السُهْرَوَرْدِي
هو الأديب والفيلسوف شهاب الدين يحيى بن حبش السُهْرَوَرْدِي ، وُلِد في سُهْرَوَرْد ، ونشأ بمَراغة " أشهر بلاد أذربيجان "، دخل حلب في زمن الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي سنة 579هـ ونزل في المدرَسة الحَلَويَّة بحلب ، وحضر دروس علمائها، وناظرهم في عدة مسائل فلم يجارِهِ أحدٌ منهم وظَهَر عليهم، وظَهر فضلُه للملك الظاهر فقرَّبه وأقبل عليه وتخصص به، فازداد تغيظ المناظرين عليه ورموه بالإلحاد والزَّندقة، وكتبوا بذلك إلى الناصر صلاح الدين وحذروه من فساد عقيدة ابنه الظاهر بصحبته، فكتب صلاح الدين إلى ابنه الظاهر يأمره بقتله ، فسجنه الظاهر غازي، ثم قتله سنة 587 هـ / 1191 م ودُفِن بباب الفرج، وقد كُتب على قبره:
قد كان صاحبُ هذا القبرِ جوهرة.ٌ..... مكنونةٌ قد براها الله من شَرَفِ
فلم تكن تعرف ُالأيامُ قيمـــــــتَه....... فردَّها غيرةً منه إلى الصَّــدف
له كتبٌ بعضها مخطوط والآخر مطبوع ، من شِعره المشهور:
أَبداً تَحــــــنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ...... وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم ..... وَإِلى لَذيذ لقـــائكم تَرتاحُ
فَتَشَــبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم ...... إِنَّ التَّشَبّــــه بِالكِرامِ فَلاحُ
• المدرسة الحلوية ؛ تقع أمام الباب الغربي للجامع الأموي الكبير بحلب في محلة جب أسد الله ، وكانت تُعرف بمسجد السَّراجين، وسُميَّت بالحَلَويَّة،جدَّد بناءها الملك العادل نورُ الدين محمودُ بنُ زنكي سنة 543هـ/ 1148م وأقام بها غُرفاً لطلاب العلم وجعلها مدرسةً للأحناف، وأوقف لها أوقافاً وشرط لها شروطاًفكانت من أعظم المدارس صيتاً وأكثرها طلبة وأكثر القائمين عليها مرتباً.