الدكتور بشّار عوّاد معروف العبيدي : العلامة المحدث ، والأديب المحقق
1940- معاصر
قدمت الحركة الإسلامية في العراق نخبة من العلماء الأبرار في العصر الحديث فهناك في بلاد الرافدين ظهر الإمام المجدد محمود شكري الألوسي ، كما نبغ العلامة أمجد الزهاوي ، وأسس المجاهد محمد محمود الصواف حركة إسلامية مازالت ملء السمع والبصر، برز بين رجالاتها المؤرخ د. عماد الدين خليل ، والدكتور أكرم ضياء العمري ، وكان للدكتور بشار عواد معروف دوره وجهاده المبرور ، ونحب في هذه الصفحات أن نقف على سيرة حياته العلمية والعملية ......
أولاً: الأسرة والمولد:
هو العلامة الأديب المحقق المحدث بَشّار بن عَوّاد بن معروف بن عبد الرزاق بن محمد بن بكر العُبَيْديُّ البَغْداديُّ الأعظميُّ. ولد في غرة شعبان سنة 1359هـ 4/ 9/ 1940 م، في بلدة الأعظمية.
وُلِدَ لأبوين عَربيين صَلِيبةً ينتميان إلى قبيلة العُبَيْد الحميرية، أكبر قبائل العراق وأشهرها، نزحت إليه من اليمن السعيد في مُدَدٍ متفاوتة، ومساكنها في الجزيرة بين دجلة والفرات ولا سيما في بَريّة سِنْجار والحَوِيجة المعروفة باسمهم اليوم ((حَوِيجةُ العُبَيْد)) .
وتعود الأسرة إلى عشيرة ((ألبو عِلِي)) ، وهي من كبار عشائر العُبيد عدداً وأوسعهم انتشاراً في جميع أنحاء العراق.
وكان السلطان العثماني مراد الرابع ـ رحمه الله ـ قد استعان بهذه العشيرة القوية على إخراج الفرس من بغداد وتحرير العراق منهم سنة 1048هـ، وأسكن طائفة منهم في (الأعظمية) لحماية مرقد الإمام أبي حنيفة من عبثهم، فمعظم أهل الأعظمية منهم.
أما والدة فهي: الحاجة رضِيّة بنت أحمد الصالح يرحمها الله، من أشهر عوائل الأعظمية، عمها جعفر الصالح ـ رحمه الله ـ كان رئيس البلد في العهد العثمان، وهي أكبر خالات الشاعر الإسلامي المشهور وليد الأعظمي رحمه الله، تعرف بالتقوى والصلاح.
والأستاذ بشار عواد معروف ذو شخصية متميزة، له نظرته الموضوعية، وهو مجد في البحث العلمي، نقاد للروايات والنصوص، مدقق، مستحضر في تراجمه حال الرجل باستيعاب -غالباً-، وحينما ينقل كلام علماء الجرح والتعديل، لا ينقله هكذا بل يفسر، ويجمع، وينقد، ويعلق.
ثانياً: النشأة والتعليم:
نشأ الشيخ بشار نشأة إسلامية منذ نعومة أظفاره، إذ اعتنى به والده المحامي عواد معروف فأقرأه القُرآن في صغره، ودخل المدرسة الابتدائية سنة 1947،والثانوية سنة 1954، وتخرج فيها بتفوق سنة 1960، والتحق بقسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة بغداد وتخرج فيه سنة 1964 ، وحاز المرتبة الأوّلى على القسم للسنوات الأربع، ونال من أجل ذلك جائزة المجمع العلمي العراقي.
وفي تلك المدة تعلّم على عدد من علماء العراق البارزين منهم:
1-عَمّه الدكتور ناجي معروف الذي كان من رجالات العهد الهاشمي البارزين في العراق .
2-والدكتور عبد العزيز الدوري : الذي حصل على جائزة الملك فيصل في التاريخ 3-والدكتور صالح أحمد العلي،............... وأولوه عناية خاصة.
الدراسات العليا :
ثم التحق سنة 1964 طالباً في دراسة الماجستير في دائرة التاريخ والآثار بجامعة بغداد، واختار كتاب ((التكملة لوفيات النقلة)) للحافظ زكي الدين المنذري (دراسة وتحقيق) موضوعاً لهذه الدراسة بإشراف الأستاذ الدكتور جعفر حسين خصباك .
واتصل آنذاك اتصالاً قوياً بالعلاّمة المحقق الدكتور مصطفى جواد ـ رحمه الله ـ فلازمه ودرس عليه في الجامعة الإسلامية عام 1991م.
إن علم تحقيق النصوص، ترك بصمات واضحة في شخصية الأستاذ بشار عواد معروف ، ظهرت بجلاء في تحقيقه لكتاب ((التكملة)) سنة 1967م، ومنح مرتبة الامتياز، "وهو أوّل من حصل على هذه المرتبة في تاريخ الدراسات العليا في العراق". وفي أثناء ذلك حصل على منحة من جامعة هامبورك الألمانية لتعلم اللغة الألمانية ليعيّن معلماً للغة العربية في الجامعة المذكورة، وتعلمها سنة 1965م.
وفي سنة 1967م قبل طالباً للدكتوراه في قسم اللغات الشرقية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وأعدّ رسالةً بعنوان ((الحضارة الإسلامية في ظل الدولة السامانية)) بإشراف الأستاذ الدكتور يحيى الخشاب ـ رحمه الله ـ لكنه لم يناقش هذه الرسالة لعدم تمكنه من الإقامة في القاهرة بسبب وفاة والده سنة 1968م وتحمله المسؤولية العائلية، وعودته إلى مهنته في زراعة الأرض.
وفي سنة 1976م نال مرتبة الدكتوراه من كلية الآداب بجامعة بغداد عن رسالته ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام)) ومن تبحره في العلم أن د بشار قد كتب هذه الأطروحة في أربعة أشهر: أيلول ـ كانون أول سنة 1975، ونالت بحمد الله ومَنِّه رضا أهل العلم وأثنوا عليها الثناء الحسن.
وقد أثنى الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تقديمه لرسالة الذهبي ص149: ((ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)) فقال: ((وخير كتاب وقفت عليه للمعاصرين ترجم للحافظ الذهبي وعَرَّف به وبمؤلفاته: كتاب ((الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام))، للعلامة (كذا) المحقق الدكتور بشّار عوّاد معروف، البغدادي، المطبوع بالقاهرة سنة 1976م. بمطبعة عيسى البابي الحلبي، وقد بَلَّغ فيه آثار الذهبي ومؤلفاته من كتب وأجزاء ورسائل إلى 214 أثر، مع الإشارة إلى مواضع ذكرها من الكتب، ومواضع وجودها ...............
ثالثاً: رحلاته، وكبار مشايخه وتلامذته:
عني شيخنا بدراسة الحديث النبوي الشريف منذ شبابه، ولا سيما علم التراجم والرجال والعلل، فطاف البلاد طلباً للسماع، ومن رحلاته:
1 - رحل إلى مكّة وسمع بها من العلامة المحدث الشريف أبو محمد بديع الدين شاه الراشدي المكي بما تضمنه " ثبت الإجازة" بالرواية عنه.
2- ورحل إلى الهند، وسمع بها من المحدث المحقق المدقق الشيخ حبيب الرحمن بن محمد صابر الأعظمي، وقد أجازه بجميع ما يجوز له وعنه روايته، وبما تحويه "رسالة الأوائل" للشيخ سعيد سنبل.
3- ورحل إلى باكستان بصحبة صديقه الشيخ عبد الفتاح أبي غدة، وسمعا بها من العلامة المحدث محمد مالك الكاندهلوي، شيخ الحديث بدار الحديث الأشرفية بلاهور من بلاد باكستان، وفي هذه الرحلة أجازه الشيخ أبو غدة -رحمه الله- بجميع ما تجوز لها روايته.
