الشيخ محمد متولي الشعراوي

محمد فاروق الإمام

في ذكرى رحيل إمام الدعاة

الشيخ محمد متولي الشعراوي

الشيخ محمد متولي الشعراوي

محمد فاروق الإمام

[email protected]

تحيي الأمة الإسلامية في هذه الأيام الذكرى الحادية عشر  لوفاة علم من أهم أعلامها، وأشهر مفسري (القرآن الكريم) في العصر الحديث وإمام هذا العصر، حيث كان لديه القدرة على تفسير الكثير من المسائل الدينية بأسلوب بسيط يصل إلى قلب المتلقي في سلاسة ويسر كما أن له مجهودات كبيرة وعظيمة في مجال الدعوة الإسلامية.

عرف بأسلوبه العذب البسيط في تفسير القرآن، وكان تركيزه على النقاط الإيمانية في تفسيره جعله يقترب من قلوب الناس، وبخاصة وأن أسلوبه يناسب جميع المستويات والثقافات.

يعتبر من أكثر الشخصيات الإسلامية حباً واحتراماً وتقديراً في مصر والعالم العربي و يلقب (بإمام الدعاة).

إنه الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي رزقه الله القبول في نفوس الناس فاستطاع بأسلوبه المتميز أن يؤثر في الخاصة والعامة في المثقفين والأميين في العقول وفي القلوب إن هذه الميزة بحق لا يوفق إليها إلا القليلون الذين منحهم الله تعالى من فضله. وفى هذه الذكرى نلقي بصيصاً من الضوء على حياته حتى تكون نوراً ونبراساً لمن يريدون اتباع نهجه .

ولد فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في الخـامس من نيسان عام 1911م بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، واسمه الحقيقي هو أمين ولا يخفى على أحد المعاني الجميلة التي اشتمل عليها هذا الاسم، ونشأ في أسرة متوسطه الحال، وبالرغم من ذلك كان يرى أنه من الأثرياء، فستر الحال مع الرضي غنى، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره.

التحق الشيخ الشعراوي في عام 1926م بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغاً منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظي بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق، وكان معه في ذلك الوقت الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، والشاعر طاهر أبو فاشا، والأستاذ خالد محمد خالد، والدكتور أحمد هيكل، والدكتور حسن جاد، وكانوا يعرضون عليه ما يكتبون.

وكانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد له والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن، فما كان من الشيخ إلا أن اشترط على والده أن يشتري له كميات من أمهات الكتب في التراث واللغة وعلوم القرآن والتفاسير وكتب الحديث النبوي الشريف، كنوع من التعجيز حتى يرضى والده بعودته إلى القرية.

لكن والده فطن إلى تلك الحيلة، واشترى له كل ما طلب قائلاً له: أنا أعلم يا بني أن جميع هذه الكتب ليست مقررة عليك، ولكني آثرت شراءها لتزويدك بها كي تنهل من العلم.

فما كان الابن البار إلا أن يطيع والده، ويتحدى رغبته في العودة إلى القرية، فأخذ يغترف من العلم، ويلتهم منه كل ما تقع عليه عيناه.

والتحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فثورة سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر الشامخة في القاهرة، فكان الشيخ يزحف هو وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقي خطبه النارية المثيرة، مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م.

يقول الشيخ محمد السنراوى ،أحد علماء الأزهر الشريف أن وسائل المعرفة عند الشيخ الشعراوي انحصرت في ثلاثة أشياء: (الإدراك والاختيار والوجدان)، كما كانت له ثلاث مدارس: (فقد تخلى عما يغضب الله، وتحلى بما يرضى الله، فتجلى الله عليه فأعطاه ما أرضاه).

ويضيف الشيخ السنراوى ، أنه كان للشيخ الشعراوى حساً فنياً راقياً، حيث تربى على الأنغام الجميلة التي كان يسمعها من مشايخ طرق الصوفية، فكانت بدقادوس طرق صوفية كثيرة، فكانت هناك الخلوانية والشاذلية والباذية والرفاعية، وكانت هذه الطرق كلها فيها ذكر، فكان كلها نغم وهذا النغم كله كان يوحد الله عز وجل، فلا أحد ينكر الرقي الذي يتميز به الشعر الصوفي، فحينما تعيش معهم في أشعارهم تجد قلبك يهيم، ونفسك تسمو.

