خواطر فؤاد البنا 837
سنتظاهر بالفرح وإن كانت الأحزان تحتل دواخلنا، سنتكئ على عصا الرجاء وإن كانت الإحباطات تطاردنا حتى في مضاجعنا، سنعتصم بحبل الإيمان مهما هبّت أعاصير الشكوك وتكاثرت غربان المُرجفين، سنظل نتمسّك بانتمائنا الأصيل وسنواصل التماسك، سنرفض السقوط في أوحال الهزيمة وإن كانت رياح العداوات والابتلاءات تتلاعب بنا من كل جهة واتجاه، محاولةً إلقاءنا في هوامش العدم، سنقبض على الجمر ونكتم الأحزان، وسنجفف الدموع ونتظاهر بالسرور؛ من أجل أطفالنا وإغاظةً لأعدائنا. ورحم الله امرءاً منكم أراهم اليوم، وكل يوم، من نفسه قوة وفرحة، حتى تتحقق الآمال وتذهب الأوجاع.
**********************************
كلما اتّسعت دائرة قراءتي أكثر أدركت نواحي العظمة في الإسلام، فيا له من دين لو كان له رجال يرتفعون إلى آفاقه الرفيعة ويَسبحون في مجرته الأخلاقية الراقية. إنه بحاجة إلى أناس تخفق قلوبهم بحبه وتلتمع عقولهم بمعرفته، وتفتخر أفواههم بالانتماء إليه وتلهج السنتهم بتعداد مآثره، وتكل أيديهم للعمل من أجله وتسعى أقدامهم للدعوة إليه والتبشير به.
**********************************
تقبع اليمن كسيرةً مكلومةً بين مطرقة (التآمرات الخارجية) التي تهوي على هويتها الذاتية وتدفع المواطنين نحو التنازل عن كرامتهم الوطنية، وبين سندان التخلخل الداخلي الذي يسمح لقطعان من المؤامرات بالنفاذ نحو العمق، حيث يعيش اليمنيون بين (قمع الحوثية) الذي يصل إلى حد الإعدام بدون أدنى سبب، وبين (انفلات الشرعية) الذي يصل إلى حد الفوضى المنظمة التي تديرها عصابات وقوى إجرامية في الداخل والخارج. وعلى جدران هذا الواقع المرير تنتحر مجاميع من الأحرار محاولةً إصلاح ما يمكن إصلاحه، بينما يهاجر من استطاعوا من بلدهم أفواجاً ينشدون النجاة بأنفسهم والمحافظة على حياة أولادهم من القتل المسلح أو الاغتيال جوعاً وجهلاً وذلاً. وفي هذه الأثناء يبقى الأوغاد والحثالات يتحكمون بمقاليد البلاد وبمصائر من بقي من العباد بتسليح وتمويل من الأعراب !
**********************************
اللهم إنك ترى المسلمين يَقتلون بعضهم كالنعاج وكل طرف يدّعي أنه على الصراط المستقيم وأنه يمتلك الحق المبين، فألهمنا يا الله رشدنا، ورُدّ إلينا عقولنا مَرداً جميلاً. اللهم ذلّلْ لعبادك المستضعفين سُنَن التقدم، وهيِّى لهم أسباب القوة، وألهمهم السير في طرائق الوحدة والألفة. اللهم أَلِن لهم حديدَ المصاعب، وفكِّكْ خيوط المعضلات. اللهم انتشلنا جميعاً من هوامش الضعف والحياة الذليلة وهيئ لنا الأسباب لاعتلاء نواصي القوة والحياة الكريمة.
**********************************
اللهم يا من يقول للشيئ كن فيكون، نسألك في هذا اليوم العظيم بأن تعطينا سؤلنا وتحقق لنا مبتغانا قبل أن نقوم من مقامنا بل قبل أن ترتد إلينا أطرافنا. اللهم أَدِر بقدرتك عجلة الأيام حتى تتهيأ الأوضاع لأن ينتصر من يستحقون الانتصار وينكسر من يستحقون الانكسار.
وسوم: العدد 837