الخاطرة ٣١٦ : فلسفة تطور الحياة الجزء (٢٣)
خواطر من الكون المجاور
في المقالة الماضية تكلمنا عن تطور جهاز إصدار الصوت كطريقة لتعبير الكائن الحي عن هوية تلك الروح التي تكمن في داخله ، واليوم سنتكلم عن تطور الجهاز البصري .
الجهاز البصري كأحد أنواع الإدراك في الكائن الحي هو جهاز معقد جدا فهو يتألف من عدة أقسام حيث يبدأ من العين ثم العصب البصري الذي يربط العين ببعض مناطق الدماغ لتعمل جميعها كوحدة متكاملة تقوم بتشكيل صورة مرئية تسمح له في بناء تمثيل للعالم المحيط بالكائن الحي . إن شرح تطور جميع أقسام هذا الجهاز يحتاج إلى صفحات عديدة لهذا سنحاول في هذه المقالة أن نتكلم عن أهم جزء من هذا الجهاز وهو العين .
العين بشكل عام ( كما يظهر في الصورة ) لها شكل كروي يتألف من مادة هلامية شفافة تتأثر بالضوء وتسمح له المرور من القرنية والقذحية ومن ثم إلى العدسة التي تقوم بتجميع أشعة الضوء في منطقة محددة في الشبكية حيث يتشكل عليها صورة ضوئية للمنطقة المرئية للعين ومن ثم تنتقل هذه الصورة عن طريق العصب البصري إلى الدماغ وهناك يحدث تحديد وفهم هوية الأشياء التي تراها العين . هناك /٨/ عضلات تتحكم بحركة العين ، ستة منها مسؤولة عن حركة العين في جميع الجهات ( أعلى ، أسفل ، يمين ، يسار) وهناك عضلتين لفتح وإغلاق العين ، الأولى وهي عضلة رافعة الجفن العلوي ، أما الثانية فهي عضلة الجفن السفلي وهي غير موجودة بشكل واضح مثل عضلة الجفن العلوي ﻷنها تحولت إلى عضلة تدعى عضلة جوف العين، وتساعد هي أيضا في إغلاق وفتح العين.
في الآونة الأخيرة يحاول بعض علماء نظرية التطور الداروينية الحديثة وضع مخطط يُفسر طريقة تطور العين عبر ملايين السنين ، هذا المخطط يتلخص في ست مراحل (كما توضح الصورة) وهي :
١- في البداية يحدث تشكيل منطقة صغيرة تتألف من خلايا حسَّاسة للضوء .
٢- هذه المنطقة الحساسة للضوء تبدأ بالتقعر نحو الداخل لتشكل تجويف مائي يسمح بمرور أشعة ضوئية من إتجاه محدد .
٣- يزداد إنغلاق فتحة التجويف المائي مما يعطي حساسية أدق وإنعكاس صوري محدود .
٤- يحدث إغلاق مكان الفتحة بمادة شفافة مما يسمح للسائل المائي داخل التجويف في تغيير تركيبه فيتحول إلى مادة هلامية شفافة .
٥- في هذه المادة الهلامية تتكون عدسة خلف فتحة التجويف .
٦- يتشكل أمام الفتحة تجويف من الخليط المائي والذي يتحول إلى القزحية .
إذا تمعنا جيدا في هذه المراحل سنشعر إنها مقبولة من الناحية النظرية ، ولكن من الناحية الواقعية هي فكرة خرافية ، لأن هذه النظرية في الأساس تعتمد على مبدأ الصدفة في ظهور الطفرات ، بينما فكرة تصميم هذه الخطوات يعتمد في الأساس على عقل يعلم مسبقا عن تكوين العين والذي يناقض تماما مبدأ قانون الإحتمالات (الأعمى) الذي تعتمد عليه هذه النظرية . فالواقع يقول أن جميع هذه المراحل نتجت من الخيال دون وجود أي دليل حقيقي يؤكد على صحة هذه النظرية ، فجميع هذه المراحل الست -نظريا- قد حدثت في عصر ما قبل الإنفجار الكامبري والذي لا نعلم عنه إلا القليل وخاصة بالنسبة لشكل العين في تلك الفترة . فما لدينا من وثائق حقيقية أن الكائنات الحية التي تملك أعين واضحة قد ظهرت بشكل فجائي وبتركيب معقد ، وليس كما هو موجود في المراحل الست التدريجية التي تتحدث عنها النظرية السابقة . ولعل أهم عيب في هذه النظرية أنها لا تتحدث نهائيا عن دور (الدموع) في تكوين العين ، فدموع العين أيضا لها دور في فهم الوظيفة الروحية للعين والتي سنشرحها بعد قليل .
