أبواب دمشق من السنة النبوية الشريفة والآثار السنية

عبد الرحيم بن أسعد

الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبعد:- فأبواب دمشق التالية: (1) باب الجابية {اجتهادا بالرسم الأول: الجبية، كقول الله تعالى ’’الغشيه‘‘(الغاشية:1) فجمعها ’’غواش‘‘(الأعراف:41) وجمع جابية هو في قول الله تعالى ’’وجفان كالجواب‘‘(سبأ:13)}: هو باب دمشق ما بين غربها وقبلتها: عن أرطاة، قال: "يكون بين المهدي وبين الروم هدنة، ثم يهلك المهدي، ثم يلي رجل من أهل بيته، يعدل قليلا، ثم يسل سيفه على أهل فلسطين، فيثورون به، فيستغيث بأهل الأردن، فيمكث فيهم شهرين، يعدل بعدل المهدي، ثم يسل سيفه عليهم، فيثورون به، فيخرج هاربا حتى ينزل دمشق، فهل رأيت الأسكفة التي عند باب الجابية حيث موضع توابيت الصرف، الحجر المستدير دونه، على خمسة أذرع، عليها يذبح ولا ينطفئ ذكر دمه حتى يقال: قد أرست الروم فيها بين صور إلى عكا، فهي الملاحم" الفتن لنعيم بن حماد، وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَامَ فِينَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ عَلَى بَابِ الْجَابِيَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا كَقِيَامِي فِيكُمْ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ «أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لِيَحْلِفَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ، وَيَشْهَدَ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ، فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنَالَ بُحْبُحَةَ الْجَنَّةٍ فَعَلَيْهِ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّ يَدَ اللهِ فَوْقَ الْجَمَاعَةِ، لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا أَلَا إِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ أَبَعْدُ، أَلَا مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ» السنن الكبرى للنسائي، ...أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَسْلَمَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، خَرَجَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَتَّى قَدِمَ عَلَى أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَهُوَ بِبَابِ الْجَابِيَةِ، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَا أَسْلَمُ هَلِ اسْتَعْمَلَكَ عُمَرُ مِنْ مَوَالِيهِ وَأَهْلِهِ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَأَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: "لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ، فَإِنَّهُمْ ظِلُّ اللهِ فِي أَرْضِهِ" شعب الإيمان، سِيَاقُ مَا رُوِيَ وَمَا فُعِلَ مِنَ الْإِجْمَاعِ فِي آيَاتِ الْقَدَرِ وَذَلِكَ حِينَ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ جُمْهُورُ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ حَتَّى قَدِمَ دِمَشْقَ فَوَقَعَ بِالشَّامِ طَاعُونٌ، فَخَافَ عُمَرُ أَنْ يَقْدُمَ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَشَارَ الصَّحَابَةَ فِي ذَلِكَ مِمَّنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ كَانَ بِالشَّامِ فَقِيهًا، فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ حَتَّى جَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَرَوَى لَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضِ قَوْمٍ فَلَا تُقْدِمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا، فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَهُمْ عَلَى بَابِ الْجَابِيَةِ لِيَقُصَّ عَلَيْهِمْ وَيُعَرِّفَهُمْ سَبَبَ انْصِرَافِهِمْ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: كَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وَأَمَرَ رَسُولُهُ اسْتِفْتَاحَ الْخَطِيبِ بِهَا: مِنْ يُضْلِلُ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَمَنْ يَهْدِي فَلَا مُضِلَّ لَهُ، فَقَالَ جَاثْلَيقُ النَّصَارَى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِلُّ أَحَدًا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَأَنْكَرَ الصَّحَابَةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ عُمَرُ لِأَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يُضِلُّ أَحَدًا، فَقَالَ عُمَرُ: كَذَبْتَ بَلِ اللَّهُ خَلَقَكَ وَاللَّهُ أَضَلَّكَ، ثُمَّ يُمِيتُكَ. