لا .. ثُم لا .. ثُم لا .. لَنْ نَسْتَسْلِمَ أبَداً
عدتُ يومَ الاثنين ١٧ / ٠٨ / ١٤٤٠هـ - ٢٢ / ٠٤ / ٢٠١٩م من مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل / سلمه الله تعالى مكدر البال ..بسبب ما دار من حوار حول تفاقم سطوة الوسائل التقنيَّة (التكنولوجيَّة)على توجيه الأذهان البشريِّة ..وكيف نواجه هذا التحدي الكبير..؟ وبعد تأمل قول سمو الأمير خالد الفيصل: أحسب أنَّه خلال عشر أو عشرين عاماً ستأتمر الأجيال البشريَّة في سلوكها وأدائها بوسائل تتحكم بها قوى عالميَّة ..فقد انتهى عصر الهيمنة عبر الوسائل العسكريَّة .. ليبدأ عصر الهيمنة الذهنيَّة عبر الوسائل التقنيَّة.. أجل عدت وأنا غارق في هموم ما الحل..؟ وكيف نتعامل مع هذا التحدي الكبير المدمر ..؟ فقالت لي أم فيصل؛ مالي أرى أبا فيصل مهموماً ايوم ..؟ وش السالفة ..؟ عسا ما شر..؟ قلت ما في إلا الخير.. وحدثتها عما دار في المجلس بشأن مخاوف الغزو التِقَني ( التكنلوجي) في الهيمنة على الأذهان البشريَّة ..فقالت: أليس الله موجوداً..؟ وما على المسلم أمام مثل هذه الحلة إلا أن يتذكر قول الله سبحانه:" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ" ويتذكر قوله تعالى: "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ" فكانت كلماتها برداً وسلاماً أراحت نفسي وأذهبت كَدرَها .. ولكن سرعان ما سمعتُ هاتفاً من داخلي يهتف ويقول: والنْعِم بالله فهو سبحانه بكلِّ تأكيد غالبٌ على أمره .. ولكنك كتبت للنَّاس ولازلت تكتب وتقول: أنَّ الله جلَّ جلالهُ اقضت مشيئتُه سبحانه أنْ يُنفِذ أمره بجهد وعمل وعزيمة عباده المؤمنين .. وبالأمس أنكرت على أحد العلماء الأجلاء مطالبته بتَفرّغ أجيال الأمة للعبادة والدعوة تأسيساً على فهمه الخاطئ لقوله تعالى:" أَو لوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ". أوليس ما وقع في نفسك من ارتياح وعدم المبالات بمخاطر التحدي التقني القادم بعد ما ذكرتك زوجتك بقول الله تعالى :" والله غلب على أمره " يجعلك مع فضيلة الشيخ سواء بسواء فيما ذهب إليه من فهم خاطئ لآية (يجبى إليه )..؟ فانتفضتُ من داخلي أردد : لا ..ثم لا ..ثم لا.. لن نستسلم أبداً.. ولن نقعد عن مواجهة تحديات تصحيح وترشيد المسيرة البشريَّة في ميادين العلم والتقانة.. وسنعمل على - بعون الله تعالى - على إعداد أجيالنا لتلبي بكل كفاءة ومهارة وجدارة نداء سمو الأمير خالد الفيصل / سلمه الله تعالى.. ليحجزوا مقاعدَ في الصفوف الأولى من العالم الأول في كل ميادين الابتكار والإبداع والمنافسة العلميَّة والتقنيَّة (التكنولوجيَّة).. ولِيُقدموا للأجيال البشريَّة ما يُحققُ الأفضلَ لنا ولهم عدلاً وأمناً وسلاماً ورشدا في التعامل مع مخرجات العلم والتقنيَّة وابتكاراتها.. والله سبحانه المستعان.
وسوم: العدد 822