من جبل الزاوية إلى الزاوية
من جبل الزاوية إلى الزاوية
يحيى بشير حاج يحيى
سلام من صبا بردى أرق ( و دمعي هدّه حُبٌّ و شوقُ )
الأخت الليبية الغالية مدينة الزاوية :
جمع بيننا الإسلام و العروبة ، و فرقت بيننا الحواجز و الحدود بفعل أيدينا ؟! و باعد ما بيننا ما خلقه الله من طبيعة : أنهار و وديان و جبال ، فأنا في آسيا في بلاد الشام ، و أنت في إفريقية بأرض ليبيا .
استعرضت نقط الفروق و الالتقاء ، فوجدت الفروق لا تعدل شيئا أمام ما يجمعنا
فإن كان اسمي (جبل الزاوية ) فإني أضم بين جوانحي الحانية خمسا و ثلاثين قرية و بلدة عربية مسلمة . و أنت مدينة عربية مسلمة تسمى (الزاوية ) و هذا ليس من قبيل الصدف ؟!
و ليس مهما؛ أينا سبق بحمل هذا الاسم فأنا لم أحمل هذا الاسم لكون العباد و الصالحين و المنقطعين عن الناس ، يحبون الزوايا و يقيمون فيها ، فما من أحد في الشام يجهل أني احتضنت المجاهد إبراهيم هنانو و رجاله الأوفياء الذي يتعبدون الله بالجهاد و بمقاومة المحتل و يذكرون الله كثيرا عند لقاء العدو و مواجهته .
و أنت تحملين اسم (الزاوية) التي قام عليها الجهاد في ليبيا و حمل رايته شيوخ السنوسية الأماجد بعمل و جهاد و علم ، فكان من نبغائهم عمر المختار الذي لقى الله شهيدا.
عزيزتي :
في غفلة من الزمن - و الزمن لا يغفل - و لكن أهله ؟!!
تسلل إلينا طاغوت لم نعرف له أصلا يحمل أحقاد المجوس و فظاعات الصفويين ، ففعل الأفاعيل و ظن أن الأمر استقام له و لأبنائه و عشيرته التي تحميه و تؤويه ؟! ففوجئ بقناة لنا لا تلين ، و عزائم لا تستكين ، و فوجئنا بأن كل ما ثمّرناه من عرق و تعب و ما اقتُطع من أفواه أبنائنا لنجعله سلاحا نقاتل به عدونا ، قد نقله إلى صدرونا العارية ليقاتلنا به ؟!
أعلم أنك ستقولين و نحن كذلك فقد تسلط علينا مجنون دمر البلاد و أذل العباد و هدم ليبيا و جعلها وكراً لجنونه و مرتزقته و أعلم أنك ستقولين : اصبروا و صابروا فإن عاقبة الصبر الظفر .. فقد صبرنا وظفرنا ، و أن هؤلاء الطواغيت لهم أجل لا يتعدونه ... و أعلم .... و أعلم ..
و لكن لا بد للمصدور أن ينفث و للمخزون أن يتأوه .
سلام إلى الأحبة في الزاوية من جبل الزاوية
و عسى أن يجمعنا الله في يوم قريب
و ما ذلك على الله بعزيز