من تجارب الحياة

من الغريب العجيب ، يغرق في السياسة   لشوشته ، ثم يسألك عن قناعة المثقف السياسية ، حلال لغيرنا  حرام علينا  ، مفارقة عجيبة يا أصحاب العقول الراقية ! .

 إن اختزال الحقائق الفكرية في تجربة واحدة ، أو نظرة واحدة ، يعد خنقا للفكر ذاته ، فالفكر ينمو ويزهر بالتنوع  والتعدد ، يزهر بالتقويم  والتعديل والتمحيص والمراجعة .

مع احترامي وتقديري للتحصيل الإشهادي، كونه محصلة لمسارات دراسية طويلة ، إلا أن التحصيل العلمي والتعمق فيه والإبحار في دقائقه شيء غير الشهادة ، لهذا وجب على طالب العلم أن يرتقي لمستوى أعلى يتجاوز حدود مذكرة التخرج ونيل الشهادة .

الناس تخلط بين التخصص الوظيفي وثقافتنا العامة ، فكوني مثقف  وملم ببعض المعارف العامة  لا تمكني تصدر رتبة المتخصص ، فهذا الخلط أضر كثيرا بمجتمعاتنا،  حيث أصبح ينتحل الكثير صفة المتخصص ، فتجاوزنا الإمام والطبيب والمهندس والأستاذ المربي ، والخبير في الاقتصاد والسياسة ، وهي مشكلة تحتاج منا  التصويب  .

أحيانا نرافق أشخاصا ليسوا على نسقنا في المواهب أو الخبرات أو حتى القناعات ،  فتحصل مشكلات  في التناغم والانسجام  ،  ويؤدي هذا  لضعف الأداء  وعدم تحقق الأهداف المرجوة ، فالانسجام والتوافق  على منظومة القيم معززة للمشاريع مقوية للأداء  .