فضيلة الشيخ الداعية الإسلامي مصطفى البيراوي
هو المعلم والمربي الفاضل من مدينة الباب ومن جيل الرواد في الحركة الاسلامية المعاصرة فيها . المولد والنشاة : ولد الأستاذ الشيخ أبو أيمن مصطفى البيراوي في مدينة الباب في شرق حلب عام 1932م . .ونشا في ظل أسرة مسلمة ملتزمة ..توفي والده وعمره خمس سنوات، وقامت أمه على تربية وحيدها وأخواته الأربع ..وكان أصغر تلك الأخوات ... دراسته ومراحل تعليمه : درس في الكتاب عند الشيخ محمد جكلون في الباب كما درس عند الخوجة وكان التعليم فيها مختلطاً بين الأطفال والبنات . ثم درس في مدرسة قتيبة بن مسلم الباهلي الابتدائية، وكان مديرها ياسين نجار ، وحصل على الشهادة الابتدائية ، وكانت تمنح في الصف الخامس عام 1947م . ثم درس الإعدادية في مدرسة البحتري التي أسسها ياسين نجار عام 1951 م . ثم توجه بعد الاعدادية مباشرة ليدرس في دار المعلمين في حلب وبعد ثلاث سنوات تخرج فيها عام 1954 م . أساتذته وشيوخه : محمد أديب الصالح : درسه مادة التربية الإسلامية في دار المعلمين في حلب . إلياس فرح : بعثي . عبد الرحمن عطبة : درس عليه اللغة العربية . فريد جحا : درس عليه اللغة العربية . صبري الأشتر : وكان شيوعيا . وكان من زملائه وأقرانه : المراقب العام للإخوان الأستاذ أديب جاجي، والشيخ جلال حسون ، والأديب إبراهيم عاصي، والدكتور فخر الدين قباوة، ونادر جحا . وكان التعليم في دار المعلمين داخلياً ليلياً ونهارياً يأكل، ويشرب، ويعطى الطالب راتب / 24/ ليرة سورية أعماله : درّس وعلّم في مدارس سورية الابتدائية حيث درس في قرية باب ليمون تابعة للراعي في ريف الباب وكانت تتبع جرابلس من 1954- 1955 . ذهب لخدمة العلم بالرغم من أنه وحيد لأمه وذلك استجابة للحديث الشريف ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) وكان ذلك عام 1955 ،وكان معه في الخدمة العسكرية عبد الكريم عثمان الذي كان يخطب الجمعة والعيد رغم الحظر والمنع . وكان الاستاذ مصطفى البيراوي يصوم وحده في رمضان وليس معه سوى الملازم عبد السلام بركات . نقل إلى قطنا في الجبهة، ثم إلى الأردن لفتح جبهة مع إسرائيل للتخفيف عن مصر أثناء العدوان الثلاثي . رجع بعد انتهاء خدمة العلم إلى مدرسة باب ليمون، وتوسط له الدكتور عبد الرحمن عطبة عام 1958 لينقله إلى الباب فلم يفلح . انتقل ليعمل موجهاً في الثانوية الصناعية في حي الاسماعيلية في حلب عام 1964 . ذهب إلى العمرة مع الأستاذ محمد الحسناوي في رمضان عام 1975 وبقي معه هناك 15 يوماً، وكان نعم الصديق ونعم الرفيق . ثم نقل للتعليم في مدارس الباب، وبقي في التعليم حتى عام 1978م . ثم نقل تعسفاً للعمل في بلدية حلب . وأثناء فترة التدريس أعاد الثانوية، ثم درس في كلية الحقوق في جامعة حلب، وتخرج فيها عام 1967م . السجن والاعتقال : قبيل النكسة عام 1967 تهجم إبراهيم خلاص على الله والرسول بشكل وقح فقامت حركة احتجاج قادها المجاهد حسن حبنكة ، والشيخ عبد العزيز أبا زيد ، وكان الاستاذ مصطفى البيراوي يجتمع مع الداعية حسن علي هاشم ( أبو بلال ) من أتارب ..وكان يدرس في مدرسة البحتري مادة التربية الإسلامية وكان وقتها الشيخ مصطفى البيراوي في السنة الأخيرة في كلية الحقوق وإذا بالأمن يطوق المنزل ويفتش بدقة والتهمة التحريض على الإضراب فاقتيد الشباب المسلم إلى السجن، وبقي فيه لمدة شهر ونصف ،لأن النكسة قد وقعت والحكومة قد خسرت فأفرج عنه . وكان معه في السجن الأستاذ محمد الحسناوي، والشاعر فيصل الحجي، والشيخ نافع الشامي، وجلال حسون ، وعمر فاتح الحلواني مدير المعهد العربي الإسلامي بحلب . جهوده في خدمة الدعوة : انتسب الأستاذ مصطفى البيراوي إلى كبرى الحركات الاسلامية، وانخرط في أسرة نقيبها الدكتور عبد الرحمن عطبة -رحمه الله .- شارك في الأنشطة الدعوية والحركية فحضر معسكر ومخيم حمص الذي عقد عام 1954م الذي دام أربعة أيام، وكان يقوده عبد الكريم عثمان -رحمه الله . وحضره الإمام حسن الهضيبي ، والأستاذ سعيد رمضان، والأستاذ صالح ابو رقيق ..والعلامة مصطفى السباعي . .وشارك فيه الإخوان من لبنان كان من بينهم :
- الشيخ محمد عمر الداعوق قائد عباد جماعة الرحمن في بيروت .. وكانوا يمارسون فيه الرياضة والسباحة ..والعبادة بالإضافة إلى الدروس الثقافية والدعوية ..صلى أفراد المخيم الجمعة في حمص، وخطب فيهم الدكتور مصطفى السباعي ...ثم جرى عرض للكشافة المسلمة . عمل في جريدة المدينة لمدة 32 سنة حتى 2011م . أسرته :
والأستاذ مصطفى البيراوي متزوج من السيدة أم أيمن ، وله 11 ولداً : 5ذكور ، و6 بنات . أخلاقه وصفاته وثناء العلماء عليه : وصفه الشيخ حسن عبد الحميد فقال : ( علم من أعلام الدعوة الإسلامية من الرعيل الأول الصادقين يعمل بصمت، ويخطط بصمت يعرفه الجميع معلم متواضع في مدرسة طارق صاحب فكر نير وإخلاص سياسي يهتم بالآلام أمته وله تحليل رائع للأحداث رجل الملمات صاحب الدعوة في سيرها وما زال . كان يقود المظاهرات هاتفاً :
في سبيل قمنا نبتغي رفع اللواء فليعد للدين مجده او ترق منا الدماء . تشهد له بذلك ساحة السراي العتيقة لما أعدم جمال عبد الناصر ..عدداً من الدعاة في مصر . طالما كان يقود الجموع من الشباب لحضور حفلات الجماعة في حلب، وقادهم إلى دمشق لاستقبال الداعية الكبير السباعي يوم قدومه من أوربا إلى دمشق . كتب بالخط العريض على جدران مدرسة طارق كلمات السباعي :
يا رسول الله لسنا من أمتك إن لم نعمل لمجد يتصل بك سببه وبشريعتك نسبه .
هاجر منذ الثمانين من سورية الحبيبة، وعاش في السعودية زمناً طويلاً وبعد الثورة هاجر إلى عينتاب .
وقد فقد ولده عام 2015م .
نرجو الله له طول العمر مع الصحة والعافية والستر
وسوم: العدد 646