وسمع (باقليم السند) من العلامة الفهامة الشيخ محمد عبد الحليم بن عبد الرحيم الحبشتي نزيل السند صاحب كتاب "البضاعة المزجاة لمن طالع المرقاة في شرح المشكاة، وأجازه بجميع ما تجوز له روايته عن شيوخه.
وسمع بها من العلامة الشيخ محمد حسين أحمد المعروف بالمدني رئيس المدرسين بدار العلوم الديوبندية وغيره بما تضمنه كتاب "الكلام السديد في تحرير الأسانيد".
وسمع بها من العلامة الشيخ المولوي محمد أمين بن محمد عبد الرحيم الجيفوري بجميع مروياته عن شيوخه، وفي مقدمتهم الشيخ المكرم محدث العصر محمد يوسف البنوري قال الدكتور بشار: "تحصَّرت من أجل الرحلة إليه، فلم يكتب لي ذلك".
وسمع بها من العلامة الشيخ محمد أنور البذخشاني وقرأ عليه بمنزله بمدينة كراتشي من بلاد باكستان.
وقد أجازه كذلك صديقه المحقق شيخنا العلامة حمدي عبد المجيد السلفي -حفظه الله-.
أما تلامذته:
فهم كثر في العراق ومصر وبلاد الحرمين، والهند والباكستان، وغيرها، وأذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر، ممن أجازهم الدكتور:
1 - استجازه عشرات من طلبة في رحلاته المتعددة إلى مصر الكنانة، منهم: الشيخ الداعية الدكتور محمد اسماعيل المقدّم، والشيخ الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، والشيخ صلاح فتحي هلل.
2 - الشيخ الدكتور أبو عبد الله، عزيز رشيد الدايني رحمه الله، تقبله الله في الشهداء.
3 - الشيخ الدكتور، أبو حسناء رائد يوسف العنبكي، وهو من أكثر من لازم الدكتور.
4 - الشيخ الدكتور مصطفى اسماعيل العبيدي، وهو كذلك ممن لازم الدكتور.
5 - الشيخ الدكتور أبو محمد، مهدي رزاك شاهين، وهو من خيرة طلبة العلم لكنه مغمور.
6- الشيخ شيروان الكردي تقبله الله في الشهداء، وهو من تلامذة الدكتور القدماء، وكثيراً ما أثنى عليه خيراً.
7 - الشيخ الدكتور ياسر احسان النعيمي.
8 - الشيخ الدكتور، أبو حارث، ماهر ياسين فحل.
9 - الشيخ الدكتور أبو فاروق، نصير الشهرباني.
10 - الشيخ عمر مكي، وهو ممن لازم الدكتور في عمّان.
11 - أبو ذر عبد القادر مصطفى المحمدي.
ومن أقرانه من العلماء المشهورين ممن درّسه:
الدكتور عبد الملك السعدي حفظه الله تعالى، والدكتور عبد العليم السعدي رحمه الله تعالى، والدكتور أحمد حسن آل طه، والأستاذ ابراهيم فاضل الدبو، والأستاذ الدكتور خليل الكبيسي رحمه الله تعالى، والأستاذ الدكتور محمد جاسم المشهداني.
رابعاً: وظائفه التي شغلها:
في سنة 1962م دخل الأستاذ بشار سلك الخدمة المدنية في الحكومة العراقية، إذ عيّن بالتاريخ المذكور كاتباً في المكتبة المركزية بجامعة بغداد .
ثم انتقل منها للعمل في مكتبة معهد الدراسات الإسلامية العليا بجامعة بغداد 1963م .
ونقل إلى وظيفة معاون ملاحظ في المكتبة المذكورة (1964م) .
