الشيخ الحصري في ذكراه

clip_image002_86c3a.jpg

في لمحة وفاء وفي زمن لهثنا وراء التفاهات نتذكر صاحب الذكرى العطرة والتي تناسها الإعلام ألا وهى ذكرى أحد أعلام قراءة القرآن ..  الشيخ محمود خليل الحصري الذي جاءت ذكرى وفاته ولم يتذكره أصحاب الأبواق التي لاتسمن ولاتغن من جوع .

ولد الشيخ محمود خليل الحصري في السابع والعشرين من شهر سبتمبر عام 1917 بشبرا النملة مركز طنطا بمحافظة الغربية وحفظ القرآن الكريم في المعهد الأحمدي بطنطا وعمره لم يتجاوز الثامنة وحضر إلى القاهرة والتحق بالأزهر الشريف وأتقن علوم القراءات العشر الكبرى وعلوم القرآن ,في عام 1944 تقدم لاختبارات الإذاعة وجاء ترتيبه الأول على كل المتقدمين . قرأ القرآن الكريم علي مدار عشر سنوات في المسجد الأحمدي بطنطاو,في عام 1945 اختارته المملكة العربية السعودية لقراءة القرآن الكريم في الاحتفال بإضاءة مكة المكرمة بالكهرباء وفي عام 1955 اختير لقراءة القرآن الكريم في مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه  ,في عام 1957 عين مفتشا للمقارئ ثم وكيلا في 1958 وفي العام التالي عين مراجعا ومصححا للمصاحف بالأزهر وأيضا خبيرا للجنة القرآن والحديث بمجمع البحوث الإسلامية ثم شيخا لعموم المقارئ المصرية ,في عام 1961 اختارته وزارة الأوقاف المصرية مستشارا فنيا لشئون القرآن الكريم ، وخلال انعقاد المؤتمر الأول لاتحاد قراء العالم الإسلامي للقرآن الكريم بكراتشي والمعروف باقرا اجمع ممثلو 16 دولة عربية وإسلامية علي انتخاب مصر ممثلة في الشيخ محمود خليل الحصري لرئاسة الاتحاد علي أن تكون القاهرة مقرا ، وباكستان للسكرتارية العامة . سجل الشيخ محمود خليل الحصري المصحف مرتلا لروايات ورش عن نافع ، وحفص عن عاصم  وقالون والدروي كما سجل القرآن بطريقة التعليم بالإضافة إلى التسجيلات الخاصة بتعليم الصلاة . اقتصرت إذاعة القرآن الكريم على إذاعة القرآن بصوت الشيخ محمود خليل الحصري فقط علي مدار عشر سنوات الذي يعد أول من رتل القرآن في الكونجرس الأمريكي كما أذن هناك لصلاة الظهر التي أم فيها الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر جموع المصلين ولأول مرة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك . للشيخ محمود خليل الحصري فضل السبق في قراءة القرآن الكريم بقاعة الملوك والرؤساء بلندن وصاحب الرئيس جمال عبد الناصر في زيارته بالهند وباكستان خلال زيارته إلى باريس عاصمة فرنسا في عام 1965 دخل الإسلام علي يديه عشرة من الفرنسيين بعد أن استمعوا منه ترتيل آيات الذكر الحكيم وفي سان فرانسيسكو وبعد أن فرغ من ترتيل القرآن تقدمت منه سيدة أمريكية وأشهرت اسلامها وقالت له : قراءتك لمست وجداني . في عام 1966 منحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الفنون والعلوم من الدرجة الأولي وفي عام 1975 زار دولة الكويت وقدمت له الحكومة الكويتية مصحفا أنيقا فتناول بعض السور فإذا به يجد تحريفات في العديد من الآيات مثل : حذف أداة النهي ( لا ) في قوله تعالي ( يا أيها الذين امنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرها ) سورة النساء الآية رقم 19 ) وفي قوله تعالي ( يا أيها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ) سورة النساء الآية رقم 43 وأيضا استبدال كلمة ( لعنوا ) بكلمة ( آمنوا ) في قوله تعالي ( وقال اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ) سورة المائدة الآية رقم 64 وعلى الفور أخبر الحكومة الكويتية بذلك. في عام 1977 وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أشهروا إسلامهم على يديه . قدم الشيخ محمود خليل الحصري للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات النافعة ومنها علي سبيل المثال : رواية ورش ، ورواية الدروي عن أبي عمرو العلاء البصري وأحكام قراءة القرآن الكريم ومع القرآن الكريم  والقراءات العشر ومعالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء ورحلاتي في الإسلام . قام الشيخ محمود خليل الحصري ببناء مسجد ومعهد ديني ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بقريته ومثلهم بجوار بيته بالعجوزة وتبرع بثلث تركته لأعمال الخير والبر وتحفيظ القرآن وبذلك يعد أول مقرئ يتبرع بثلث تركته وفي يوم الاثنين الموافق للرابع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1980 وبعد أن فرغ من صلاة العشاء صعدت روحه إلى بارئها . يذكر أن المطربة المعتزلة ياسمين الخيام هى ابنة الشيخ الجليل محمود خليل الحصري .

                       

وسوم: العدد 647