الأديب الشهيد سيد قطب

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image001_207a9.jpg

  ( في الذكرى الخمسين لاستشهاده )

ولد صاحب الظلال سنة ١٩٠٦ ، 

وتخرج من كلية دار العلوم سنة ٣٣

عمل في شبابه في الصحافة فحارب الفساد والانحراف في الحياة السياسية والاجتماعية ودعا إلى الإصلاح على أساس الإسلام ، 

وألفّ عددا من الكتب غلب عليها الوجهة الأدبية في بداية حياته العلمية ، وكان من مدرسة العقاد

ثم تحول إلى العطاء الفكري الإسلامي 

عام ٤٥ فألفّ أول كتاب إسلامي ( التصوير الفني في القرآن ) وابتعد عن مدرسة العقاد

عام ٤٧ اتجه إلى الإسلام ، وصار أحد رواد الفكر الاسلامي المعاصر ، ودعا إلى بعث إسلامي  

عام ٤٨ُ أوفد إلى أمريكا للإطلاع على مناهج التعليم  ، ولاحظ الفرحة التي عمت أمريكا حين أغتيل حسن البنا ، فأخذوا يرقصون ويغنون ، تسأل عن الأمر ، قيل له : إن أخطر عدو للغرب قد قتل في مصر ، وهو حسن البنا مرشد الإخوان ، فقرر يومها الإتصال بهم فور عودته إلى مصر ، وقد كان .

فسر القرآن تفسيرا جديدا ، كان فيه صاحب مدرسة جديدة ، وهي ( التفسير الحركي ) ، نقل الناس إلى جو القرآن من جديد ، وكشف لهم أسرار الكلمات ومعانيها .

لم يصدر أحكاما شرعية على الناس ، ولم يقل بتكفير الناس ( مهمتنا تعريف الناس بحقيقة لا إله إلا الله ، لان الناس لايعرفون مقتضاها الحقيقي وهو التحاكم إلى شريعة الله )

عقيدته عقيدة السلف الصالح ، وفكره سلفي خال من الشوائب ، تركز حول موضوع التوحيد الخالص 

واجه الجاهلية المعاصرة وأظهر حقيقتها ، سقى تربة الدعوة بدمه ، وغذاها بفكره  ، وعرض لمشكلات الساعة وقضاياها الملحة : 

⁃ واجه الشيوعية والرأسمالية بكتابه ( العدالة الاجتماعية في الآسلام ) و ( معركة الإسلام والرأسمالية ) 

⁃ واجه انحراف الحضارة فكتب ( الإسلام ومشكلات الحضارة ) 

⁃ واجه المناهج الضالة فكتب ( خصائص التصور الإسلامي ) و ( هذا الدين ) و ( المستقبل لهذا الدين ) 

⁃ وضع منطلقات العمل الحركي فكتب ( معالم في الطريق ) 

⁃ وحاضر في بلاد الشام حين حضوره المؤتمر الاسلامي للقدس مع السباعي والطنطاوي والعطار .

كتب مقالا بعنوان ( الإسلام الأمريكاني ) يقول رحمه الله : 

( إنهم يريدون إسلاما أمريكانيا ، يريدون الإسلام الذي يستفتى في نواقض الوضوء ، ولا يستفتى في أوضاع المسلمين السياسية والإقتصادية والاجتماعية ، إنها لمهزلة ، بل إنها لمأساة )

واختلف سيد مع رجالات الثورة في مصر ، بعد أن انقلب العبد الخاسر عبد الناصر على محمد نجيب ، وتفرد بالسلطة ، وأقام الحكم الديكتاتوري ، وتعدى على رجال القانون والدعاة واستاذة الفكر ، فاعتقل مطلع ٥٤ لمدة شهرين ، ثم اعتقل بعد مسرحية حادث المنشية وهي من صنع المخابرات الامريكية ، التي أتهم فيها عبد الناصر الإخوان بمحاولة اغتياله سنة ٥٤ ، وحكم عليه بالسجن ١٥ سنة ونال من التعذيب مانال ، وأفرج عنه بواسطة الرئيس العراقي عبد السلام عارف سنة ١٩٦٤ بعفو صحي .

