وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ
الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، قال الله تعالى "لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"-البقرة284-، وقال الله تعالى "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ"-الحج47-، وقال الله تعالى "يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ"-السجدة5-، ثم عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ فَمَرَّتْ سَحَابَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟» فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: «السَّحَابُ» فَقُلْنَا: السَّحَابُ. فَقَالَ: «وَالْمُزْنُ» فَقُلْنَا: وَالْمُزْنُ. فَقَالَ: «وَالْعَنَانُ» ثُمَّ سَكَتَ ثُمَّ قَالَ: «تَدْرُونَ كَمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» فَقُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. فَقَالَ: «بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَمَاءٍ إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَكِثَفُ كُلِّ سَمَاءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ، وَفَوْقَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ رُكَبِهِمْ وَأَظْلَافِهِمْ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ» المستدرك على الصحيحين، ثم عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْبَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ فِيهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّتْ بِهِمْ سَحَابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: «مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ؟» قَالُوا: السَّحَابَ، قَالَ: «وَالْمُزْنَ» قَالُوا: وَالْمُزْنَ، قَالَ: «وَالْعَنَانَ» قَالُوا: وَالْعَنَانَ" قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «لَمْ أُتْقِنِ الْعَنَانَ جَيِّدًا» قَالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مَا بُعْدُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ؟» قَالُوا: لَا نَدْرِي، قَالَ: «إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً، ثُمَّ السَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ» حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ «ثُمَّ فَوْقَ السَّابِعَةِ بَحْرٌ بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوْقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلَافِهِمْ وَرُكَبِهِمْ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِمُ الْعَرْشُ مَا بَيْنَ أَسْفَلِهِ وَأَعْلَاهُ مِثْلُ مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوْقَ ذَلِكَ» سنن أبي داود، وبعد:- (1) حساب سرعة الضوء من آيات القرآن المجيد:- قول الله تعالى ’’وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‘‘(الحج:47) مفسر في قول الله تعالى ’’يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ‘‘-السجدة5- أي صار تدبير الأمر يوم القيامة على الأرض في مدة قدرها مدة أيام ألف سنة قمرية والأرض مشرقة فيها بنور الله المنبعث من عرش قضاء الرحمن، ثم بعد انتهاء ذلك التدبير بذهاب الكفار إلى أبواب جهنم على صراط الجحيم وذهاب المؤمنين إلى أبواب الجنة على الصراط المستقيم تعرج ملائكة التدبير إلى ما تحت عرش قضاء الرحمن، ليطوي الله عز وجل بعدها السموات بيمينه لتطبق على الأرض، وكان تدبير الأمر في الدنيا في كل يوم في زمن مقداره من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إن مسافة ما تقطعه الأرض حول نفسها في الدنيا في زمن التدبير على الأرض يوم القيامة يساوي سرعة سطح الأرض مضروب بزمن الألف سنة ويساوي 1,674.36 كم/ساعة مضروب بـ جتا 21.422 {خط عرض مكة} وبـ 1000 و بـ 354.37 وبمتوسط زمن اليوم في مكة بالساعات، وإذا كان زمن اليوم المثالي يساوي 1.02287405 متوسط زمن اليوم في مكة، فإن أكبر متوسط سرعة لحدوث وإدراك أمر ما معا في الأرض يساوي المسافة التي تقطعها الأرض في الدنيا حول نفسها في زمن تدبير الأمر على الأرض يوم القيامة مقسومة على زمن اليوم المثالي وهو يوم استعجال الكفار العذاب على أنفسهم، لذا