كتبت لهذا نحبك رسول الله
كان يوم جميلا و كان يوما ارتوى فيه الفؤاد شهدا و اطرب فيه السمع لحنا جميلا و استمتع النظر لقامات من الشعراء أحببتهم لأنهم جمعوا صنعة البيان و كان لهم حظ وافر من صناعة الخلق و جمهور غصت بهم القاعة هبوا محبة لرسول الله فكان لجمعهم أثره في نفسي فكان اللقاء روضة ندية و كان اللقاء نصرة لرسول الله العواطف و سال مداد القلم فكتبت لهذا نحبك رسول الله .
نحبك يا خير الورى لأن حبكم أوثق من حب الولد و الوالد و الزوج و النفس لأن حبكم حب لله و ان كل حلاوة تشرق في القلب تستلزم محبة سنتكم و أن محبة سنتكم تستوجب التأسي بها في كل احوالنا كلها فقد جاء في الحديث الشريف " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه " فلهذا نحبك يا رسول الله .
و أن طريق حبكم يا حبيبي يا رسول الله طريق موصل للجنة و هو طريق لحب الله تعالى أحبك لأنك قائدي أحبكم لأنكم معلمي و أحبك لأنك مرشدي الذي يهديني لطريق الله ففي الحديث الذي رواه البخاري جاء رجل للنبي صلى الله عليه و سلم فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : ما أعددت لها ؟ قال ك " ما أعدت لها من كثير صلاة و صوم و لا صدقة و لكني أحب الله و رسوله قال " أنت مع من أحببت " و لهذا نحبك يا رسول الله .
و تلمست أثر حبكم يا حبيبي من حب الصحابة فقد برهنوا صدقا و عن حسن محبة فضربوا أروع الأمثلة فكان حبهم جهادا و كان حبهم تضحية و كان حبهم بدلا و عطاء فما عز المال و ما عز الولد و ما عزت كل العلائق فكان كل ذلك مقابل محبة رسول الله فكان حبهم نصرة لدينه و كان حبهم جهادا طويلا لإعلاء راية الإسلام خفاقة في سماء الدنيا فكان قول ابي سفيان رضي الله عنه لوحة رائعة و هو يصف حب الصحابة لقومه يوم كان على كفره " ما رأيت في الناس أحدا يحب احدا كحب أصحاب محمد محمد " و لهذا نحبك يا رسول الله .
و أحسب أن حبكم يا حبيبي عهد مع الله و عهد مع دعوته و إخلاص لله للسير في طريق دعوته فأكون جندي فكرة لا جندي مصلحة و غرض أصون العهد و اوفي المواثيق أحمل الأعباء فيكون تمرة حبكم عملا مبدعا في خدمة مصالح الأمة فأكون من يسد الثغرة و يقوي الظهر كما أبذل وسعي جهادا للنفس و القلب فتفيض بركات تلك المحبة خيرا دفاقا يكون خراجه الفوز بالجبان رفقة الحبيب محمدا كما قال شاعرنا :
إذا نحن اولجنا و انت إمامنا *** فكفى بالمطايا و طيب ذكرك حاديا
فاللهم اجعلنا من أحبابك وأحباب رسولك. اللهم املأ قلوبنا بمحبتك ومحبة نبيك اللهم اجعلنا لهديه مهتدين ولسنته مقتدون، وعلى طريقه سائرون.
وسوم: العدد 675