وصفدت الشياطين..!
خواطر الصيام
من أجمل اللحظات التي عشتها في أول ليلة من ليالي رمضان تلك اللحظات التي أعلن فيها ثبوت هذا الشهر الفضيل..
ولعل من دواعي سروري وفرحي قول رسول الله ﷺ: «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وصفدت الشياطين".
نعم إنها بشرى تزف إلى كل قلب حزين، وكل مفارق لأهله وأحبته...
وكل غريب عن أوطانه، ومراتع طفولته..
وكل صابر مبتلى من طغاة اﻷرض، وشياطين اﻹنس والجن التي تحالفت فيما بينها، وأذاقت المؤمنين الصادقين ويلات العذاب، وفواجع اﻵلام..
مصداقا لقول الله تعالى: (شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًاَ)[سورة اﻷنعام 112]
وكيف لا تكون بشرى، وقد سمع اﻹعلان النبوي عن وقف هذا التحالف المريب، وإسكات تلك اﻹيحاءات المضرة لﻷنفس واﻷسر والمجتمعات، أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وصفدت الشياطين..". أي: قيدت، وسلسلت، وضربت قنوات الشر التي كانت مفتوحة ومتصلة فيما بينها قبل لحظات من ثبوت دخول هذا الشهر المبارك..
إنه شهر التخفيف عن النفوس التي أرهقتها آثار هذا الحلف المؤذي الفتاك..
وإذا كانت شياطين اﻹنس والجن هي المتسلطة على المسلمين بالمس والأذى والعذاب والألم والحرب والوسوسة والإفساد والتحريش والتفريق، فإن هذا الشهر الكريم هو فرصة كبيرة للتغلب على فسادهم وإفسادهم.
إنها استراحة محارب، ليتفرغ لربه سبحانه، ثم يعود بعد هذا الشهر، وهو أكثر إيمانا، وأقوى عزيمة، وأمضى إرادة، ليتابع جهاده في هذه الحياة..
وسوم: العدد 671