ثم تفرّغ للدراسة العليا (1965 ـ 1967م) .
وعيّن مساعد باحث في كلية الشريعة بجامعة بغداد سنة 1967م .
ثم عيّن معيداً في الكلية المذكورة في السنة نفسها .
ومن ثم عين محاضراً في كلية الإمام الأعظم وكلية الدراسات الإسلامية والجامعة المستنصرية (1967 ـ 1969م) .
ثم مدرساً في قسم التاريخ بكلية الآداب (1970 ـ 1974م) .
ثم أستاذاً مساعداً (1974 ـ 1980م).
ثم نال مرتبة الأستاذية (بروفسور) سنة (1981م).
وتولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب (1980ـ 1981م) .
ثم أستاذاً متفرغاً للبحث العلمي في مركز إحياء التراث العلمي العربي بجامعة بغداد. وأشرف في أثناء ذلك على عدد كبير من رسائل الماجستير والدكتوراه.
وتولى على مدى ثلاث سنوات (1989 ـ 1992م) رئاسة ((جامعة صدّام للعلوم الإسلامية)) حيث أشرف على تأسيسها ووضع مناهجها وبرامجها، وإقامة قواعدها على وفق الأسس الإسلامية الصحيحة القائمة على الكتاب والسنة والابتعاد بها عن الحزبية من كل نوع.
وهذه الجامعة بحق تعد أعظم صرحٍ أكاديمي شرعي أسّس في العراق في العصر الحديث، وهي الجامعة الإسلامية الوحيدة (لأهل السنة والجماعة) لو قدّر لهذا الصرح الاستمرار، إذ أسّسها الأستاذ على قواعد ومناهج رائعة، وجمع لها أساتذة وعلماء ندر أن يجتمع مثلهم في جامعة واحدة، وكان على رأسهم د. بشار -حفظه الله- والشيخ المحقق صبحي السامرائي، والأستاذ الفقيه الأصولي هاشم جميل، والفقيه أبو اليقظان الجبوري-رحمه الله، والنحوي الفذ معن العجلي، وغيرهم كثير جداً، لا يتسع المقام لذكرهم، وضمّت طلاب من أصقاع الدنيا من العراق، والسعودية، والكويت، والأردن، وسوريا، وماليزيا، وقرقيزيا، ومن غالب جمهوريات روسيا الأخرى، ومن الباكستان، وأذربيجان .... ، فكان الطلاب في سكن الطلبة آنذاك يحيون حياة طلبة العلم، فتخرج فيها طلاب انتشروا في كثير من الجامعات في العالم، فكانت شوكة في عيون أهل البدع والزيغ، ولا زال يتآمر عليها من يتآمر حتى حلّ بها ما حلّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم كاد بالأستاذ بعض النّاس ممن ضلّ الوفاءُ طريقَ قلبه! فوشيَ به إلى صدام يومئذٍ أنّه - سلفي-، وأنّه حول الجامعة إلى مرتع خصب لهذا الفكر .. وهذه لوحدها في العراق في ذاك الزمن قد توصل صاحبها إلى المشنقة دون ريبٍّ، ولكنّ الله سلّم، لما عرف عن الدكتور مواقفه القوية والواضحة تجاه الفرس الصفويين، لم تُنس له مواقفه ضد إيران إبان الحرب العراقية الإيرانية فشفعت له، فطلب الدكتور الإعفاء والتقاعد.
ثم خرج إلى عمّان الأردن، وعيّن سنة 1992ـ 1994 أستاذاً للحديث والتفسير في جامعة عمان الأهلية.
وأستاذاً في جامعة البلقاء التطبيقية منذ سنة 2004م .
ثم أستاذاً للحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية.
خامساً: عضويته في الجمعيات العلمية:
اختير د. بشار عواد معروف منذ سنة 1981م خبيراً في المجمع العلمي العراقي، وانتخب سنة 1986م عضواً عاملاً فيه .