وعلى الرغم من ضيق حال أسرة الشيخ إلا أن والده كان من عشاق العلم والعلماء، فكان يعزم العلماء ومشايخ الطرق الصوفية في بيته رغم ضيق حاله، فالذي يجعل من نفسه الستر في حاله يستره معاون الأحوال.

إن من أقوى الخواطر الإيمانية للشيخ الشعراوي، تبدو في تفسيره لقول تعالى: (يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرةً وأصيلاً * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً) سورة الأحزاب: (41،42،43)، فهذه الآيات تحدثت عن ثلاث قضايا: قضية ذكر الله عز وجل، وقضيه التسبيح، وقضية الصلاة من الله عز وجل علي المؤمنين.

فالقضية الأولى: قضية ذكر الله عز وجل، فكان الشيخ الشعراوي يقول أنه لابد أن نذكر الله عز وجل بعدد النعم وعدد النقم، وقد يتعجب الكثير من لذلك، فذكر الله عز وجل بعدد النعم، أمر مفهوم، أما الأمر الغير مفهوم كيف أذكره بعدد النقم!؟ فيقول الشعراوي: أنه إذا ذكرت الله عز وجل بعدد نعمه، زادك منها، قال تعالى (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) سورة إبراهيم: 7، وإذا ذكرته بعدد النقم بدل الله لك النقم نعم.

وأما القضية الثانية التي تحدثت عنها الآية فهي قضية التسبيح، فلابد أن تسبح الله عز وجل مع الكون، والتسبيح أن ترفع وجهك في السماء، وتسبح مع الحياة والموت، وتنظر في أحوال الناس، هذا الغني أصبح فقيراً، وهذا الفقير أصبح غنياً، كل هذه الأمور تعد تسبيحاً، فإذا علمت ما يدور في الكون من تحويل الأحوال اشتركت مع الكون في تسبيح الله عز وجل، قال تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) سورة الإسراء: 44.

وأما القضية الثالثة التي تحدثت عنها الآية هي صلاة الله وملائكته على الناس، والمقصود بصلاة الله الرحمة من عنده، وفرق كبير بين الرحمن والرحيم، فالرحمن لمن وحّده، ولا يكفي أن تقول لا إله إلا الله، لأن هناك توحيد وتفريد وتجريد فالتوحيد أن تنطق بالشهادة، والتفريد ألا تسأل غير الله ولا تتوكل إلا على الله، وألا تخشى أحداً غير الله، والتجريد التسليم لأمر لله عز وجل، قال تعالى: (قل إن صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) سورة الأنعام: 162، فإذا وحدت الله فهو الرحمن، وأما صفة الرحيم فإنه يعطيها لأولادك وأحفادك ذكوراً وإناثاً.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الملائكة تمشي معك قال تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) سورة فصلت: 30، فلا شك أن الخوف والحزن هما أعداء الإنسان، فإذا وحدت الله عز وجل، أمّنك الله من الخوف والحزن لأنك ستكون في معيته تعالى.

تخرج الشيخ عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م.

بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950م ليعمل أستاذًا للشريعة بجامعة أم القرى.

ولقد اضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه أصلاً في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي استطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت استحسان وتقدير الجميع. وفي عام 1963م حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود.

وعلى أثر ذلك منع الرئيس عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية وعين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة حزيران عام 1967م، وقد تألم الشيخ الشعراوي كثيرًا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر والأمة العربية وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة عين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلاً للدعوة والفكر، ثم وكيلاً للأزهر ثم عاد ثانية إلى المملكة العربية السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز.

وفي تشرين الثاني عام 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشؤون الأزهر. فظل الشعراوي في الوزارة حتى تشرين الأول عام 1978م.

وقد ترك بصمة طيبة على جبين الحياة الاقتصادية في مصر، فهو أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو (بنك فيصل) رغم إن هذا من اختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية (د. حامد السايح في هذه الفترة)، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك.

وقال في ذلك: إنني راعيت وجه الله فيه ولم أجعل في بالي أحدًا لأنني علمت بحكم تجاربي في الحياة أن أي موضوع يفشل فيه الإنسان أو تفشل فيه الجماعة هو الموضوع الذي يدخل هوى الشخص أو أهواء الجماعات فيه. أما إذا كانوا جميعًا صادرين عن هوى الحق وعن مراده، فلا يمكن أبدًا أن يهزموا، وحين تدخل أهواء الناس أو الأشخاص، على غير مراد الله، تتخلى يد الله.

وفي سنة 1987م اختير فضيلته عضواً بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وقرَّظه زملاؤه بما يليق به من كلمات، وجاء انضمامه بعد حصوله على أغلبية الأصوات (40عضوًا).

