إلا هذه السورة لكفتهم
عن مولانا الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ أنه قال عن سورة العصر : "لو لم ينزل على الناس إلا هذه السورة لكفتهم" . من كتاب التفسير الموضوعي لمولانا محمد الغزالي رحمه الله . ونقرأ أيضاً والسورة على وجازتها لخصت عواقب النشاط الإنساني كله، على امتداد الزمان والمكان والمقطوعون عن الله حطب جهنم، والمتمسكون بالإيمان والصلاح والحق والصبر هم الذين كسبوا معركة الحياة.
وهذه العناصر الأربعة عزيزة نادرة وتمر بالبشر عصور تكون فيها هذه العناصر سُبه ومصدر تعاسة ولكن الله حصر البشرى في أصحابها
1- إلا الذين آمنوا.
2- وعملوا الصالحات .
3- وتواصوا بالحق.
4- وتواصوا بالصبر.
وقد اتخذ الصحابة رضوان الله عليهم سورة العصر شعاراً لهم في ملتقياتهم جاء في الحديث (كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر) انتهى كلام مولانا محمد الغزالي.
نعم إنه الجيل المتفرد؟ أين نحن من سلوك جيل الصحابة؟ لا طاقة لنا بمثل هذا السلوك لأنه فوق التكليف الذي أراده الله منا ورغم ذلك لا نؤد التكليف الإلهي وإذا أديناه نؤديه بتكاسل وبتثاقل!!
فهل نحن جيل (أجيال) مقطوعة الصلة بخالقهم؟
الواقع أن البشرية فسدت كما لم تفسد من قبل! إنفصل الناس عن شريعة الله بقوة صنعها الباطل المتمثل في إعلام لا يعرف إلا الضلال فزين المفاسد وروج لها أذهبت عقل الناس أو ما تبقى منه! ولقد كانت وسائل الاتصالات من أسباب هذا الانفجار اللاأخلاقي والعبث بمنظومات القيم الذي نراه يحتاج الدنيا بأسرها ولا يقف عند حد.
وأمتنا الإسلامية الكبيرة لديها من الخصائص ما يمكنها أن توقف هذا البلاء الإعلامي القادم من كل الجهات إن تلتزم منهج ربها وأن تفعل سورة العصر بعناصرها كاملة . هذا هو المخرج الوحيد إلى النور فهل نستطيع؟!
لا يملك غيرنا هذا المفتاح السحري: سورة العصر.
إننا نملكه ولا نفعله! لماذا لا نفعله؟
تحجزنا الشهوات ، تبعدنا الأغراض والأهواء.
وماذا بعد أن تحجزنا الشهوات ، إنها تقذف بنا إلى جهنم والعياذ بالله.
تحجزنا الشهوات عن عبادة الحق بمنهج الحق وليس هناك ما يحكم تصرفات الناس غير منهج خالقهم ومهما كانت الأفكار التي يروج لها البعض والمفاهيم التي يطرحونها هي زيف وباطل لا طائل تحته وتؤدى جميعها إلى الهلاك الدنيوي ولعذاب الآخرة أكبر.
إن قضية الأفكار الوضعية قضية ساذجة لا يقبلها إلا العاطلة عقولهم عن التفكير المستقيم.
علينا بفحص حياتنا العقلية لأن المسافة أصبحت واسعة للغاية بين مراد الله من خلقه وأفعال الخلق مع خالقهم. أفيقوا أيها الناس فلا ملجأ من الله إلا إليه. والله يقول الحق وهو يهدي إلى الصواب.
قال تعالى : " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) "
صدق الله العظيم
وسوم: العدد 646