من أدب الدعاء حسن الثناء على الله في مقدمته
ويقول المثل : صاحب الحاجة أرعن لا يرده إلا قضاؤها ..والله يحب من يدعوه بأي طريقة وبأي صيغة . والله أولى بعبده الملهوف يهجم بدعائه هجوم المضطر اللهم اغفر لي ..اللهم ارحمني ..اللهم انصرني ..اللهم ارزقني ..
ولكن نص أهل العلم أنه من زيادة الأدب مع الله أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله وتعظيمه وتمجيده وتسبيحه وإظهار الخضوع والانكسار بين يديه قبل الولوج إلى السؤال وطرح الحاجة ..فيظل العبد يقول : يا ربنا ..يا ربنا ..يا خالقنا ..ياولينا ..يا مدبر أمرنا ..لا إله لنا غيرك فنعبده ..ولا رب لنا سواك فندعوه ..أغلقت في وجوهنا الأبواب ..وانقطع منا الحول والطول والقوة ... ندعوك دعاء من ذلت لك عنقه ورغمت لك أنفه ..مولانا ما جرأنا عليك جهل بك وإنما غرنا فيك جودك وكرمك وأنك رب قدير عزيز كريم رحيم تجيب دعوة المضطر ويزيد في مثل هذه الضراعة ما استطاع ثم يبسط مسألته ..
سيدنا يونس في بطن الحوت اكتفى بالتهليل وبالتسبيح والإقرار على نفسه : " فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
من الصيغ المأثورة عن رسول الله في الثناء على الله ...
" اللهم ربنا لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق.
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم أيضا :
" اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
الحديث الأول متفق عليه والثاني في صحيح مسلم ..
وأطر دعائك بعد الثناء على مولاك بالصلاة والسلام على من علمك وهداك في مطلعه واجعل ختم دعائك الصلاة على محمد وعلى آله والصحب وأيقن أن الله قريب مجيب ..وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ..
دعاء مضطر ندعوك للشام وأهل الشام يا رب العالمين ..
وسوم: العدد 824