العين هي من أهم أجهزة الإدراك في الإنسان فهي عبارة عن آلة تصوير تنقل بدقة ما هو موجود أمامها إلى الدماغ ليتم فيه تحليل هذه الصورة لمعرفة حقيقة تلك الأشياء الموجودة والأحداث التي تحدث أمام وحول الإنسان . ولهذا فهي تُعتبر من أوائل الأجهزة التي وجب تكوينها أن يبدأ منذ بداية ظهور الحياة . فالعين هي كائن حي قائم بذاته ووجب تطوره ليصل إلى أرقى أشكاله لينضمن في النهاية إلى جسم الإنسان ليتحد مع بقية الأجهزة لتساعده في فهم هويته وسبب وجوده على سطح الأرض .
إن أول ظهور للعين ككائن حي قائم بذاته كان قبل حوالي أكثر من /٣/ مليار عام ، عندها كانت العين ككائن حي على شكل وحيد الخلية له صفات خلية نباتية وخلية حيوانية ويوجد ما يشبهها اليوم في وحيدات خلية معروفة بأسم الطحالب الدوارة (الاسم العلمي: Dinophyceae) ، وكان لهذا الكائن الوحيد الخلية شكل كروي له سوط في الخلف يساعده في التنقل في الوسط المائي الذي يعيش به ، وكان يحوي في داخله على حبيبات اليخضور التي تقوم بإمتصاص أشعة الشمس ليستخدمها كطاقة في تحويل ثاني أوكسيد الكربون والماء (مواد غير عضوية) إلى جلوكوز (مادة عضوية) ، حيث ينتج من هذه العملية أيضًا تحرير الأكسجين من غاز الكربون كناتج ثانوي عن التفاعل. فهذه العملية الحيوية هي في الحقيقة من أهم العمليات الحيوية على الإطلاق التي أعطت الكرة الأرضية شكلها المادي والروحي الحالي ، فهي عدا عن العملية الأساسية في اختزان الطاقة الشمسية على شكل طاقة كيميائية تساهم في إمداد الأجسام الحية بالطاقة لتقوم بوظائفها الحيوية ، هي أيضا التي أعطت السماء لونها الأزرق لتجعل الإنسان يشعر أنه يعيش في وسط روحي يدفعه إلى التأمل والرغبة في التحليق نحو الأعلى ليصل إلى الكمال . فلو كانت السماء بلون أحمر -مثلا- بدل الأزرق لكان الإنسان كائن متوحش خالي من أي عاطفة إنسانية ولما خرج نهائيا من الكهوف ليبني الحضارات . لأن اللون الأحمر ستجعل سلوكه الروحي يبحث في التدمير وليس في البناء .
العين ستأخذ شكلها العام من شكل هذا الكائن الوحيد الخلية من الطحالب الدوارة ، حيث شكلها الكروي سيمثل شكل العين الكروي ، والسوط سيمثل العصب البصري ، أما حُبيبة اليخضور فسوف تمثل العدسة والقزحية .
فيما بعد سيظهر كائن آخر يقوم بتطوير العدسة والقزحية ، وهذا الحيوان لا يزال يعيش حتى اﻵن ليكون بمثابة دليل على طريقة تشكل العين ليساعدنا على معرفة المعنى الروحي لوجود العين وحقيقة دورها في السلوك اﻹنساني . هذا الحيوان هو قنديل البحر والمعروف عالميا بإسم ميدوسا ، فقنديل البحر يُعتبر من أقدم الحيوانات المتعددة الخلايا التي ظهرت على سطح اﻷرض، فمعظم الكائنات المتعددة الخلايا ظهرت فجأة في فترة ما يسمى اﻹنفجار الكامبري الذي إستغرق عشرة ملايين عام تقريبا قبل /٥٣٠ - ٥٢٠/ مليون سنة، ولكن بالنسبة لقنديل البحر فيعتقد أنه ظهر قبل أكثر من /٧٠٠/ مليون سنة.