وقال يومها: ما أسعدني بهذا اللقاء، الذي فرحت به فرحًا على حلقات: فرحت به ترشيحًا لي، وفرحت به ترجيحًا لي، وفرحت به استقبالاً لي، لأنه تكريم نشأ عن إلحاق لا عن لحوق، والإلحاق استدعاء، أدعو الله بدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أستعيذك من كل عمل أردت به وجهك مخالطاً فيه غيرك. فحين رشحت من هذا المجمع آمنت بعد ذلك أننا في خير دائم، وأننا لن نخلو من الخير ما دام فينا كتاب الله، سألني البعض: هل قبلت الانضمام إلى مجمع الخالدين، وهل كتب الخلود لأحد؟ وكان ردي: إن الخلود نسبي، وهذا المجمع مكلف بالعربية، واللغة العربية للقرآن، فالمجمع للقرآن، وسيخلد المجمع بخلود القرآن.

تزوج الشيخ الشعراوي وهو في الابتدائية بناء على رغبة والده الذي اختار له زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، وكان اختيارًا طيبًا لم يتعبه في حياته، وأنجب الشعراوي ثلاثة أولاد وبنتين.

وكان الشيخ يرى أن أول عوامل نجاح الزواج هو الاختيار والقبول من الطرفين. وعن تربية أولاده يقول: أهم شيء في التربية هو القدوة، فإن وجدت القدوة الصالحة سيأخذها الطفل تقليدًا، وأي حركة عن سلوك سيئ يمكن أن تهدم الكثير.

فالطفل يجب أن يربى جيدًا، وهناك فرق بين أن يتعلم الطفل وأن تربي فيه مقومات الحياة، فالطفل إذا ما تحركت ملكاته وتهيأت للاستقبال والوعي بما حوله، أي إذا ما تهيأت أذنه للسمع، وعيناه للرؤية، وأنفه للشم، وأنامله للمس، فيجب أن نراعي كل ملكاته بسلوكنا المؤدب معه وأمامه، فنصون أذنه عن كل لفظ قبيح، ونصون عينه عن كل مشهد قبيح.

وإذا أردنا أن نربي أولادنا تربية إسلامية، فإن علينا أن نطبق تعاليم الإسلام في أداء الواجبات، وإتقان العمل، وأن نذهب للصلاة في مواقيتها، وحين نبدأ الأكل نبدأ باسم الله، وحين ننتهي منه نقول: الحمد لله.. فإذا رآنا الطفل ونحن نفعل ذلك فسوف يفعله هو الآخر حتى وإن لم نتحدث إليه في هذه الأمور، فالفعل أهم من الكلام.

مُنح الإمام الشعراوي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى لمناسبة بلوغه سن التقاعد في 15نيسان عام 1976م قبل تعيينه وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر. ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1983م وعام 1988م، ووسام في يوم الدعاة.

 

حصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب من جامعتي المنصورة والمنوفية.

اختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوًا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي تنظمه الرابطة، وعهدت إليه بترشيح من يراهم من المحكمين في مختلف التخصصات الشرعية والعلمية، لتقويم الأبحاث الواردة إلى المؤتمر.

 

أعدت حوله عدة رسائل جامعية منها رسالة ماجستير عنه بجامعة المنيا ـ كلية التربية ـ قسم أصول التربية، وقد تناولت الرسالة الاستفادة من الآراء التربوية لفضيلة الشيخ الشعراوي في تطوير أساليب التربية المعاصرة في مصر.

جعلته محافظة الدقهلية شخصية المهرجان الثقافي لعام 1989م والذي تعقده كل عام لتكريم أحد أبنائها البارزين، وأعلنت المحافظة عن مسابقة لنيل جوائز تقديرية وتشجيعية، عن حياته وأعماله ودوره في الدعوة الإسلامية محليًا، ودوليًا، ورصدت لها جوائز مالية ضخمة.

