على قرار الغزل
لم تمسها يده، فكيف يُشرب الماء من فم الآخر؟!
كان الليل سترة الأرواح، والمعاني الملاح، وهزيمة الأتراح بنظراتٍ روحية!
كان البحر موعدهم، وصوت المد يُطربهم، ورمل الساحل يُراقصهم، ولم يبرح القمر يروي ضحكاتهم في وجوه الأطفال!
ــ أيُّ حُبٍ هذا الذي يرنو انشراحه؟!
ــ أيُّ ودٍّ هذا الذي يأوي الصراحة؟!
ــ أيُّ عشقٍ هذا الذي يروي قِداحه؟!
ــ أيُّ عُمْرٍ هذا الذي يجني سِراحه؟
ــ أيُّ قولٍّ هذا الذي يضوي صداحه؟!
ــ وهل يعلم رفيف التفاح معنى الاشتهاء؟
أجل، كان الوقت أُحجية غزلهم، والشتاء دفء أنفاسهم بين لُجٍ وساحلٍ، وتمايل الخلخال!
لذا، أباريق الحياة شتى، وأيُّ منهم يسكب الفاخر؛ وكيف يسقي القراح إحساسه، ويُسكن أجراسه؟!
نعم، فهل يجنح الغزل بالتصاوير؛ ويُكال النبض بالمقادير؛ ويهيم الشغاف بالمزامير؛ فوق همسة، ونبضة، ورقصة شفاه؟
الحُب رسالة، وقيمة، ورؤية..
فما حال من أضاع كلامه؛ وأطنب سلامه؛ وأودع ملامه؛ وكبل خصامه بكل المفردات؟
وسوم: العدد 779