أيلول وموسيقا الروح
في أيلول يشيخ الشجر ليعلن من جديد ولادته، وكأنها الأولى! يهب الأرض ربيعا متنوع الألوان فيبهرنا جماله وكأنه الفصول كلها.
في أيلول تزداد السماء ابتهاجا، وتتهيأ لتنثر حبات لؤلؤها البيضاء. فيهزج الأطفال فرحا ويكثرون الرقص بصخب. لأنه موسم لكل طفل نشيط، يخيط بإبرته الناعمة مستقبلا باهرا. يدعو ذلك الصديق الخمول لحب حياة، يبدأ جمالها بصبر من أهم نتائجه النجاح.
فما أجملك أيلول العطاء، في أيلول فقط تشيح النساء بكل ما لديها من وسائد لتغطي منازل ألهبها حر الصيف وأغضب جدرانها شمسه المتعبة!
في أيلول فقط تقفر الشوارع من المارة شوقا، وتحضيرا لمدفأة تجمع قلوب بيوتها على الدفء والوفاء، وثرثرات من أحاديث الجدة لا تنتهي. تعيد لكل بيت حول مدفأة حب الحياة، في أيلول فقط استجمع نفسي، وأعود من جديد إلى فنجاني السادة لاحتسي قهوتي السادة يا سادة!.
وتبدأ موسيقاي الجميلة تعبث بتلك الروح لتجعلها مسمرة تبحث وترقب برفق ذبذباتها الناعمة، لتحررها من وحدتها وتهبها حالة بشرية فريدة، تنقلها إلى عالم ولادتها الأولى، إلى تلك الطفولة المفعمة بعالم الأحلام والخيال، ليبدأ ميلادها من جديد وكأنها تولد للتو وتبدأ دورة سنوية جديدة!
يحدث في أيلول فقط كما لم نعش حياة في أيلول تشبه أيلول!
##ولأيلول هذه الخصوصية الفريدة، لأنه شهر ميلادي.
وسوم: العدد 1047