ثم انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1988م .
وعضواً في مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 2002م.
وفي الرابع من ربيع الآخر سنة 1409هـ الموافق للرابع عشر من تشرين الثاني سنة 1988م صدرت الإرادة الملكية الهاشمية في عمّان بمنحه شهادة العضوية في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية ((مؤسسة آل البيت)) تقديراً لمكانته الفكرية وللجهود التي قدمها في بناء الحياة الثقافية الإسلامية المعاصرة، وانتخب منذ
سنة 1992م عضواً في مجلس المجمع.
وفي سنة 1987م انتخب عضواً في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة.
وفي سنة 1988م اختير عضواً في هيئة أمناء المعهد الإسلامي العالي للدراسات الإسلامية العليا في الولايات المتحدة (كولومبيا ـ ماريلاند).
وفي سنة 1989م انتخب عضواً في المجلس الأعلى العالمي للمساجد في مكة المكرمة.
سادساً: المؤتمرات العلمية:
للدكتور مشاركات كثيرة في مؤتمرات علمية دولية قدّم فيها بحوثاً منها:
المؤتمر الدولي للتاريخ والآثار - (بغداد 1973م)
ومؤتمر ابن عساكر - (دمشق 1979م).
وندوة دراسة جنوب الجزيرة العربية - (كيمبرج 1981م)،
ومؤتمر تعريب العلوم - (دمشق 1982).
والمؤتمر الإسلامي الشعبي الأول في بغداد - (1983م).
ومؤتمر اتحاد الجمعيات الإسلامية في كندا - (جنيف 1983).
ومؤتمر أسلمة المعرفة - (ماليزيا 1983)،
والندوة الإسلامية في الباكستان - (إسلام آباد 1984م)،
والندوة الإسلامية العالمية (داكار 1985م)
والمؤتمر الإسلامي الشعبي الثاني - (بغداد 1985)، حيث انتخب سكرتيراً عاماً للجنة المتابعة المنبثقة عن هذا المؤتمر ثم أميناً عاماً له. .
وكان الأستاذ بشار عواد معروف من المؤسسين للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وقد انتخب رئيساً للجنة النشر والإعلام في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، وعضواً في رئاسة المجلس المذكور الذي اتخذ القاهرة مقراً له.
وحضر منذ سنة 1983م أكثر من ثمانين مؤتمراً إسلامياً رسمياً وشعبياً أسهم فيها إسهاماً فاعلاً ، وشارك في صياغة قرارات وتوصيات العديد منها.
سابعاً: آثاره العلمية:
يعدّ الدكتور بشار من أنشط من كتب في العالم الإسلامي! نعم، هناك من ألّف، وحقّق أكثر منه، ولكن في ميزان الاتقان والضبط فله قصب السبق، ومن أهم ما ميّز عمل الدكتور أنه جمع بين العلم الشرعي والأكاديمي، وبرع في الجمع بينهما، فالمعلومة يصل إليها بمسار واضح ودقيق، فلله درّه!
أ- الكتب المؤلفة: ومن تصانيفه الماتعة:
1 - أثر الحديث في نشأة التاريخ عند المسلمين.
2 - المنذري وكتابه التكملة.
3 - تواريخ بغداد التراجمية - بغداد 1974م.
4 - الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام.
5 - ضبط النص والتعليق عليه.
6 - الإسلام ومفهوم القيادة العربية للأمة الإسلامية.
7 - علي والخلفاء.
8 - البيان في حكم التغني بالقرآن.
9 - المنتقى من حديث المصطفى.
10 - الحقوق في الإسلام.
11 - وقال ربكم ادعوني استجب لكم.
12 - في تحقيق النص.
13 - تحقيق النصوص بين أخطاء المؤلفين وإصلاح الرواة والنساخ والمحققين.
