موعظة وذكرى كلمات نقف عندها
موعظة وذكرى
كلمات نقف عندها
تأليف: د.عدنان رضا النحوي
من أجل أن يعرف الدعاة أَهمية مسؤولياتهم وخطورتها ، فإننا نقول :
· إِنَّ بناء عمارة مهما عظمت يَسهل إِذا قيس ببناء الإنسان على قواعد الإيمان والتوحيد وعلى قواعد المنهاج الرباني . فتلك مهمة يقوم بها المهندسون والفنيون ، أما بناء الإنسان وإعداده وتدريبه فهي مهمة بعث الله من أجلها الرسل والأنبياء الذين ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ثم جعلها مهمة الأمة المسلمة الواحدة الممتدة مع الزمن .
* * *
ومن أجل لقاء المؤمنين الصادقين العاملين وبناء الأمة المسلمة الواحدة ، ومن أجل العهد مع الله والعبادة والأمانة والخلافة والعمارة التي خُلِقَ الإنسان للوفاء بها في الحياة الدنيا ، فإننا نذكَّر بأنه :
· " يجب أن نتعاون فيما أمر الله أن نتعاون فيه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما أذن الله أن نختلف فيه ."
* * *
ومن أجل ألاّ ندّعي الخوف على الإسلام من خلال الضعف والتقصير والإقبال على الدنيا ، والاحتماء خلف الشعارات وحدها ، فإننا نذكّر أنفسنا والدعاة والمسلمين والناس فنقول :
· أيها الناس ! أيها المسلمون ! أيها الدعاة ! كما تُظهرون الخوف على الإسلام ، مع أَنَّ للإسلام ربّاً سينصره بجنود ينصرون الله ربهم ويوفون بعهدهم معه ، فخافوا على أنفسكم حين تقفون بين يدي الله ، يسألكم عما فعلتم في الحياة الدنيا ، وهل نصرتم الله كما أمركم وتجنبْتُم الفتن التي نهاكم عنها ، والصراع والشقاق وتنافس الدنيا ؟! خافوا على أنفسكم كما تخافون على الإسلام .
* * *
ومن أجل الاستقامة على الصراط المستقيم ، ومعرفة الدرب الذي يقود إلى الأهداف ، نذكر ونقول :
· إذا غاب النهج والتخطيط على أساس الإيمان والتوحيد والمنهاج الرّباني في واقع أي أمّة ، فلا يبقى لديها إلا الشعارات تضجّ بها ولا تجد لها رصيداً في الواقع إلا مرارة الهزائم وتناقض الجهود واضطراب الخُطا، ثم الشقاق والصراع وتنافس الدنيا في الميدان ، ثمّ الخدر يسري في العروق ، ثمّ الشلل ، ثم الاستسلام !
* * *
ومن أجل تأكيد أهمية النهج والتخطيط في الواقع نذكّر كذلك ونقول :
· إِذا التقى فريقان : فريق له نهجه وخطته ، فعرف بذلك دربه ومراحله وأهدافه ، فنهض وصدق عزمه لها ، وفريق لا نهج له ولا خطة إِلا الشعارات يُدوّي بها ، فإن الفريق الأول بنهجه وتخطيطه يستطيع أن يحوّل جهود الفريق الثاني لصالحه ، فيجني النصر ، ويجني الآخر الهزيمة والخسران والحسرة .
* * *
ومن أجل الاطمئنان إلى السبيل لتحقيق أهداف الدعوة الإسلامية فإننا نقول:
· إِن الأهداف الربانيّة لا يمكن تحقيقها إلا بجنود ربّانيين ووسائل وأساليب ربانية . وهذه وتلك تحتاج إلى بناء وإِعداد ربّاني .
* * *
ونقول كذلك :
· من عَجَزَ عن إِصلاح نفسه فهو أعجز عن إصلاح غيره أو إصلاح المجتمع .
* * *
· كم من الذين ينادون بالإصلاح والتغيير هم أحوج الناس إلى الإصلاح .
* * *
· من سدَّ أُذنيه عن النصيحة فَقَدَ فرصة عظيمة لمعرفة أخطائه ، وفرصة أعظم لمعرفة سبيل الإصلاح والعلاج ، وتعرَّض أكثر للمتاهة والضلال .
* * *
· إِن الهوى لا يُصْلحُ بل يفسد ويُدَمِّر ، وإن اتِّباع الحقِّ هو سبيل الإصلاح للفرد والأسرة والجماعة والأمة ، وكذلك للبشريَّة كلها .
* * *
· بين الحق والهوى باب ابتلاء وتمحيص . من صدق الله نجا ودخل إلى الحق ، ومن ضلَّ هلك ودخل إلى الهوى .
* * *
· ليس من الحكمة أن نكتفي بإِعلان مبادئ الرحمة والعفو والتسامح والسلام في الإسلام ، حين يكون مثل هذا الإعلان مظهراً من مظاهر الضعف والهوان والاستسلام أو يوحي به . ولكن الحكمة والواجب أن نُظْهِرَ تكامل الإِسلام من عفو وتسامح ، ومن عقوبة وحزم ، ومن سلام وحرب ، ومن حكمة وتشريع ، ومن إِيمان وتوحيد .
* * *
· إن المعركة مع أعداء الله تبتدئ أولاً في نفسك أيها الداعية المسلم، فإن انتصرت فيها ، فيمكن الانتقال إلى جولة بعد جولة ! وإن هُزِِمْتَ بها فستُهزَم في سائر المعارك ! وتظل هذه المعركة ممتدة مع المسلم حياته كلها حتى يلقى الله .
* * *
· إنّ الله سبحانه وتعالى جعل صراطه الحقَّ مستَقيماً ،حتى لا يضِلَّ عنه أحد. وجعله واحداً حتى لا يُخْتَلَف عليه . وجعله صراطاً مستقيماً واحداً ليجمع المؤمنين أمّة واحدةً وصفاً كالبنيان المرصوص. فلماذا تاه المسلمون عنه فتفرقّوا ، واختلفوا عليه فتمزَّقوا ، ثم ضَعُفوا وهانوا .
* * *
· إنَّ أُخوّة الإيمان ليست عاطفة فحسب ، ولكنَّها مسؤوليات وواجبات ، وحقوق والتزام ، لا تسقط حتى لو تغيَّرت العاطفة . إنَّها رابطة المؤمنين في الأرض جميعاً ، رابطة يجب الوفاء بها . إنها رابطة ربَّانيّة أمر الله بها المؤمنين جميعاً ، حتّى يكون الولاء الأوَّل لله ، والعهد الأوّل مع الله ، والحب الأكبر لله ورسوله . وبغير ذلك لا تتحقّق أخوة الإيمان .
وكلَّما توانى المؤمنون عن الوفاء بالعهد والتزام الحقِّ والدعوة الصافية في صفٍّ واحد كالبنيان المرصوص ، أنزل الله بهم البلاء والعقاب والعذاب ، حتى يستيقظوا أو يهلكوا .
* * *
· لو أنَّ المسلمين حققوا في واقعهم " أُخوة الإيمان " كما أمر بها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم لأنزل الله نصره عليهم ولسادوا العالم !
* * *
· كلمة المؤمن طيّبة ، قويّة، واعية ، لا تنحرف عن الصراط المستقيم . إنها بَرَكَةٌ للناس ، ونورٌ في الحياة ، وسلاح في الميدان . وهي أساس حرّيّة الرأي ، وأساس النصيحة ، وقاعدة الشورى .
* * *
· لا فقه دون مسؤوليّة ، ولا مسؤوليّة دون فقه .