خواطر من رحلة العمر
سيد قطب
لم يكن سيد قطب ولم يعد، إنسانا يعبر عن مرحلة من تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، ولا من تاريخ مصر، ولا من تاريخ من ينتمي إلى لغته العربية ولا أمته الإسلامية ، بل صار معلما إنسانيا.
فبعد خمسين عاما من عودة جسده إلى التراب الذي خلقه منه الله سبحانه وتعالى وصعود روحه إلى السماء.. ما استطاعت كل سهام التنكيل والتشويه أن تُلحق تراثه بجسده، فتواريه تحت التراب، كما أراد الفرعون وأنصاره وتابعوه وتابعو تابعيه، وما زال هذا المفكر يخوض جولاته وأهمها- وهو ما أعطى له زخمه وتميزه – تصديه لضلال يطل برأسه كل فترة من الزمان ثم يختفي .. ثم يعود ثم يختفي، وهكذا إلى قيام الساعة، وهي حالة جاهلية يتلبثها كل فرعون، بشرا كان أم نظاما أم فكرا، على أي أرض وفي أي زمن، عندما ينسيه الشيطان ذكر ربه الخالق المعبود، فينطق لسانه وبئس ما ينطق: ( ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ) وتتلبسه روح إبليس اللعين حتى وإن لم يتحرك لسانه بها " أنا ربكم الأعلى".
وسوم: العدد 684