الحب النافع حب الله ورسوله وحب من يحبهما
صنف نفسك في أي درجة من درجات المحبة أنت .
اما درجات الحب والمحبة فهي : الإستحسان ، فالمودة ، فالخلة ، فالهوى ، فالعشق ، فالوله .
وعند العارف بالله الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله المتوفى سنة /638/ ه الحب ، والود ، والعشق ، والهوى .
وعند ابن قيم الجوزية رحمه الله المتوفى سنة /751/ه في كتابه مدارج السالكين :
أول مراتب المحبة : العلاقة ، ثم الإرادة ، ثم الصبابة ، ثم الغرام ، ثم الوداد ، ثم العشق ، ثم التعبد ، ثم الخلة .
وذهب بعض العلماء إلى القول بكون تلك المراتب أنواعا منطوية تحت جنس المحبة ،
ذهب البعض الٱخر إلى القول بكونها اسماء وألقابا للمحبة أكثر منها مراتب لها، والذين جعلوها مراتب لم يتفقوا على ترتيب واحد لها ، فأول مراتبها : الإستحسان ، او ألفة أو غرام أو علاقة أوإرادة أو هوى أو ميل . وٱخرها : إما وله أو وجد أو فناء أو خلة أو تتيم أو هيام أو عشق .
وعلى الرغم من ذلك الإختلاف في ترتيب مراتب المحبة ، إلا أن المتفق عليه أن الحب ليس مرتبة واحدة بل له عدة مراتب تضعف وتقوى بحسب حال كل محب ، وتبدأ المراتب ضعيقة بمجرد ميل أو إرادة او استحسان مثلا ثم تقوى إلى أن تصل إلى أعلى المراتب كالعشق والخلة والتتيم والتعبد والوله والفناء .
وفي القرٱن الكريم والسنة المطهرة عدة مراتب للمحبة وهي المراتب التي تهمنا في هذا المبحث وهي :
الإرادة ، والألفة ، والود ، والهوى ، والصبابة ، والضلالة ، والشغف ، والوله ، والعشق ، والخلة ، والتعبد .
ومن الهيام وتوجيه الهائم : قول الشيخ عيسى البيانوني رحمه الله دفين البقيع في المدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام هم بالحبيب محمد وذويه. إن الهيام بحبه يرضيه
إن مات جسمك فالهوى يحييه. جسد تمكن حب أحمد فيه
تالله إن الأرض لا تبليه
طوبى لمن هو في المحبة صبه. لم لا ومولاه الكريم يحبه
في القبر حاشا أن يضام محبه. أوكيف يأكله التراب وحبه
في قلبه ومديحه في فيه
من بعده روحي أطالت أنها. أنا لست أصغى للعذول وإن نهى
يا عاشقا ذات الحبيب وحسنها. أكثر عليه من الصلاة فإنها
هي نور قبرك عندما تأويه
يا رب عبد قد أسا بفعاله. وبذله قد مد كف سؤاله
وأتى حبيبك طامعا بنواله. عبد توسل بالنبي وٱله
فبحقهم يا رب لا تخزيه
أخي الحبيب أنظر حب هذا الصحابي في أي مرتبة من مراتب المحبة
التي تقدمت معك ، وصنف نفسك أنت أيضا في أي مرتبة من مراتب المحبة تعيش :
قدم ثوبان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فرأى رسول الله ضعفا وشحوبا في جسده فسأله أبك مرض…… فأجابه يا رسول الله ما بي من مرض ولا وجع غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك ، واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك ، ووالله إنك لأحب إلي من نفسي وأهلي وولدي ، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى ٱتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت الٱخرة عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين ، وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك ،
فنزل قوله تعالى :
( ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ) النساء : 69 . رواه الطبراني في الأوسط والحديث صحيح بشواهده .
أخي المسلم الحب والمحبة لله ورسوله وٱل بيته وأصحابه الكرام والتابعين لهم بإحسان والصالحين من عباد الله سعادة في الدنيا والٱخرة ،
وفيها تذوق حلاوة الإيمان ،
فهيا لنترقى في مراتب المحبة ، ونسلك سبلها الموصلة إليها ،
ومن هذه السبل الإلتزام بأداء الفرائض ،
والإكثار من النوافل بأنواعها :
من صلاة وصيام وصدقات وأذكار ، لنفوز بهذه المحبة كما فاز بها الصحابة وغيرهم
( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ) .
اللهم إنا نسألك حبك وحب رسولك وحب من يحبك ،
وحب عمل يقربنا إلى حبك وأعنا على ذلك يا رب يا رحمن يا رحيم يا ودود يا فعال لما يريد.
ٱمين. ٱمين
وسوم: العدد 671