الشهيد ثامر عجاج الخميس

في محافظة القنيطرة ولد ثامر عام 1953م، ليحيا مع أسرته هناك أمناً وادعاً، حتى كانت فاجعة الخامس من حزيران حيث نزح مع أسرته إلى منطقة المزيريب قرب درعا، ليعيش ظروف النزوح القاسية.

وبعد أن أنهى دراسته الثانوية هناك، انتسب إلى أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية عام 1973 – 1974م ليتخرج ضابطاً ميكانيكياً في الجيش السوري..

لقد انتسب ثامر إلى الجيش السوري وهو يتقد حماساً وغيرة، ولديه قناعة كاملة بمتابعة العمل في المدرسة العسكرية:

لقد وضعت نصب عيني عدوين اثنين: بائع الجولان ومشتريها..

ويقصد حافظ أسد وإسرائيل..

لقد كان ينظر إلى الطاغية أسد نظرته إلى ألعن خائنٍ ومجرم فهو الذي سلم الجولان لإسرائيل بموجب ثمن مقبوض.. لكنه لم ير بداً من متابعة التخصص العسكري، تأهباً وإعداداً لليوم الذي تستطيع فيه سورية المصابرة التخلص من الأخطبوط المتحكم برقابها.

ولم يكن بعيداً عن الجهاد والمجاهدين، فالأمر يتعلق بالدين والكرامة، إنها قضية أمة يتآمر عليها عدو داخلي وعدو خارجي.

كانت هذه رؤية ثامر الذي آلى على نفسه ألا يألو جهداً في الذود عن حمى الإسلام وكرامة المسلمين وأنى له ذلك بغير جهاد المعتدين، الذين لا هم لهم إلا النيل من الإسلام والمسلمين؟

كان رحمه الله – يعتني بلياقته البدنية، ويرى عنايته بها من أهم الواجبات، فلا عجب أن كانت له ساعات رياضة خاصة يقضيها في الهواء الطلق فيما زملاؤه يغطون في سبات عميق.

كانت كلمته الأولى والأخيرة: الواجبات أكثر من الأوقات

وكان يقول: إن أمتنا الكبرى تعلق علينا الآمال الجسام.

ويتساءل ثم يجيب..

نحن من نحن؟ لسنا إلا النواة الحية لحركة الشعب الرائدة يوم – بإذن الله – لها أن تنطلق لتمحو آثار الخيانة من تاريخنا الحديث، ولتثبت أن العربي المسلم، ما كان له أن يكون على هذه الصورة لولا مؤامرات الخونة والمجرمين.

كان رحمه الله – يدعو زملاءه إلى التحلي بالانضباط وإلى الجدية والالتزام بالنظام العسكري فكثيراً ما كان يردد:

الجيش جيشنا.. لكنه نادراً ما كان باشاً مرحاً في حياته اليومية، فهو يعيش المحنة بأبعادها، ففضلاً عن معاناة الوطن المنكوب.. كان أذيال أسد ينفثون حوله سموم الحقد والكراهية التي يُكِنُّها هؤلاء للإسلام والمسلمين، كان يصفهم بالفئران حيناً وبالجرذان حيناً آخر، ويحمل عليهم في كل أحاديثه، يعريهم، ويفضحهم شأنه في ذلك شأن كل الأحرار والشرفاء من أبناء جيشنا الباسل.

لقد اختار ثامر اختصاص المدرعات، فهو ضابط ميكانيكي، وكان هذا الاختصاص محبباً إليه، لأنه من الاختصاصات الضرورية التي ترفع من مستوى كفاءة وحداتنا العسكرية، وتؤهلها لخوض معارك الشرف.

ثم كان انتقاله إلى إدارة المركبات في حرستا لإكمال اختصاصه حيث تخرج بعد ذلك برتبة ملازم أول مهندس، باختصاص ميكانيك مدرعات وبدرجة جيد جداً عام 1979م، ثم فرز إلى إدارة المركبات، ليمارس عمله خبيراً في سلاح المدرعات، غير أنه بعد فترة وجيزة اعتقلته سلطات البغي والإجرام..

نعم اعتقل ثامر بتهمة مواطن شريف، وبلا محاكمة أُعدم في السابع من أيار عام 1980م. رحم الله ثامر وأسكنه فسيح جناته، ورحم شهداءنا الأحرار من المجاهدين الأبطال وإنها لبشرى إن شاء الله.

وسوم: العدد 716