قنديل البحر ( الصورة ) هو حيوان يعيش في المياه المالحة ويعتبر كائن غريب جدا فهو ليس له عقل أو قلب أو عظام ولا دماء ولا خياشم ومعظمها بلا عيون . من يتمعن بدقة في شكل هذا الحيوان وسلوكه سيشعر أنه فعلا مجرد عدسة بدائية تعيش بمفردها ، فشكله يبدو وكأنه كتلة من الماء قد تحولت إلى مادة هلامية شفافة لها شكل عدسة العين ، وفي مركز هذه العدسة من اﻷسفل يوجد فتحة الفم ومن حولها في معظم أنواعها تخرج أرجل عددها بنفس عدد عضلات العين ثمانية ، تتحرك وتساعد في تأمين الغذاء عن طريق اﻹمساك بطعامها لتنقله إلى الفم.
وهنا لابد أن نشير إلى ملاحظة هامة وهي أنه قد يخرج من أطراف جسم بعض أنواع قناديل البحر خيوط صغيرة تشبه اﻷسواط بأعداد وأحجام مختلفة ولكن هذه الخيوط ليس لها علاقة باﻷرجل. ولا تدخل في حساب عدد اﻷرجل التي يملكها قنديل البحر ، فهذه الخيوط في الحقيقة تمثل رمز رموش الجفن العلوي والسفلي في العين .
للأسف علماء اﻷحياء وبسبب الرؤية المادية التي يستخدموها في دراسة الكائنات الحية لم يستطيعوا رؤية أي علاقة بين العين وقنديل البحر ،فحسب دراساتهم أن قنديل البحر له أنواع عديدة وأشكال مختلفة وعدد أرجل مختلفة ، وهذا صحيح ولكن دوما أثناء التطور تحدث بعض التشوهات ، ولكن رغم ذلك يبقى الشكل الأصلي هو المسيطر على جميع هذه اﻷشكال ، فهناك عدة أشكال لجسم قنديل البحر بعضها له شكل نصف كروي متطاول ، وبعضه له شكل قوس شبه مسطح ولكن جميعها تشبه العدسة أو القزحية تقريبا ، وكذلك بالنسبة لعدد اﻷرجل فقد تتحد كل أربعة أرجل مع بعضها البعض فتبدو وكأن قنديل البحر له رجلين إثنتين فقط ، أو قد تتحد كل إثنين معا فيصبح عدد اﻷرجل أربعة (كما في الصورة ) ، ولكن من يتمعن جيدا في قاعدة مكان خروجها يعلم أن العدد اﻷصلي لأرجل قنديل البحر هو الرقم ثمانية ، وأن هذا الحيوان هو فعلا الشكل البدائي للعدسة العين.
قنديل البحر يعتبر من أكثر أنواع الحيوانات البحرية التي تشكل خطرا على حياة اﻹنسان بسبب كونها سامة عند ملامستها للجلد ، حيث يموت سنويا أكثر من ١٠ آلاف شخص بسببها ، وكأن قناديل البحر بهذه الطريقة تحرض اﻹنسان بدلا من الغوص في أعماق البحار ، أن يحلق في أعالي السماء . فبسبب خطأ العين (عمى البصيرة) خرج اﻹنسان من الجنة وهبط على اﻷرض.
وليس من الصدفة أن قنديل البحر له أسطورة إغريقية شهيرة ، معروفة بإسمه العالمي ( ميدوسا ) ، حيث تقول اﻹسطورة أن الميدوسا كانت فتاة عذراء جميلة لها شكل عروسة بحر تعمل في خدمة معبد إلهة الحكمة (أثينا) ، ولكنها مارست الجنس مع إله البحار ( بوسيدون ) ، فغضبت منها إلهة الحكمة ومسختها على شكل إمرأة قبيحة لها رأس يخرج منها أفاعي عديدة ، وكل شخص ينظر في عينها يتحول إلى قطعة من اﻷحجار.
