اصنع السعادة بأشياء بسيطة
معظمنا يبحث له عن الراحة و الطمٱنة ، يبحث له عن فضاءات راحة القلب ،يبحث له عن الاستقرار وراحة البال، تجد الواحد منا يبحث له عن السكن و الهدوء ، جميعنا يبحث له عن الراحة النفسية مع أنس رفيق أو خليل .
وتلك الراحة نعمة مفقودة ، يبحث عنها أمثالي و غيري ، يبحث عنها كل محروم مكبل بأغلال المادة الموحشة ، في ظل حضارة ألغت كل المواثيق و الأعراف الإنسانية. .
وقد وجدنا مبعث راحة بالنا ميسورة في كلمات قد تنتشلنا من التعب النفسي المزعج ، لهذا كان اهتمام التربية قديما و حديثا ينصبّ حول بواعث السعادة الحقيقية ، التي تجعل الإنسان يشعر بمتعة الحياة و قيمتها ، تجعل الإنسان يعيش الرضى و المتعة و لو مع زهادة العيش ، لأنه امتلك روحا تشبعت بالعواطف الإنسانية الصادقة
في مقالي هذا حاولت التركيز على بعض الإضاءات البسيطة و أمثلة أعمال قد نحسبها قليلة النفع و لكن أثرها بالغ الأهمية في صناعة السعادة الحقيقية.
في حياتنا وجدت الكثير يهتم بالأمور الكبيرة المغرية ، يوجه كل الاهتمام لها ، في حين هناك أمور صغيرة ، لها أثر كبير في صناعة سعادة وفرحة لا تشترى بالمال .
وقد يظن الكثير أن المال وحده يصنع لنا الكثير من الأفراح ، و هو مهم ، و لكن لا يمكن له أن يشتري أنس ساعة ، ، لعل من يملكه يدرك ذلك، هي حقيقة غير مذاعة ، لكن العارفين يقرون بهذه الحقيقة .
فقد تصنع ابتسامة صادقة ما تعجز عنه صنوف المظاهر المادية ، ابتسامة تحمل برقيات إيجابية ، تصنع الأساليب لمن هو في حاجة إليها ، ابتسامة تصدر من وجه مشرق لا يعرف النفاق و الغدر و الحسد.
وقد تصنع هدية بسيطة قد تكون وردة تقطف من بستان بيت أو حديقة تهدى لمن هو في حاجة إليها ، تبعث في نفس حبيب أو قريب أو مريض ما يفعله الدواء النافع ، أو هدية بسيطة تدخل سرورا ما كنا ندرك أن السعادة تصنع بأشياء بسيطة.
و في أحيان نغفل أن اهتماما بسيطا و تفقد أحوال من هم في أمس الحاجة لرعاية نفسية ، تشعر المحتاج الذي يعيش العزلة بالأمان والاحتواء ، تشعر المرء أن إنسان له قيمة
و أن إهمال الترويح عن النفس يبعث الملل و الضجر ، و ننسى أن فسحة أو خرجة ترويح مع رفيق أو خل مقرب ، تزيل غنّا الكثير من ثقل الحياة وهمومها ، تكون فرصة لإزالة الكثير من منغصات حياتنا ، وقد وجدت أن الكثير ممن يعيشون العزلة النفسية بحاجة لملطفات يفرج مكبوتات العزلة المفروضة قصريا ..
و في ختام كلماتي الموجهة علينا أن ندرك أن السعادة تصنع بأفعالك بسيطة ، و أن سعادتنا بنت أيدينا نزرع ورودها في بساتين الحياة ، قد نصنعها بهمسة أو دعاء بظهر الغيب ، أو بلمسة رحمة لضعيف أو محتاج ، نصنعها بحب الخير لغيرنا كما نحبه لأنفسنا.
وسوم: العدد 1097