كان الشيخ الشعراوى موجه دعوته للجميع فلم يخصها فقط للطائعين، بل كان كذلك سبباً في هداية كثير من الناس، وكان سبباً في اعتزال كثير من الفنانين الفن، وارتدائهم للحجاب، والتفرغ للدعوة الإسلامية. ومن هنا كان خطاب إمام الدعاة الشيخ الشعراوي ليس قاصراً على المهتدين فقط بل والعصاة من قبلهم، لمحاولة إعادتهم إلى أنس الإيمان عملاً بمبدأ ازرع في أرض جدباء، واستخرج منها شجراً به فروعاً وأوراق وثمار فتحيا بها الناس، فكان دائماً يقول: اعلم أن الإنسان هو سيد الكون قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم .....) سورة الإسراء: 70، فالأرض تخدم الإنسان والحيوان، والحيوان يخدم الإنسان، فاستحق الإنسان أن يكون سيد الكون، فلذلك أسكنه الله وزوجه الجنة وكرمه، فإذا جعلك الله سيداً وأنت ارتضيت أن تكون ذليلاً عبداً، فلا تلومن إلا نفسك.

قالوا في الشيخ:

* الشيخ يوسف القرضاوى

" إن الأمة فقدت بموته عَلماً من أعلامها وكوكباً من كواكب الهداية في سمائها، عاش عمره في خدمة العلم والقرآن والإسلام.. وترك وراءه علماً زاخراً وتفسيراً باهراً للقرآن الكريم ".

وقال " إن الفقيد كان ممن حباهم الله فهم القرآن ورزقهم معرفة أسراره وأعماقه وله فيه لطائف ولمحات وإشارات ونظرات استطاع أن يؤثر بها في المجتمع ".

وأشار إلى أن كثيرين اختلفوا مع الفقيد في آرائه ومواقفه واجتهاداته لكنهم لم يختلفوا حول قيمته وقدره ودوره في خدمة الإسلام، وطالب المسلمين بأن يكرموا علماءهم ويقدروهم ويقتدوا بهم كما يفعل العلمانيون والماركسيون واللادينيون الذين يضفون هالات ضخمة على رجالهم.

وأعرب د.القرضاوي عن حزنه الشديد على موت الشيخ الشعراوي وقال : لا أرى في ساحة الدعوة عوضاً عن الشعراوي، فقد العلماء بالموت خسارة إنسانية كبرى، إن الناس يحسون عندئذ أن ضوءاً مشعاً قد خبا، وأن نوراً يهديهم قد احتجب، ولقد كان هذا شيئاً قريباً من إحساسنا بموت الشيخ محمد متولي الشعراوي يرحمه الله تبارك وتعالى.

* أحمد بهجت

إن الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله كان واحدًا من أعظم الدعاة إلى الإسلام في العصر الذي نعيش فيه. والملكة غير العادية التي جعلته يطلع جمهوره على أسرار جديدة وكثيرة في القرآن الكريم.

وكان ثمرة لثقافته البلاغية التي جعلته يدرك من أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما لم يدركه الكثيرون وكان له حضور في أسلوب الدعوة يشرك معه جمهوره ويوقظ فيه ملكات التلقي. ولقد وصف هو هذا العطاء عندما قال: "إنه فضل جود لا بذل جهد". رحمه الله وعوض أمتنا فيه خيرًا.

* د. محمد عمارة

إن الشيخ الشعراوي قد قدم لدينه ولأمته الإسلامية وللإنسانية كلها أعمالاً طيبة تجعله قدوة لغيره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.

* د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر

فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها كان له أثر كبير في نشر الوعي الإسلامي الصحيح، وبصمات واضحة في تفسير القرآن الكريم بأسلوب فريد جذب إليه الناس من مختلف المستويات الثقافية.

* د. محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف

إن الشعراوي أحد أبرز علماء الأمة الذين جدد الله تعالى دينه على يديهم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها)).

* د. أحمد عمر هاشم

إن الفقيد واحد من أفذاذ العلماء في الإسلام قد بذل كل جهد من أجل خدمة الأمة في دينها وأخلاقها.

* الشيخ أحمد كفتارو

إن الجمعية الشرعية تنعى إلى الأمة الإسلامية فقيد الدعوة والدعاة إمام الدعاة إلى الله تعالى، حيث انتقل إلى رحاب ربه آمنا مطمئنا بعد أن أدى رسالته كاملة وبعد أن وجه المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما يصلح شؤون حياتهم ويسعدهم في آخرتهم. فرحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة وجعله في مصاف النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وجزاه الله عما قدم للإسلام والمسلمين خير الجزاء.

وفي النهاية علينا أن نتمسك بديننا ، حتى يكون النصر حليفنا ، فكما قال الشيخ الشعراوي، كل دنيا تبنى على غير دين، فبناء على شفير هار!

توفي الشيخ محمد متولي الشعراوي في السابع عشر من شهر حزيران عام 1998م.. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله عن المسلمين خير الجزاء.