تلك السرعة تساوي 540 مليون كم/ساعة أي أنها تساوي 150 مليون م/ث، وهذه نصف سرعة الضوء، وسرعة الضوء هي أكبر سرعة خلقها الله في الدنيا يمكن بها لأمر ما أن يحدث ويمكن بها للعين أن تدرك حدوث ذلك الأمر فقد قال الله تعالى ’’وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ‘‘(السجدة:12)، فبقدر الله تعالى في تدبير أمر الأرض ومن عليها يوم القيامة يتذكر الكفار في يوم القيامة أدق أعمالهم في الدنيا ولو كانت حدثت بأسرع سرعة وهي سرعة الضوء، ثم يحشرون بعد زمن ألف سنة إلي أبواب جهنم على وجوههم عميا و بكما و صما كأنهم في الليل مكبوتين فقد قال الله تعالى ’’يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى‘‘-النازعات35-، وقال الله تعالى ’’أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ‘‘-العنكبوت4-، والله أعلم، (2) كيفية حساب سمك السماء الدنيا: (ا) إن أقل بعد للشمس عن الأرض هو 147 مليون كم، لذا المسافة التي تقطعها الأرض حول الشمس في يوم مثالي طوله س ساعة هي س مقسومة على 24 و 365.24 مضروبة بـ 2ط و 147 مليون كم فهي تساوي 105.368س ألف كم، (ب) لأن الأرض تشرق يوم القيامة بنور عرش قضاء الرحمن لقول الله تعالى ’’وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا‘‘(الزمر:69) فكأنها تريد الدوران حوله، ويوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، لذا المسافة التي تريد أن تقطعها الأرض يوم القيامة حول عرش قضاء الرحمن تساوي 105.368س ألف كم مضروبة بخمسين ألف و 354.37 وتساوي 1867س ألف مليون كم، (ت) المسافة السابقة تساوي س مقسومة على 24 و 365.24 من محيط دائرة مركزها عرش قضاء الرحمن ونصف قطرها المسافة بين المركز والأرض، (ث) لذا المسافة بين عرش قضاء الرحمن والأرض يوم القيامة يساوي 1867س ألف مليون كم مضروب بـ 365.24 و 24 مقسومة على س و 2ط ويساوي 2604.6 مليون مليون كم، (ج) إن سرعة الضوء تساوي 300 ألف كم/ثانية، وسنة المسير عبارة عن 3600 ث مضروبة بـ 13.61111 ساعة {هذا تقدير عدد ساعات اليوم المثالي في مكة} مضروبة بـ 354.37 يوم، لذا فإن 2604.6 مليون مليون كم هي عبارة عن 500 سنة قمرية ضوئية، والله أعلم.، (3) مقدار اليوم من أيام خلق السموات والأرض: قال الله تعالى ’’الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‘‘(الفرقان:59)، وقال الله تعالى ’’وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ‘‘(هود:7)، فنتيجة من الحديث الأول أن ما بين الأرض وعرش قضاء الرحمن في الحياة الدنيا مسيرة 7500 سنة ضوئية، والزاوية التي تريد أن تقطعها الأرض حول العرش في يوم من أيام خلقهن هي ذات الزواية التي تقطعها الأرض حول الشمس في اليوم، وأقل بعد للشمس عن الأرض يساوي 147 مليون كم. (ا) طريقة الحساب الأولى: مقدار اليوم من أيام خلق السموات والأرض يساوي 7500 سنة قمرية ضوئية مضروب بـ 300 مليون م/ث مضروب بـ 13.6111 ساعة مثالية لكل يوم وليلة مضروب بـ 3600 ث/ساعة مقسوم على 147000 مليون م ويساوي هذا المقدار 750 ألف سنة قمرية من سنين الأرض بعد اكتمال خلق السموات و الأرض وما بينهما فسرعة الضوء هي 300 مليون م/ث، (ب) طريقة الحساب الثانية: مقدار ذلك اليوم يساوي 50 ألف سنة وهو مقدار يوم القيامة مضروب بـ 7500 سنة قمرية ضوئية مقسوم على 500 سنة قمرية ضوئية وهو بعد عرش الرحمن للقضاء يوم القيامة عن الأرض و يساوي 750 ألف سنة، والله أعلم، (4) مقدار اليوم المثالي في حديث الأوعال:- تقدير القول في الحديث «إِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَوِ اثْنَتَانِ أَوْ ثَلَاثٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً»، هو التالي (إن بعد ما بينهما إما واحدة وسبعون سنة أو اثنتان مثلها فوقها أو ثلاث مثلها فوقها)، فإذا كان عدد ساعات اليوم المثالي يساوي 13.632 ساعة فإن التقدير (ثلاث مثلها فوقها) يساوي التقدير التالي (مسيرة خمس مائة سنة بسرعة الضوء) لأن (71 زائد 3 ضرب 71) ضرب 24 قسمة 13.632 يساوي 500، واللفظ (مسيرة خمس مائة سنة) ورد في حديث الأوعال في مسند أحمد والمستدرك على الصحيحين، والله أعلم، فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني واعف عنا، فسبحان الله رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وسوم: العدد 1075