ميلاد فجر

نسرين صالح محمّد جرّار

 يبدو أنه مازال علينا أن ننتظر ...... فالقائمة ممتلئة ، والدور بعيد....

والطابور طويل ،.... ولكن المصطفين فيه مختلفون ... ، ففي أنحاء الدنيا هناك طوابيرٌ يصطفّ أصحابها لطلب طعامٍ أو رغيف خبزٍ.. أو معونة ، أو لركوب حافلةٍ ، أو لصرف شيك ، أما ( طابورنا ) هذا فأصحابه يطلبون حقاً طبيعيا سُلبوه ..، إنهم ليسوا كباقي البشر إنهم طلاب مجدٍ وحرية .

 الناس في بلدي يرضعون حب وطنهم مع حليب أمهاتهم ، الأطفال في بلدي رجالٌ رجال .. ، والنساء حرائر ماجدات ، أما رجالها فمشاريع شهادة ...

 لكن الشهادة قد تُخطئهم لتجعل منهم أسرى يقفون في طابور حرية .

 عبراتُ حرّى اختلطت بالأمس .. بعضها انسكب فرحةً بلقاء أو نشوة بالانتصار ، وبعضها انهمر حزنا لفراق أحبةٍ ما زالوا خلف القضبان .

نصرٌ وأي نصر

بطولةُ وأي بطولة

تضحية وإيثار ..

في بلدي نماذج قلما تتكرر ، روحٌ تُبذل رخيصةً لتهب الحياة لأسرى يغادرون مدافن الأحياء ، أمهات شهداءٍ يعانقن أمهات أسرى مهنئاتٍ بالفرج ... فروح ابنها التي قُدّمت قربانا على مذبح الحرية ...طَرِبَةً نشوى لخروج أسير .

 أما في بيتنا فقد ولد أملٌ ببزوغ فجر ..... لكن ولادة الفجر قد تعسّرت ... وألم قيد أسيرنا قد سرى في أجسادنا التي أتعبها انتظار زوال عتمة السجان .

 نار الشوق كوت أكبادنا ، ودموع ساخنة ملأت عيوننا ، أرواحنا العطشى لم ُتروَ بعد ، كنا ننتظر بأفئدةٍ ملأى بالرجاء عناقاً يمحو ألم عشرة أعوام ، حلمنا بطيف أسيرنا يعيد الحياة لقلبي والدين هدّ أركانهما معول غيابه .

 ليت ما بك يا أخي الصابر المصابر من طمأنينة و رضى يسري إلى قلوبنا ، إيمانك الراسخ بربك وبقضيتك يا إسلام سوف ينير ظلمة الزنزانة ، قوة عزيمتك ستحطم قيدك ، رضاك بقدَرك ، وصبرك سيهزم حقدهم ، ولن يطول العسر، فإن مع العسر يسرا .... إن مع العسر يسرا ، فأنت على موعدٍ مع الحرية ، وسيولد الفجر لا محالة .