اجتمِعوا! ولو على الماء!؟
من دفتر الذكريات :
كان للعمل الدعوي أثره الكبير فيما يُطلق عليه ( الصحوة )في السبعينيات ، وكان إخواننا الدعاة في جسر الشغور كما في غيرها من المدن السورية يوظفون المناسبات التي تتعلق بمسيرة الإسلام ، أو بالعلاقات الاجتماعية لطرح مفاهيم الدين بصورة جديدة ، مدعومة بحقائق العلم وتجارب التاريخ ، مما كان له فضل - بعد توفيق الله - في عودة الكثيرين إلى جذورهم الإيمانية !وحين لايكون هناك مناسبة كنا نتنادى إلى سهرة يجتمع فيها الطعام مع طيب الكلام والإنشاد والاستماع إلى قادم من سفر أو ضيف يصطحبه أحد الحاضرين ! ولم تكن يفوتني منها شيء على الأغلب ، أو ربما أوجدت لها ما يشجع عليها ، لما لها من عائد في زيادة الألفة ، واشتداد الأواصر ، وتمتين العلاقات !
وكان أحد الإخوة يتصور أن مثل هذه اللقاءات لاتخدم هدفاً ، ولاتحقق نفعاً !؟ فذهب إلى أستاذنا إبراهيم عاصي - رحمه الله - وخصني بالشكوى أنني أجمع الناس ، وليس من نفع يُرتجى من مثل هكذا لقاءات !؟ فأجابه رحمه الله : لٓأٓن يجتمع الناس على الماء خيرٌ من ألّا يجتمعوا !
ولقيني بعد فترة ، ولم يعقب بشيء سوى أنه ابتسم ، وقال ممازحاً : ألا تحسب حسابنا في سهراتك ؟
فعددت كلمته هذه إذناً بالمتابعة ، وكان في ذلك خير للعمل والدعوة ، لمسنا أثره بعد ذلك !!
وسوم: العدد 706