موقف مناهض لـ ناحوم جولدمان وسعت إلى حرقه داخل إسرائيل . ويضيف حمروش: فى الوقت الذى كنا على إتصال مع الهيئات الشعبية الإسرائيلية كانت حرب الإستنزاف مستمرة ، وقد إستمرت حوالي ثلاث سنوات وشهرين، ولم يحدث خلالها وقف إطلاق النار رغم صدور قرار مجلس الأمن بوقفه .. وأذكر أن حرب الإستنزاف كانت تطبيق لما قاله عبد الناصر بأن " ما أخذ بالقوة لابد أن يسترد بالقوة".... لكن فى نفس الوقت كان عبد الناصر يبحث عن طرق أخرى سلمية تحقق إسترداد الأرض المحتلة. يذكر أن أحمد حمروش قام أيضا وبتكليف من عبد الناصر بإتصالات سرية فى السودان بعد إنقلاب 25 مايو 1969 عندما قابل جعفر النميرى وقاضى القضاة بابكر النور ، وقد قام حمروش بتلك الإتصالات السرية على أكمل وجه. فى نفس الوقت ذكر فى تلك المرحلة أن أحمد حمروش كان أقرب إلى الإتحاد السوفيتي منه إلى عبد الناصر كما هو الحال مع محمد حسنين هيكل(ويبدو أن ذلك كان بمثابة إشاعة مزدوجة المعنى) .
وحول المقارنة المنهجية وتطبيقها عمليا بين فكر عبد الناصر والسادات، يؤكد حمروش أن منهج عبد الناصر مختلف عن السادات، وفى هذا الصدد يقول حمروش: كان عبد الناصر يستخدم الرجال الذين معه إستخداما يعفيه من أى مسئولية منفردة ، بمعنى إذا أراد توقيع إتفاق مع جهة أو دولة ما فنجد أنه يستخدم رجاله فى التمهيد لهذا الإتفاق أولا، وعندما يصبح ذلك الإتفاق مستوفيا لكل الشروط الصحيحة، فإن عبد الناصر يظهر فى العلن ويقوم بتوقيع ذلك الإتفاق .. بينما الرئيس السادات كان عكس ذلك تماما ، فهم الذى بادر بالذهاب إلى إسرائيل أولا ، ثم وقع ثانيا على إتفاقية كامب ديفيد.
بعد إنتهاء مدة خدمة حمروش بالقوات المسلحة عمل رئيسا لتحرير مؤسسة التحرير للطباعة والنشر ، ورئيسا لتحرير الكتب للجميع ، ومطبوعة الهدف ، ورئيسا لتحرير مطبوعة الكاتب ، ورئيسا لتحرير مجلة روز اليوسف. وفى تلك المرحلة المتأخرة أطلق حمروش على نفسه كاتب صحفي. أما مؤلفاته الأدبية والتى من خلالها حصل على لقب كاتب وإنضمامه لعضوية إتحاد كتاب مصر فهى:
1- حرب العصابات . 2-خواطر عن الحرب.
3-أسرار معركة بورسعيد. 4لدانوب الجديد.
5- كومبارس (محموعة قصصية). 6- الأزمة (مسرحية).
7- خمس سنوات والمسرح. 8- الصمت (مسرحية).
9-المسرح من الكواليس. 10- مصر والسودان كفاح مشترك.
11- من طوكيو إلى لندن. 12 الإنقلابات العسكرية. ;
13- قصة ثورة 23 يوليو. 14- ثورة يوليو وعقل مصر.
15- قصة الصحافة في مصر. 16- نبض التاريخ. 17- لعبة السياسة.