اتق شر من أحسنت إليه
د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
قالو في المثل (إنك إن أكرمت الكريم ملكته وإنك أن أكرمت اللئيم تمردا)
عندما ضاقت الدنيا على الشيعة في لبنان 2006 لجأوا لسورية ومنها حوران وأكرموهم وأكرموا مثواهم , فكان الرد منهم عندما ضاقت على أهلنا في سورية تمردوا عليهم واشتركوا ويشتركون بقتلهم وذبحهم وتعذيبهم , فكان الخطأ الكبير من الشعب السوري أنك أكرمت لئيماً حاقدا فاسداً وكانت نتيجة اكرامك له هو مواقفهم الحقيرة تلك , فهل كان خطأ شعبي السوري الكريم , أم أنه نظر من زاوية أخرى هي الأخلاق العربية والإسلامية إغاثة الملهوف
مليوني عراقي أو يزيد وثلاثة أرباعهم من جماعة السيستاني الشيطان والهالكي , قابلهم في محنة الشعب السوري في ارسال كل مايستطيع لقتل من آوى شعبه ونجاهم من الموت الأكيد , هل تجدون لؤماً وحقارة فاقت تلك؟
حافظ الوحش تربى في اللاذقية ودرس مع أبنائها في مدارسهم وكل ذرة في جسمه وجسم عائلته من خيرها وهو وعائلته ومنبتها الخبيث لاتنتمي إلى الشعب السوري ومصدرها بلاد المجوس
فالآن ابنه النجس يرد الإكرام في افناء شعب بالكامل في اللاذقية
لو خسر السوريون الملايين ونرجوا من الله أن لايكون ذلك , ولكن إن كان لابد فعليهم التضحية بكل شيء حتى لايحكمهم هؤلاء اللئام ومن ساندهم ومن يدعمهم
فالسكوت عليهم معناها إكراماً لأخس وألأم بني البشر على الإطلاق , فهل هؤلاء يمثلون أبناء وطن سوري , عندما تنظر للؤمهم وقتلهم وقصفهم وما حصل في درعا سابقاً وحمص وحماة ودير الزور واللاذقية وجسر الشغور لايمكن لأي عاقل ولا حتى مجنون أن يقول هؤلاء من وطن اسمها سورية
إن قصف المدن وما يجري اليوم في اللاذقية والحولة وفي كل سورية , ومقارنة ذلك بالعصابات الهاجانا والتشيغن اليهودية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي , وتدمير وقتل وتهجير الفلسطينيين من مدنهم وقراهم , لن تجد فارقاً يذكر أبداً , مع فارق وحيد أولئك اليهود مغتصبون وليسوا بفلسطينيين , بينما هؤلاء سوريون ويقتلون السوريين
إن قلبي ينزف دماً على مايجري في مدينتي الحبيبة اللاذقية كما نزف قبلها وما زال ينزف على المدن التي سبقتها وما زالت تنزف مثلها
لم يتوانى شبابها وشيبها ورجالها ونسائها عن الوقوف مع أهلهم في كل بقاع الوطن , مع أنهم محاطون بكل أنواع الشرور وفي داخلهم , ولكن النخوة والبطولة والسعي للحرية جعلهم يتحدون كل شر فيها كأقرانهم في المحافظات الأخرى
لاتجزعي ياحبيبتي فأنت كما عهدناكي درة ماسية لن تجدين على الأرض لها مثيلاً في زاوية من ظل يعظم جمالك لانارة المكان كله , تتشابك أنوارك مع حمص وحماة ودير الزور وإدلب والحسكة والرقة وحوران ودمشق والقامشلي , فكل ذرة في بقعات وطني هي درر من ماس إن تحطمت الدرة كانت كل نثرة هي درة لوحدها
إخوانك كلهم معك ويقدمون الغالي كله نصرة لكي وللوطن حتى يعم النور فوق هذا التراب الطاهر , ويتم سحق اللئام بكل قوة ولا رحمة أبداً بعد الآن للئيم.