إذا تمعنا جيدا في عناصر هذه الأسطورة نجدها تعبر بشكل رمزي عن قصة حواء ونوعية الخطأ الذي إرتكبته ، فالعين كانت أهم أعضاء اﻹدراك عند حواء (وهكذا كانت أيضا مكانة الميدوسا في معبد إلهة الحكمة ) ولكن بسبب عدم إستخدام عين حواء بشكل صحيح أدى إلى ( ممارسة الفحشاء ) والخروج من الجنة ( الخروج من معبد إلهة الحكمة ) ، وتحولت العين من أداة تساعد في نمو الروح إلى أداة توقف النمو ( تحويل اﻷشخاص إلى حجارة عديمة الحياة).
بعد تمكن قنديل البحر في إثبات وجوده ككائن حي ليأخذ شكله الحقيقي الذي يمثل العدسة والقزحية ، يظهر كائن حي جديد يمثل الشكل المتطور الثاني للعين ، وهذا الحيوان هو الأخطبوط .
اﻷخطبوط يُعتبر حيوان لافقاري يتبع فصيلة رأسيات اﻷرجل ،ظهر قبل حوالي /٤٠٠/ مليون سنة على سطح اﻷرض . هذا الحيوان يعتبر بالنسبة لعلماء اﻷحياء من أغرب المخلوقات على اﻹطلاق ، وبعضهم يظن بأنه مخلوق فضائي يختلف عن جميع الكائنات الحية اﻷخرى ، فعدد الجينات الوراثية فيه يعتبر عدد ضخم جدا بالنسبة لشكله وحجمه ، فعددها هو (٣٣) ألف وهو أكبر من عدد الجينات عند اﻹنسان بعشرة ألاف جينة ( عند اﻹنسان ٢٣) ، ويعتبر ذكاء اﻷخطبوط عالي جدا بمقارنته مع جميع الكائنات اللافقارية اﻷخرى ،فهو الكائن الوحيد بينهم الذي يستخدم اﻷداة لتحقيق أغراضه ، وهذه صفة تعتبر خارقة الذكاء لكائن من شعبة الرخويات .
كلمة أخطبوط هي كلمة يونانية (χταπόδι) ولها نفس اللفظ تقريبا وتتألف من كلمتين (أوختا - بودي) ومعناها (ذو الثمانية - أرجل ) ، واﻷخطبوط فعلا يتألف من كتلة شبه نصف كروية تمثل الرأس يخرج منها ثمانية أرجل (الصورة ) ، إذا تمعنا جيدا في شكل الأخطبوط نجده وكأنه صلة الوصل بين قنديل البحر وعين اﻹنسان ،فأرجله الثمانية تمثل عضلات العين وأرجل قنديل البحر ، حيث نجد أيضا أنه يستخدم إثنين منها فقط في الحركة تماما كما هو في عضلات عين اﻹنسان ،عضلة رافعة الجفن العلوي وعضلة جوف العين المسؤولتان عن فتح وإغلاق العين. أما رأسه والذي يمثل جسم اﻷخطبوط فنجد انه يتألف من الملايين من الخلايا الحساسة والتي تمثل رمزا لخلايا شبكية العين ، حيث شبكية العين تتكون من عدة طبقات مكونة من أنواع مختلفة من الخلايا ، بعضها يعمل في الظلام وبعضها يعمل في الضوء ، حيث تستجيب لكل نوع من اﻷلوان لتعطي صورة دقيقة عن ألوان وشكل المشهد الذي تراه العين. اﻷخطبوط أيضا له نسيج سطحي معقد جدا من الخلايا حيث تغطي جلده ملايين من الخلايا الملونة تخضع لسيطرة النظام العصبي تسمح له في أقل من الثانية تغيير لونه إلى ألوان مختلفة لتأخذ نفس ألوان البيئة المحيطة به ، حيث هذه المقدرة كعملية تمويه تساعده في اﻹمساك بفريسته أو اﻹختباء من أعدائه (صورة).