ومن مؤلفاته التي شاركه فيها غيره:
1 - المسند الجامع لأحاديث الكتب الستة ومؤلفات أصحابها الأخرى وموطأ مالك ومسانيد الحميدي وأحمد بن حنبل وعبد بن حميد وسنن الدارمي وصحيح ابن خزيمة، بمشاركة الأخوة: السيد أبي المعاطي محمد النوري ((رحمه الله))، ومحمود محمد خليل، وأحمد عبد الرزاق عيد، وأيمن إبراهيم الزاملي. وهو أضخم موسوعة حديثية نُظِّمت على أحدث الطرائق العلمية في اثنين وعشرين مجلداً.
2 - تحرير تقريب التهذيب - للحافظ ابن حجر العسقلاني بالمشاركة مع شيخنا العلامة الشيخ شعيب الأرنؤوط.
3 - موسوعة أقوال يحيى ابن معين في رجال الحديث وعلله.
4 - حضارة العراق.
5 - حاضر العالم الإسلامي.
6 - رحلة في الفكر والتراث.
7 - تاريخ العراق.
8 - الإسلام والمستقبل
ب- الكتب المحققة:
وقد برع د. بشار في التحقيق كما برع في التأليف، ولا أدلَّ من تحقيقاته الماتعة، وهي كثيرة ومتوافرة بين أيدي طلبة العلم، ومنها:
1 - كتاب الوفيات لأبي مسعود الحاجي ((ت 566هـ))، بمشاركة الدكتور أحمد ناجي القيسي.
2 - أهل المئة فصاعداً، للحافظ الذهبي.
3 - ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، لابن الدبيثي ((ت 637هـ)).
- مشيخة النعال البغدادي ((ت 659هـ)) بمشاركة عمه العلامة الدكتور ناجي معروف ـ رحمه الله (طبعه المجمع العلمي العراقي سنة 1975).
5 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للحافظ المزي ((ت 742هـ)).
6 - سير أعلام النبلاء، للحافظ الذهبي.
7 - معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للحافظ الذهبي.
8 - الموطأ للإمام مالك بن أنس، برواية أبي مصعب الزهري.
9 - تفسير الطبري من كتابه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق وتهذيب (بالمشاركة).
10 - وجيز الكلام في الذيل على دول الإسلام، للسخاوي ((ت 902هـ))، (بالمشاركة).
11 - الموطأ، للإمام مالك بن أنس، برواية يحيى بن يحيى الليثي ((ت 234هـ)).
12 - الجامع الكبير، للإمام أبي عيسى الترمذي.
13 - سنن ابن ماجه القزويني.
14 - كتاب الحوادث، لمؤلف من القرن الثامن الهجري (وهو الكتاب المسمى وهماً بالحوادث الجامعة والتجارب النافعة، والمنسوب لابن الفوطي)، (بالمشاركة).
15 - حياة الصحابة، للكاندهلوي ((ت 1384هـ)).
16 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للإمام المزي ((ت 742هـ)).
17 - تاريخ مدينة السلام، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي ((ت 463هـ)).
18 - تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للحافظ شمس الدين الذهبي (ت 748هـ).
19 - معجم شيوخ تاج الدين السبكي (825 صفحة) (بالمشاركة)
20 - صلة التكملة لوفيات النقلة، لعز الدين الحسيني (ت695هـ).
21 - العبر وديوان المبتدأ والخبر، لابن خلدون (ت808هـ).
22 - تاريخ علماء الأندلس (ت 403هـ)، لابن الفرضي.
23 - المستملح من كتاب التكملة، للذهبي.
24 - جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس، للحميدي (ت 488هـ). (بالمشاركة).
5 - الطبقات الصغير (بالمشاركة).
26 - فهرسة ابن خير الإشبيلي.
27 - الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال.
28 - عيون الإمامة ونواظر السياسة، لأبي طالب المرواني.