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثَ، وَأَبِي عُثْمَانَ الصَّنْعَانِيَّيْنِ، "أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ، أَقَامَ بِبَابِ الْجَابِيَةِ فَحَاصَرَهُمْ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، فَدَخَلَهَا الْمُسْلِمُونَ" الأموال لابن رنجويه، (2) باب دمشق القبلي المسمى بباب الصغير: وَحَدَّثَنِي أَبُو مُسْهِرٍ، أنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: "دَخَلَهَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مِنَ الْبَابِ الصَّغِيرِ قَسْرًا، وَدَخَلَهَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنَ الْبَابِ الشَّرْقِيِّ صُلْحًا فَالْتَقَى الْمُسْلِمُونَ بِالْمِقْسِلَاطِ فَأَمْضَوْهَا كُلَّهَا عَلَى الصُّلْحِ" الأموال لابن رنجويه، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: "تُوُفِّيَ بِلَالٌ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَيُقَالُ: إِنَّهُ تِرْبُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِدِمَشْقَ فِي الطَّاعُونِ، وَدُفِنَ عِنْدَ بَابِ الصَّغِيرِ، وَيُكَنَّى أَبَا عَبْدِ اللهِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ، أَوْ ثَمَانَ عَشْرَةَ، وَهُوَ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ، وَيُقَالُ: بِلَالٌ، يُكَنَّى أَبَا عَمْرٍو" المعجم الكبير للطبراني، عَنْ حُسَيْنٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: «بِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ أَبُو عَمْرٍو، وَأُمُّ بِلَالٍ حَمَامَةُ بَلَغَ سَبْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً وَدُفِنَ عِنْدَ الْبَابِ الصَّغِيرِ فِي مَقْبَرَةِ دِمَشْقَ» المستدرك على الصحيحين، (3) باب دمشق الشرقي من جهة الجنوب المسمى بباب شرقي: عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ " صحيح مسلم، (4) باب دمشق الشرقي من جهة الشمال المسمى باب توما: ثنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ لُوَيْنٌ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ قَالَ: "طَلَّقْتُ امْرَأَةً لِي كَأَنَّ وَجْهَهَا دَرِبٌ وَجَسَدَهَا رَجِبٌ، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيَّ سَارِقٌ بِاللَّيْلِ وَثِيَابِي عِنْدَ رَأْسِي، وَذَهَبَ إِلَى الْمِشْجَبِ فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ بَسَطَ كِسَاءَهُ، ثُمَّ دَخَلَ إِلَى خَابِيَةِ الدَّقِيقِ، فَجَذَبْتُ الْكِسَاءَ فَجَعَلْتُهُ تَحْتَ رَأْسِي، ثُمَّ خَرَجَ بِالدَّقِيقِ فَصَبَّهُ فِي الْأَرْضِ وَطَلَبَ طَرَفَيِ الْكِسَاءِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُهُ فَلَمْ يَجِدِ الْكِسَاءَ، فَخَرَجَ فَقُلْتُ لَهُ: أَغْلِقِ الْبَابَ لَا يَخْرُجُ الْقِطُّ، قَالَ: مِنْ حُسْنِ صَنِيعِكَ بِي، قُلْتُ: لَيْسَ هَذَا وَقْتُ عِتَابٍ، قَالَ: فَبِعْتُ الْكِسَاءَ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ " أَخَبْرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِتَّانِيُّ الْحَافِظُ، أبنا أَبُو الْقَاسِمِ تَمَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي دَارِهِ بِدِمَشْقَ بِبَابِ تُومَا فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ. فوائد التمام، (لهذه البلدة ثمانية ابواب. باب شرقي، وهو شرقي وفيه منارة بيضاء يقال: انّ عيسى، عليه السلام، ينزل فيها، لما جاء في الأثر انه ينزل بالمنارة البيضاء شرقيّ دمشق، ويلي هذا الباب باب توما، وهو أيضا في حيّز الشرق؛ ثم باب السلامة، ثم باب الفراديس، وهو شمالي؛ ثم باب الفرج، ثم باب النصر، وهو غربي؛ ثم باب الجابية كذلك؛ ثم باب الصغير، وهو بين الغرب والقبلة. والمسجد الجامع مائل الى الجهة الشمالية من البلد، والأرباض تطيف بالبلد كله إلا من جهة الشرق مع ما يتصل بالقبلة يسيراً وله أرباض كثيرة، والبلد ليس بمفرط الكبر وهو مائل للطول، وفي داخل البلد كنيسة لها عند الروم شأن كبير تعرف بكنيسة مريم، ليس بعد بيت المقدس عندهم أفضل منها، وهي بأيدي الروم لا اعتراض عليهم فيها.) كتاب رحلة ابن جبير وكتاب الروض المعطار في خبر الأقطار، (5) باب دمشق الشمالي من جهة الشرق المسمى بباب السلامة {السلمة}: (وفي السير: وكان للأشرف ميل إلى المحدثين والحنابلة، قال ابن واصل: وقعت فتنة بين الشافعية والحنابلة بسبب العقائد. قال وتعصب الشيخ عز الدين بن عبد السلام على الحنابلة، وجرت خبطة حتى كتب عز الدين رحمه الله إلى الأشرف يقع فيهم وأن الناصح ساعد على فتح باب السلامة لعسكر الظاهر والأفضل، عندما حاصروا العادل فكتب الأشرف: يا عز الدين الفتنة ساكنة لعن الله مثيرها.) موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، (6) باب دمشق الشمالي من جهة الغرب المسمى بباب الفراديس: عن مكحولٍ، أنَّ أبا جندلِ بنَ سهيلِ بنِ عَمرو القرشيَّ والحارثَ بنَ معاويةَ الكنديَّ كانَ يتوضَّئانِ على مطهرةِ بابِ الفراديسِ، فتَذاكَرا المسحَ على الخُفينِ، فمرَّ بِهما بلالٌ فسأَلاهُ، فقالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «امسَحوا على الخُفينِ والنُّصُفِ» ، يَعني الخِمارَ، الملخصيات، (7) باب دمشق الغربي من جهة الشمال المسمى بباب الفرج: (دار الحديث الدوادارية: نسبة إلى بانيها وواقفها الأمير علم الدين سنجر الدويدار التركي الصالحي، كان من نجباء الترك وشجعانهم وعلمائهم، وله أوقاف بدمشق والقدس، توفي سنة تسع وتسعين وستمئة، وقبل وفاته بسنة قال ابنُ كثير: وفي سنة ثمان وتسعين وستمئة، وقف علم الدين سنجر الدويدار رواقه داخل باب الفرج، مدرسة ودار حديث، وولي مشيختها الشيخ علاء الدين ابن العطار، وحضر عنده القضاة والأعيان، وعمل لهم ضيافة) الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد، (ولم يزل بالقلعة {شيخ الإسلام ابن تيمية} حتّى مات يوم الاثنين العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة. فحضر جمع كبير إلى القلعة، وأذن لبعضهم في الدخول. وغسّل وصلّى عليه بالقلعة. ثم حمل على أصابع الرجال، وأتوا بنعشه من القلعة إلى الجامع الأمويّ. وحالما أذّن لصلاة الظهر، صلّى الإمام الشافعيّ من غير أن ينتظر صلاة المشهد على العادة. ثمّ صلّى عليه، وتوجّهوا به إلى مقابر الصوفيّة. فما وصلوا به إليها حتّى أذّن للعصر. وأراد جماعة أن يخرجوا من باب الفرج أو باب النصر فلم يقدروا من شدّة الزحام وحمل على الأيدي والرءوس والأصابع. وكان الناس يلقون عمائمهم على النعش ويجرّونها إليهم طلبا للتبرّك بذلك {هذه من البدع شركية}. وحزر من صلّى عليه من الرجال فكانوا ستّين ألفا، وخمسة آلاف امرأة. وقيل أكثر من ذلك. وكان في عنقه خيط عمل بالزئبق لأجل القمل وطرده، فاشتري بجملة مال.) المقفى الكبير لتقي الدين المقريزي، (8) باب دمشق الغربي من جهة الجنوب المسمى بباب النصر: (وكان {ابن كثير} -رحمه الله- قد أضرَّ في آخر عمره، ثم مات يوم الخميس 26 شعبان سنة 774، وقال ابن ناصر: "وكانت له جنازة حافلة مشهورة، ودفن بوصية منه في تربة شيخ الإسلام ابن تيمية، بمقبرة الصوفية، خارج باب النصر من دمشق") تعليق على فضائل القرآن لابن كثير، (وقال ابن تيمية: "إذا رأيتموني في ذلك الجانب -يريد جانب العدو- وعلى رأسي مصحف فاقتلوني" وخرج بن تيمية من دمشق صبيحة يوم الخميس من باب النصر بدمشق وصحبته جماعة كبيرة يشهد القتال بنفسه وبمن معه. وأراد السلطان الناصر أن يقف معه بن تيمية تحت رايته في القتال، فقال له بن تيمية: السنة أن يقف تحت راية قومه، ونحن من جيش الشام لا نقف إلا معهم، وحرّض السلطان على القتال وبشره بالنصر. وأفتى بن تيمية الناس بالفطر مدة قتالهم، وأفطر هو أيضاً وكان يدور على الأجناد والأمراء فيأكل من شيء معه في يده ليعلمهم أن إفطارهم ليقووا به على القتال أفضل من صيامهم. وكان عدد الجيش المغولي خمسين ألف مقاتل، وقيل إن عدده كان يصل إلى مائة ألف وكان فيه فرقتان الكرج ونصارى الأرمن.) نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، فاللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ما علمت منها وما لم أعلم أن تغفر لنا وترحمنا وتجمعنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن تدخلنا الجنة مع عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين أبي بكرالصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وذي قرني الجنة علي والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان والمهديين من بعدهم رضي الله عنهم جميعا، وأسألك أن تنصرنا والمجاهدين في سبيلك على الروم وعلى جميع أعدائك في جميع الملاحم، فسبحان الله رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وسوم: العدد 1085