عام ٦٥ أعلن العبد الخاسر من موسكو ؟؟؟ 

عن مؤامرة لاغتياله دبرها له الإخوان بقيادة سيد لاغتياله ، فاعتقل سيد للمرة الثالثة ، وسيق الى السجن الحربي ، وبدأت محاكمته ، وأصدرت المحكمة برئاسة فؤاد الدجوي سنة ٦٦ حكمها بإعدام سيد قطب إبراهيم ؟؟؟؟

ووصلت الوفود والبرقيات تطالب العبد الخاسر بعدم تنفيذ الإعدام ، الملك فيصل أرسل الوفود والبرقيات ، أوصل البرقية سامي شرف لعبد الناصر مساء ٢٨/ ٨/ ١٩٦٦ فقال العبد الخاسر : أعدموه في الفجر ، وأعرض علي البرقية بعد الإعدام .

وتم تنفيذ الحكم ( حكم الإعدام )

في مثل هذا اليوم ٢٩/ ٨/ ١٩٦٦

طُلب من سيد رحمه الله قبل إعدامه أن يكتب اعتذرا ، فقال :

( إن أصبع السبابة التي تشهد لله بالواحدانية في الصلاة ، تأبى أن تكتب كلمة واحدة تقر بها لحاكم طاغية )

هزّ إعدام سيد العالم العربي والإسلامي ، وأثار العلماء والدعاة ، وأثلج صدور اليهود والصليبية والملاحدة والشيوعيين .

فخرج علال الفاسي فورا من مصر .. وقال أخشى أن ينزل غضب الله علينا 

وكانت هزيمة الجيش المصري في معركة حزيران .. مات نصف الجيش عطشا في صحراء سيناء .. والنصف الأخر خلعت له إسرائيل ثيابه وذهب إلى أهله عاريا بعد أن عبر القناة سابحا ؟؟؟

قال الزعيم المغربي علال الفاسي :

كيف ينصر الله جيشا قائده قاتل سيد قطب!!

رحم الله سيد قطب ..

الرجل الصلب ، صاحب القلم البليغ ، والأدب الرفيع ، صاحب التصوير والعدالة والظلال

رحم الله سيد قطب القائل ( الحقيقة الكبرى لحسن البنا هي البناء ، وإحسان البناء ، بل عبقرية البناء )

رحم الله سيد القائل ( إن دعوة الاخوان ، دعوة مجردة من التعصب ، وإن الذين يقاومونها هم المتعصبون )

رحم الله سيد القائل ( إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح ، وكتبت لها الحياة )

رحم الله سيد القائل : 

     أخي أنت حر وراء السدود 

                   أخي أنت حر بتلك القيود 

إذا كنت بالله مستعصما 

                فماذا يضيرك كيد العبيد

ويقول لك أيها المجاهد ، أيها الثائر ، أيها البطل ، يابن حلب وداريا ، يابن ثورة الكرامة 

   أخي فامض لا تلتفت للورى 

                طريقك قد خضبته الدماء 

ولا تلتفت هنا أو هناك 

               ولا تتطلع لغير السماء

فإني لأسمع صوت الدماء 

            قويا ينادي الكفاح الكفاح

سنثأر لكن لرب ودين 

        ونمضي على سنتي في يقين 

فإما إلى النصر فوق الأنام

             وإما إلى الله في الخالدين

اخيرا : 

لاندعي العصمة لسيد ، ولا لغيره من الدعاة ، فكل يؤخذ من كلامه ويترك ، إلا المعصوم نبينا عليه السلام

ونحن لا نقدس الشهيد ، ولا نقدس الآشخاص ، ولكن نقدره ونوفيه حقه

وماأضيع أمة لاتعرف حق علمائها العاملين ، ومجاهديها الصادقين

أخي إن نمت نلق أحبابنا 

             فروضات ربي أعدت لنا 

وأطيارها رفرفت حولنا 

          فطوبى لنا في ديار الخلود

اخي ستبيد جيوش الظلام 

      ويشرق في الكون فجر جديد

والله أكبر ولله الحمد

وسوم: العدد 684