29 - جنة الرضا في التسليم لما قدّر الله وقضى، لابن عاصم الغرناطي، (بالمشاركة)
30 - المعجم في أصحاب القاضي الإمام أبي علي الصدفي، لابن الأبار.
31 - التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار.
ج- وله أبحاث علمية رصينة، وهي كثيرة جاوزت الأربعين، نشرت في مجلات:
معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية، ومجلة المجمع العلمي العراقي، ومجلة كلية الآداب بجامعة بغداد، ومجلة كلية الدراسات الإسلامية ببغداد، ومجلة كلية الشريعة ببغداد، ومجلة المورد العراقية، ومجلة الأقلام ببغداد، ومجلة التراث السورية بدمشق، ومن هذه البحوث:
1 - مظاهر تأثير علم الحديث في علم التاريخ عند المسلمين _الأقلام البغدادية ، السنة الأولى، العدد الخامس، (بغداد 1965م).
2 - الغزو المغولي كما صوره ياقوت الحموي (الأقلام: السنة الأولى، العدد الثاني عشر بغداد 1965م).
3 - شهدة بنت أحمد (مجلة بغداد 1967م).
4 - كتب الوفيات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي (مجلة كلية الدراسات الإسلامية العدد الثاني ـ بغداد 1968م).
5 - المستدرك على معجم البلدان لياقوت الحموي (مجلة كلية الشريعة العدد الثالث، بغداد 1968م)
6 - معاجيم الشيوخ والمشيخات وأهميتها في دراسة التاريخ الإسلامي (مجلة الأقلام البغدادية 1969م).
7 - من هو مؤلف تاريخ بُخارى (مجلة الأقلام البغدادية 1970م).
8 - رشيد الدين ابن المنذري (الرسالة الإسلامية بغداد 1970م ـ العدد 46).
9 - تاريخ ابن الفرات (نقد) (مجلة المورد، السنة الأولى ـ العددان 1 ـ 2 ـ بغداد 1971).
10 - أصالة الفكر التاريخي عند العرب (بحث ألقي في المؤتمر الدولي للتاريخ المنعقد ببغداد في آذار؛ مارس 1973، ثم نشرته وزارة الإعلام العراقية
ثامناً مذهبه الفقهي:
كان الدكتور يميل إلى مذهب أبي حنيفة أولاً، وطالما سمع منه في دورسه، يقول ذلك، ثم صار بعد ذلك ميالاً لمذهب أهل الحديث، ويظهر ذلك بوضوح في تحقيقه لجامع الترمذي، وتحقيقاته الأخرى، فهو يرجح ما صحّ في الباب الفقهي من الأحاديث، غير ملتزم بمذهب معين، بل رأيته أحياناً كثيرة يميل إلى ترجيحات شيخ الإسلام ابن تيمية ويقدمها على غيرها، والله أعلم.
تاسعاً: همته وفطنته، وتواضعه:
يمتاز الأستاذ بشار عواد معروف بفطنة عالية وذكاء حاد، وهمّة لا نظير لها اليوم، فهو يجلس يقرأ ويبحث ويحقق ما يقرب من ثلثي يومه!
كلما زاره الإنسان يجده ممسكاً قلمه وكتابه وقراطيسه ، لم يكل ولم يمل، بل تشعر أنه لا يريد ترك قلمه وقرطاسه.
ولابد من الإشارة إلى ما افتراه المغرضون وتعلق به الحاسدون زاعمين أنّه لا يعمل شيئاً، وأنّ طلابه هم من يحقق ويشتغل! وهذا والله محض افتراء، فهو كان يعمل بيديه ، ويجلس أمام طلابه الساعات الطوال يحقق، ويكتب، والغريب أن من يثير ذلك ليس كبير أحد، وإنما الكسالى الذين لا ينتجون، ولا يكتبون اللهم إلاّ صفحات رسائلهم الجامعية أو قريب منها، لذا فالرجل محقق كبير وعالم بالعلل والرجال منقطع النظير في هذه الأزمنة التي نطقت فيها رويبضات لا يعرفون من العلم إلا اسمه! وكل منصف يعرف إنه عالم متقن لصنعة الحديث، في مصاف العلامة الألباني رحمه الله، ونظرائه.