ولكن أهم طرق دفاع الأخطبوط عن نفسه ضد أعدائه عندما يتعرض إلى الخطر هو عن طريق إفراز سائل غامق مثل الحبر تساعده على صنع سحابة قاتمة أمام عين أعدائه تمنعهم من رؤيته ، وتسمح له بالهروب. هذا المبدأ في محاولة دفاع اﻷخطبوط عن نفسه ، هو الذي سيتطور ليتحول هذا السائل المعتم إلى دموع شفافة في عين الإنسان .
جميع الثديات بشكل عام يوجد عندها نظام ﻹفراز الدموع ، ولكن نوعية أسباب إفراز الدموع في عين اﻹنسان تختلف نهائيا عن جميع الكائنات اﻷخرى ، ففي الحيوانات يكون وظيفة الدموع دور مادي فقط وهو حماية العين ، حيث يقوم الجفن بحمل سائل الدمع الذي تنتجه الغدة الدمعية إلى سطح العين بالكامل فتقوم بترطيب العين والجفن وتحميها من جفاف اﻷغشية المخاطية، فبهذه العملية أيضا يتم غسيل العين بمادة Lysozyme التي تعتبر معقم للدموع فتقوم بالقضاء على البكتريا والفيروسات والجراثيم التي تصيب العين والتي بدونها قد تصاب العين بالعمى . ولكن عند الإنسان فعدا عن الدور المادي للدموع هناك دور روحي يستخدمه الإنسان كسلاح للدفاع عن النفس (مثل الأخطبوط)، فرؤية الإنسان الدموع في عيون الآخرين يؤثر به عاطفيا ويدفعه إلى التوقف عن الإساءة لهم .
الأبحاث الحديثة والتي جعلت الأخطبوط في نظر بعض العلماء بأنه كائن فضائي ، أو كائن خارق ، لم تأتي عن عبث ولكن لتؤكد أن الأخطبوط يمثل رمز مهم جدا بين الكائنات الحية كونه يمثل رمز عين الإنسان والتي تُعتبر من أهم أنواع أجهزة الإدراك في الإنسان ، ولعل حادثة الأخطبوط (بول) الذي أستخدمه الألمان والذي شهرته إكتسحت كل أصقاع بلدان العالم في عام (٢٠١٠) ، حيث إستطاع الأخطبوط بول أن يتنبأ جميع نتائج المنتخب الألماني في مباريات كأس العالم لكرة القدم. وكانت جميع توقعاته صحيحة دون أن يرتكب أي خطأ . فهذه الحادثة ليست صدفة ولكن -ربما والله أعلم- هي علامة إلهية تؤكد صحة معلومة أن الأخطبوط ككأئن حي يمثل رمز تكوين العين والتي خلقها الله لتكون رمز البصيرة في رؤية علاقة التناغم بين الشكل والمضمون في كل شيء وكل حدث تراه عين الإنسان .
خلاصة الحديث : إذا تمعنا جيدا في تكوين العين سنجد أن جميع مكوناتها موجودة بشكلها الأولي في الكائنات الثلاثة التي ذكرناها (وحيدة الخلية الطحالب الدوارة ، قنديل البحر ، الأخطبوط) . فما حصل خلال تطور الحياة هو أن هذه المكونات الأولية قد إتحدت وإنتقلت عن طريق قوانين مشابهة لقوانين الفيزياء الكمومية إلى بقية الحيوانات لتقوم بتشكيل العين فيها .وعندما وصل كل جزء فيها إلى شكله المثالي إنتقلت في النهاية إلى عين الإنسان . أما منطق نظرية التطور الداروينية الحديثة بمراحلها الست في تطور العين والتي ذكرناها في بداية المقالة ، فهي نظرية خرافية كونها تجعل من وجود قنديل البحر والأخطبوط في النظام الحيوي وكأنها كائنات ظهرت بالصدفة وهذا المنطق يجعل من النظام الحيوي وكأنه نظام عشوائي ، حيث النظام العشوائي لا يمكن له أن يخلق كائن حي واحد فقط يُدعى إنسان يملك مهارات خارقة متنوعة جعلته يجعل من الكرة الأرضية وكأنها مدينة صغيرة سمحت له أن يُسيطر على النظام الحيوي بأكمله .
....... يتبع
وسوم: العدد 997