خاطرة
صالح محمّد جرّار/جنين فلسطين
إنّ من سنن الله ــ تعالى ـــ في المسلمين ، أن يبتليهم بأنواع شتّى من البلاء ، ولذلك ندبهم إلى الصّبر والمصابرة ، حتّى يأتي فرَجُ الله ــ تعالى ــ ، فهل تصبرون وتصابرون ؟!
نعم ، سنصبر ـ إن شاء الله تعالى ـ ونصابر ،ولكنّ عافية الله هي أوسع لنا !!
فلقد كنّا نظنّ ، أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ سيُكْرم ساسة المسلمبن اليوم ، فتأتي عافية الله على أيديهم ، ولكنّ الله ـ سبحانه وتعالى ، أبى ذلك !!
رُبّ وا معتصماهُ انطلقت ملءَ أفواه الصّبايا اليُتّمِ !
لامست أسماعهم لكنّــها لم تلامس نخوة المعتصمِ !
وما أحرانا ـ نحن ـ أهل فلسطين المنكوبين ـ أنْ ندعوً بدعاء الرّسول الحبيب ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ حين غشيَه الهمّ والغمّ والحزن ، لإعراض أهل الطّائف وقومه عن دعوته ،وإيذائهم الشديد له ، فدعا ربّه ، فقال : " اللهمّ ، إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي ، وهواني على النّاس ، يا أرحم الرّاحمين ، أنت ربّ المستضعَفين ، وأنت ربّي ، إلى مَن تكلني ؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني أم إلى عدوّ ملّكته أمري ؟ إن لم يكُ بك عليّ غضبٌ فلا أبالي ، ولكنّ عافيتك أوسع لي .
أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات ، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة ، مِن تُنزل بي غضبك ، أو أن يحلّ عليّ سخطك !! لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بك !"
وكان ردّ الله ـ تعالى ـ على ذلك الإيذاء لنبيّه ، والصّدود عن دعوته ، أن كرّم رسوله الحبيب بالاسراء والمعراج ، ليريه من آياته الكبرى، وفي ذلك تكريمٌ عظيمٌ له ـ صلّى الله عليه وسلّم وتجديد لعزيمته وثباته ، وتوهينٌ لكيد الكافرين ، وتصغير لجموعهم وقواهم .
فيا أهلنا ، إنّ النّصرَ هو من عند الله العزيز الحكيم ، لا من عربٍ ولا عجم ، ولا من غرب ، ولا من شرق ، ولامن شمال ولا من جنوب !
" فاصبروا ، وصابروا ، ورابطوا ، واتّقوا الله ، لعلّكم تفلحون . " صدق الله العظيم .