وغالب من تكلم فيه إنما تكلم بناء على بعض كلام شيخنا المحقق صبحي السامرائي -حفظه الله-، وقد جرى بينهما ما يجري بين الأقران-يغفر الله للجميع- ،ومن باب الإنصاف أن نقول الدكتور بشار يثني على الشيخ صبحي السامرائي في أكثر من محفل.
وكان الدكتور يبجّل الشيخ الألباني كثيراً، والشيخ ابن باز، وابن عثيمين وكذا شيخه وصديقه أبا غدة، وصديقه الشيخ شعيب الأرنؤوط، وشيخه وصديقه الشيخ حمدي السلفي، ويبجل الشيخ سعيد حوّى -رحمه الله-والشيخ حوّى يبجله ويثني عليه.
أما تواضعه:
فكل من يعرف الدكتور يعرف أدبه الرفيع وتواضعه الشديد، وله على تواضعه هيبة العلم ووقاره.
ومن تواضعه وأدبه مع رسول الله :
أنّه كان يأبى أن يدرس حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا والطلاب جلوس على أرض مسجد الجامعة -ويومها كان رئيساً للجامعة- وهذا الأمر وإن كان معتاداً في مساجد العراق، ولكنه غريب بالنسبة للجامعات الأكاديمية، ويدلّ على تعظيمه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،وكان يتعامل مع طلابه بنفس الأب والصديق.
ومن أميز صفاته أنّه كان شجاعاً لا يخفي اعتقاده ورأيه، فمثلاً: كان طلابه يسمعون منه دوماً عبارة قوية وواضحة في مجالسه العامة ومناقشاته العلمية في الجامعة الإسلامية -حتى بعد خروجه منها-ولا يبالي بالغلاة أو العصاة أو السلطات، وهذه في ذاك الوقت مجازفة خطيرة، وكان يعيب على الطلبة عدم الرجوع والانتفاع من مؤلفات الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-وكان هذا في وقت لا يجرأ أحد على ذكر الشيخ الألباني إلا ذاماً له!
وهو الآن يقطن عمّان الأردن، وهو بصحة وعافية، متعنا الله بعلمه وعمره.
أهم المصادر
1- تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري، يونس الشيخ ابراهيم السامرائي، مطبعة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بغداد 1982م.
2- تاريخ مدينة السلام (بغداد)،أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي (المتوفى: 463هـ)،تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2002 م.
3- الثقات، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)،طبع بإعانة: وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية، تحت مراقبة: الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند.
3- ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل (مطبوع ضمن كتاب «أربع رسائل في علوم الحديث» ،شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر - بيروت، الطبعة الرابعة، 1410هـ، 1990م.
4- سؤالات السلمي للدارقطني، محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم النيسابوري، أبو عبد الرحمن السلمي (المتوفى: 412هـ)،تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد ود/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي، الطبعة الأولى، 1427 هـ.
5- سير أعلام النبلاء، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405 هـ / 1985 م.
6-معرفة أنواع علوم الحديث، ويُعرف بمقدمة ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن، أبوعمرو، تقي الدين المعروف بابن الصلاح (المتوفى: 643هـ)،تحقيق: نور الدين عتر، دار الفكر- سوريا، دار الفكر المعاصر - بيروت، 1986م.
7- مذكرات سليمان الفيضي، تحقيق باسل سليمان الفيضي، طـ الرابعة شركة مطبعة البغدادية المحدودة.
8- ميزان الاعتدال في نقد الرجال، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)،تحقيق: علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان الطبعة الأولى، 1382 هـ - 1963 م.
وسوم: العدد 648