محمد علي بن سعد الدين شاهين
محمد علي بن سعد الدين شاهين
كاتب إسلامي، مهتم بالتراجم، روائي، مؤرّخ، مهتم بأدب الأطفال، والقصّة القصيرة .
ولد في مدينة اللاذقيّة على الساحل السوري سنة 1363/1944، نشأ في أسرة تعمل بالتجارة .
أكبّ على المطالعة الحرّة في المكتبات العامّة بشغف، وأدمن على القراءة المتأنية المتدبرة للكتب الأصيلة، فقرأ أمّهات كتب الأدب والتراث والتاريخ القديم والحديث، وتثقّف على الكتاب فكان صديقه ومعلمه، وروّض قلمه على الكتابة والتصنيف ، وفتحت المطالعة الحرّة أمامه آفاقاً واسعة من المعلومات والمعارف .
التحق بالمدارس والمعاهد الفنيّة واشتغل بالتعليم الفني باللاذقيّة، ثم توجّه نحو التعليم العام فحصل على الثانويّة العامّة عام 1965 ثم التحق بكليّة الآداب في جامعة بيروت العربيّة، ونال شهادة ليسانس في الآداب قسم اللغة العربيّة وآدابها عام 1970 وتتلمذ في بيروت على الشيخ صبحي الصالح في علوم القرآن والحديث، وعلى الدكتور عمر فرّوخ في الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وعلى الشيخ بدران أبو العينين بدران في العبادات على المذاهب الأربعة، وتأثّر بالدكتور محمد محمد حسين، وقرأ عليه كتابه (الاتجاهات الوطنيّة في الأدب المعاصر) وغيرهم .
والتحق بالجيش السوري ضابطاً مجنّداً، وشارك في حرب تشرين عام 1973 وأصيب في تل الحارّة بالجولان بشظيّة غير قاتلة .
هاجر إلى المملكة العربيّة السعوديّة واشتغل بالمؤسسة العامّة للتعليم الفني والتدريب المهني بين عامي (1980ـ1991) .
وأقام بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة ينهل من مكتباتها العامرة، وأنديتها الثقافيّة المتألّقة، واشتغل بالتجارة والصحافة، ودبّج المقالات التاريخيّة والأدبيّة والاجتماعيّة، وعني بالدراسات الإسلاميّة، وصنّف في التاريخ والتراجم، وكتب الرواية الإسلاميّة، والقصّة القصيرة، وكتب لأطفال العرب عشرات القصص والحوارات الهادفة، والمسلسلات المفيدة الشيّقة، نشر بعضها في مجلاّت الأطفال: (براعم عمان) و(الروّاد) و(فكرة) .
كانت أبرز أعماله موسوعته (المصادر الإسلاميّة) في التراجم والتاريخ والتراث الإسلامي في مجلّدين كبيرين، وكانت له عناية خاصّة بتراجم أعلام الإسلاميين، الذين حملوا راية الإحياء والتجديد في العالم الإسلامي بعد زلزال سقوط الخلافة الإسلاميّة حتى صدور كتابه (أعلام الصحوة الإسلاميّة) الذي تناول فيه ترجمة صادقة وأمينة لخمسمائة رجل وامرأة من أعلام الصحوة الإسلاميّة في مجلّد كبير يحوي نحو ألف صفحة .
وجمعت بعض مقالاته المنشورة في صحيفة اللواء الأردنيّة في كتاب: (مقالات للصحوة) ضم ثمان وعشرين مقالة سياسيّة واجتماعيّة، و(قضايا القرن العشرين) تناول في فصله الأوّل: قضايا الإنسان المسلم، في سبع عشرة حلقة؛ وفي فصله الثاني تناول قضايا العالم الإسلامي في إحدى وعشرين حلقة .
أرّخ للصحافة الإسلاميّة في كتابه (صحافة الصحوة الإسلاميّة في البلاد العربيّة) تناول فيه الصحف والمجلاّت الإسلاميّة التي صدرت بعد سقوط الخلافة في العالم العربي، وعرّف بروّاد الصحافة الإسلاميّة ونجبائها في أربع عشرة حلقة .
وكتب في أدب الرواية: (رواية جريمة في شارع الملكة نازلي) تناول فيها سيرة الإمام الشهيد حسن البنا وملحمة استشهاده ، و(رواية اغتيال الحلم الجميل) عرّج فيها على المشروع الإسلامي القومي الذي اغتالته بريطانيا .
وكانت له عناية خاصّة بالقصّة القصيرة فكتب: مجموعة (شهود الليلة القمريّة وقصص أخرى) ومجموعة (عبيد الله والهرّ على ذمّة التحقيق وقصص أخرى) تضمنّت المجموعتان أربعاً وعشرين قصّة قصيرة ذات مضمون سياسي واجتماعي .
وكتب ثلاث مجموعات قصصيّة مصوّرة وملوّنة للأطفال، ضمّت ستاً وثلاثين قصّة مشوّقة ومفيدة للأطفال باسم مجموعة ابن شاهين الأولى والثانية والثالثة .
وكتب خمسة وعشرين فصلاً في الحضارة الإسلاميّة في مجلّد (الإسلام حضارة وتقدّم ورفاه) أضاء فيها صفحات رائعات من حضارة الإسلام المفترى عليه عندما كانت توجّه التهم إليه بعد أحداث الحادي عشر من أيلول .
وأرّخ لسوريّة في (التاريخ السياسي والاجتماعي لسوريّة العربيّة) تناول في جزئيه الأوّل والثاني تاريخ سوريّة منذ انفصالها عن الدولة العثمانيّة وحتى الآن بعيداً عن التزييف .
وأرّخ لمدينته التي غادرها بعد أحداث عام 1980 في (تاريخ لاذقيّة العرب) .
وله في الاختيارات الشعريّة كتاب (كفى الشيب) تناول فيه أحد ألوان الشعر العربي الذي تفرّد به أدبنا القديم عن سائر الآداب، فاستهوى القلوب بروعة أغراضه ومراميه ورقّة معانيه .