سليمان الحلبي
حدث 17 حزيران (يونيو)
1800 إعدام البطل سليمان الحلبي، أحد طلبة الأزهر، بعد قتله قائد الحملة الفرنسية على مصر كليبر.
ولد عام 1777 في قرية (عفرين) شمال غرب مدينة حلب، أرسله أبوه عام 1797 إلى القاهرة لتلقي العلوم الإسلامية في جامع الأزهر.
كان وطيد الصلة بالشيخ أحمد الشرقاوي الذي قاوم الغزوة الفرنسية وساهم في إشعال ثورة القاهرة الأولى عام 1798، وقد رد الغزاة بقصف الجامع الأزهر وتدنيسه وحكم على ستة من شيوخ الأزهر بالإعدام كان بينهم أستاذ سليمان الحلبي الشيخ أحمد الشرقاوي، الذي اقتيد إلى القلعة حيث ضربت عنقه مع أعناق الشيوخ الخمسة الآخرين، وفصلت رؤوسهم عن أجسادهم، ودفنوا في قبور غير معلومة، وبعد تمكن الغزاة من إخماد ثورة القاهرة الأولى، غادر سليمان الحلبي القاهرة إلى مسقط رأسه عفرين ليلتقي في حلب أحمد آغا وهو من انكشارية إبراهيم بك، حيث كلفه بالعودة إلى مصر لاغتيال خليفة بونابرت الجنرال كليبر.
وفي القاهرة انضم سليمان إلى مجموعة من المقيمين في (رواق الشوام) من طلبة الأزهر، وهم أربعة شبان من مقرئي القرآن من أبناء غزة، حيث أبلغهم عزمه على قتل الجنرال كليبر، وصباح يوم 15 حزيران (يونيو) 1800 كتب سليمان الحلبي عدداً من الابتهالات ثم ثبتها في مكان مخصص لذلك في الجامع الأزهر ثم توجه إلى بركة الأزبكية، حيث كان الجنرال كليبر يقيم في قصر محمد بك الألفي، الذي اغتصبه بونابرت وأقام فيه، ثم سكنه بعد رحيله إلى فرنسا، خليفته الجنرال كليبر الذي ما إن فرغ من تناول الغداء في قصر مجاور لسكنه (ساري عسكر داماس) ، حتى دخل سليمان حديقة قصر محمد الألفي بك الذي يقيم فيه كليبر، ومعه كبير المهندسين الفرنسيين قسطنطين بروتاين، وقد تمكن سليمان من طعنه بنصلة سكين أربع طعنات قاتلة، وطعن كبير المهندسين قسطنطين بروتاين ست طعنات غير قاتلة، و قد تمكن اثنان من العساكر الفرنسيين من إلقاء القبض عليه في حديقة القصر.
حوكم بعد حرق يده اليمنى خلال التحقيق معه حتى عظم الرسغ، وأدين رفاقه بالتستر على (الجريمة) قبل وقوعها ، وحكم على سليمان بالإعدام بالخازوق، وعلى رفاقه الطلبة بالإعدام، وفصل رؤوسهم عن أجسادهم، على أن يتم قطع رؤوسهم أمام سليمان قبل إعدامه وقد نفذ حكم الإعدام بالفلسطينيين الثلاثة أمام عيني سليمان، ثم حرقت أجسادهم، ثم غرس وتد الخازوق في مؤخرة سليمان الحلبي فوق (تل حصن المجمع ـ تل العقارب) ، ثم ترك جثمانه عدة أيام تنهشه الجوارح، ثم دفن جثمان الجنرال كليبر في موضع من القاهرة قريب من (قصر العيني)، بعد تشييعه في مراسم رسمية، وقد كان جثمانه موضوعاً في تابوت من الرصاص ملفوفاً بالعلم الفرنسي.
وسوم: العدد 673