محنة الإسلام
م. عبد الله مليجي الدمياطي
الإسلام في محنة ولا نكون مبالغين ولا مغالين عندما نقول إن إسلامنا في محنة حقا فامتنا الإسلامية مريضة كسيرة تعيش في مؤخرة الأمم لا يقام لها وزن ولا حساب لقد طمع فينا واعتدى علينا واستخف بنا حثالة الشعوب
وشعوبنا لاهية تستطيب حياة الأمية وهذا هو واقع شعوبنا المرير التي لا تحسد عليه ولا تستحق حتى الرثاء لأنها بأيديها وضعت في هذا المكانة المهينة وأعجب من الذين يحملون الاستعمار وزر هذا التخلف ونتجاهل إننا الذين مكنا له استعمار أرضنا وديارنا بعد إن تخلينا عن الإسلام الصحيح الذي كان سدا منيعا في وجهه اى مستعمر
(وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض )
نعم لقد تخلينا عن إسلامنا بل وحاربناه أيضا وتركنا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل وأهملنا سنة محمد عليه الصلاة والسلام واستوردنا من الشرق ومن الغرب قوانين هي اقرب إلى الجاهلية (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنة رسوله ) فحاربنا كتاب الله وسنة رسوله فحاق بنا من العقاب اقل ما نستحق
فواقعنا مرير ونعانى من التخلف في جوانب حياتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والتشريعية فقد نسينا إن إسلامنا بناء كامل متكامل شامل نسينا إن إسلامنا دين ودولة عقيدة وشريعة نظام وسلوك نسينا إن إسلامنا جاء ليقيم دولة بنائها أساسه العقيدة ومنهجها كتاب الله وسنة رسوله واستعجب من اى دولة تدعى أنها دولة مسلمة لا تحكم شريعة الله فيها فهل انزل الله القرءان على رسوله لنتلوه فقط أم لنعمل به بمقتضى أوامره ونواهيه لماذا نخاف من شريعة الله التي تأمر بالعدل ولا يظلم في ظلها اى كائن لماذا نستبدل شريعة الله بقوانين جاهلية (افحكم الجاهلية يبغون )
والآيات التي تأمرنا بتطبيق شريعة الله كثيرة (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون )وفى أية أخرى فأولئك هما الظالمون وفى أية أخرى أولئك هما الفاسقون، الم يقرأ احد من الشعوب المسلمة هذه الآيات من قبل الم نقدر هذا العقاب من الله عز وجل الم نقدر هذه الأوصاف الصعبة الكفر والفسوق والظلم وهذا عقاب الله لنا إذا تخلينا عن شريعتة العادلة وهذا العقاب صارم لكنة عادل برغم صرامتة
وقد يسال البعض إذا كانت شريعة الله هي النظام الامثل للمسلمين فلماذا قابعة في الأسر مكبلة الأصفاد وطبقت مكانها قوانين وتشريعات وضعية استوردناه من الغرب تارة ومن الشرق تارة أخرى وتجاهل المسلمون وحكام المسلمون أوامر الله عز وجل بإتباع شريعتة وهذا لان شعوب المسلمين بعددهم الكبير أصبحت تشغل حيز من الفراغ وحكامنا الذين تجاهلوا أوامر الله وهذا لان شريعة الله تصادم مصالحهم والجميع يرى ألان في ظل ثورات الربيع العربي مدى استغلال الحكام الطغاة لمناصبهم كي يسرقوا أموال الشعب ويفسدوا في الأرض بمساعدة علماء الدين الذين ارتبطوا بالمناصب ودانوا نفسهم بالتبعية للحكام وأصبحوا أداة يستخدمها الحاكم لازلال شعبه بل ويعينوه على إقرار الباطل كي يظهر للناس في ثياب الحق
وفى النهاية أقول لكم ماذا رأيتم من الله حتى تكرهو شريعته؟
إن كان التخوف من الأفراد فقد حكى ربنا أنه لما ذهب سيدنا موسى إلى قومه وعارضوه أنه قام رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه فقال.. قال تعالى( وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم).