الكون الطائع !!
زغلول عبد الحليم
إذا تجاوزنا الجن والأنس فالكون كله مؤمن طائع مسلم محب موحد لله. كل شيء يعرف ربه الذي خلقه وصوره ويعبده، رب واحد عظيم تتجه إليه جميع الكائنات بالعبادة منه تتلقى وإليه تخضع. تتنوع في صورها وأشكالها وألوانها وخصائصها ووظائفها ومنازلها وقوانينيها كما أراد لها بالضبط ولكنها جميعا تسبحه وتعظمه وتلهج بالثناء عليه كل بالأسلوب الذي حدده الله له.
شأن الكائنات عندنا شيء وشأنها مع ربها شيء آخر، هي عند الناس مواد غازية وسائلة وصلبة وجمادات ونباتات وحيوانات وشموس وأقمار وبحار وأنهار وأشجار ومعادن لا تعقل ولكنها فيما بينها وبين الله مؤمنة موحدة مسبحة منقادة.
هذه هي الصورة الحقيقة للكون كما تبينها النصوص القرآنية والسنة النبوية المطهرة بصرف النظر عن جميع الآراء المعروضة في الكتب أو المشاهد الفيلمية أو غيرها من وسائل المعرفة لأن مصدر معرفتنا هو القرآن والسنة لا علاقة لأمة الإسلام بثقافة غيرها في أمور الاعتقاد بالذات أما في غيرها فهي تختار ما يناسبها وما لا يتعارض مع مفاهيم دينها المكون لخصائصها الذاتية.
نعم، هذه هي الصورة الحقيقة للكون كما جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بصرف النظر عن ما تقوله الموسوعات الغربية والمؤلفات الوثنية في هذا الشأن ! لا علاقة لعقيدتنا بما كتبه (ول ديورانت) أو (رسل) أو (صمويل هاننجتون) فكرنا نابع ومؤسس على عقيدتنا والبحث فيما وراء هذا الأمر إفساد للمفاهيم وتضليل للناس.
ثبت في صحيح البخاري عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل رواه " أبو داوود والبخاري وأحمد بن حنبل (المعجم المفهرس ج1، ص 393) لا تشد ذرة واحدة من ذرات الكون عن التسبيح لخالقها، إن شأن الكائنات عند ناشيء، وشأنها مع ربها وخالقها شيء آخر سبحان الخالق العظيم.
كون طايع محب منقاد
كون موحد مؤمن مسلم
لقد خلق الله عز وجل – بقدرته التي لا تحد، كافة الخلائق فضلا وكرما (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) سورة الرعد: 16.
ومن صنوف الباطل أن يتصور البعض أن الإسلام كدين لا وجود له قبل رسالة سيدنا محمد r وهذا يعني طبقا لتصورهم المنحرف أن آدم لم يكن مسلما وكذلك نوح وصالح ولوط … الخ من أنبياء الله والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وبالتالي وطبقا لتصورهم المنحرف أنه لم يكن هنالك وجود لقوم نوح المسلمين ولا لقوم هود، ولا لقوم موسى، ولا لقوم إسماعيل عليهم السلام قبل أمة محمد عليه الصلاة والسلام وبذلك يعزلون تاريخ الأمة المسلمة بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم عن بقية تاريخ الأمة المسلمة التي سبقت رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأطلقوا عليه التاريخ القديم !!
الدين من اختراع العقل البشري !!
إنه إنكار الأخبار القرآني عن الأمم السابقة وهو من الافتراءات والأكاذيب لرواد التجاهل والتجهيل بالإسلام.
والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب